مؤتمر موسكو يدعو الأفغان للبدء فوراً في مفاوضات وقف النار

«طالبان» تجدد التلويح بـ«عواقب» إذا تأخر الانسحاب الأميركي ... وكابل تعيّن وزراء جدداً لتحسين الوضع الأمني

قيادات من «طالبان» تشارك في مؤتمر صحافي في موسكو أمس (رويترز)
قيادات من «طالبان» تشارك في مؤتمر صحافي في موسكو أمس (رويترز)
TT

مؤتمر موسكو يدعو الأفغان للبدء فوراً في مفاوضات وقف النار

قيادات من «طالبان» تشارك في مؤتمر صحافي في موسكو أمس (رويترز)
قيادات من «طالبان» تشارك في مؤتمر صحافي في موسكو أمس (رويترز)

دعت كل من روسيا والصين والولايات المتحدة وباكستان الأطراف في أفغانستان إلى بدء مفاوضات فورية بشأن وقف شامل لإطلاق النار، ووضع «خريطة طريق» سياسية للتسوية النهائية في هذا البلد. واختتم المؤتمر الذي نظمته موسكو، بحضور الأطراف الأفغانية ومشاركة من جانب «الترويكا»، بالتشديد على ضرورة تسريع الجهود لخفض مستوى العنف في البلاد، ودعوة حركة طالبان إلى «الامتناع عن الهجمات التي يتوقع أن تتصاعد في فصل الربيع، لتجنب مزيد من الخسائر، وتهيئة الأجواء لتسوية سياسية».
وحث البيان الصادر عن المؤتمر «المشاركين في المفاوضات الأفغانية على البدء فوراً بمناقشات حول القضايا الأساسية لحل النزاع، بما في ذلك بناء أفغانستان سلمية مستقرة في المستقبل، فضلاً عن بحث محتوى خريطة طريق سياسية من شأنها أن تؤدي إلى قيام حكومة شاملة، وتحدد سبل وقف إطلاق نار نهائي شامل».
وأضاف موقعو البيان أنه «في هذه اللحظة الحاسمة، تدعو الدول الأربع الأطراف إلى التفاوض، وتنفيذ اتفاقيات السلام التي ستنهي أكثر من 4 عقود من الحرب في أفغانستان». وزاد البيان: «إننا نعترف بالمطالبة الصريحة واسعة الانتشار من قبل الشعب الأفغاني بتحقيق السلام المستدام العادل، وإنهاء الحرب».
وكانت العاصمة الروسية قد استضافت مؤتمراً حول أفغانستان، شاركت فيه الحكومة الأفغانية، وحركة طالبان، وشخصيات أفغانية مستقلة، بالإضافة إلى المبعوثين الخاصين إلى أفغانستان لكل من روسيا والولايات المتحدة والصين وباكستان، وكذلك المبعوث القطري الخاص.
وأعلن المسؤول في الخارجية الروسية مبعوث الرئيس الروسي الخاص إلى أفغانستان، زامير كابولوف، أن الأطراف الأفغانية «أكدت في مؤتمر موسكو استعدادها للاتفاق من أجل السلام في أفغانستان». وأفاد بأن المؤتمر شهد «نقاشات جادة مع جميع الأطراف الأفغانية، كان موضوعها الرئيسي أن الأطراف الأفغانية تتفهم ومستعدة للاتفاق بشأن إحلال السلام في أفغانستان». وأوضح مسؤولون روس أن هدف محادثات موسكو دفع المفاوضات بين الحكومة الأفغانية و«طالبان» في العاصمة القطرية الدوحة التي تعثرت في الآونة الأخيرة بسبب اتهامات الحكومة للمقاتلين بعدم بذل جهود لوقف العنف.
وأكد وفد حركة طالبان إلى المؤتمر، في مؤتمر صحافي ختامي عقده في ختام المناقشات، ضرورة انسحاب القوات الأجنبية، بصفته شرطاً للتوصل إلى حل يضمن وقف إراقة الدماء ويحقق الاستقرار. وقال إن الحركة «تتطلع للتوصل إلى اتفاق ينهي الحرب، ويجب علينا إرساء الاستقرار وتثبيت النظام». وكشف أن حركة طالبان والحكومة الأفغانية اتفقتا في أثناء المؤتمر على «تسريع محادثات السلام».
وفي وقت سابق، كانت حركة طالبان قد هددت بـ«عواقب» إذا لم تسحب الولايات المتحدة قواتها من أفغانستان بحلول الأول من مايو (أيار) المقبل، وفقاً للاتفاق المبرم بين الطرفين. وقالت الحركة، في بيان: «على الأميركيين إنهاء احتلالهم طبقاً لاتفاق الدوحة، وسحب جميع قواتهم من أفغانستان بحلول الأول من مايو (أيار)».
ولفت الناطق باسم الحركة، ذبيح الله مجاهد، إلى أنه «إذا لم يفعلوا، لأي سبب أو ذريعة، سيتحملون مسؤولية العواقب». وأشار إلى أنه «يتحتم على الرئيس الأميركي جو بايدن أن يقرر ما إذا كان سوف يلتزم أم لا بسحب ما تبقى من القوات الأميركية في أفغانستان خلال المهلة المنصوص عليها في الاتفاق الموقع في فبراير (شباط) 2020 في الدوحة».
وتعهدت الحركة بإعطاء ضمانات أمنية، وبدء مفاوضات مباشرة غير مسبوقة مع حكومة كابل، لقاء الانسحاب الأميركي. وكان موضوع الانسحاب الأميركي المزمع قد عاد إلى الواجهة أخيراً، بعد إعلان بايدن أنه «سيكون من الصعب الالتزام بهذه المهلة»، وقوله في مقابلة أجرتها معه شبكة «إيه بي سي» الأميركية إن «سحب الجنود ضمن المهلة المتفق عليها يمكن أن يحدث، لكنه صعب»، منتقداً الاتفاق الذي توصل إليه سلفه دونالد ترمب مع المتمردين.
وفي غضون ذلك، أجرى الرئيس الأفغاني أشرف غني تعديلاً في مناصب أمنية مهمة، أمس (الجمعة)، بهدف «تحسين» الوضع الأمني بالبلاد، طبقاً لبيان صادر عن مكتب مجلس الأمن الوطني. فقد تم تعيين ياسين ضياء، رئيس أركان الجيش الحالي في البلاد، في منصب القائم بأعمال وزير الدفاع، حسب البيان الذي أضاف أن ضياء سوف يقوم بمهام وزير الدفاع حتى عودة الوزير أسد الله خليل الذي يتلقى علاجاً بسبب إصابته بمرض. وشغل ضياء سابقاً عدداً من المناصب البارزة، كما شغل منصبي نائب رئيس مديرية الأمن الوطني (الاستخبارات) وحاكم إقليم تخار (شمال البلاد)، من بين مناصب أخرى.
وفي بيان منفصل، صادر عن مجلس الأمن الوطني أمس (الجمعة)، تم تعيين حياة الله حياة وزيراً للداخلية. وشغل حياة سابقاً منصب حاكم إقليم ننكرهار ووردك وهلمند، كما شغل مؤخراً منصب حاكم إقليم قندهار (جنوب البلاد).
وتأتي التعيينات بسبب تدهور الوضع الأمني في الأشهر الأخيرة، حيث شهدت العاصمة كابل بشكل خاص حوادث أمنية بشكل شبه يومي بقنابل مغناطيسية محلية الصنع، وعمليات قتل مستهدفة لنشطاء مدنيين وصحافيين.



