وزير الداخلية الأردني للبرلمان: إقبال أردني على الزواج من اللاجئات السوريات

تغير ديموغرافي حاد ومفاجئ طرأ على الأردن منذ منتصف 2011

الأمير تشارلز ولي عهد بريطانيا في زيارة لمخيم الزعتري للاجئين السوريين ضمن برنامج زيارته للأردن أخيرا (إ.ب.أ)
الأمير تشارلز ولي عهد بريطانيا في زيارة لمخيم الزعتري للاجئين السوريين ضمن برنامج زيارته للأردن أخيرا (إ.ب.أ)
TT

وزير الداخلية الأردني للبرلمان: إقبال أردني على الزواج من اللاجئات السوريات

الأمير تشارلز ولي عهد بريطانيا في زيارة لمخيم الزعتري للاجئين السوريين ضمن برنامج زيارته للأردن أخيرا (إ.ب.أ)
الأمير تشارلز ولي عهد بريطانيا في زيارة لمخيم الزعتري للاجئين السوريين ضمن برنامج زيارته للأردن أخيرا (إ.ب.أ)

قال وزير الداخلية الأردني، حسين المجالي، إن عدد اللاجئين السوريين في الأردن بلغ حتى بداية العام الحالي «مليونا و388 ألف لاجئ» بينهم 750 ألف سوري كانوا موجودين قبل تاريخ منتصف مارس (آذار) 2011.
وأضاف أنه يوجد في الأردن 5 مخيمات بلغ عدد اللاجئين السوريين المقيمين فيها حتى بداية العام، مائة ألف لاجئ.
وكشف المجالي في رده على سؤال نيابي، عن أن حجم الإنفاق على اللاجئين السوريين والمخيمات عام 2014 وفقا لتقديرات المفوضية السامية للأمم المتحدة لشؤون اللاجئين، (94 مليونا و121 ألف دينار أردني»، في حين بلغ حجم الإنفاق من قبل حكومة المملكة الأردنية الهاشمية، وفقا لتقديرات وزارة التخطيط الأردنية (مليارين ومائة مليون دولار أميركي) تغطي ما مجموعه مليون و400 ألف سوري مقيمين في الأردن.
وقال إن الآثار الاجتماعية والديموغرافية التي يعكسها وجود اللاجئين السوريين على أرض الأردن، تتمثل في ازدياد الإقبال على الزواج من اللاجئات السوريات نظرا لانخفاض «المهور» وبرزت ما تسمى ظاهرة «زواج القاصرات».
وأشار إلى انه من بين الآثار الاجتماعية والاقتصادية، ارتفاع أسعار الإيجار في المناطق المتأثرة باللجوء السوري، وزيادة الإقبال من قبل أرباب العمل على تشغيل السوريين، وبروز ممارسات اجتماعية أو عرقية بين اللاجئين السوريين، كالممارسات التمييزية بين الأطفال على أساس الجنس.
كذلك شهد الأردن زيادة في استهلاك في المواد المدعومة من الدولة مثل الخبز، والغاز المنزلي، والكهرباء، مع زيادة الأعباء على الخدمات المقدمة من المجتمع الأردني بشكل عام «الأمن العام، الصحة، التعليم، المياه، الصرف الصحي، الطاقة والبلديات».
وقال إن وجود اللاجئين السوريين أثر وبشكل طارئ ومفاجئ على زيادة عدد السكان، حيث تقدر نسبة الزيادة في عدد سكان المملكة بنحو 20 في المائة نتيجة أزمة اللجوء وفي فترة زمنية بسيطة.
وأضاف أنه إذا استمرت الأوضاع الأمنية والسياسية في الداخل السوري أو تصاعدت حدتها، فإن ذلك سيؤثر وبشكل كبير على زيادة تدفق اللاجئين إلى المملكة، وفي حال انتهاء الأزمة فإن ذلك سيدفعهم إلى العودة بأعداد متواضعة، وفي كلتا الحالتين، فإن أزمة اللجوء أثرت سلبا على الواقع الديموغرافي في الأردن.
وردًا على سؤال إن كان الأردن يفكر بإعادة اللاجئين السوريين إلى بلدهم، قال الوزير إنه وفقا لمذكرة التفاهم الموقعة بين الأردن والمفوضية السامية لشؤون اللاجئين عام 1998 والمعدلة عام 2014، فإن المادة المتعلقة بهذا الشأن تفيد، بالعمل من خلال مكتب المفوضية، على إيجاد حل دائم للاجئ المعترف به، إما بالعودة الطوعية إلى بلده الأم، أو بإعادة توطينه في بلد ثالث.



