تطوير خط الدفاع وراء تحسن أداء تشيلسي تحت قيادة توخيل

المدافعون الذين كانوا يقدمون أداء سيئاً في عصر لامبارد أصبحوا أكثر قوة تحت قيادة المدرب الألماني

TT

تطوير خط الدفاع وراء تحسن أداء تشيلسي تحت قيادة توخيل

واصل تشيلسي مسيرته ببطولة دوري أبطال أوروبا، بعدما صعد لدور الثمانية في المسابقة القارية، التي توج بها عام 2012، عقب فوزه 2 / صفر على ضيفه أتلتيكو مدريد في إياب دور الستة عشر للبطولة. ومدد تشيلسي سجله الخالي من الهزيمة منذ تولي مدربه الجديد الألماني توماس توخيل المسؤولية بدلا من فرانك لامبارد إلى 13 مباراة. ونجح المدرب الألماني، الذي قاد باريس سان جيرمان إلى نهائي الموسم الماضي، في قلب أوضاع الفريق بأسس قائمة على الدفاع لتهتز شباكه مرتين فقط. وعانى متصدر الدوري الإسباني لاختراق دفاع تشيلسي مع منح نغولو كانتي حماية إضافية في منتصف الملعب.
وخلال المباراة التي انتهت بفوز تشيلسي على إيفرتون بهدفين مقابل لا شيء في المرحلة الـ27 من مسابقة الدوري، كان كل تدخل قوي من المدافع ريس جيمس يقابله زئير وصيحة إعجاب من توخيل، ومساعديه. ورغم أن تشيلسي كان متقدما في النتيجة أمام إيفرتون، لم يفقد مدافعوه تركيزهم، وكانت جميع هجمات إيفرتون تتحطم وتنتهي قبل الوصول إلى منطقة الجزاء، وهو ما يعد دليلا إضافيا على التحسن الهائل الذي طرأ على خط دفاع تشيلسي منذ وصول المدير الفني الألماني إلى «ستامفورد بريدج» في يناير (كانون الثاني) الماضي.
في الحقيقة، نادرًا ما كنا نرى هذه الصلابة الدفاعية تحت قيادة المدير الفني السابق، فرانك لامبارد، بل على العكس تماما كان الفريق يعاني من حالة من الفوضى في الخط الخلفي، ويكفي أن نعرف أن شباك الفريق اهتزت 54 مرة في الدوري الإنجليزي الممتاز الموسم الماضي. لقد كان الفريق غير منظم في الكرات الثابتة، وعرضة لاستقبال أهداف من الهجمات المرتدة، وعرضة أيضا لارتكاب الكثير من الأخطاء الفردية.
وكان مهاجمو الفرق المنافسة يتلاعبون بخط دفاع تشيلسي، فرأينا، على سبيل المثال، دومينيك كالفرت لوين وهو يحصل على ركلة جزاء لإيفرتون في المباراة التي فاز فيها على تشيلسي في ديسمبر (كانون الأول) الماضي، ويتلاعب بمدافع تشيلسي، أندرياس كريستنسن، في المباراة التي انتهت بفوز إيفرتون في ديربي الميرسيسايد بثلاثة أهداف مقابل هدف وحيد على ملعب «غوديسون بارك» الموسم الماضي. لكن في المباراة الأخيرة، انقلبت الأمور رأسا على عقب، حيث كان كريستنسن يلعب بكل قوة وهدوء، ولم يعط كالفيرت لوين أي فرصة للتحرك أو تشكيل أي خطورة. وخلال المباراة بالكامل، لم يواجه حارس «البلوز»، إدوارد ميندي، سوى تسديدة واحدة فقط.
إن مشاهدة تشيلسي في الوقت الحالي تذكرنا بأداء الفريق الذي فاز بلقب الدوري الإنجليزي الممتاز تحت قيادة المدير الفني الإيطالي أنطونيو كونتي في عام 2017، أو بالفريق الذي اهتزت شباكه 15 مرة فقط تحت قيادة المدير الفني البرتغالي جوزيه مورينيو في موسم 2004 - 2005. لقد أصبح الفريق أكثر قوة وشراسة تحت قيادة توخيل، والدليل على ذلك أن شباك الفريق لم تهتز سوى مرتين فقط في 13 مباراة لعبها الفريق تحت قيادة المدير الفني الألماني.
في الحقيقة، يستحق توخيل إشادة كبيرة بعد الأداء القوي الذي أظهره الفريق أمام منافسين أقوياء مثل أتلتيكو مدريد وليفربول ومانشستر يونايتد وتوتنهام. لقد ساعد توخيل روديغر على العودة لمستواه السابق بعدما استعاد مكانه في التشكيلة الأساسية للفريق، كما أن اللعب بثلاثة مدافعين في الخط الخلفي يناسب كثيرا سيزار أزبيليكويتا، الذي قلت سرعته كثيرا، لكي يلعب كقلب دفاع ناحية اليمين.
وبالتالي، فإن ذلك يجعل تشيلسي، الذي قفز من المركز التاسع إلى المركز الرابع في جدول ترتيب الدوري الإنجليزي الممتاز، يفكر في اتخاذ قرارات مثيرة، نظرا لأن النادي يسعى للتعاقد مع قلب دفاع هذا الصيف. وتشير تقارير إلى أن تشيلسي يفكر في التعاقد مع ديفيد ألابا لاعب بايرن ميونيخ، الذي ينتهي عقده مع العملاق البافاري بنهاية الموسم الجاري ويحق له الانتقال لأي ناد مجانا. وهناك أيضًا اهتمام بلاعب بايرن ميونيخ، نيكلاس سولي، ولاعب لايبيزيغ، إبراهيما كوناتي، ولاعب أتليتكو مدريد، خوسيه ماريا خيمينيز.
