انقلابيو اليمن يحددون تسعيرة للمجندين... و«مزايا» لشيوخ القبائل المتواطئة

عناصر مسلحة حوثية تجول في شوارع صنعاء (إ.ب.أ)
عناصر مسلحة حوثية تجول في شوارع صنعاء (إ.ب.أ)
TT

انقلابيو اليمن يحددون تسعيرة للمجندين... و«مزايا» لشيوخ القبائل المتواطئة

عناصر مسلحة حوثية تجول في شوارع صنعاء (إ.ب.أ)
عناصر مسلحة حوثية تجول في شوارع صنعاء (إ.ب.أ)

شرعت الميليشيات الحوثية في الأيام الأخيرة في تنفيذ حملات تجنيد جديدة لكن هذه المرة عبر قادة ومسؤولين كبار في سلطتها بصنعاء أوكلت إليهم مهام استقطاب المجندين لتعويض خسائرها في مأرب وحجة وتعز، بحسب ما أفادت به مصادر مطلعة في صنعاء لـ«الشرق الأوسط».
وأكدت المصادر أن الجماعة ألزمت قبل أيام أعضاءها غير الشرعيين في مجالس النواب والشورى والحكومة ومجلس حكم الانقلاب وما يعرف بمجلس التحالف القبلي وهيئة شؤون القبائل بالنزول الميداني لدوائرهم ومدنهم وقراهم بهدف التحشيد والدفع بمئات المقاتلين الجدد للانخراط في الجبهات.
وأوضحت المصادر أن خطة النزول الميدانية لكل عضو في نطاق منطقته تأتي بناء على تعليمات وأوامر من زعيم الميليشيات شددت على السرعة في التنفيذ إلى جانب اتخاذ الوسائل والأساليب المقنعة بغية استقطاب أكبر عدد من المجندين. وخصصت الجماعة الانقلابية حملة ميدانية ضخمة لإنجاح حملة التجنيد كما هو مخطط لها، كما حددت تسعيرة لكل مجند ينضم للقتال مقداراها 70 ألف ريال (حوالي 100 دولار)، وفق تأكيدات المصادر، فضلا عن تخصيصها ميزانية خاصة لكل عضو من كبار قادتها وموظفيها كحوافز ونفقات ميدانية، وكذا تخصيص الجماعة مبالغ أخرى لشراء ولاءات ومواد غذائية وتقديم منح مالية لإغراء الأسر الفقيرة للدفع بأبنائها إلى الجبهات.
وكانت قيادات حوثية بارزة تنتمى إلى صعدة (المعقل الرئيس للميليشيات) التقت قبل أيام بما يسمى هيئة رئاسة برلمان صنعاء الموالي للجماعة في اجتماع مصغر أفضى إلى اتخاذ قرار يلزم النواب غير الشرعيين في صنعاء بالنزول إلى دوائرهم والالتقاء بناخبيهم والمشايخ والوجهاء والأعيان والمسؤولين وحثهم على مواصلة التحشيد لرفد جبهات الميليشيات.
وفي اجتماع آخر وصف بـ«الاستثنائي» جمع القيادات الحوثية برئاسة وأعضاء مجلس الشورى غير الشرعي في صنعاء، ألزمت الجماعة هؤلاء الأعضاء بالتحرك الفاعل في أوساط المجتمع والقبائل من أجل رفد الجبهات.
