فطريات الأطعمة تعطل التئام الأمعاء في داء «كرون»

فطريات الأطعمة تعطل التئام الأمعاء في داء «كرون»
TT

فطريات الأطعمة تعطل التئام الأمعاء في داء «كرون»

فطريات الأطعمة تعطل التئام الأمعاء في داء «كرون»

توصلت دراسة أميركية إلى أنّ فطريات شائعة توجد في الأطعمة، تتسبب في استعمار الجروح المعوية، مما يعوّق علاج التهابات الأمعاء ويبطئ التئام الجروح في «داء كرون».
وداء «كرون» هو نوع من أمراض الأمعاء الالتهابية التي تسبب التهاباً مزمناً في الأمعاء، خصوصاً في الأمعاء الدقيقة، ويعاني من هذا المرض، وفق إحصائيات المعهد الوطني للسكري وأمراض الجهاز الهضمي والكلى، أكثر من نصف مليون شخص في الولايات المتحدة.
وخلال الدراسة التي نُشرت في العدد الأخير من دورية «ساينس»، لاحظ الباحثون من كلية الطب في جامعة واشنطن في سانت لويس، و«كليفلاند كلينيك» في أوهايو، أنّ فطر «ديباريوميسيس هانسيني»، وهي نوع من الخميرة توجد غالباً في الجبن والسجق واللحوم المصنّعة الأخرى، يستغل ضعف البطانة المعوية للأشخاص المصابين بمرض «كرون» لاختراق الأنسجة، لكنّه لا يسبب أي ضرر للأشخاص الأصحاء.
وتوصل الفريق البحثي لهذا الاكتشاف عندما درس الفريق البحثي الفئران المصابة بالأمعاء، وعندما قاموا بتسلسل الحمض النووي الميكروبي في أمعائها، كشفوا عن وجود الفطر «ديباريوميسيس هانسيني»، والذي كان وفيراً بشكل خاص في مواقع الإصابة.
وللتحقق مما إذا كان الأمر نفسه ينطبق على البشر، قارن الباحثون الخزعات المأخوذة من أمعاء سبعة أشخاص مصابين بمرض «كرون»، مع خزعات من 10 أشخاص أصحاء.
وكانت أنسجة الأمعاء لجميع الأشخاص السبعة المصابين بهذه الحالة تحتوي على الفطر، في مقابل فرد واحد فقط من الأشخاص الأصحاء كانت أنسجته تحتوي على هذه الفطريات.
بعد ذلك، قارن الباحثون عينات الأنسجة من مناطق ملتهبة وغير ملتهبة في أحشاء 10 أشخاص مصابين بمرض «كرون»، وأظهر ذلك أن الفطر «ديباريوميسيس هانسيني»، كان موجوداً في مناطق الالتهاب.
وفي حين أنّ هذه النتائج دليل قوي على أنّ الفطريات تستعمر المناطق الملتهبة، إلا أنّها لا تثبت أنها مسؤولة عن إعاقة التئام الجروح، وللتحقق مما إذا كانت هناك علاقة سببية، قام العلماء بتنمية الفطر المستخرَج من أحشاء الفئران المصابة والأشخاص في المختبر، وعندما أدخلوا هذه الفطريات لاحقاً إلى الأمعاء المصابة للفئران المعالجة بالمضادات الحيوية، استعمرت الفطريات جروحها وأبطأت الشفاء.
ووجد الباحثون أنّ علاج الفئران بعقار مضاد للفطريات يسمى «الأمفوتريسين ب» يسرّع الشفاء، ولكن مشكلة هذا العلاج أنّه لا يُستخدم على نطاق واسع في الأشخاص، لأنّه يجب حقنه في مجرى الدم.
ويعمل الفريق البحثي حالياً مع الكيميائيين لتطوير مضاد للفطريات عن طريق الفم، ويمكن أن يؤدي العلاج الجديد إلى تسريع التئام جروح الأمعاء.


مقالات ذات صلة

التثاؤب... هل يعني أن أدمغتنا لا تحصل على الأكسجين الكافي؟

يوميات الشرق التثاؤب يحدث عندما يكون الناس في حالة انتقالية مثلاً بين النوم والاستيقاظ (رويترز)

التثاؤب... هل يعني أن أدمغتنا لا تحصل على الأكسجين الكافي؟

يشعر معظمنا بقرب عملية التثاؤب. تبدأ عضلات الفك بالتقلص، وقد تتسع فتحتا الأنف، وقد تذرف أعيننا الدموع عندما ينفتح فمنا.

«الشرق الأوسط» (واشنطن)
يوميات الشرق الدعم المُرتكز على التعاطف مع المريض يعادل تناول الدواء (جامعة تكساس)

المكالمات الهاتفية المُرتكزة على التعاطف تُحسّن السيطرة على السكري

المكالمات الهاتفية المُرتكزة على التعاطف مع مرضى السكري من أفراد مدرّبين على القيام بذلك، أدَّت إلى تحسينات كبيرة في قدرتهم على التحكُّم في نسبة السكر بالدم.