ومع ذلك، سيتعين على النادي التخلي عن خدمات بعض اللاعبين في حال التعاقد مع مدافع جديد، خاصةً أن الفريق يضم خمسة لاعبين في مركز قلب الدفاع، بعد التعاقد مع المدافع البرازيلي تياغو سيلفا الصيف الماضي. لقد كان لامبارد يواجه صعوبة كبيرة في اختيار خط الدفاع، خاصةً بعد فشل الجهود في بيع روديغر، ورفض فيكايو توموري الانتقال إلى وستهام على سبيل الإعارة.
ومن ذلك الحين، انضم توموري إلى ميلان على سبيل الإعارة ويقدم مستويات مثيرة للإعجاب في الدوري الإيطالي الممتاز. وهناك شرط في عقد اللاعب يحق بمقتضاه لنادي ميلان التعاقد معه بشكل دائم، لكن ليس هناك ما يضمن استخدام النادي الإيطالي لهذا البند. وإذا عاد توموري، ستكون هناك منافسة شرسة للغاية على حجز مكان أساسي في الخط الخلفي لتشيلسي. توخيل لديه بالفعل كورت زوما، الذي قدم أداءً جيدًا بعد مشاركته كبديل لروديغر أمام إيفرتون، وسيلفا، الذي من المحتمل أن يمدد عقده مع النادي لمدة عام آخر.
ولا يزال سيلفا يقدم مستويات جيدة رغم وصوله إلى السابعة والثلاثين من عمره، وكان أحد أفضل لاعبي الفريق تحت قيادة لامبارد. لكن تشيلسي لم يعد يعول على اللاعب البرازيلي كثيرا، خاصةً بعد التطور الملحوظ في أداء كريستنسن منذ مشاركته في المباريات كأساسي في أعقاب تعرض سيلفا لإصابة في الفخذ أمام توتنهام الشهر الماضي. وبعدما بدأ اللاعب البالغ من العمر 24 عامًا الموسم بشكل سيئ وحصل على بطاق حمراء بشكل متهور عندما خسر تشيلسي على أرضه أمام ليفربول، عاد ليقدم مستويات جيدة للغاية وأبطل مفعول مهاجمي ليفربول في المباراة التي جمعت الفريقين على ملعب «آنفيلد» في لقاء مقدم من المرحلة الـ29 من البطولة.
ويمتاز كريستنسن بقدرته على قراءة المباريات بشكل رائع، والتمركز بشكل ذكي للغاية في منتصف المدافعين الثلاثة، بالإضافة إلى قدرته على التمرير بشكل دقيق، وهو ما يسمح لتشيلسي ببناء الهجمات من الخلف. كما يبدو قويا للغاية من الناحية البدنية، وبالتالي لن يكون من الغريب أن يعرض عليه تشيلسي تمديد عقده الذي ينتهي بنهاية الموسم المقبل.
ويدرك توخيل جيدا السبب الذي كان يجعل المدير الفني السابق لتشيلسي، أنطونيو كونتي، يفضل الاعتماد على كريستنسن. لكن المدير الفني الألماني حرص على التأكيد على أن الأمر لا يتعلق بالأداء الفردي بعد الفوز على أتلتيكو مدريد وإيفرتون، حيث قال: «في النهاية، يتوقف الأمر دائما على الجهد الجماعي الذي يبذله الفريق. الأمر لا يتعلق باللعب بطريقة دفاعية بحتة، لكنه يتعلق باللعب بطريقة معينة في الدفاع، وهو ما نحاول القيام به على أعلى مستوى ممكن. لكن في بعض الأحيان يكون من الضروري الدفاع بعمق».
ولا يقتصر الأمر على خروج تشيلسي من المباريات بشباك نظيفة فحسب، لكنه يمتد إلى نجاح الفريق في تقليل الخطورة على مرماه إلى أقل حد ممكن. ويؤدي ظهيرا الجنب أدوارهما الدفاعية والهجومية بشكل رائع، كما يضغط الفريق على لاعبي الفريق المنافس بكل قوة ومن الخط الأمامي. لقد أعاد توخيل الانضباط الخططي والتكتيكي للفريق وجعله يلعب كوحدة واحدة بشكل منظم للغاية. وأصبح خط الوسط يلعب بطريقة أكثر ذكاء ولا يسمح بوجود مساحات كبيرة للاعبي الفريق المنافس. ويلعب جورجينيو وماتيو كوفاسيتش دورا كبيرا، بحيث يكون من الصعب على المنافسين الانطلاق بين الخطوط، في الوقت الذي يقدم فيه نجم خط الوسط الفرنسي نغولو كانتي أداء قويا للغاية.
وعلاوة على ذلك، هناك التزام واضح في جميع خطوط الفريق، وجماعية وتعاون بين الجميع، وهو الأمر الذي ظهر جليا من خلال احتفال اللاعبين الاحتياطيين بتدخلات جيمس القوية ضد إيفرتون. قال توخيل: «الدفاع يعتمد على القوة والثقة والشجاعة. يمكنك الدفاع بشجاعة إذا كنت تعرف أن اللاعبين من حولك سيساعدونك عندما تخسر الكرة. اللاعبون لديهم رغبة هائلة في القتال وتقليل فرص الفرق المنافسة، وهو الأمر الذي يمنحنا شعورًا جيدًا».