وفي الوقت الذي لا تزال فيه الميليشيات تعاني من انهيار كبير بمعنويات مقاتليها نتيجة ما تكبدته على مدى الشهرين الماضيين من خسائر متلاحقة جعلتها تعيش حالة ذعر وتخبط مع فرار معظم مقاتليها من الجبهات ومواصلة رفض شيوخ القبائل مدها بضحايا جدد، لجأت أخيرا إلى تخصيص مبلغ 70 ألف ريال عن كل شخص يتم الزج به في المعارك. وكشفت وثيقة صادرة عن رئيس ما يسمى بالهيئة العامة لشؤون القبائل بمناطق سيطرة الجماعة المدعو حنين قطينة عن تخصيص الميليشيات ميزانية كبيرة لحشد المقاتلين من القبائل عبر المشايخ والوجاهات القبلية.
وبحسب الوثيقة المتداولة فإن قطينة اعترف بتسلمه مبلغ ربع مليار ريال من القيادي الحوثي مهدي المشاط المعين رئيسا للمجلس الانقلابي الحوثي كدفعة أولى بهدف شراء ولاءات بعض الوجهاء بمناطق سيطرتها للدفع بالمزيد من المقاتلين.
وخصصت الميليشيات - بحسب الوثيقة - 50 ألف ريال من ذلك المبلغ لأسرة المقاتل الذي يتم الدفع به للجبهة شريطة أن تتم عملية التسليم بعد وصوله للمعركة، كما خصصت منه مبلغ 20 ألف ريال لمصلحة الشيخ القبلي كمكافأة حوثية له نظير جهوده. وكان القيادي الحوثي قطينة نفذ مطلع الشهر الجاري بعد تلقيه توجيهات من زعيم الجماعة العشرات من الزيارات الميدانية التقى فيها مشايخ ووجهاء بمناطق ومديريات ومحافظات عدة واقعة تحت سيطرة الجماعة ووعدهم بامتيازات ومبالغ مالية وسلاح ورتب عسكرية فخرية مقابل تجنيد مقاتلين من قبائلهم للالتحاق بصفوف الميليشيات.
وطبقا لما أكدته مصادر قبلية بصنعاء لـ«الشرق الأوسط»، شملت زيارات القيادي في الجماعة مناطق في نطاق طوق صنعاء وأخرى في محافظة ذمار، تم خلالها التنسيق والاتفاق مع شيوخ قبائل (البعض منهم تم تنصيبهم من قبل الميليشيات) على الدفع بأبناء مناطقهم للقتال مع الجماعة.
واستمرارا للمساعي الحوثية الرامية لاستخدام اليمنيين وأبناء القبائل وقودا في حروبها العبثية، كان القيادي الحوثي أبو علي الحاكم قد عقد منتصف فبراير (شباط) الماضي وتحت تهديد السلاح اجتماعاً موسعاً ببعض شيوخ قبائل طوق صنعاء ومحافظات عمران والمحويت وحجة وذمار وإب بهدف إجبارهم على مد الجماعة بمقاتلين جدد دعما لتصعيدها العسكري صوب مأرب.
وبحسب مصادر قبلية في ريف صنعاء نقل أبو علي الحاكم رسالة من زعيم الميليشيات لشيوخ القبائل يحثهم فيها على إرسال أبنائهم للجبهات، مشددا على استخدام كل الوسائل مع تهديدهم بالعواقب الوخيمة لكل من لم ينفذ عملية الحشد.
جاء ذلك في وقت أمرت فيه الجماعة الموظفين الحكوميين في مناطق سيطرتها بتسجيل أسمائهم للمشاركة في الجبهات لمدة أسبوعين لكل موظف بحسب ما جاء في وثيقة صادرة عن أحد قادة الميليشيات في محافظة إب طلب فيها إرسال موظفين للقتال.