اللاجئون الفلسطينيون يعودون إلى مخيم «اليرموك» في سوريا

اللاجئ الفلسطيني خالد خليفة يدعو لابنه المدفون في مقبرة مخيم اليرموك المدمرة (أ.ف.ب)
اللاجئ الفلسطيني خالد خليفة يدعو لابنه المدفون في مقبرة مخيم اليرموك المدمرة (أ.ف.ب)
TT

اللاجئون الفلسطينيون يعودون إلى مخيم «اليرموك» في سوريا

اللاجئ الفلسطيني خالد خليفة يدعو لابنه المدفون في مقبرة مخيم اليرموك المدمرة (أ.ف.ب)
اللاجئ الفلسطيني خالد خليفة يدعو لابنه المدفون في مقبرة مخيم اليرموك المدمرة (أ.ف.ب)

كان مخيم اليرموك للاجئين في سوريا، الذي يقع خارج دمشق، يُعدّ عاصمة الشتات الفلسطيني قبل أن تؤدي الحرب إلى تقليصه لمجموعة من المباني المدمرة.

سيطر على المخيم، وفقاً لوكالة «أسوشييتد برس»، مجموعة من الجماعات المسلحة ثم تعرض للقصف من الجو، وأصبح خالياً تقريباً منذ عام 2018، والمباني التي لم تدمرها القنابل هدمت أو نهبها اللصوص.

رويداً رويداً، بدأ سكان المخيم في العودة إليه، وبعد سقوط الرئيس السوري السابق بشار الأسد في 8 ديسمبر (كانون الأول)، يأمل الكثيرون في أن يتمكنوا من العودة.

في الوقت نفسه، لا يزال اللاجئون الفلسطينيون في سوريا، الذين يبلغ عددهم نحو 450 ألف شخص، غير متأكدين من وضعهم في النظام الجديد.

أطفال يلعبون أمام منازل مدمرة بمخيم اليرموك للاجئين في سوريا (أ.ف.ب)

وتساءل السفير الفلسطيني لدى سوريا، سمير الرفاعي: «كيف ستتعامل القيادة السورية الجديدة مع القضية الفلسطينية؟»، وتابع: «ليس لدينا أي فكرة لأننا لم نتواصل مع بعضنا بعضاً حتى الآن».

بعد أيام من انهيار حكومة الأسد، مشت النساء في مجموعات عبر شوارع اليرموك، بينما كان الأطفال يلعبون بين الأنقاض. مرت الدراجات النارية والدراجات الهوائية والسيارات أحياناً بين المباني المدمرة. في إحدى المناطق الأقل تضرراً، كان سوق الفواكه والخضراوات يعمل بكثافة.

عاد بعض الأشخاص لأول مرة منذ سنوات للتحقق من منازلهم. آخرون كانوا قد عادوا سابقاً ولكنهم يفكرون الآن فقط في إعادة البناء والعودة بشكل دائم.

غادر أحمد الحسين المخيم في عام 2011، بعد فترة وجيزة من بداية الانتفاضة ضد الحكومة التي تحولت إلى حرب أهلية، وقبل بضعة أشهر، عاد للإقامة مع أقاربه في جزء غير مدمر من المخيم بسبب ارتفاع الإيجارات في أماكن أخرى، والآن يأمل في إعادة بناء منزله.

هيكل إحدى ألعاب الملاهي في مخيم اليرموك بسوريا (أ.ف.ب)

قال الحسين: «تحت حكم الأسد، لم يكن من السهل الحصول على إذن من الأجهزة الأمنية لدخول المخيم. كان عليك الجلوس على طاولة والإجابة عن أسئلة مثل: مَن هي والدتك؟ مَن هو والدك؟ مَن في عائلتك تم اعتقاله؟ عشرون ألف سؤال للحصول على الموافقة».

وأشار إلى إن الناس الذين كانوا مترددين يرغبون في العودة الآن، ومن بينهم ابنه الذي هرب إلى ألمانيا.

جاءت تغريد حلاوي مع امرأتين أخريين، يوم الخميس، للتحقق من منازلهن. وتحدثن بحسرة عن الأيام التي كانت فيها شوارع المخيم تعج بالحياة حتى الساعة الثالثة أو الرابعة صباحاً.

