«المركزي» الياباني يُبقي على سياساته... والتضخم يواصل الهبوط

أكد استمرار الصعوبات رغم اتجاه الانتعاش

لا يزال تراجع التضخم المتواصل في اليابان يمثل معضلة للبنك المركزي (رويترز)
لا يزال تراجع التضخم المتواصل في اليابان يمثل معضلة للبنك المركزي (رويترز)
TT

«المركزي» الياباني يُبقي على سياساته... والتضخم يواصل الهبوط

لا يزال تراجع التضخم المتواصل في اليابان يمثل معضلة للبنك المركزي (رويترز)
لا يزال تراجع التضخم المتواصل في اليابان يمثل معضلة للبنك المركزي (رويترز)

قرر البنك المركزي الياباني أمس (الجمعة)، الإبقاء على سياسة التيسير النقدي الفائقة من أجل تحفيز اقتصاد البلاد الذي تضرر جراء جائحة فيروس «كورونا» المستجد، والتغلب على الانكماش. وقال البنك في بيان إنه سيواصل مراجعة هذه السياسة في ظل التخفيف النقدي الذي طال أمده. كما تخلى البنك عن تعهده بشراء صناديق المؤشرات المتداولة بمعدل سنوي قدره 6 تريليونات ين (55 مليار دولار) مع الحفاظ على حد أعلى يبلغ 12 تريليون ين.
وأوضح البنك في بيانه أن نطاق تقلبات عائد السندات الحكومية لأجل 10 سنوات سيتراوح بين «أقل أو أكثر من 0.25%» من المستوى المستهدف من أجل التحكم المرن في منحنى العائد. وأضاف البنك: «رغم انتعاش اقتصاد اليابان كاتجاه، فإنه لا يزال في وضع صعب بسبب تأثير فيروس (كورونا) في الداخل والخارج».
وسجّل اقتصاد اليابان معدل نمو سنوياً بلغ 11.7% خلال الربع الأخير من العام الماضي. وهو ثاني معدل نمو يسجله اقتصاد البلاد خلال مجمل 2020. ومع ذلك، يتوقع محللون استمرار تعافي الاقتصاد، لأن طوكيو والمناطق المحيطة بها كانت تخضع لحالة طوارئ صحية لمدة شهرين ونصف بسبب فيروس «كورونا». ومن المقرر إنهاء هذا الإجراء في العاصمة اليابانية يوم الأحد. وفي أوائل مارس (آذار) الحالي، قررت الحكومة اليابانية إنهاء حالة الطوارئ الصحية المفروضة في ست مقاطعات بعد أن استمرت لمدة شهرين. لكن رغم ذلك، أظهر تقرير للحكومة اليابانية أن مؤشر أسعار المستهلكين الأساسي في البلاد انخفض بنسبة 0.4% على أساس سنوي في فبراير (شباط) الماضي في تراجع للشهر السابع على التوالي.
وذكر تقرير نشرته وزارة الشؤون الداخلية والاتصالات اليابانية أن الكيروسين انخفض بنسبة 11.6% عن العام السابق، وانخفض البنزين بنسبة 6.2%. وقالت الوزارة إن المؤشر الأساسي لأسعار المستهلك، الذي يستثني الأغذية الطازجة، استقر عند 101.5 نقطة، مقابل أساس قدره 100 نقطة لعام 2015.
وانخفضت أسعار المستهلك في مجمل عام 2020 بنسبة 0.2% في المتوسط، مسجلة أول انخفاض منذ أربع سنوات، في الوقت الذي أطلقت فيه الحكومة حملة ترويج السفر لإعادة تنشيط الاقتصادات المحلية وصناعة السياحة التي تضررت بشدة من جائحة «كوفيد - 19»... لكن تم تعليق الحملة بعد عودة ظهور حالات إصابة جديدة بالفيروس.
ومن المتوقع أن ينخفض المؤشر بنسبة 0.5% في العام المالي الحالي الذي ينتهي في 31 مارس، حسبما قال بنك اليابان في يناير (كانون الثاني) الماضي. وقدم البنك المركزي إجراءات التيسير النقدي في عام 2013 لدعم ثالث أكبر اقتصاد في العالم والتغلب على الانكماش المستعصي. ولا يتوقع البنك أن يصل المعدل إلى الهدف المقدّر بنسبة 2%، بما في ذلك خلال العام المالي 2022 الذي ينتهي في مارس 2023، حيث من المتوقع أن يرتفع المعدل في ذلك العام بنسبة 0.7% فقط.



