عباس لرئيس «شاباك»: اشرب قهوتك والله معك

رافضاً ضغوطه لإلغاء الانتخابات

صورة أرشيفية للرئيس الفلسطيني محمود عباس (الشرق الأوسط)
صورة أرشيفية للرئيس الفلسطيني محمود عباس (الشرق الأوسط)
TT

عباس لرئيس «شاباك»: اشرب قهوتك والله معك

صورة أرشيفية للرئيس الفلسطيني محمود عباس (الشرق الأوسط)
صورة أرشيفية للرئيس الفلسطيني محمود عباس (الشرق الأوسط)

قال القيادي الفلسطيني جبريل الرجوب، إن الرئيس محمود عباس رفض تحذيرات رئيس «شاباك» الإسرائيلي ناداف أرغمان، من احتمال فوز «حماس» في الانتخابات التشريعية القادمة، وطلبه إلغاء هذه الانتخابات، قائلاً له: «شربت قهوتك؟ الله معك؟ مش أنا اللي بتهدد»!
واتهم الرجوب إسرائيل بممارسة مختلف الضغوط على السلطة، بدءاً من الضغوط غير المباشرة إلى المباشرة. وأوضح: «نحن نرى في العملية الديمقراطية معركة اشتباك ومعركة مع الاحتلال. عندما أتى مدير المخابرات وهددنا كلنا، فقد اعتمدوا على الإشاعات والحصار. هذه الحكومة (الإسرائيلية) أسوأ من موسوليني، برئاسة رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو، ونتوقع منهم الكثير، لكن نحن نعبّر عن إرادتنا، ولن تنكسر إرادتنا وإصرارنا على إجراء الانتخابات، ولا نعتقد أن نتنياهو قادر على فرض إرادته على المجتمع الدولي».
وأضاف الرجوب أن الرئيس عباس جسّد في موقفه كبرياء كل فلسطيني، وقال للإسرائيليين: «لست أنا من يتم الحديث معه به بهذه اللغة»، وأبلغهم: «شربتوا القهوة؟ الله معكم».
وكان أرغمان قد زار عباس وحثّه على إلغاء الانتخابات الفلسطينية المقبلة. وقالت هيئة البث الرسمية الإسرائيلية (كان)، مساء الجمعة، إن ناداف أرغمان، حثّ عباس على إلغاء الانتخابات الفلسطينية المقبلة إذا شاركت حركة «حماس». ونقلت قناة (كان) عن مصدر فلسطيني قوله إن الرئيس رفض طلب ناداف.
وحسب قناة «كان»، تم الاجتماع خلال الأسبوعين المنصرمين في رام الله، في مقر الرئاسة.
ويستعد الفلسطينيون لإجراء أول انتخابات تشريعية منذ 16 عاماً في 22 من مايو (أيار) القادم، وسط تنافس كبير بين الفصائل الفلسطينية وكذلك المستقلين. وبدأت لجنة الانتخابات المركزية بتلقي طلبات القوائم للترشح في انتخابات المجلس التشريعي الفلسطيني 2021 ويستمر ذلك حتى نهاية الشهر الحالي.
وقالت اللجنة، في بيان صحافي، إن الترشح يكون من خلال قوائم انتخابية على أساس التمثيل النسبي الكامل، ولا تُقبل طلبات الترشح الفردية، بحيث لا يقل عدد مرشحي القائمة عن 16 ولا يزيد على 132 مرشحاً، مؤكدة ضرورة التزام القوائم ومرشحيها بشروط الترشح التي نص عليها القرار بقانون رقم (1) لسنة 2007 وتعديلاته.



أحداث سوريا تدفع الحوثيين لإطلاق مجاميع من المعتقلين

الحوثيون هددوا برد قاسٍ على أي تحرك وقالوا إنهم أقوى من النظام السوري (إعلام حوثي)
الحوثيون هددوا برد قاسٍ على أي تحرك وقالوا إنهم أقوى من النظام السوري (إعلام حوثي)
TT

أحداث سوريا تدفع الحوثيين لإطلاق مجاميع من المعتقلين

الحوثيون هددوا برد قاسٍ على أي تحرك وقالوا إنهم أقوى من النظام السوري (إعلام حوثي)
الحوثيون هددوا برد قاسٍ على أي تحرك وقالوا إنهم أقوى من النظام السوري (إعلام حوثي)

دفعت الأحداث المتسارعة التي شهدتها سوريا الحوثيين إلى إطلاق العشرات من المعتقلين على ذمة التخطيط للاحتفال بالذكرى السنوية لإسقاط أسلافهم في شمال اليمن، في خطوة تؤكد المصادر أنها تهدف إلى امتصاص النقمة الشعبية ومواجهة الدعوات لاستنساخ التجربة السورية في تحرير صنعاء.

