«تمايز» بين «أمل» و«حزب الله» حول مواصفات الحكومة وسط دعم بري لموقف الحريري

حميّد لـ«الشرق الأوسط»: موقفنا لم يتغير لجهة تأييد المبادرة الفرنسية

رئيس حركة أمل نبيه بري (تويتر)
رئيس حركة أمل نبيه بري (تويتر)
TT

«تمايز» بين «أمل» و«حزب الله» حول مواصفات الحكومة وسط دعم بري لموقف الحريري

رئيس حركة أمل نبيه بري (تويتر)
رئيس حركة أمل نبيه بري (تويتر)

عكس موقف «حركة أمل»، التي يترأسها رئيس مجلس النواب نبيه بري، حول التمسك بحكومة الاختصاصيين غير الحزبيين أمس (الاثنين)، تمايزاً عن موقف حليفها «حزب الله» الذي قدم اقتراحاً جديداً في الأسبوع الماضي بتشكيل حكومة سياسية، في أول موقف متمايز منذ انطلاق مباحثات تشكيل الحكومة، رغم أن الحركة لا تعد ذلك تمايزاً ولا اختلافاً، بل تأكيد على المُتّفق عليه منذ تكليف سعد الحريري تشكيلها.
وتدعم «أمل» موقف الحريري المتمسك بحكومة اختصاصيين غير حزبيين، لا تضم أثلاثاً معطلة. وجدّدت تأكيدها أمس على هذا الطرح، بعد أيام قليلة على طرح أمين عام «حزب الله» حسن نصر الله على الرئيس المكلف تشكيل حكومة تكنوسياسية تحظى بتغطية سائر القوى السياسية لقراراتها، وقدمها في إطار «اقتراح»، من غير أن يرفض التزامه الأول الداعم لحكومة الاختصاصيين.
وجدد المكتب السياسي لـ«حركة أمل» بعد اجتماع عقده أمس، مطالبته بـ«الإسراع بتشكيل حكومة اختصاصيين غير حزبيين وفق ما تم التوافق عليه في المبادرة الفرنسية بعيداً عن منطق الأعداد والحصص المعطلة وتحوز ثقة المجلس النيابي وكتله، وتكون قادرة وبسرعة على إطلاق ورشة الإصلاح الاقتصادي والمالي والنقدي، ولديها القدرة على إعادة ثقة اللبنانيين بوطنهم، وتعزيز علاقات لبنان الخارجية ومع المؤسسات الدولية، وإدارة حوار بناء ومسؤول لإعداد حفظ الخروج من الأزمة».
وإثر تفسير كثيرين أن موقف الحركة متمايز عن موقف حليفه «حزب الله»، رفض عضو كتلة «التنمية والتحرير» (حركة أمل) النائب أيوب حميّد أن يكون هناك أي تمايز في الموقف، مؤكداً لـ«الشرق الأوسط» أن «موقفنا لم يتغير». وأوضح أن الحركة «تؤيد مضمون المبادرة الفرنسية، ولا زلنا على موقفنا»، لافتاً في الوقت نفسه إلى أن أمين عام الحزب «قال بوضوح إنه يؤيد هذا الطرح، لكنه قدم وجهة نظر أخرى لإنجاح الحكومة تكون تكنوسياسية من غير أن يرفض التزامه الأول»، وبالتالي «فإن موقفنا ليس تمايزاً» طالما أن الحزب لم يغير موقفه الأول.
وقال حميد: «قناعاتنا نعبّر عنها كل يوم حيث نشدد على ضرورة تشكيل حكومة بأسرع وقت ممكن كي تثق الناس فينا كدولة، أما التفاصيل المتعلقة بها فهي مرتبطة بالتفاهمات بين رئيس الجمهورية ميشال عون والرئيس المكلف سعد الحريري»، مشدداً على أنه «بالنسبة إلينا، نريد حكومة اليوم قبل الغد».
