نموذج معملي مصغّر للدماغ باستخدام الخلايا الجذعية

واجهات عصبية ثلاثية الأبعاد (صورة من جامعة نورث وسترن)
واجهات عصبية ثلاثية الأبعاد (صورة من جامعة نورث وسترن)
TT

نموذج معملي مصغّر للدماغ باستخدام الخلايا الجذعية

واجهات عصبية ثلاثية الأبعاد (صورة من جامعة نورث وسترن)
واجهات عصبية ثلاثية الأبعاد (صورة من جامعة نورث وسترن)

نجح فريق بحثي أميركي في إعداد نموذج مصغر للدماغ البشري باستخدام الخلايا الجذعية، بحيث يمكن استخدامه معملياً في دراسة الأمراض التنكسية العصبية.
وخلال دراسة نشرت أول من أمس في دورية «ساينس أدفانسيس»، أعلن الباحثون من جامعتي نورث وسترن، وإلينوي، عن تفاصيل تقنيتهم الجديدة والتي اعتمدت على نوع من الخلايا الجذعية متعددة القدرات، وتم استخدامها في إعداد التركيبات ثلاثية الأبعاد للخلايا العصبية، والمعروفة باسم «الأجسام شبه الكروية القشرية»، ثم تم دمجها مع نظام للواجهة العصبية ثلاثي الأبعاد طوره الباحثون باستخدام الطباعة الحيوية، بما مكنهم من إنشاء مختبر صغير، أشبه بـ«دماغ صغير» مصمم خصيصاً لدراسة الأدمغة.
وقاموا بعد ذلك بدمج أقطاب كهربائية في هذا المختبر الصغير لتسجيل النشاط الكهربائي، ودمجوا مجسات صغيرة، مثل مستشعرات الأكسجين ومصابيح «ليد» صغيرة، لإجراء تجارب علم البصريات الوراثي، كما أدخلوا الجينات في الخلايا التي سمحت لهم بالتحكم في النشاط العصبي باستخدام نبضات ضوئية مختلفة الألوان.
ومن خلال هذا العمل، أصبح ممكنا من الناحية النظرية لأي شخص التبرع بعدد محدود من خلاياه (على سبيل المثال، عينة الدم، خزعة الجلد)، ويمكن للعلماء بعد ذلك إعادة برمجة هذه الخلايا لإنتاج نموذج دماغ صغير يعبر عن الهوية الجينية للشخص، وبالتالي يمكن أن يكون الباحثون قادرين على اقتراح تدخلات علاجية أفضل تخص كل شخص.
قال الدكتور كولين فرانز، الباحث الرئيسي بالدراسة في تقرير نشره موقع جامعة نورث وسترن، بالتزامن مع نشر الدراسة «التقدم الذي أحرزه هذا البحث يضع حدوداً جديدة في الطريقة التي ندرس بها الدماغ ونفهمه، فبعد أن تم تطوير النظام الأساسي ثلاثي الأبعاد والتحقق من صحته، سنتمكن من إجراء المزيد من الدراسات المستهدفة على مرضانا الذين يتعافون من إصابة عصبية أو يكافحون مرضًا تنكسيًا عصبيًا».
ويوضح فرانز، أنه يمكنهم استغلال نموذج الدماغ المصغر لفهم الأمراض العصبية بشكل أفضل، واختبار الأدوية والعلاجات ذات الإمكانات السريرية، ومقارنة نماذج الخلايا المختلفة المشتقة من المرضى، وسيمكن ذلك من فهم الاختلافات الفردية التي قد تفسر التباين الواسع في النتائج الملحوظة في إعادة التأهيل العصبي.


مقالات ذات صلة

ما فائدة «أوبريتور» وكيل الذكاء الاصطناعي الجديد؟

تكنولوجيا ما فائدة «أوبريتور» وكيل الذكاء الاصطناعي الجديد؟

ما فائدة «أوبريتور» وكيل الذكاء الاصطناعي الجديد؟

في تجربة شخصية، نفَّذ «أوبريتور» من شركة «أوبن إيه آي» المهام التالية التي طلبتها منه: - طلب لي مِغْرفة آيس كريم جديدة من «أمازون». - اشترى لي اسم نطاق…

كيفن رووز ( سان فرانسيسكو)
الاقتصاد الأمينة العامة لمنظمة التعاون الرقمي ديمة اليحيى (الشرق الأوسط)

 2.6 مليار شخص بلا إنترنت... ومنظمة التعاون الرقمي تدعو لشراكات دولية 

بينما يعتمد الأفراد في بعض الدول مرتفعة الدخل على الذكاء الاصطناعي، تتجسد الفجوة الرقمية، مانعةً 2.6 مليار شخص من الوصول إلى المعرفة والفرص والمستقبل ذاته.