«الشرق الأوسط» (القاهرة )
صحتك لا يستطيع بعضنا النوم في بعض الأحيان رغم شعورنا بالتعب والإرهاق الشديدين (رويترز)

لماذا لا يستطيع البعض النوم ليلاً رغم شعورهم بالتعب الشديد؟

أحياناً لا يستطيع بعضنا النوم رغم شعورنا بالتعب والإرهاق الشديدين، الأمر الذي يعود إلى سبب قد لا يخطر على بال أحد وهو الميكروبات الموجودة بأمعائنا.

«الشرق الأوسط» (لندن)
صحتك هناك 323 قارورة من فيروسات معدية متعددة اختفت من المختبر (أ.ف.ب)

اختفاء عينات فيروسات قاتلة من أحد المختبرات بأستراليا

أعلنت حكومة كوينزلاند، الاثنين، عن اختفاء مئات العينات من فيروسات قاتلة من أحد المختبرات في أستراليا.

«الشرق الأوسط» (سيدني)
صحتك الدماغ يشيخ ويتقدم في السن بسرعة في 3 مراحل محددة في الحياة (رويترز)

3 مراحل بالحياة يتقدم فيها الدماغ في السن

كشفت دراسة جديدة أن الدماغ يشيخ ويتقدم في السن بسرعة في 3 مراحل محددة في الحياة.

«الشرق الأوسط» (بكين)

مسلسل تلفزيوني عن بريجيت باردو وهي على فراش المرض

بريجيت باردو (أ.ف.ب)
بريجيت باردو (أ.ف.ب)
TT

مسلسل تلفزيوني عن بريجيت باردو وهي على فراش المرض

بريجيت باردو (أ.ف.ب)
بريجيت باردو (أ.ف.ب)

انشغلت الأوساط الفنية في فرنسا بخبر تدهور صحة الممثلة المعتزلة بريجيت باردو ودخولها وحدة العناية المركزة في مستشفى «تولون»، جنوب البلاد. يحدث هذا بينما يترقب المشاهدون المسلسل الذي يبدأ عرضه الاثنين المقبل، ويتناول الفترة الأولى من صباها، بين سن 15 و26 عاماً. واختيرت الممثلة جوليا دو نونيز لأداء الدور الرئيسي في المسلسل الذي أخرجه الزوجان دانييل وكريستوفر تومسون، نظراً للشبه الكبير بينها وبين باردو في شبابها.
وكشف مقربون من الممثلة أنها تعاني من ضيق في التنفس، لكنها رفضت الاستمرار في المستشفى وأصرت على أن تعود إلى منزلها في بلدة «سان تروبيه»، وهي المنطقة التي تحولت إلى وجهة سياحية عالمية بفضل إقامة باردو فيها. إنها الممثلة الفرنسية الأولى التي بلغت مرتبة النجومية خارج حدود بلادها وكانت رمزاً للإغراء شرقاً وغرباً. وقد قدمت لها عاصمة السينما هوليوود فرص العمل فيها لكنها اكتفت بأفلام قلائل وفضلت العودة إلى فرنسا.

جوليا في دور بريجيت باردو (القناة الثانية للتلفزيون الفرنسي)

حال الإعلان عن نقلها إلى المستشفى، باشرت إدارات الصحف تحضير ملفات مطولة عن النجمة المعتزلة البالغة من العمر 88 عاماً. ورغم أنها كانت ممثلة برعت في أدوار الإغراء فإن 10 على الأقل من بين أفلامها دخلت قائمة أفضل ما قدمته السينما الفرنسية في تاريخها. وهي قد اختارت أن تقطع تلك المسيرة، بقرار منها، وأن تعلن اعتزالها في عام 1970 لتتفرغ لإدارة جمعية تعنى بالحيوانات وتتصدى لإبادتها لأسباب مادية، مثل الحصول على الفراء والعاج. ومن خلال شهرتها واتصالاتها برؤساء الدول تمكنت من وقف تلك الحملات في بلاد كثيرة.
وفي المسلسل الجديد الذي تعرضه القناة الثانية، وهي الرسمية، حاولت الممثلة الشابة جوليا دو نونيز أن تجسد شخصية تلك الطفلة التي تحولت من مراهقة مشتهاة إلى امرأة طاغية الفتنة. كما أعادت جوليا إلى الأذهان عدداً من المشاهد الشهيرة التي انطبعت في ذاكرة الجمهور لبريجيت باردو التي قدمها المخرج روجيه فاديم في فيلم «وخلق الله المرأة»، ثم تزوجها. وهي المرحلة التي ظهرت فيها «الموجة الجديدة» في السينما وكانت باردو أحد وجوهها.
لم يكن فاديم الرجل الأول والوحيد في حياتها. بل إن نصيرات حقوق المرأة يعتبرن بريجيت باردو واحدة من أبرز الفرنسيات اللواتي تمسكن بمفهوم الحرية وخرجن على التقاليد. لقد لعبت أدوار المرأة المغرية لكنها عكست وجهاً لم يكن معروفاً من وجوه المرأة المعاصرة.