ويمثل «حركة أمل» و«حزب الله» «الثنائي الشيعي» في لبنان، ويتسمان بمواقف متطابقة في العناوين الاستراتيجية مثل المقاومة والعلاقة مع سوريا، ولطالما خاضا الانتخابات النيابية منذ عام 1992 على قوائم مشتركة، لكنهما يتمايزان في بعض المواقف السياسية الداخلية، لا سيما التحالفات السياسية. ففيما تسمي «حركة أمل» على الدوام الرئيس الحريري لتشكيل الحكومات، لم يسمه الحزب في الاستشارات النيابية الملزمة بتاتاً، وكان آخرها في استشارات أكتوبر (تشرين الأول) الماضي التي أفضت إلى تكليف الحريري بتشكيل الحكومة.
وإذ أكدت مصادر مطلعة على موقف الطرفين أن الحزب والحركة «متوافقان على نص المبادرة الفرنسية بمعزل عن الطرح غير الملزم لنصر الله أخيراً»، رافضة التمايز بينهما على ضرورة تشكيل حكومة سريعاً، لفتت إلى أن التفاوت بين موقفيهما حول تسمية الحريري «لا يفسد بالود قضية». وقالت المصادر لـ«الشرق الأوسط» إن التمايز حول السياسة الداخلية «يؤكد أن وجهتي نظرهما غير متطابقتين بالكامل داخلياً، رغم تطابقهما بالمواقف الاستراتيجية التي لم يفترقا فيها بتاتاً».
وينسحب التمايز حول موقفيهما من التغييرات في حاكمية مصرف لبنان، إذ كان نصر الله توقف في خطابه الأخير عند رفض الرئيس بري، من دون أن يسميه، لإقالة حاكم مصرف لبنان رياض سلامة في الصيف الماضي، منعاً لأن يتدهور سعر صرف الدولار فوراً ويصل إلى 15 ألف ليرة للدولار الواحد، محملاً سلامة مسؤولية عدم اتخاذ إجراءات للحد من تدهور سعر الصرف. لكن في المقابل، تبرر «أمل» لتلك الخطوة أنه في ذلك الوقت لم يكن المجلس المركزي لمصرف لبنان قد تم تعيينه بعد، ولولا الاعتراض على المسّ بموقع الحاكمية بغياب مجلس مركزي للمصرف لكانت الليرة تدهورت منذ ذلك الوقت على الفور.
وأكد المكتب السياسي لـ«أمل» أمس «أننا كنا في موقع الدفاع عن استقرار الصرف في ظل غياب مجلس مركزي للمصرف ولجنة رقابة على المصارف، وحذرنا من الارتجال في أي قرار يؤدي إلى مثل هذا التدهور»، مضيفاً: «لكن الوضع المختلف اليوم مع وجود هيئات مكتملة والنتائج الكارثية والعجز عن اتخاذ إجراءات حقيقية، تجعلنا نضم الصوت مع كل المتضررين لتحمل الجميع مسؤوليته مما يحصل، والذي يهدف إلى ضرب ما تبقى من قدرة لدى اللبنانيين، وإلى خراب البلد وقطاعاته وفقدان الأمل به الذي لا يخدم إلا العدو الإسرائيلي والذي يتوسع أكثر على مستوى المنطقة اقتصادياً ومالياً». وذكر المكتب السياسي أن «أحد أبرز الأسباب لهذا التدهور هو غياب الإدارة السياسية المسؤولة عن ضبط واتخاذ الإجراءات في حق المسؤولين عن هذا الوضع ودون استثناء».