مقالات ذات صلة

هدوء في إبسويتش تاون بعد انطلاقة مريرة بالبريميرليغ

رياضة عالمية كيران ماكينا مدرب إبسويتش (رويترز)

هدوء في إبسويتش تاون بعد انطلاقة مريرة بالبريميرليغ

ربما كان إبسويتش تاون يتساءل عن مدى صعوبة الأمور بعد فشله في الفوز خلال أول 10 مباريات بالدوري الإنجليزي الممتاز لكرة القدم هذا الموسم

«الشرق الأوسط» (إنجلترا)
رياضة عالمية بيب غوارديولا (د.ب.أ)

غوارديولا: سأبحث عن طريقة ليفوز السيتي

قال بيب غوارديولا مدرب مانشستر سيتي إنه يتحمل مسؤولية إعادة مسار موسم فريقه للطريق الصحيح بعد تلقيه الهزيمة الخامسة على التوالي يوم السبت الماضي.

«الشرق الأوسط» (لندن)
رياضة عالمية إيثان نوانيري (أ.ب)

أرتيتا: نوانيري يمنح آرسنال «كل الأسباب» للاستعانة به

اعترف ميكيل أرتيتا، المدير الفني لفريق آرسنال، بأنه أصبح من الصعب مقاومة إغراء الدفع باللاعب الشاب إيثان نوانيري رغم سباق المنافسة على لقب الدوري الإنجليزي.

«الشرق الأوسط» (لندن)
رياضة عالمية كايل ووكر (أ.ف.ب)

كايل ووكر منزعج من كبوة مانشستر سيتي

شدّد كايل ووكر، مدافع مانشستر سيتي، على ضرورة التخلص من هذه الهزيمة، والتركيز على الأساسيات بعد الخسارة صفر - 4 أمام توتنهام في الدوري الإنجليزي الممتاز، السبت.

«الشرق الأوسط» (لندن)
رياضة عالمية الحزن كان واضحاً على لاعبي السيتي (أ.ب)

كيف أذهل توتنهام مانشستر سيتي؟

في نهاية أسبوعين غريبين بالنسبة لتوتنهام هوتسبير، ستكون الصورة المميزة هي أنجي بوستيكوغلو، وهو يرفع قبضته منتصراً في الهواء على خط التماس في «ملعب الاتحاد».