هل يمكن رفع عقوبات الأمم المتحدة عن «هيئة تحرير الشام» والجولاني؟

أبو محمد الجولاني يتحدث في الجامع الأموي بدمشق 8 ديسمبر 2024 (أ.ب)
أبو محمد الجولاني يتحدث في الجامع الأموي بدمشق 8 ديسمبر 2024 (أ.ب)
TT

هل يمكن رفع عقوبات الأمم المتحدة عن «هيئة تحرير الشام» والجولاني؟

أبو محمد الجولاني يتحدث في الجامع الأموي بدمشق 8 ديسمبر 2024 (أ.ب)
أبو محمد الجولاني يتحدث في الجامع الأموي بدمشق 8 ديسمبر 2024 (أ.ب)

تخضع «هيئة تحرير الشام»، التي قادت قوات المعارضة للإطاحة بالرئيس السوري بشار الأسد، لعقوبات من الأمم المتحدة منذ فترة طويلة، وهو ما وصفه المبعوث الخاص للمنظمة الدولية إلى سوريا غير بيدرسون، بأنه «عامل تعقيد لنا جميعاً».

كانت «هيئة تحرير الشام» تُعرف في السابق باسم «جبهة النصرة»، الجناح الرسمي لتنظيم «القاعدة» في سوريا، حتى قطعت العلاقات بالتنظيم في عام 2016. ومنذ مايو (أيار) 2014، أُدرجت الجماعة على قائمة مجلس الأمن التابع للأمم المتحدة لعقوبات تنظيمي «القاعدة» و«داعش»، كما فُرض عليها تجميد عالمي للأصول وحظر أسلحة.