نيجيريا تقترب من توقيع اتفاقيات عسكرية مع السعودية لتعزيز الأمن ومكافحة الإرهاب

وزير الدولة النيجيري ونائب وزير الدفاع السعودي في الرياض (واس)
وزير الدولة النيجيري ونائب وزير الدفاع السعودي في الرياض (واس)
TT

نيجيريا تقترب من توقيع اتفاقيات عسكرية مع السعودية لتعزيز الأمن ومكافحة الإرهاب

وزير الدولة النيجيري ونائب وزير الدفاع السعودي في الرياض (واس)
وزير الدولة النيجيري ونائب وزير الدفاع السعودي في الرياض (واس)

كشف وزير الدولة لشؤون الدفاع النيجيري، الدكتور بلو محمد متولي، لـ«الشرق الأوسط»، عن اقتراب بلاده من توقيع اتفاقيات عسكرية مع السعودية، بشأن برامج التدريب المشتركة، ومبادرات بناء القدرات، لتعزيز قدرات القوات المسلحة، فضلاً عن التعاون الأمني ​​الثنائي، بمجال التدريب على مكافحة الإرهاب، بجانب تبادل المعلومات الاستخبارية.

وقال الوزير إن بلاده تعمل بقوة لترسيخ الشراكة الاستراتيجية بين البلدين، «حيث ركزت زيارته إلى السعودية بشكل أساسي، في بحث سبل التعاون العسكري، والتعاون بين نيجيريا والجيش السعودي، مع وزير الدفاع السعودي الأمير خالد بن سلمان».

الدكتور بلو محمد متولي وزير الدولة لشؤون الدفاع النيجيري (فيسبوك)

وأضاف قائلاً: «نيجيريا تؤمن، عن قناعة، بقدرة السعودية في تعزيز الاستقرار الإقليمي والتزامها بالأمن العالمي. وبالتالي فإن الغرض الرئيسي من زيارتي هو استكشاف فرص جديدة وتبادل الأفكار، وسبل التعاون وتعزيز قدرتنا الجماعية على معالجة التهديدات الأمنية المشتركة».

وعن النتائج المتوقعة للمباحثات على الصعيد العسكري، قال متولي: «ركزت مناقشاتنا بشكل مباشر على تعزيز التعاون الأمني ​​الثنائي، لا سيما في مجال التدريب على مكافحة الإرهاب وتبادل المعلومات الاستخبارية»، وتابع: «على المستوى السياسي، نهدف إلى ترسيخ الشراكة الاستراتيجية لنيجيريا مع السعودية. وعلى الجبهة العسكرية، نتوقع إبرام اتفاقيات بشأن برامج التدريب المشتركة ومبادرات بناء القدرات التي من شأنها أن تزيد من تعزيز قدرات قواتنا المسلحة».

وتابع متولي: «أتيحت لي الفرصة لزيارة مقر التحالف الإسلامي العسكري لمحاربة الإرهاب في الرياض أيضاً، حيث التقيت بالأمين العام للتحالف الإسلامي العسكري لمكافحة الإرهاب، اللواء محمد بن سعيد المغيدي، لبحث سبل تعزيز أواصر التعاون بين البلدين، بالتعاون مع الدول الأعضاء الأخرى، خصوصاً في مجالات الأمن ومكافحة الإرهاب».

مكافحة الإرهاب

في سبيل قمع الإرهاب وتأمين البلاد، قال متولي: «حققنا الكثير في هذا المجال، ونجاحنا يكمن في اعتماد مقاربات متعددة الأبعاد، حيث أطلقنا أخيراً عمليات منسقة جديدة، مثل عملية (FANSAN YAMMA) التي أدت إلى تقليص أنشطة اللصوصية بشكل كبير في شمال غربي نيجيريا».

ولفت الوزير إلى أنه تم بالفعل القضاء على الجماعات الإرهابية مثل «بوكو حرام» و«ISWAP» من خلال عملية عسكرية سميت «HADIN KAI» في الجزء الشمالي الشرقي من نيجيريا، مشيراً إلى حجم التعاون مع عدد من الشركاء الدوليين، مثل السعودية، لتعزيز جمع المعلومات الاستخبارية والتدريب.

وحول تقييمه لمخرجات مؤتمر الإرهاب الذي استضافته نيجيريا أخيراً، وتأثيره على أمن المنطقة بشكل عام، قال متولي: «كان المؤتمر مبادرة مهمة وحيوية، حيث سلّط الضوء على أهمية الجهود الجماعية في التصدي للإرهاب».

