السيسي يوجه بدعم المرأة وتسريع «منع زواج الأطفال»

تعهد قانون أحوال شخصية «متوازن» عبر حوار مجتمعي

السيسي خلال احتفالية «تكريم المرأة المصرية» أمس (الرئاسة المصرية)
السيسي خلال احتفالية «تكريم المرأة المصرية» أمس (الرئاسة المصرية)
TT

السيسي يوجه بدعم المرأة وتسريع «منع زواج الأطفال»

السيسي خلال احتفالية «تكريم المرأة المصرية» أمس (الرئاسة المصرية)
السيسي خلال احتفالية «تكريم المرأة المصرية» أمس (الرئاسة المصرية)

وجه الرئيس المصري، عبد الفتاح السيسي، أمس، بإجراءات اجتماعية واقتصادية وقانونية لدعم المرأة المصرية، بينها سرعة إصدار قانون يمنع زواج الأطفال، وتسهيل ما يلزم من تدابير مالية تدعم تمكين المرأة اقتصادياً، لا سيما المرأة المعيلة، والقضاء على ظاهرة «الغارمات». كما تعهد بإصدار قانون جديد «متوازن» للأحوال الشخصية، عبر «حوار مجتمعي يلبي كل المطالب».
وشهد السيسي، أمس، في مركز «المنارة» للمؤتمرات بالقاهرة، احتفالية لـ«تكريم المرأة المصرية والأم المثالية 2021» بمناسبة «عيد الأم»، بحضور عدد من الوزراء وكبار رجال الدولة.
وعد السيسي الاحتفال بيوم المرأة المصرية بمثابة «درع سنوي تمنحه الدولة للمرأة المصرية تقديراً لما تقوم به من جهود يومية للمشاركة في بناء الوطن»، مؤكداً أنه منذ توليه المسؤولية (2014) جعل من دعم المرأة «محوراً أساسياً في خطة الدولة الشاملة للتنمية».
ووجه السيسي بقيام مجلس النواب باتخاذ اللازم نحو سرعة إصدار مشروع قانون يمنع زواج الأطفال، من خلال قانون مستقل ينص صراحة على السن القانوني للزواج. كما وجه البنك المركزي بدراسة واتخاذ ما يلزم من إجراءات لمنع التمييز ضد المرأة فيما يتعلق بمنح القروض، وتسهيل ما يلزم من تدابير مالية تدعم تمكين المرأة اقتصادياً، لا سيما المرأة المعيلة».
وضمن إجراءات جديدة عن المرأة، طالب السيسي وزارة النقل باتخاذ الإجراءات اللازمة من أجل ضمان أمن وسلامة المرأة في وسائل المواصلات العامة كافة، ووجه جهاز تنمية المشروعات الصغيرة والمتوسطة، ووزارتي التضامن الاجتماعي والزراعة، باتخاذ ما يلزم من إجراءات كفيلة بمساندة المرأة، في إطار البرامج الإنتاجية والتثقيف المالي التي يتم تنفيذها.
وشدد على ضرورة اتخاذ ما يلزم من إجراءات للقضاء على ظاهرة «الغارمات»، وإطلاق ما يلزم من مبادرات في هذا الشأن، بالتنسيق مع الجهات المعنية، وطالب بتحسين مشاركة المرأة في المراكز القيادية ومجالس إدارات المؤسسات العامة والخاصة.
وتعهد السيسي بأن يخرج قانون الأحوال الشخصية الجديد بـ«صورة متوازنة من خلال حوار مجتمعي يلبي كل المطالب»، وقال: «أطمئنكم في نقطة قانون الأحوال الشخصية: نحن حريصون على أن نسمع من الجميع»، مؤكداً الحرص على أن يكون القانون على مسافة واحدة من الأم والأب، فيما يتعلق بالعناصر التي يتضمنها القانون كافة، وليس فقط فيما يخص حق الرؤية بالنسبة للأسر التي لم توفق في حياتها، وضرورة أن تكون هناك فرصة سهلة، وليست معقدة، لرؤية الأبناء أو البنات.
وشدد السيسي على أن مؤسسات الدولة كافة، سواء الأزهر أو البرلمان أو مجلس الشيوخ أو الحكومة، حريصة على القانون الذي سيصدر لأن «الهدف من القانون هو مصلحة الناس، وليس شيئاً آخر». ونوه الرئيس المصري بمبادرة «حياة كريمة» التي تستهدف السيدة المصرية وأبنائها، من خلال توفير السكن اللائق الآمن، خاصة ممن كانوا يعيشون في ظروف غير مناسبة وفي بيئة خطرة. وتابع: «مبادرة (حياة كريمة) بدأت منذ عامين، ولكن وجدنا أننا نحتاج إلى أن نأخذ قفزة كبيرة جداً»، لافتاً إلى أنه وفقاً للحصر الأولي الذي عرضه رئيس الوزراء مصطفى مدبولي، فإن هناك حاجة إلى بناء 100 ألف وحدة سكنية تليق بالأسر المصرية في 1500 قرية.