ويخضع عدد من أعضاء «هيئة تحرير الشام» أيضاً لعقوبات الأمم المتحدة مثل حظر السفر، وتجميد الأصول، وحظر الأسلحة، ومنهم زعيمها وقائد إدارة العمليات العسكرية أحمد الشرع، المكنى «أبو محمد الجولاني»، المدرج على القائمة منذ يوليو (تموز) 2013.

وقال دبلوماسيون إنه لا يوجد حالياً أي مناقشات عن رفع العقوبات التي فرضتها الأمم المتحدة على الجماعة. ولا تمنع العقوبات التواصل مع «هيئة تحرير الشام».

لماذا تفرض الأمم المتحدة عقوبات على «هيئة تحرير الشام» والجولاني؟ (رويترز)

لماذا تفرض الأمم المتحدة عقوبات على «هيئة تحرير الشام» والجولاني؟

فرضت الأمم المتحدة عقوبات على «جبهة النصرة»، لأن الجماعة مرتبطة بتنظيم «القاعدة»، ولأنها كانت «تشارك في تمويل أو تخطيط أو تسهيل أو إعداد أو ارتكاب أعمال أو أنشطة» مع «القاعدة» أو دعماً لها وتستقطب أفراداً وتدعم أنشطة «القاعدة».

وجاء في قائمة العقوبات التي فرضتها الأمم المتحدة: «في يناير (كانون الثاني) 2017، أنشأت جبهة النصرة (هيئة تحرير الشام)، وسيلة لتعزيز موقعها في التمرد السوري وتعزيز أهدافها باعتبارها فرعاً لتنظيم (القاعدة) في سوريا»... ورغم وصف ظهور «هيئة تحرير الشام» بطرق مختلفة (على سبيل المثال كاندماج أو تغيير في الاسم)، فإن جبهة «النصرة» استمرت في الهيمنة والعمل من خلال «هيئة تحرير الشام» في السعي لتحقيق أهدافها.

وفُرضت عقوبات على الجولاني بسبب ارتباطه بتنظيم «القاعدة» وعمله معه.

كيف يمكن رفع عقوبات الأمم المتحدة؟

تستطيع أي دولة عضو في الأمم المتحدة في أي وقت تقديم طلب لرفع العقوبات عن كيان أو شخص إلى لجنة عقوبات تنظيمي «داعش» و«القاعدة» التابعة لمجلس الأمن الدولي المؤلف من 15 دولة.

وإذا جاء الطلب من دولة لم تقترح في البداية فرض عقوبات الأمم المتحدة، فإن اللجنة تتخذ القرار بالإجماع.

وإذا تقدمت الدولة التي اقترحت في البداية فرض العقوبات بطلب الشطب من القائمة، فسيمحى الاسم من القائمة بعد 60 يوماً، ما لم توافق اللجنة بالإجماع على بقاء التدابير.

لكن إذا لم يتم التوصل إلى إجماع، يستطيع أحد الأعضاء أن يطلب إحالة الطلب إلى مجلس الأمن للتصويت عليه في غضون 60 يوماً.

ولم تتضح بعد الدول التي اقترحت فرض عقوبات على جبهة «النصرة» والجولاني.

ويستطيع أيضاً الشخص أو الكيان الخاضع للعقوبات أن يطلب إزالة التدابير عن طريق الاتصال بأمين عام المظالم، وهو منصب أنشأه المجلس في عام 2009، ليقوم بمراجعة الطلب.

وإذا أوصى أمين عام المظالم بإبقاء اسم ما على القائمة، فسيظل مدرجاً على القائمة. وإذا أوصى أمين عام المظالم بإزالة اسم ما، فسترفع العقوبات بعد عملية قد تستغرق ما يصل إلى 9 أشهر، ما لم توافق اللجنة في وقت أسبق بالإجماع على اتخاذ إجراء أو الإحالة إلى المجلس لتصويت محتمل.

هل هناك استثناءات من العقوبات؟

يستطيع الأشخاص الخاضعون لعقوبات الأمم المتحدة التقدم بطلب للحصول على إعفاءات فيما يتعلق بالسفر، وهو ما تقرره اللجنة بالإجماع.

ويقول المجلس إن عقوباته «لا تستهدف إحداث عواقب إنسانية تضر بالسكان المدنيين».

وهناك استثناء إنساني للأمم المتحدة ومنظمات الإغاثة يسمح «بتوفير أو معالجة أو دفع الأموال أو الأصول المالية الأخرى أو الموارد الاقتصادية، أو توفير السلع والخدمات اللازمة لضمان تقديم المساعدات الإنسانية في الوقت المناسب، أو لمساندة الأنشطة الأخرى التي تدعم الاحتياجات الإنسانية الأساسية».