وزير الدولة النيجيري ونائب وزير الدفاع السعودي في الرياض (واس)

وتابع الوزير: «المؤتمر وفر منصة للدول لتبادل الاستراتيجيات والمعلومات الاستخبارية وأفضل الممارسات، مع التأكيد على الحاجة إلى جبهة موحدة ضد شبكات الإرهاب، حيث كان للمؤتمر أيضاً تأثير إيجابي من خلال تعزيز التعاون الأعمق بين الدول الأفريقية وشركائنا الدوليين».

ويعتقد متولي أن إحدى ثمرات المؤتمر تعزيز الدور القيادي لبلاده في تعزيز الأمن الإقليمي، مشيراً إلى أن المؤتمر شدد على أهمية الشراكات الاستراتيجية الحيوية، مثل الشراكات المبرمة مع التحالف الإسلامي العسكري لمكافحة الإرهاب (IMCTC).

الدور العربي ـ الأفريقي والأزمات

شدد متولي على أهمية تعظيم الدور العربي الأفريقي المطلوب لوقف الحرب الإسرائيلية على فلسطين ولبنان، متطلعاً إلى دور أكبر للعرب الأفارقة، في معالجة الصراع الإسرائيلي الفلسطيني، على العرب الأفارقة أن يعملوا بشكل جماعي للدعوة إلى وقف إطلاق النار، وتقديم الدعم والمساعدات الإنسانية للمواطنين المتضررين.

وأكد متولي على أهمية استغلال الدول العربية الأفريقية أدواتها في أن تستخدم نفوذها داخل المنظمات الدولية، مثل «الأمم المتحدة» و«الاتحاد الأفريقي»؛ للدفع بالجهود المتصلة من أجل التوصل إلى حل عادل.

وحول رؤية الحكومة النيجيرية لحل الأزمة السودانية الحالية، قال متولي: «تدعو نيجيريا دائماً إلى التوصل إلى حل سلمي، من خلال الحوار والمفاوضات الشاملة التي تشمل جميع أصحاب المصلحة في السودان»، مقراً بأن الدروس المستفادة من المبادرات السابقة، تظهر أن التفويضات الواضحة، والدعم اللوجيستي، والتعاون مع أصحاب المصلحة المحليين أمر بالغ الأهمية.

وأضاف متولي: «حكومتنا مستعدة للعمل مع الشركاء الإقليميين والدوليين، لضمان نجاح أي مبادرات سلام بشأن الأزمة السودانية، وبوصفها رئيسة للجماعة الاقتصادية لدول غرب أفريقيا والاتحاد الأفريقي، تدعم نيجيريا نشر الوسطاء لتسهيل اتفاقات وقف إطلاق النار والسماح بوصول المساعدات الإنسانية».

وفيما يتعلق بفشل المبادرات المماثلة السابقة، وفرص نجاح نشر قوات أفريقية في السودان؛ للقيام بحماية المدنيين، قال متولي: «نجاح نشر القوات الأفريقية مثل القوة الأفريقية الجاهزة (ASF) التابعة للاتحاد الأفريقي في السودان، يعتمد على ضمان أن تكون هذه الجهود منسقة بشكل جيد، وممولة بشكل كافٍ، ومدعومة من قِبَل المجتمع الدولي».

ولفت متولي إلى تفاؤل نيجيريا بشأن هذه المبادرة بسبب الإجماع المتزايد بين الدول الأفريقية على الحاجة إلى حلول بقيادة أفريقية للمشاكل الأفريقية، مبيناً أنه بدعم من الاتحاد الأفريقي والشركاء العالميين، فإن هذه المبادرة لديها القدرة على توفير الحماية التي تشتد الحاجة إليها للمدنيين السودانيين، وتمهيد الطريق للاستقرار على المدى الطويل.