نزيف بشري للجماعة الحوثية رغم توقف المعارك

مقبرة أنشأتها الجماعة الحوثية لقتلاها في صنعاء (أ.ف.ب)
مقبرة أنشأتها الجماعة الحوثية لقتلاها في صنعاء (أ.ف.ب)
TT

نزيف بشري للجماعة الحوثية رغم توقف المعارك

مقبرة أنشأتها الجماعة الحوثية لقتلاها في صنعاء (أ.ف.ب)
مقبرة أنشأتها الجماعة الحوثية لقتلاها في صنعاء (أ.ف.ب)

شيّعت الجماعة الحوثية خلال الأسبوع الماضي أكثر من 15 قتيلاً من قيادييها العسكريين والأمنيين من دون إعلان ملابسات سقوطهم. ورغم توقف المعارك العسكرية مع القوات الحكومية اليمنية في مختلف الجبهات؛ فإن النزيف البشري المستمر لقياداتها وعناصرها يثير التساؤلات عن أسبابه، بالتزامن مع مقتل العديد من القادة في خلافات شخصية واعتداءات على السكان.

ولقي قيادي بارز في صفوف الجماعة مصرعه، الأحد، في محافظة الجوف شمال شرقي العاصمة صنعاء في كمين نصبه مسلحون محليون انتقاماً لمقتل أحد أقاربهم، وذلك بعد أيام من مقتل قيادي آخر في صنعاء الخاضعة لسيطرة الجماعة، في خلاف قضائي.

وذكرت مصادر قبلية في محافظة الجوف أن القيادي الحوثي البارز المُكنى أبو كمال الجبلي لقي مصرعه على يد أحد المسلحين القبليين، ثأراً لمقتل أحد أقاربه الذي قُتل في عملية مداهمة على أحد أحياء قبيلة آل نوف، التي ينتمي إليها المسلح، نفذها القيادي الحوثي منذ أشهر، بغرض إجبار الأهالي على دفع إتاوات.

من فعالية تشييع أحد قتلى الجماعة الحوثية في محافظة حجة دون الإعلان عن سبب مقتله (إعلام حوثي)

ويتهم سكان الجوف القيادي القتيل بممارسات خطيرة نتج عنها مقتل عدد من أهالي المحافظة والمسافرين وسائقي الشاحنات في طرقاتها الصحراوية واختطاف وتعذيب العديد منهم، حيث يتهمونه بأنه كان «يقود مسلحين تابعين للجماعة لمزاولة أعمال فرض الجبايات على المركبات المقبلة من المحافظات التي تسيطر عليها الحكومة، وتضمنت ممارساته الاختطاف والتعذيب والابتزاز وطلب الفدية من أقارب المختطفين أو جهات أعمالهم».

وتقول المصادر إن الجبلي كان يعدّ مطلوباً من القوات الحكومية اليمنية نتيجة ممارساته، في حين كانت عدة قبائل تتوعد بالانتقام منه لما تسبب فيه من تضييق عليها.

وشهدت محافظة الجوف مطلع هذا الشهر اغتيال قيادي في الجماعة، يُكنى أبو علي، مع أحد مرافقيه، في سوق شعبي بعد هجوم مسلحين قبليين عليه، انتقاماً لأحد أقاربهم الذي قُتِل قبل ذلك في حادثة يُتهم أبو علي بالوقوف خلفها.

في الآونة الأخيرة تتجنب الجماعة الحوثية نشر صور فعاليات تشييع قتلاها في العاصمة صنعاء (إعلام حوثي)

وتلفت مصادر محلية في المحافظة إلى أن المسلحين الذين اغتالوا أبو علي يوالون الجماعة الحوثية التي لم تتخذ إجراءات بحقهم، مرجحة أن تكون عملية الاغتيال جزءاً من أعمال تصفية الحسابات داخلياً.

قتل داخل السجن

وفي العاصمة صنعاء التي تسيطر عليها الجماعة الحوثية منذ أكثر من 10 سنوات، كشفت مصادر محلية مطلعة عن مقتل القيادي الحوثي البارز عبد الله الحسني، داخل أحد السجون التابعة للجماعة على يد أحد السكان المسلحين الذي اقتحم السجن الذي يديره الحسني بعد خلاف معه.

