واشنطن اقترحت جدولاً سريعاً لمحادثات يمنية... ووقف نار «عادلاً»

الخارجية الأميركية لـ«الشرق الأوسط»: نحض الحوثيين على اغتنام الفرصة

لقاء وزير الخارجية العماني بدر البوسعيدي مع المبعوث الأميركي لليمن نهاية الشهر الماضي (حساب دائرة الشرق الأدنى بوزارة الخارجية الأميركية على «تويتر»)
لقاء وزير الخارجية العماني بدر البوسعيدي مع المبعوث الأميركي لليمن نهاية الشهر الماضي (حساب دائرة الشرق الأدنى بوزارة الخارجية الأميركية على «تويتر»)
TT

واشنطن اقترحت جدولاً سريعاً لمحادثات يمنية... ووقف نار «عادلاً»

لقاء وزير الخارجية العماني بدر البوسعيدي مع المبعوث الأميركي لليمن نهاية الشهر الماضي (حساب دائرة الشرق الأدنى بوزارة الخارجية الأميركية على «تويتر»)
لقاء وزير الخارجية العماني بدر البوسعيدي مع المبعوث الأميركي لليمن نهاية الشهر الماضي (حساب دائرة الشرق الأدنى بوزارة الخارجية الأميركية على «تويتر»)