The Athletic (مانشستر)

«خليجي 26»... السعودية والعراق وجهاً لوجه في المجموعة الثانية

الكويت ستحتضن كأس الخليج بنهاية العام الحالي (الشرق الأوسط)
الكويت ستحتضن كأس الخليج بنهاية العام الحالي (الشرق الأوسط)
TT

«خليجي 26»... السعودية والعراق وجهاً لوجه في المجموعة الثانية

الكويت ستحتضن كأس الخليج بنهاية العام الحالي (الشرق الأوسط)
الكويت ستحتضن كأس الخليج بنهاية العام الحالي (الشرق الأوسط)

أسفرت قرعة بطولة كأس الخليج (خليجي 26) لكرة القدم التي أجريت السبت، وتستضيفها الكويت خلال الفترة من 21 ديسمبر (كانون الأول) 2024، وحتى 3 يناير (كانون الثاني) 2025، عن مجموعتين متوازنتين.

فقد ضمت الأولى منتخبات الكويت، وقطر، والإمارات وعمان، والثانية العراق والسعودية والبحرين واليمن.

ويتأهل بطل ووصيف كل مجموعة إلى الدور نصف النهائي.

وسُحبت مراسم القرعة في فندق «والدورف أستوريا» بحضور ممثلي المنتخبات المشارِكة في البطولة المقبلة.

وشهد الحفل الذي أقيم في العاصمة الكويت الكشف عن تعويذة البطولة «هيدو»، وهي عبارة عن جمل يرتدي قميص منتخب الكويت الأزرق، بحضور رئيس اتحاد كأس الخليج العربي للعبة القطري الشيخ حمد بن خليفة، إلى جانب مسؤولي الاتحاد وممثلين عن الاتحادات والمنتخبات المشاركة ونجوم حاليين وسابقين.

السعودية والعراق وقعا في المجموعة الثانية (الشرق الأوسط)

وجرى وضع الكويت على رأس المجموعة الأولى بصفتها المضيفة، والعراق على رأس الثانية بصفته حاملاً للقب النسخة السابقة التي أقيمت في البصرة، بينما تم توزيع المنتخبات الستة المتبقية على 3 مستويات، بحسب التصنيف الأخير الصادر عن الاتحاد الدولي (فيفا) في 24 أكتوبر (تشرين الأول) الماضي.

وتقام المباريات على استادي «جابر الأحمد الدولي» و«جابر مبارك الصباح»، على أن يبقى استاد علي صباح السالم بديلاً، ويترافق ذلك مع تخصيص 8 ملاعب للتدريبات.

وستكون البطولة المقبلة النسخة الرابعة التي تقام تحت مظلة اتحاد كأس الخليج العربي بعد الأولى (23) التي استضافتها الكويت أيضاً عام 2017. وشهدت النسخ الأخيرة من «العرس الخليجي» غياب منتخبات الصف الأول ومشاركة منتخبات رديفة أو أولمبية، بيد أن النسخة المقبلة مرشحة لتكون جدية أكثر في ظل حاجة 7 من أصل المنتخبات الثمانية، إلى الاستعداد لاستكمال التصفيات الآسيوية المؤهلة إلى كأس العالم 2026 المقررة في الولايات المتحدة وكندا والمكسيك.

وباستثناء اليمن، فإن المنتخبات السبعة الأخرى تخوض غمار الدور الثالث الحاسم من التصفيات عينها، التي ستتوقف بعد الجولتين المقبلتين، على أن تعود في مارس (آذار) 2025.

ويحمل المنتخب الكويتي الرقم القياسي في عدد مرات التتويج باللقب الخليجي (10) آخرها في 2010.

الكويت المستضيفة والأكثر تتويجا باللقب جاءت في المجموعة الأولى (الشرق الأوسط)

ووجهت اللجنة المنظمة للبطولة الدعوة لعدد من المدربين الذين وضعوا بصمات لهم في مشوار البطولة مع منتخبات بلادهم، إذ حضر من السعودية ناصر الجوهر ومحمد الخراشي، والإماراتي مهدي علي، والعراقي الراحل عمو بابا، إذ حضر شقيقه بالنيابة.

ومن المقرر أن تقام مباريات البطولة على ملعبي استاد جابر الأحمد الدولي، الذي يتسع لنحو 60 ألف متفرج، وكذلك استاد الصليبيخات، وهو أحدث الملاعب في الكويت، ويتسع لـ15 ألف متفرج.

وتقرر أن يستضيف عدد من ملاعب الأندية مثل نادي القادسية والكويت تدريبات المنتخبات الـ8.