مقالات ذات صلة

قيود حوثية جديدة تستهدف طالبات كُبرى الجامعات اليمنية

المشرق العربي طالبات جامعة صنعاء في مواجهة قيود حوثية جديدة (غيتي)

قيود حوثية جديدة تستهدف طالبات كُبرى الجامعات اليمنية

بدأت الجماعة الحوثية إجراءات جديدة لتقييد الحريات الشخصية للطالبات الجامعيات والتضييق عليهن، بالتزامن مع دعوات حقوقية لحماية اليمنيات من العنف.

«الشرق الأوسط» (صنعاء)
المشرق العربي رئيس مجلس القيادة الرئاسي اليمني ونائبه خلال استقبال المبعوث الأميركي والسفير فاجن... الاثنين (سبأ)

جهود إقليمية ودولية لإطلاق عملية سياسية شاملة في اليمن برعاية أممية

شهدت العاصمة السعودية، الرياض، في اليومين الماضيين، حراكاً دبلوماسياً نشطاً بشأن الملف اليمني، ركَّز على الجهود الإقليمية والدولية لخفض التصعيد.

عبد الهادي حبتور (الرياض)
العالم العربي جانب من سور أكبر المستشفيات في العاصمة صنعاء وقد حولته الجماعة الحوثية معرضاً لصور قتلاها (الشرق الأوسط)

نزيف بشري للجماعة الحوثية رغم توقف المعارك

تتزايد أعداد القتلى من قيادات الجماعة الحوثية الذين يجري تشييعهم دون الإشارة إلى أماكن سقوطهم، بالتوازي مع مقتل مشرفين حوثيين على أيدي السكان.

وضاح الجليل (عدن)
أوروبا مدنيون يرتدون زياً عسكرياً يشاركون في تدريب عسكري من قبل جنود أوكرانيين في كييف (أ.ف.ب)

تقرير: بمساعدة الحوثيين... روسيا تجند يمنيين للقتال في أوكرانيا

أفاد تقرير صحافي أن روسيا تقوم بتجنيد رجال من اليمن لإرسالهم إلى الجبهة في أوكرانيا بمساعدة من الحوثيين في اليمن.

«الشرق الأوسط» (لندن )
العالم العربي مالكو الكسارات في مناطق سيطرة الجماعة الحوثية يشتكون من الابتزاز والإتاوات (فيسبوك)

حملة ابتزاز حوثية تستهدف كسارات وناقلات الحجارة

فرضت الجماعة الحوثية إتاوات جديدة على الكسارات وناقلات حصى الخرسانة المسلحة، وأقدمت على ابتزاز ملاكها، واتخاذ إجراءات تعسفية؛ ما تَسَبَّب بالإضرار بقطاع البناء.

«الشرق الأوسط» (صنعاء)

البرنامج السعودي لإعمار اليمن يعزز دعم سبل العيش

تدريب للشباب على مختلف التخصصات المهنية ووسائل تحسين الدخل (موقع البرنامج السعودي لتنمية وإعمار اليمن)
تدريب للشباب على مختلف التخصصات المهنية ووسائل تحسين الدخل (موقع البرنامج السعودي لتنمية وإعمار اليمن)
TT

البرنامج السعودي لإعمار اليمن يعزز دعم سبل العيش

تدريب للشباب على مختلف التخصصات المهنية ووسائل تحسين الدخل (موقع البرنامج السعودي لتنمية وإعمار اليمن)
تدريب للشباب على مختلف التخصصات المهنية ووسائل تحسين الدخل (موقع البرنامج السعودي لتنمية وإعمار اليمن)

يواصل «البرنامج السعودي لتنمية وإعمار اليمن» تقديم المشاريع والمبادرات التنموية في التمكين الاقتصادي للمرأة والشباب والمجتمعات، والاستثمار في رأس المال البشري، ودعم سبل العيش والمعيشة.

وذكر تقرير حديث عن البرنامج أن البرامج والمبادرات التنموية التي يقدمها البرنامج السعودي ركزت في المساهمة على بناء القدرات واستثمار طاقات الشباب اليمني لتحسين حياتهم وخدمة مجتمعهم وبناء مستقبل واعد، من خلال برنامج «بناء المستقبل للشباب اليمني» الذي يساهم في ربط الشباب اليمني بسوق العمل عبر تدريبهم وتمكينهم بالأدوات والممكنات المهارية.

ويساعد البرنامج الشباب اليمنيين على خلق مشاريع تتلاءم مع الاحتياجات، ويركّز على طلاب الجامعات في سنواتهم الدراسية الأخيرة، ورواد الأعمال الطموحين، وكان من أبرز مخرجاته تخريج 678 شاباً وشابةً في عدد من التخصصات المهنية، وربط المستفيدين بفرص العمل، وتمكينهم من البدء بمشاريعهم الخاصة.

وشملت المشاريع والمبادرات برامج التمكين الاقتصادي للسيدات، بهدف تعزيز دور المرأة اليمنية وتمكينها اقتصادياً.

تدريبات مهنية متنوعة لإعداد الشباب اليمني لسوق العمل (موقع البرنامج السعودي لتنمية وإعمار اليمن)

وأشار التقرير إلى أن برنامج «سبأ» للتمكين الاقتصادي للسيدات، الذي أسهم في إنشاء أول حاضنة أعمال للنساء في مأرب، وإكساب 60 سيدة للمهارات اللازمة لإطلاق مشاريعهن، وإطلاق 35 مشروعاً لتأهيل وتدريب قطاع الأعمال ودعم 35 مشروعاً عبر التمويل وبناء القدرات والخدمات الاستشارية، مع استفادة خمسة آلاف طالبة من الحملات التوعوية التي تم تنظيمها.