وتشير المصادر إلى أن الحسني استغل نفوذه للإفراج عن سجين كان محتجزاً على ذمة خلاف ينظره قضاة حوثيون، مع المتهم بقتل الحسني بعد مشادة بينهما إثر الإفراج عن السجين.

وكان الحسني يشغل منصب مساعد قائد ما يسمى بـ«الأمن المركزي» التابع للجماعة الحوثية التي ألقت القبض على قاتله، ويرجح أن تجري معاقبته قريباً.

وأعلنت الجماعة، السبت الماضي، تشييع سبعة من قياداتها دفعة واحدة، إلى جانب ثمانية آخرين جرى تشييعهم في أيام متفرقة خلال أسبوع، وقالت إنهم جميعاً قتلوا خلال اشتباكات مسلحة مع القوات الحكومية، دون الإشارة إلى أماكن مقتلهم، وتجنبت نشر صور لفعاليات التشييع الجماعية.

جانب من سور أكبر المستشفيات في العاصمة صنعاء وقد حولته الجماعة الحوثية معرضاً لصور قتلاها (الشرق الأوسط)

ويزيد عدد القادة الذين أعلنت الجماعة الحوثية عن تشييعهم خلال الشهر الجاري عن 25 قيادياً، في الوقت الذي تشهد مختلف جبهات المواجهة بينها وبين القوات الحكومية هدوءاً مستمراً منذ أكثر من عامين ونصف.

ورعت الأمم المتحدة هدنة بين الطرفين في أبريل (نيسان) من العام قبل الماضي، ورغم أنها انتهت بعد ستة أشهر بسبب رفض الجماعة الحوثية تمديدها؛ فإن الهدوء استمر في مختلف مناطق التماس طوال الأشهر الماضية، سوى بعض الاشتباكات المحدودة على فترات متقطعة دون حدوث أي تقدم لطرف على حساب الآخر.

قتلى بلا حرب

وأقدمت الجماعة الحوثية، أخيراً، على تحويل جدران سور مستشفى الثورة العام بصنعاء، وهو أكبر مستشفيات البلاد، إلى معرض لصور قتلاها في الحرب، ومنعت المرور من جوار السور للحفاظ على الصور من الطمس، في إجراء أثار حفيظة وتذمر السكان.

وتسبب المعرض في التضييق على مرور المشاة والسيارات، وحدوث زحام غير معتاد بجوار المستشفى، ويشكو المرضى من صعوبة وصولهم إلى المستشفى منذ افتتاح المعرض.

ويتوقع مراقبون لأحوال الجماعة الحوثية أن يكون هذا العدد الكبير من القيادات التي يجري تشييعها راجعاً إلى عدة عوامل، منها مقتل عدد منهم في أعمال الجباية وفرض النفوذ داخل مناطق سيطرة الجماعة، حيث يضطر العديد من السكان إلى مواجهة تلك الأعمال بالسلاح، ولا يكاد يمرّ أسبوع دون حدوث مثل هذه المواجهات.

ترجيحات سقوط عدد كبير من القادة الحوثيين بغارات الطيران الأميركي والبريطاني (رويترز)

ويرجح أن يكون عدد من هؤلاء القادة سقطوا بقصف الطيران الحربي للولايات المتحدة الأميركية وبريطانيا اللتين شكلتا منذ قرابة عام تحالفاً عسكرياً للرد على استهداف الجماعة الحوثية للسفن التجارية وطرق الملاحة في البحر الأحمر، وتنفذان منذ ذلك الحين غارات جوية متقطعة على مواقع الجماعة.

كما تذهب بعض الترجيحات إلى تصاعد أعمال تصفية الحسابات ضمن صراع وتنافس الأجنحة الحوثية على النفوذ والثروات المنهوبة والفساد، خصوصاً مع توقف المعارك العسكرية، ما يغري عدداً كبيراً من القيادات العسكرية الميدانية بالالتفات إلى ممارسات نظيرتها داخل مناطق السيطرة والمكاسب الشخصية التي تحققها من خلال سيطرتها على أجهزة ومؤسسات الدولة.

وبدأت الجماعة الحوثية خلال الأسابيع الماضية إجراءات دمج وتقليص عدد من مؤسسات وأجهزة الدولة الخاضعة لسيطرتها، في مساعِ لمزيد من النفوذ والسيطرة عليها، والتخفيف من التزاماتها تجاه السكان بحسب المراقبين.