المصرية نوال السعداوي ترحل تاركة تراثاً «نسوياً»... وآراء جدلية

جانب من مشاركة السعداوي في مظاهرات ميدان التحرير عام 2011 (إ.ب.أ)
جانب من مشاركة السعداوي في مظاهرات ميدان التحرير عام 2011 (إ.ب.أ)
TT

المصرية نوال السعداوي ترحل تاركة تراثاً «نسوياً»... وآراء جدلية

جانب من مشاركة السعداوي في مظاهرات ميدان التحرير عام 2011 (إ.ب.أ)
جانب من مشاركة السعداوي في مظاهرات ميدان التحرير عام 2011 (إ.ب.أ)

غيب الموت الكاتبة الأديبة المصرية نوال السعداوي، أمس (الأحد)، عن عمر ناهز الـ90 عاماً، ليرتبط تاريخ وفاتها باحتفالات المرأة في شهر مارس (آذار)، وهي التي كرست حياتها ومشروعها الفكري لقضايا تحريرها، بما جعل اسمها يرتبط بكثير من المواقف الفكرية النسوية المثيرة للجدل.
ونعت وزارة الثقافة المصرية الكاتبة، أمس، وقالت الدكتورة إيناس عبد الدايم، وزيرة الثقافة المصرية، في بيان صحافي، إن «نوال السعداوي اهتمت بكثير من القضايا الاجتماعية، ووضعت مؤلفات تضمنت آراء صنعت حراكاً فكرياً كبيراً، وتوجهت بالعزاء لأسرتها وأصدقائها، داعية الله أن يتغمد الفقيدة برحمته».
وكانت الدكتورة منى حلمي، نجلة الدكتورة نوال السعداوي، قد أعلنت تدهور الحالة الصحية لوالدتها التي نُقلت قبل وفاتها لإحدى المستشفيات الخاصة، وذكرت أن والدتها تعاني صعوبة في بلع الطعام، موجهة رسالة إلى وزارتي الصحة والثقافة للمطالبة بعلاج والدتها على نفقة الدولة.
نوال السعداوي، المولودة في شهر أكتوبر (تشرين الأول) من عام 1931، في قرية كفر طلحة بمركز بنها بمحافظة القليوبية (دلتا مصر)، تخرجت في كلية الطب بجامعة القاهرة، متخصصة في الأمراض الصدرية، وجمعت بين الطب والكتابة التي شملت ألواناً أدبية شتى، كالقصة والرواية والمسرح، علاوة على كتبها الفكرية التي كرستها للدفاع عن حقوق الإنسان بشكل عام، وحقوق المرأة بشكل خاص، لا سيما مناداتها بالمساواة، وتجريم ختان الإناث، لتصبح واحدة من أهم الكاتبات المصريات والأفريقيات على مدار تاريخها. وقد كرمت بكثير من الجوائز المهمة، على غرار «لشبونة بين الشمال والجنوب» و«إينانا الدولية» من بلجيكا، و«ستيغ داغيرمان» من السويد، و«رابطة الأدب الأفريقي»، و«جبران» الأدبية، وجائزة من جمعية الصداقة العربية - الفرنسية، وأخرى من المجلس الأعلى للفنون والعلوم الاجتماعية.
وفي مثل هذا الشهر من العام الماضي، اختارت مجلة «تايم» الأميركية الكاتبة المصرية نوال السعداوي، مع آخرين، في يوم المرأة العالمي، ضمن قائمة الـ100 امرأة الأكثر تأثيراً في العالم لعام 2020. ولم يكن احتفاء «تايم» في هذا العام هو الأول بالسعداوي، فقد سبق أن أفردت غلافها لصورتها عام 1981، في مواكبة لتعرضها للسجن في عهد الرئيس المصري الراحل أنور السادات بسبب آرائها التي أثارت جدلاً واسعاً مصرياً وعربياً، وإعلانها رفض اتفاقية «كامب ديفيد» مع إسرائيل، الأمر الذي كلفها وقتها إقالتها من عملها، إذ كانت مديرة لإدارة الصحة العامة في مصر، وأطلق سراحها عقب شهرين من اغتيال السادات. كما سبق أن اختارتها صحيفة «الغارديان» البريطانية واحدة من أهم الكاتبات في أفريقيا في المجال الاجتماعي والسياسي، ومن بين أفضل 5 روائيات وأديبات من القارة السمراء عام 2018.
وتعد السعداوي من صاحبات الإنتاج الغزير، بين أعمال أدبية وفكرية تبلغ نحو 80 مؤلفاً أدبياً وفكرياً. وقد ترجمت أعمالها لأكثر من لغة. تتذكر الكاتبة الباحثة المصرية صفاء عبد المنعم هذا الفيض المعرفي المرتبط بمشروع نوال السعداوي، وتقول لـ«الشرق الأوسط»: «قرأت تقريباً معظم أعمال الدكتورة نوال السعداوي، سواء الأدبية أو الثقافية عن المرأة، والعلاقة الشائكة بينها وبين الرجل، والعادات والتقاليد، والموروث الشعبي، خصوصاً في صعيد مصر، عندما عملت طبيبة هناك في بداية مشوارها».
وتؤكد عبد المنعم أن السعداوي صاحبة مشروع تنويري ثقافي نسوي واجه القمع الذي يقع ضد المرأة، خصوصاً فيما يتعلق بمفاهيم الشرف، والمساواة المفقودة بين الرجل والمرأة في مجتمعاتنا، وتقول: «كانت لديّ بعض المفاهيم غير الواضحة: لماذا يحدث كل هذا للمرأة تحديداً؟ لماذا يلعب أخي في الشارع كما يحلو له، في حين أظل أنا جالسة في البيت منذ أن أصبح عمري 10 سنوات؟ لماذا يجري أخي ويلعب وأنا لا؟ كنت أكره كلمة (أنت بنت) إلى وقت قريب جداً، رغم أنني الأخت الكبرى، حتى قرأت كتابات الدكتورة نوال السعداوي في المرحلة الثانوية بالصدفة، وكنت أخبئ كتبها داخل الكتاب المدرسي وأقرأها».
وللدكتورة السعداوي كثير من المواقف المثيرة للجدل التي أدت إلى حظر عدد من مؤلفاتها في مصر، كما أنها أثارت الانتباه بإعلانها اعتزام ترشحها للانتخابات الرئاسية في مصر عام 2004.
ولعل من أشهر مؤلفاتها التي تعد من تراث الكتابات النسوية روايتها «مذكرات طبيبة»، وهي أول أعمالها (1960)، وكتاب «مذكرات في سجن النساء» و«المرأة والجنس» و«امرأتان في امرأة» و«الخيط وعين الحياة» و«الأنثى هي الأصل» و«المرأة والصراع النفسي».