وإلى جانب ذلك تم تنظيم مبادرة «معمل حرفة» في محافظة سقطرى لدعم النساء في مجال الحرف اليدوية والخياطة، وتسخير الظروف والموارد المناسبة لتمكين المرأة اليمنية اقتصادياً.

وقدم «البرنامج السعودي لتنمية وإعمار اليمن» مشروع الوصول إلى التعليم في الريف، الذي يهدف إلى حصول 150 فتاة على شهادة الدبلوم العالي وتأهيلهن للتدريس في مدارس التعليم العام، في أربع محافظات يمنية هي: لحج، شبوة، حضرموت، والمهرة، بما يسهم في الحد من تسرب الفتيات في الريف من التعليم وزيادة معدل التحاقهن بالتعليم العام في المناطق المستهدفة.

وقدّم البرنامج مشروع «دعم سبل العيش للمجتمعات المتضررة»، الموجه للفئات المتضررة عبر طُرق مبتكرة لاستعادة سبل المعيشة الريفية وتعزيز صمود المجتمعات المحلية من خلال دعم قطاعات الأمن الغذائي، مثل الزراعة والثروة السمكية والثروة الحيوانية، لأهمية القطاعات الأكثر حساسية للصدمات البيئية والاقتصادية، موفراً أكثر من 13 ألف فرصة عمل للمستفيدين من المشروع.

البرنامج السعودي لتنمية وإعمار اليمن يساهم في إنشاء أول حاضنة أعمال للنساء في مأرب (موقع البرنامج السعودي لتنمية وإعمار اليمن)

وضمن البرامج والمبادرات التنموية المستدامة، جاء مشروع استخدام الطاقة المتجددة لتحسين جودة الحياة في اليمن، بهدف توفير المياه باستخدام منظومات الطاقة الشمسية، وتوفير منظومات الري الزراعي بالطاقة المتجددة، وتوفير الطاقة للمرافق التعليمية والصحية، والمساهمة في زيادة الإنتاج الزراعي وتحسين الأمن الغذائي لليمنيين.

كما يهدف المشروع إلى حماية البيئة من خلال تقليل الانبعاثات الكربونية، وتوفير مصدر مستدام للطاقة، محققاً استفادة لأكثر من 62 ألف مستفيد في 5 محافظات يمنية.

وفي مساعيه لتعزيز الموارد المائية واستدامتها، أطلق البرنامج مشروع تعزيز الأمن المائي بالطاقة المتجددة في محافظتي عدن وحضرموت، لتحسين مستوى خدمات المياه والعمل على بناء قدرات العاملين في الحقول على استخدام وتشغيل منظومات الطاقة الشمسية.

تأهيل الطرقات وتحسين البنية التحتية التي تأثرت بالحرب والانقلاب (موقع البرنامج السعودي لتنمية وإعمار اليمن)

ومن خلال مشروع المسكن الملائم، يسعى البرنامج إلى المساهمة في تعزيز التنمية الحضرية وإيجاد حل مستدام للأسر ذات الدخل المحدود في المديريات ذات الأولوية في محافظة عدن من خلال إعادة تأهيل المساكن المتضررة، وقد ساهم المشروع في إعادة تأهيل 650 وحدة سكنية في عدن.

وتركّز البرامج التنموية على المساهمة في بناء قدرات الكوادر في القطاعات المختلفة، وقد صممت عدد من المبادرات في هذا الجانب، ومن ذلك مبادرات تدريب الكوادر في المطارات مركزة على رفع قدراتهم في استخدام وصيانة عربات الإطفاء، ورفع درجة الجاهزية للتجاوب مع حالات الطوارئ، والاستجابة السريعة في المطارات اليمنية، إضافة إلى ورش العمل للمساهمة في الارتقاء بمستوى الأداء وتذليل المعوقات أمام الكوادر العاملة في قطاعات المقاولات والزراعة.