كشف متحدث باسم الخارجية الأميركية لـ«الشرق الأوسط»، عن تقديم مبعوث الرئيس جو بايدن لليمن تيم ليندركنغ، مقترح وقف نار «عادل». وترى واشنطن وفق المتحدث أنها والأمم المتحدة قدمتا «جدولاً زمنياً سريعاً» يمكن من خلاله حل مشكلات مثل الوصول إلى الموانئ بسرعة.
وتسير عواصم العالم نحو دعم الحل السلمي اليمني، الذي اكتسب زخماً دولياً بتربعه على أولويات السياسة الخارجية الأميركية. بينما تنكفئ إيران ومحورها في منطقة الشرق الأوسط عكس ذلك الاتجاه، حيث أطلت بالتزامن مع التغير الأميركي من نافذة معركة «دوزنة التفاوض» قبل الجلوس على الطاولة الأوروبية المحتملة مع الجانب الأميركي.
حاول الحوثيون السيطرة على مأرب. وبعد ثلاثة أسابيع من هجوم الجماعة المدعومة من إيران يبدو أن تلك المعركة التي تخوضها الميليشيات بالنيابة عن إيران لم تجر كما توقعها المخططون، إذ تحول موقف قوات الجيش اليمني الميداني، حسب وزير الدفاع اليمني محمد المقدشي، من دفاعي إلى هجومي، بالتزامن مع خسائر حوثية في محافظة حجة (شمال غربي اليمن)، فضلاً عن معارك في غرب تعز شهدت تراجعاً حوثياً.
- الوكيل الإيراني... والرسائل
التصعيد الحوثي لم يتوقف عند مأرب، بل تزامن مع تبني الجماعة هجمات ضد المنشآت الحيوية والمناطق المدنية السعودية. ويعد التحالف استهدافات الحوثيين المدنيين والمنشآت الحيوية عمليات إرهابية، وتوعد بالرد، ونشر عديداً من الأخبار والمقاطع التي توثق تدمير مخازن وورش تركيب وتخزين الصواريخ الباليستية والطائرات من دون طيار المفخخة.
تقول الدكتورة إليزابيث كيندل، وهي كبيرة الباحثين في كلية «بيمبورك» بجامعة أكسفورد لـ«الشرق الأوسط»، إن «التصعيد الأخير محاولة من قبل الحوثيين وداعميهم الإيرانيين لتكديس الضغط وسط جهود الولايات المتحدة والأمم المتحدة للتوسط في مشاورات السلام. إن عدوانهم مصمم لوضعهم في أقوى موقف تفاوضي ممكن»، وتضيف: «إنه اختبار للواقع بالنسبة للمجتمع الدولي بشأن الآمال بوقف إطلاق نار وشيك على مستوى البلاد، وتذكير صارخ بمدى بُعد احتمالات محادثات السلام».
يبدو من خلال تمسك الجماعة التي يتهمها اليمنيون بأنها وكيل إيران في بلادهم بأن قيادات الحرس الثوري المسيطرة على القرار الحوثي «لا ترغب في انخراط الحوثيين في حوار سياسي يمني، أو أن تتحول إلى مسار سياسي مؤسساتي، وهي نتيجة حتمية لما ترنو إليه طهران، فهي لا تريد الجماعة إلا ميليشاوية تنفذ الأجندة والأنشطة الإرهابية، وتتبنى الهجمات حتى وإن لم تنفذها»، ووفق قراءة باحثين ومصادر تحدثت معهم «الشرق الأوسط»، فإن إحدى الرسائل الإيرانية تتمثل في محاولة دفع السعودية لاتخاذ رد فعل قد يشكل دافعاً في تعقيد الملف، كما أن إيران يبدو أنها مستمرة في اختبار سياسة واشنطن المتعلقة بحلفائها في المنطقة.
وعلى عكس كثير من المراقبين، تقرأ الدكتورة كيندل اشتداد الأعمال العدائية للحوثيين وارتباطه بقرار إدارة بايدن إلغاء تصنيف الحوثيين منظمة إرهابية بطريقة مختلفة، إذ ترى أن الحوثيين «زادوا من هجماتهم منذ عام، وكان تصنيف الإرهاب ساري المفعول ليوم واحد فقط قبل وصول بايدن إلى السلطة».
- زخم واشنطن وتفاعل السعودية
تعتقد الخارجية الأميركية على لسان متحدث باسمها أن واشنطن قدمت اقتراحاً «سليماً وعادلاً» لوقف إطلاق النار على الصعيد الوطني اليمني، مع عناصر «من شأنها أن تعالج على الفور الوضع الإنساني المزري في اليمن، والمناقشات حول هذا الاقتراح جارية». وقال المتحدث إن بلاده تعمل بناءً على إطار عمل للأمم المتحدة وتعزيزه من خلال مشاركتنا الدبلوماسية والدعم الإقليمي الموسع، وندعو الأطراف إلى اغتنام هذه اللحظة والجلوس على طاولة المفاوضات.
كانت رحلة المبعوث الأميركي تيم لندركينغ، إلى المنطقة، لافتة، سواء في طولها أو ما شهدته، إذ سلم الحوثيين خطته في سلطنة عمان، واضطر إلى العودة صوب الرياض وتمديد رحلته التي كانت ستنتهي في غضون أيام.
«بناءً على مشاورات المبعوث لندركينغ مع العديد من القادة خلال رحلته الأخيرة، كان من الواضح أن السعودية والحكومة اليمنية المعترف بها دولياً على استعداد للموافقة على وقف إطلاق النار على مستوى البلاد»، يضيف المتحدث: «إنهم مستعدون للجلوس للتفاوض على إنهاء الصراع مع جميع الأطراف المعنية، بما في ذلك الحوثيون»، مشدداً على أن الولايات المتحدة والأمم المتحدة تحثان الأطراف على بدء المحادثات تحت رعاية الأمم المتحدة.
عادل الجبير عضو مجلس الوزراء السعودي وزير الدولة للشؤون الخارجية، قال في مقابلة عبر الاتصال المرئي مع «عرب نيوز» الناطقة بالإنجليزية، أمس، إن الحوثيين «رفضوا كل محاولة لتحقيق تسوية سلمية أو التعاون مع المبعوث الخاص للأمم المتحدة»، وقال «نعتقد أن هناك حلاً سياسياً. نحن نحاول تحقيق هذا الحل السياسي، ونحاول القيام بذلك منذ عدة سنوات».
وأضاف الجبير أن بلاده دعمت كل جهد ومبادرة من قبل المبعوثين الأممين للتوصل إلى حل، «لقد عملنا على توحيد الحكومة اليمنية (اتفاق الرياض)، وقدمنا أكثر من 17 مليار دولار من المساعدات الإنسانية، وأوضحنا أن الحل الوحيد في اليمن هو الحل السياسي على أساس المبادرة الخليجية ومخرجات الحوار الوطني اليمني والقرار الأممي رقم 2216».
يعود المتحدث الأميركي بالقول إن «جهود السلام مثل هذه هي أسرع طريقة لحل النزاع في اليمن، وقد جعلت الولايات المتحدة هذا الأمر من أولويات السياسة الخارجية... يجب على الحوثيين إظهار استعدادهم لتبني والالتزام بوقف إطلاق نار شامل على مستوى البلاد والدخول في مفاوضات».