وذكرت مصادر سياسية في إب وصنعاء لـ«الشرق الأوسط» أن الحوثيين أطلقوا دفعة جديدة من المعتقلين المنحدرين من محافظة إب (193 كيلومتراً جنوب صنعاء) بعد مضي ثلاثة أشهر على اعتقالهم بتهمة الدعوة للاحتفال بالذكرى السنوية للإطاحة بنظام حكم الإمامة في شمال البلاد عام 1962.

الكثيري والحذيفي بعد ساعات من إطلاق سراحهما من المعتقل الحوثي (إعلام محلي)

وبيّنت المصادر أن معتقلين آخرين من صنعاء تم إطلاق سراحهم أيضاً، ورأت أن هذه الخطوة تهدف إلى امتصاص النقمة الشعبية على إثر انكشاف حجم الجرائم التي ظهرت في سجون النظام السوري، الذي كان حليفاً للحوثيين.

وبحسب هذه المصادر، تم إطلاق سراح محمد الكثيري، وهو أول المعتقلين في محافظة إب، ومعه الناشط الحوثي سابقاً رداد الحذيفي، كما أُطلق سراح المراهق أمجد مرعي، والكاتب سعيد الحيمي، والطيار الحربي مقبل الكوكباني، مع مجموعة من المعتقلين الذين تم نقلهم إلى السجون السرية لمخابرات الحوثيين في صنعاء.

وتوقعت المصادر أن يقوم الحوثيون خلال الأيام المقبلة بإطلاق دفعة من قيادات حزب «المؤتمر الشعبي» الذين اعتقلوا للأسباب ذاتها.

امتصاص النقمة

كان الحوثيون، وفقاً للمصادر السياسية، يرفضون حتى وقت قريب إطلاق سراح المعتقلين الذين يُقدر عددهم بالمئات، وأغلبهم من محافظة إب، ومن بينهم قيادات في جناح حزب «المؤتمر الشعبي»، أمضوا أكثر من ثلاثة أشهر في المعتقل واتُهموا بالتخطيط لإشاعة الفوضى في مناطق حكم الجماعة من خلال دعوة السكان للاحتفال بذكرى الإطاحة بنظام حكم الإمامة.

تعنت حوثي بشأن إطلاق سراح قيادات حزب «المؤتمر الشعبي» (إعلام محلي)

وبيّنت المصادر أن الجهود التي بذلتها قيادة جناح حزب «المؤتمر» المتحالف شكليّاً مع الحوثيين، وكذلك الناشطون والمثقفون والشخصيات الاجتماعية، وصلت إلى طريق مسدود بسبب رفض مخابرات الحوثيين الاستجابة لطلب إطلاق سراح هؤلاء المعتقلين، على الرغم أنه لا يوجد نص قانوني يجرم الاحتفال بذكرى الثورة (26 سبتمبر 1962) أو رفع العلم الوطني، فضلاً عن أن الجماعة فشلت في إثبات أي تهمة على المعتقلين عدا منشورات على مواقع التواصل الاجتماعي تدعو للاحتفال بالمناسبة ورفع الأعلام.

وتذكر المصادر أنه عقب الإطاحة بنظام الرئيس السوري بشار الأسد وانكشاف حجم الانتهاكات والجرائم التي كانت تُمارس في سجونه، ووسط دعوات من أنصار الحكومة المعترف بها دولياً لإسقاط حكم الحوثيين على غرار ما حدث في سوريا وتفكك المحور الإيراني في المنطقة، سارعت الجماعة إلى ترتيب إطلاق الدفعات الجديدة من المعتقلين من خلال تكليف محافظي المحافظات باستلامهم والالتزام نيابة عنهم بعدم الاحتفال بذكرى الإطاحة بالإمامة أو رفع العلم الوطني، في مسعى لامتصاص النقمة الشعبية وتحسين صورتها أمام الرأي العام.

مراهق أمضى 3 أشهر في المعتقل الحوثي بسبب رفع العلم اليمني (إعلام محلي)

ورغم انقسام اليمنيين بشأن التوجهات الدينية للحكام الجدد في سوريا، أجمعت النخب اليمنية على المطالبة بتكرار سيناريو سقوط دمشق في بلادهم، وانتزاع العاصمة المختطفة صنعاء من يد الحوثيين، بوصفهم أحد مكونات المحور التابع لإيران.

وخلافاً لحالة التوجس التي يعيشها الحوثيون ومخاوفهم من أن يكونوا الهدف المقبل، أظهر قطاع عريض من اليمنيين، سواء في الشوارع أو على مواقع التواصل الاجتماعي، ارتياحاً للإطاحة بنظام الحكم في سوريا، ورأوا أن ذلك يزيد من الآمال بقرب إنهاء سيطرة الحوثيين على أجزاء من شمال البلاد، ودعوا الحكومة إلى استغلال هذا المناخ والتفاعل الشعبي للهجوم على مناطق سيطرة الحوثيين.