«المركزي الباكستاني» يخفض الفائدة إلى 13 % للمرة الخامسة

شعار البنك المركزي الباكستاني على مكتب الاستقبال بالمقر الرئيس في كراتشي (رويترز)
شعار البنك المركزي الباكستاني على مكتب الاستقبال بالمقر الرئيس في كراتشي (رويترز)
TT

«المركزي الباكستاني» يخفض الفائدة إلى 13 % للمرة الخامسة

شعار البنك المركزي الباكستاني على مكتب الاستقبال بالمقر الرئيس في كراتشي (رويترز)
شعار البنك المركزي الباكستاني على مكتب الاستقبال بالمقر الرئيس في كراتشي (رويترز)

خفض البنك المركزي الباكستاني، الاثنين، سعر الفائدة الرئيس بمقدار 200 نقطة أساس ليصل إلى 13 في المائة، في خامس خفض متتال منذ يونيو (حزيران)، في إطار جهود البلاد المستمرة لإنعاش اقتصادها المتعثر من خلال تخفيف التضخم.

وتجعل هذه الخطوة باكستان واحدة من أكثر الأسواق الناشئة عدوانية في خفض أسعار الفائدة هذا العام، مع استثناءات مثل الأرجنتين، وفق «رويترز».

وقالت لجنة السياسة النقدية في البنك في بيانها: «بشكل عام، تعد اللجنة أن النهج المتمثل في خفض أسعار الفائدة بشكل مدروس يساعد في الحفاظ على ضغوط التضخم والضغوط على الحساب الخارجي تحت السيطرة، بينما يدعم النمو الاقتصادي بشكل مستدام».

وأضاف البنك أنه يتوقع أن يكون متوسط التضخم «أقل بكثير» من نطاق توقعاته السابقة، الذي يتراوح بين 11.5 في المائة و13.5 في المائة في عام 2025، كما أشار إلى أن توقعات التضخم لا تزال عُرضة لعدة مخاطر، بما في ذلك الإجراءات اللازمة لمعالجة العجز في الإيرادات الحكومية، بالإضافة إلى التضخم الغذائي، وارتفاع أسعار السلع العالمية. وأوضح البنك قائلاً: «قد يظل التضخم متقلباً على المدى القريب قبل أن يستقر ضمن النطاق المستهدف».

وخلال مكالمة مع المحللين، أشار رئيس البنك المركزي الباكستاني، جميل أحمد، إلى أن المركزي لم يحدد مستوى معيناً لسعر الفائدة الحقيقي عند اتخاذ قرار خفض سعر الفائدة يوم الاثنين. ومع ذلك، أوضح أن البنك المركزي كان قد استهدف في الماضي معدل تضخم يتراوح بين 5 و7 في المائة على المدى المتوسط، وأن هذا الهدف بات في متناول اليد خلال الاثني عشر شهراً المقبلة.

وتسير باكستان، الواقعة في جنوب آسيا، على مسار تعافٍ اقتصادي صعب، وقد تلقت دعماً من تسهيل بقيمة 7 مليارات دولار من صندوق النقد الدولي في سبتمبر (أيلول). وأشار البنك إلى أن «جهوداً كبيرة وتدابير إضافية» ستكون ضرورية لتمكين باكستان من تحقيق هدف الإيرادات السنوية، وهو عنصر أساسي في اتفاقها مع صندوق النقد الدولي.

وكان جميع المحللين الـ12 الذين استطلعت «رويترز» آراءهم يتوقعون خفضاً بمقدار 200 نقطة أساس، بعد أن شهد التضخم انخفاضاً حاداً إلى 4.9 في المائة في نوفمبر (تشرين الثاني)، وهو ما جاء أقل من توقعات الحكومة، وأقل بكثير من ذروة التضخم التي بلغت نحو 40 في المائة في مايو (أيار) من العام الماضي. وتأتي هذه الخطوة بعد سلسلة من التخفيضات المتتالية، بما في ذلك خفض بمقدار 150 نقطة أساس في يونيو، و100 نقطة في يوليو (تموز)، و200 نقطة في سبتمبر، و250 نقطة في نوفمبر، مما أدى إلى انخفاض سعر الفائدة من أعلى مستوى لها على الإطلاق عند 22 في المائة في يونيو 2023، الذي ظل ثابتاً لمدة عام. وبذلك يبلغ إجمالي التخفيضات منذ يونيو 900 نقطة أساس.