مقالات ذات صلة

ماذا ينتظر اليمن في عهد ترمب؟

تحليل إخباري الجماعة الحوثية استقبلت انتخاب ترمب بوعيد باستمرار الهجمات في البحر الأحمر وضد إسرائيل (غيتي)

ماذا ينتظر اليمن في عهد ترمب؟

ينتظر اليمنيون حدوث تغييرات في السياسات الأميركية تجاه بلادهم في ولاية الرئيس المنتخب دونالد ترمب.

وضاح الجليل (عدن)
العالم العربي رئيس الحكومة اليمنية أحمد عوض بن مبارك (سبأ)

وعود يمنية بإطلاق عملية شاملة لإعادة بناء المؤسسات الحكومية

وعد رئيس الحكومة اليمنية، أحمد عوض بن مبارك، بإطلاق عملية شاملة لإعادة بناء المؤسسات، ضمن خمسة محاور رئيسة، وفي مقدمها إصلاح نظام التقاعد.

«الشرق الأوسط» (عدن)
العالم العربي مسلحون حوثيون خلال حشد في صنعاء دعا إليه زعيمهم (إ.ب.أ)

الحوثيون يحولون المنازل المصادرة إلى معتقلات

أفاد معتقلون يمنيون أُفْرج عنهم أخيراً بأن الحوثيين حوَّلوا عدداً من المنازل التي صادروها في صنعاء إلى معتقلات للمعارضين.

محمد ناصر (تعز)
العالم العربي بوابة البنك المركزي اليمني في صنعاء الخاضع لسيطرة الجماعة الحوثية (أ.ف.ب)

تفاقم معاناة القطاع المصرفي تحت سيطرة الحوثيين

يواجه القطاع المصرفي في مناطق سيطرة الجماعة الحوثية شبح الإفلاس بعد تجريده من وظائفه، وتحولت البنوك إلى مزاولة أنشطة هامشية والاتكال على فروعها في مناطق الحكومة

وضاح الجليل (عدن)
الخليج جاسم البديوي الأمين العام لمجلس التعاون لدول الخليج العربية (مجلس التعاون)

إدانة خليجية للاعتداء الغادر بمعسكر قوات التحالف في سيئون اليمنية

أدان جاسم البديوي، الأمين العام لمجلس التعاون لدول الخليج العربية، الاعتداء الغادر في معسكر قوات التحالف بمدينة سيئون بالجمهورية اليمنية.

«الشرق الأوسط» (الرياض)

الاقتصاد اليمني في مواجهة انهيارات كارثية وشيكة

طفل يمني يعاني من سوء التغذية وتتوقع وكالة أممية تفاقم الوضع الإنساني خلال الأشهر المقبلة (الأمم المتحدة)
طفل يمني يعاني من سوء التغذية وتتوقع وكالة أممية تفاقم الوضع الإنساني خلال الأشهر المقبلة (الأمم المتحدة)
TT

الاقتصاد اليمني في مواجهة انهيارات كارثية وشيكة

طفل يمني يعاني من سوء التغذية وتتوقع وكالة أممية تفاقم الوضع الإنساني خلال الأشهر المقبلة (الأمم المتحدة)
طفل يمني يعاني من سوء التغذية وتتوقع وكالة أممية تفاقم الوضع الإنساني خلال الأشهر المقبلة (الأمم المتحدة)

يتضاعف خطر انعدام الأمن الغذائي في اليمن بعد تفاقم الأزمة الاقتصادية، وانهيار سعر العملة المحلية أمام العملات الأجنبية، بفعل الحرب الحوثية على الموارد الرئيسية للبلاد، وتوسيع دائرة الصراع إلى خارج الحدود، في حين تتزايد الدعوات إلى اللجوء للتنمية المستدامة، والبحث عن حلول من الداخل.