عبير حمدي (عمّان)
عالم الاعمال «هواوي» تُطلق أول هاتف ذكي ثلاثي الطي عالمياً

«هواوي» تُطلق أول هاتف ذكي ثلاثي الطي عالمياً

كشفت «هواوي» مجموعة مبتكرة من الأجهزة الذكية خلال حدث إطلاق «المنتج المبتكر من هواوي HUAWEI Innovative Product Launch» الذي أقيم في كوالالمبور.

عالم الاعمال مجموعة stc تسجل إنجازاً عالمياً في تطوير برمجيات الشرائح الإلكترونية

مجموعة stc تسجل إنجازاً عالمياً في تطوير برمجيات الشرائح الإلكترونية

أعلنت مجموعة stc عن إنجاز عالمي جديد يتمثل في توطين البرمجيات الخاصة بتقنية الشرائح الإلكترونية eUICC.

تكنولوجيا أدوات إدارة التواصل الاجتماعي تتيح جدولة المنشورات والتفاعل التلقائي وتحليل الأداء مما يسهل إدارة الحسابات بفعالية (Zoho)

أدوات مفيدة لإدارة حسابات التواصل الاجتماعي

اختيار الأداة المناسبة لاحتياجاتك يمكن أن يحدث فرقاً كبيراً في تحقيق أهدافك الرقمية.

عبد العزيز الرشيد (الرياض)

علماء يرصدون نجماً يبتلع كوكباً

نجم يلتهم أحد كواكبه (أ.ف.ب)
نجم يلتهم أحد كواكبه (أ.ف.ب)
TT

علماء يرصدون نجماً يبتلع كوكباً

نجم يلتهم أحد كواكبه (أ.ف.ب)
نجم يلتهم أحد كواكبه (أ.ف.ب)

شهد نجم، يقع بالقرب من كوكبة العقاب، تضخّماً طبيعياً غير متناسق؛ نظراً إلى كونه قديماً، جعله يبتلع الكوكب، الذي كان قريباً منه، وفقاً لـ«وكالة الصحافة الفرنسية».
وسبق لعلماء فلك أن رصدوا مؤشرات لمثل هذا الحدث، ولمسوا تبِعاته. وقال الباحث في «معهد كافلي» بـ«معهد ماساتشوستس للتكنولوجيا (إم آي تي)»، والمُعِدّ الرئيسي للدراسة، التي نُشرت، الأربعاء، في مجلة «نيتشر»، كيشالاي دي، إن ما كان ينقصهم هو «ضبط النجم في هذه اللحظة خاصة، عندما يشهد كوكبٌ ما مصيراً مماثلاً». وهذا ما ينتظر الأرض، ولكن بعد نحو 5 مليارات سنة، عندما تقترب الشمس من نهاية وجودها بصفتها قزماً أصفر وتنتفخ لتصبح عملاقاً أحمر. في أحسن الأحوال، سيؤدي حجمها ودرجة حرارتها إلى تحويل الأرض إلى مجرّد صخرة كبيرة منصهرة. وفي أسوأ الأحوال، ستختفي بالكامل.
بدأ كل شيء، في مايو (أيار) 2020، عندما راقب كيشالاي دي، بكاميرا خاصة من «مرصد كالتك»، نجماً بدأ يلمع أكثر من المعتاد بمائة مرة، لمدة 10 أيام تقريباً، وكان يقع في المجرّة، على بُعد نحو 12 ألف سنة ضوئية من الأرض.
وكان يتوقع أن يقع على ما كان يبحث عنه، وهو أن يرصد نظاماً نجمياً ثنائياً يضم نجمين؛ أحدهما في المدار المحيط بالآخر. ويمزق النجم الأكبر غلاف الأصغر، ومع كل «قضمة» ينبعث نور.
وقال عالِم الفلك، خلال عرض للدراسة شارك فيها مُعِدّوها الآخرون، التابعون لمعهديْ «هارفارد سميثسونيان»، و«كالتك» الأميركيين للأبحاث، إن «الأمر بدا كأنه اندماج نجوم»، لكن تحليل الضوء، المنبعث من النجم، سيكشف عن وجود سُحب من الجزيئات شديدة البرودة، بحيث لا يمكن أن تأتي من اندماج النجوم.
وتبيَّن للفريق خصوصاً أن النجم «المشابه للشمس» أطلق كمية من الطاقة أقلّ بألف مرة مما كان سيُطلق لو اندمج مع نجم آخر. وهذه الكمية من الطاقة المكتشَفة تساوي تلك الخاصة بكوكب مثل المشتري.
وعلى النطاق الكوني، الذي يُحسب ببلايين السنين، كانت نهايته سريعة جداً، وخصوصاً أنه كان «قريباً جداً من النجم، فقد دار حوله في أقل من يوم»، على ما قال دي.
وبيّنت عملية الرصد أن غلاف الكوكب تمزّق بفعل قوى جاذبية النجم، لبضعة أشهر على الأكثر، قبل امتصاصه. وهذه المرحلة الأخيرة هي التي أنتجت وهجاً مضيئاً لمدة 10 أيام تقريباً.