قالت تغريد: «أشعر بأن فلسطين هنا، حتى لو كنت بعيدة عنها»، مضيفة: «حتى مع كل هذا الدمار، أشعر وكأنها الجنة. آمل أن يعود الجميع، جميع الذين غادروا البلاد أو يعيشون في مناطق أخرى».

بني مخيم اليرموك في عام 1957 للاجئين الفلسطينيين، لكنه تطور ليصبح ضاحية نابضة بالحياة حيث استقر العديد من السوريين من الطبقة العاملة به. قبل الحرب، كان يعيش فيه نحو 1.2 مليون شخص، بما في ذلك 160 ألف فلسطيني، وفقاً لوكالة الأمم المتحدة للاجئين الفلسطينيين (الأونروا). اليوم، يضم المخيم نحو 8 آلاف لاجئ فلسطيني ممن بقوا أو عادوا.

لا يحصل اللاجئون الفلسطينيون في سوريا على الجنسية، للحفاظ على حقهم في العودة إلى مدنهم وقراهم التي أُجبروا على مغادرتها في فلسطين عام 1948.

لكن، على عكس لبنان المجاورة، حيث يُمنع الفلسطينيون من التملك أو العمل في العديد من المهن، كان للفلسطينيين في سوريا تاريخياً جميع حقوق المواطنين باستثناء حق التصويت والترشح للمناصب.

في الوقت نفسه، كانت للفصائل الفلسطينية علاقة معقدة مع السلطات السورية. كان الرئيس السوري الأسبق حافظ الأسد وزعيم «منظمة التحرير الفلسطينية»، ياسر عرفات، خصمين. وسُجن العديد من الفلسطينيين بسبب انتمائهم لحركة «فتح» التابعة لعرفات.

قال محمود دخنوس، معلم متقاعد عاد إلى «اليرموك» للتحقق من منزله، إنه كان يُستدعى كثيراً للاستجواب من قبل أجهزة الاستخبارات السورية.

وأضاف متحدثاً عن عائلة الأسد: «على الرغم من ادعاءاتهم بأنهم مع (المقاومة) الفلسطينية، في الإعلام كانوا كذلك، لكن على الأرض كانت الحقيقة شيئاً آخر».

وبالنسبة لحكام البلاد الجدد، قال: «نحتاج إلى مزيد من الوقت للحكم على موقفهم تجاه الفلسطينيين في سوريا. لكن العلامات حتى الآن خلال هذا الأسبوع، المواقف والمقترحات التي يتم طرحها من قبل الحكومة الجديدة جيدة للشعب والمواطنين».

حاولت الفصائل الفلسطينية في اليرموك البقاء محايدة عندما اندلع الصراع في سوريا، ولكن بحلول أواخر 2012، انجر المخيم إلى الصراع ووقفت فصائل مختلفة على جوانب متعارضة.

عرفات في حديث مع حافظ الأسد خلال احتفالات ذكرى الثورة الليبية في طرابلس عام 1989 (أ.ف.ب)

منذ سقوط الأسد، كانت الفصائل تسعى لتوطيد علاقتها مع الحكومة الجديدة. قالت مجموعة من الفصائل الفلسطينية، في بيان يوم الأربعاء، إنها شكلت هيئة برئاسة السفير الفلسطيني لإدارة العلاقات مع السلطات الجديدة في سوريا.

ولم تعلق القيادة الجديدة، التي ترأسها «هيئة تحرير الشام»، رسمياً على وضع اللاجئين الفلسطينيين.

قدمت الحكومة السورية المؤقتة، الجمعة، شكوى إلى مجلس الأمن التابع للأمم المتحدة تدين دخول القوات الإسرائيلية للأراضي السورية في مرتفعات الجولان وقصفها لعدة مناطق في سوريا.

لكن زعيم «هيئة تحرير الشام»، أحمد الشرع، المعروف سابقاً باسم «أبو محمد الجولاني»، قال إن الإدارة الجديدة لا تسعى إلى صراع مع إسرائيل.

وقال الرفاعي إن قوات الأمن الحكومية الجديدة دخلت مكاتب ثلاث فصائل فلسطينية وأزالت الأسلحة الموجودة هناك، لكن لم يتضح ما إذا كان هناك قرار رسمي لنزع سلاح الجماعات الفلسطينية.