وبينما تتوالي التحذيرات من تعاظم احتياجات السكان إلى المساعدات الإنسانية خلال الأشهر المقبلة، تواجه الحكومة اليمنية تحديات صعبة في إدارة الأمن الغذائي، وتوفير الخدمات للسكان في مناطق سيطرتها، خصوصاً بعد تراجع المساعدات الإغاثية الدولية والأممية خلال الأشهر الماضية، ما زاد من التعقيدات التي تعاني منها بفعل توقف عدد من الموارد التي كانت تعتمد عليها في سد الكثير من الفجوات الغذائية والخدمية.

ورجحت شبكة الإنذار المبكر بالمجاعة حدوث ارتفاع في عدد المحتاجين إلى المساعدات الإنسانية في اليمن في ظل استمرار التدهور الاقتصادي في البلاد، حيث لا تزال العائلات تعاني من التأثيرات طويلة الأجل للصراع المطول، بما في ذلك الظروف الاقتصادية الكلية السيئة للغاية، بينما تستمر بيئة الأعمال في التآكل بسبب نقص العملة في مناطق سيطرة الجماعة الحوثية، وانخفاض قيمة العملة والتضخم في المناطق الخاضعة لسيطرة الحكومة.

وبحسب توقعات الأمن الغذائي خلال الستة أشهر المقبلة، فإنه وبفعل الظروف الاقتصادية السيئة، وانخفاض فرص كسب الدخل المحدودة، ستواجه ملايين العائلات، فجوات مستمرة في استهلاك الغذاء وحالة انعدام الأمن الغذائي الحاد واسعة النطاق على مستوى الأزمة (المرحلة الثالثة من التصنيف المرحلي) أو حالة الطوارئ (المرحلة الرابعة) في مناطق نفوذ الحكومة الشرعية.

انهيار العملة المحلية أسهم مع تراجع المساعدات الإغاثية في تراجع الأمن الغذائي باليمن (البنك الدولي)

يشدد الأكاديمي محمد قحطان، أستاذ الاقتصاد في جامعة تعز، على ضرورة وجود إرادة سياسية حازمة لمواجهة أسباب الانهيار الاقتصادي وتهاوي العملة المحلية أمام العملات الأجنبية، منوهاً إلى أن عائدات صادرات النفط والغاز كانت تغطي 70 في المائة من الإنفاق العام في الموازنة العامة، وهو ما يؤكد أهميتها في تشغيل مؤسسات الدولة.

ويضيف قحطان في حديث خص به «الشرق الأوسط» أن وقف هذه الصادرات يضع الحكومة في حالة عجز عن الوفاء بالتزاماتها، بالتضافر مع أسباب أخرى منها الفساد والتسيب الوظيفي في أهم المؤسسات الحكومية، وعدم وصول إيرادات مؤسسات الدولة إلى البنك المركزي، والمضاربة بالعملات الأجنبية وتسريبها إلى الخارج، واستيراد مشتقات الوقود بدلاً من تكرير النفط داخلياً.

أدوات الإصلاح

طبقاً لخبراء اقتصاديين، تنذر الإخفاقات في إدارة الموارد السيادية ورفد خزينة الدولة بها، والفشل في إدارة أسعار صرف العملات الأجنبية، بآثار كارثية على سعر العملة المحلية، والتوجه إلى تمويل النفقات الحكومية من مصادر تضخمية مثل الإصدار النقدي.

توقف تصدير النفط يتسبب في عجز الحكومة اليمنية عن تلبية احتياجات السكان (البنك الدولي)

ويلفت الأكاديمي قحطان إلى أن استيراد مشتقات الوقود من الخارج لتغطية حاجة السوق اليمنية من دون مادة الأسفلت يكلف الدولة أكثر من 3.5 مليار دولار في السنة، بينما في حالة تكرير النفط المنتج محلياً سيتم توفير هذا المبلغ لدعم ميزان المدفوعات، وتوفير احتياجات البلاد من الأسفلت لتعبيد الطرقات عوض استيرادها، وأيضاً تحصيل إيرادات مقابل بيع الوقود داخلياً.

