يشارك مبعوث الولايات المتحدة لقضايا المناخ جون كيري، اليوم (الثلاثاء)، في مؤتمر حول المناخ يعقد افتراضياً بمشاركة الصين وعشرات المسؤولين من دول الاتحاد الأوروبي وكندا. ويشكل الاجتماع أول تعاون مفترض بين الولايات المتحدة والصين، على الرغم من الاجتماع العاصف الذي جرى بين البلدين في ألاسكا الأسبوع الماضي. ومن المتوقع أن يناقش كيري مع المبعوث الصيني شيه زينهوا قضية التعاون في مجال المناخ، في ظل حرص البلدين على التنسيق في هذه القضية «الوجودية»، بحسب تصريحات الرئيس الصيني.
مؤتمر الثلاثاء، المعروف باسم المؤتمر الوزاري حول العمل المناخي، هو اجتماع سنوي للاقتصادات الرئيسية التي تنتج أكبر نسبة من الملوثات، وجاء إنشاؤه من قبل الصين والاتحاد الأوروبي وكندا، بعد انسحاب إدارة الرئيس الأميركي السابق دونالد ترمب من اتفاقية باريس للمناخ عام 2017. وتشكل مشاركة كيري في الاجتماع رسالة إلى أن الولايات المتحدة عادت إلى طاولة المناخ.
ونقلت صحيفة «وول ستريت جورنال» عن مسؤولين أن الحدث يمثل أول مشاركة رسمية بين كيري وشيه، منذ تولي بايدن منصبه، على الرغم من أن الاثنين تحدثا بشكل غير رسمي حول إمكانية إنشاء آلية أكثر رسمية للمشاركة في معالجة قضايا المناخ. كما أنه يعكس رغبة إدارة بايدن في التعاون مع الصين في قضايا المناخ ومواجهة وباء كورونا، رغم تنافسهما على النفوذ العالمي والسيطرة على التقنيات الحيوية.
يأتي ذلك في أعقاب المحادثات التي جرت الأسبوع الماضي في ألاسكا بين كبار مسؤولي الشؤون الخارجية الأميركيين والصينيين، الذين انتقدوا علانية حقوق الإنسان، والعدوان على الدول الأخرى، ودور الولايات المتحدة في العالم.
وأكدت وزارة الخارجية الصينية حضور كيري وشيه الاجتماع الافتراضي، لكنها لم تشر إلى احتمال عقد اجتماع منفصل بينهما. وبرز المناخ كمجال واعد للتعاون بين أكبر دولتين مصدرتين لانبعاثات غازات الاحتباس الحراري في العالم. وجعل بايدن المناخ قضية أولوية، وتعهد بجعل الولايات المتحدة زعيمة عالمية فيها وإعادة الدخول في اتفاقية باريس.
وكان الرئيس الصيني شي جينبينغ قد أعلن من جهته أنه يأخذ المناخ على محمل الجد، وأكد على حاجة الصين للحد من انبعاثات الكربون والوصول إلى الحياد الكربوني. وتتعرض إدارة بايدن لضغوط سياسية داخلية للالتزام بالموقف المتشدد الذي وعدت به بشأن الصين. وحذر المشرعون الجمهوريون وصقور الصين في المؤسسة الأمنية من أن كيري ومفاوضات المناخ قد تستخدم من قبل بكين كإسفين لتقسيم الإدارة وتخفيف نهجها.
وكان وزير الخارجية الأميركي أنتوني بلينكن قد وافق على ملاحظة السيناتور الجمهوري ميت رومني خلال جلسة استماع في يناير (كانون الثاني) الماضي، الذي قال له: «آمل ألا تميل أبداً إلى الاستسلام في استراتيجيتك فيما يتعلق بالصين من أجل الحصول على ميزة مناخية قد يكون الوزير كيري يروج لها». وكانت الصين قد أصدرت بياناً باللغة الصينية نشرته وكالة الأنباء الصينية الرسمية «شينخوا» السبت، بعد ختام اجتماعات بلينكن وسوليفان بنظيريهما الصينيين، قالت فيه إن واشنطن وبكين ستشكلان مجموعة عمل بشأن تغير المناخ.
في المقابل، انعكس التوتر الذي صاحب اجتماعات ألاسكا على منصات التواصل الاجتماعي الصينية؛ حيث استخدمت العبارات التي قالها المسؤولون الصينيون خلال الاجتماع كشعارات دعائية، طبعت على القمصان والمظلات وحقائب اليد والولاعات وحافظات الهواتف المحمولة التي تباع على منصات التجارة الإلكترونية الصينية. وانتقد وزير الخارجية الصيني يانغ جيتشي سياسات الولايات المتحدة الخارجية والتجارية والديمقراطية في الولايات المتحدة، في رد مدته 15 دقيقة، خرق البروتوكولات المعتمدة في مثل هذه اللقاءات، خلال اجتماعه ببلينكن، الخميس الماضي. وطبعت عبارات «الشعب الصيني لن يبتلع هذا» و«الولايات المتحدة ليست مؤهلة للتحدث إلى الصين» و«توقف عن التدخل في الشؤون الداخلية للصين»، على البضائع المباعة على المنصات الصينية كمنصة «علي بابا» و«تاوباو» و«بيندودو» وغيرها. ورغم أن وسائل التواصل الاجتماعي في الصين نشرت تعليقات تشيد بالطريقة التي تعامل بها المسؤولون الصينيون مع أول اجتماعاتهم المباشرة وجهاً لوجه مع مسؤولين من إدارة الرئيس بايدن، فإن الوفد الصيني وصف الاجتماع بأنه كان «مفيداً وجاء في الوقت المناسب»، فيما وصفته واشنطن بأنه «صعب ومباشر».
كيري يشارك في اجتماع حول المناخ مع الصين
غم «اجتماع ألاسكا» العاصف
كيري يشارك في اجتماع حول المناخ مع الصين
لم تشترك بعد
انشئ حساباً خاصاً بك لتحصل على أخبار مخصصة لك ولتتمتع بخاصية حفظ المقالات وتتلقى نشراتنا البريدية المتنوعة