طباخ بريطاني يحثّ سارقيه على التبرّع بالطعام المسروق للمحتاجين

الطاهي البريطاني تومي بانكس مع صورة لشاحنته المسروقة (صفحته على «إنستغرام»)
الطاهي البريطاني تومي بانكس مع صورة لشاحنته المسروقة (صفحته على «إنستغرام»)
TT

طباخ بريطاني يحثّ سارقيه على التبرّع بالطعام المسروق للمحتاجين

الطاهي البريطاني تومي بانكس مع صورة لشاحنته المسروقة (صفحته على «إنستغرام»)
الطاهي البريطاني تومي بانكس مع صورة لشاحنته المسروقة (صفحته على «إنستغرام»)

قال تومي بانكس، الذي يمتلك مطعمين حائزين على نجمة ميشلان لجودة الطعام، وحانة في مقاطعة يوركشاير الإنجليزية الشمالية، إن أحد موظفيه اكتشف اختفاء شاحنة للعمل، وفي داخلها حمولتها من شرائح اللحم والديك الرومي وغيرها من المأكولات والمشروبات المخصصة لسوق عيد الميلاد في مدينة يورك البريطانية.

وقُدرت قيمة الطعام بنحو 25 ألف جنيه إسترليني (32 ألف دولار)، وفق وكالة «أسوشييتد برس».

وقال بانكس إن الشاحنة كانت مؤمنة، لكنه ناشد لصوص الشاحنة عدم ترك الطعام يضيع. وفي مقطع فيديو على «إنستغرام»، اقترح أن يتخلصوا من الفطائر في مركز مجتمعي أو مكان آخر.

قال: «أعلم أنك مجرم، ولكن ربما عليك أن تفعل شيئاً لطيفاً لأنها عطلة عيد الميلاد، وربما يمكننا إطعام بضعة آلاف من الناس بهذه الفطائر التي سرقتها. افعل الشيء الصحيح».

صورة غير مؤرخة تظهر فطائر للطاهي البريطاني تومي بانكس (أ.ب)

تعد سرقة الفطائر أحدث سرقة للأطعمة التي تهزّ تجارة الأغذية في المملكة المتحدة. وفي أكتوبر (تشرين الأول)، تم سرقة ما يقرب من 1000 عجلة من جبن الشيدر المصنوع يدوياً، والمغلفة بالقماش، التي تزن 22 طناً، وتقدّر قيمتها بـ300 ألف جنيه إسترليني (390 ألف دولار) من شركة «Neal’s Yard Dairy» في لندن، بواسطة محتال متنكر في هيئة موزع جملة لتاجر فرنسي كبير.

وعلى الرغم من مطاردة الشرطة البريطانية والدولية، ونداء من قبل الشيف التلفزيوني جيمي أوليفر، لم يتم العثور على الجبن. وتم القبض على رجل يبلغ من العمر 63 عاماً، واستجوابه من قبل الشرطة، لكن لم يتم توجيه اتهام إليه.