وسيتبع ذلك إمكانية إدارة البنك المركزي لتلك المبالغ لدعم العرض النقدي من العملات الأجنبية، ومواجهة الطلب بأريحية تامة دون ضغوط للطلب عليها، ولن يكون بحاجة إلى بيع دولارات لتغطية الرواتب، كما يحدث حالياً، وسيتمكن من سحب فائض السيولة النقدية، ما سيعيد للاقتصاد توازنه، وتتعافى العملة الوطنية مقابل العملات الأجنبية، وهو ما سيسهم في استعادة جزء من القدرة الشرائية المفقودة للسكان.

ودعا الحكومة إلى خفض نفقاتها الداخلية والخارجية ومواجهة الفساد في الأوعية الإيرادية لإحداث تحول سريع من حالة الركود التضخمي إلى حالة الانتعاش الاقتصادي، ومواجهة البيئة الطاردة للاستثمارات ورجال الأعمال اليمنيين، مع الأهمية القصوى لعودة كل منتسبي الدولة للاستقرار داخل البلاد، وأداء مهاهم من مواقعهم.

الحكومة اليمنية تطالب المجتمع الدولي بالضغط على الحوثيين لوقف حصار تصدير النفط (سبأ)

ويؤكد مصدر حكومي يمني لـ«الشرق الأوسط» أن الحكومة باتت تدرك الأخطاء التي تراكمت خلال السنوات الماضية، مثل تسرب الكثير من أموال المساعدات الدولية والودائع السعودية في البنك المركزي إلى قنوات لإنتاج حلول مؤقتة، بدلاً من استثمارها في مشاريع للتنمية المستدامة، إلا أن معالجة تلك الأخطاء لم تعد سهلة حالياً.

الحل بالتنمية المستدامة

وفقاً للمصدر الذي فضل التحفظ على بياناته، لعدم امتلاكه صلاحية الحديث لوسائل الإعلام، فإن النقاشات الحكومية الحالية تبحث في كيفية الحصول على مساعدات خارجية جديدة لتحقيق تنمية مستدامة، بالشراكة وتحت إشراف الجهات الممولة، لضمان نجاح تلك المشروعات.

إلا أنه اعترف بصعوبة حدوث ذلك، وهو ما يدفع الحكومة إلى المطالبة بإلحاح للضغط من أجل تمكينها من الموارد الرئيسية، ومنها تصدير النفط.

واعترف المصدر أيضاً بصعوبة موافقة المجتمع الدولي على الضغط على الجماعة الحوثية لوقف حصارها المفروض على تصدير النفط، نظراً لتعنتها وشروطها صعبة التنفيذ من جهة، وإمكانية تصعيدها العسكري لفرض تلك الشروط في وقت يتوقع فيه حدوث تقدم في مشاورات السلام، من جهة ثانية.

تحذيرات من مآلات قاتمة لتداعيات الصراع الذي افتعلته الجماعة الحوثية في المياه المحيطة باليمن على الاقتصاد (أ.ف.ب)

وقدمت الحكومة اليمنية، أواخر الشهر الماضي، رؤية شاملة إلى البنك الدولي لإعادة هيكلة المشروعات القائمة لتتوافق مع الاحتياجات الراهنة، مطالبةً في الوقت ذاته بزيادة المخصصات المالية المخصصة للبلاد في الدورة الجديدة.

وكان البنك الدولي توقع في تقرير له هذا الشهر، انكماش إجمالي الناتج المحلي بنسبة واحد في المائة هذا العام، بعد انخفاضه بنسبة 2 في المائة العام الماضي، بما يؤدي إلى المزيد من التدهور في نصيب الفرد من إجمالي الناتج الحقيقي.

ويعاني أكثر من 60 في المائة من السكان من ضعف قدرتهم على الحصول على الغذاء الكافي، وفقاً للبنك الدولي، بسبب استمرار الحصار الذي فرضته الجماعة الحوثية على صادرات النفط، ما أدى إلى انخفاض الإيرادات المالية للحكومة بنسبة 42 في المائة خلال النصف الأول من العام الحالي، وترتب على ذلك عجزها عن تقديم الخدمات الأساسية للسكان.

وأبدى البنك قلقه من مآلات قاتمة لتداعيات الصراع الذي افتعلته الجماعة الحوثية في المياه المحيطة باليمن على الاقتصاد، وتفاقم الأزمات الاجتماعية والإنسانية.