انتقادات لاذعة في أول اجتماع بين دبلوماسيين أميركيين وصينيين في عهد بايدن

جانب من الاجتماع الذي ضم كبار الدبلوماسيين من أميركا والصين في ألاسكا (أ.ب)
جانب من الاجتماع الذي ضم كبار الدبلوماسيين من أميركا والصين في ألاسكا (أ.ب)
TT

انتقادات لاذعة في أول اجتماع بين دبلوماسيين أميركيين وصينيين في عهد بايدن

جانب من الاجتماع الذي ضم كبار الدبلوماسيين من أميركا والصين في ألاسكا (أ.ب)
جانب من الاجتماع الذي ضم كبار الدبلوماسيين من أميركا والصين في ألاسكا (أ.ب)

تبادل كبار الدبلوماسيين من أميركا والصين الانتقادات اللاذعة خلال اجتماع رفيع المستوى عقد في ألاسكا، أمس (الخميس)، وهو الأول لهم منذ تولي الرئيس الأميركي جو بايدن منصبه في يناير (كانون الثاني) الماضي، وفقاً لـ«وكالة الأنباء الألمانية».
والتقى وزير الخارجية الأميركي أنتوني بلنكين، ومستشار الأمن القومي جيك سوليفان مع كبير الدبلوماسيين الصينيين يانج جيتشي، ووزير الخارجية وانج يي، لإجراء محادثات التي بدت مشحونة بشكل أكثر مما كان متوقعاً في البداية.
وقال بلنكين في تصريحات افتتاحية صريحة إن العلاقات الأميركية - الصينية ستكون تنافسية إذا لزم الأمر، وتعاونية إذا أمكن، وعدائية إذا لزم الأمر، وحذر من أن تصرفات الصين تهدد الاستقرار العالمي.
وردت الصين على لهجة الاتهام، ورفضت أي تدخل في شؤونها الداخلية، كما أظهر فيديو من انطلاق المحادثات.
وأكد يانج، وفقاً لترجمة أنه «من المهم لبلدينا أن نتعامل مع شؤوننا بشكل جيد بدلاً من إلقاء اللوم على شخص آخر في العالم».
ثم انتقل بعد ذلك للحديث عن الشؤون الداخلية الأميركية: «الحقيقة أن هناك العديد من مشاكل حقوق الإنسان في الولايات المتحدة»، على حد قول يانج، في إشارة إلى احتجاجات العام الماضي تحت شعار «حياة السود مهمة» ضد العنصرية وعنف الشرطة.
ومن جانبه، قال بلنكين إن الولايات المتحدة قلقة بشأن حالة حقوق الإنسان في هونغ كونغ وفي مقاطعة شينغيانغ، التي تضم أقلية الويغور العرقية.
واتهم بلنكين الصين بالمسؤولية عن الهجمات الإلكترونية، وابتزاز حلفاء الولايات المتحدة بالضغط الاقتصادي، كما انتقد موقف الصين بشأن تايوان.
فيما تؤكد الصين أن جزيرة تايوان المتمتعة بالحكم الذاتي لا تزال جزءاً منها.
في وقت سابق، صرح وزير الخارجية الأميركي بأن الولايات المتحدة تعتزم الدفاع عن «النظام القائم على القواعد، الذي من دونه سيكون هناك عالم أكثر عنفاً».
وفيما يتعلق بالأنشطة الصينية في مناطق مثل شينغيانغ وهونغ كونغ وتايوان، أكد أن هذه ليست مجرد مسائل داخلية.
وعقب ذلك، جرى استئناف الاجتماع خلف الأبواب مغلقة. ومن المقرر أن تستمر المحادثات حتى وقت لاحق من اليوم (الجمعة).
وقبل الاجتماع مع الدبلوماسيين الصينيين، قالت جين بساكي المتحدثة باسم الرئيس الأميركي جو بايدن إن التركيز كان على «إجراء مناقشة صريحة، وإثارة القضايا التي تقلقنا، وبالطبع البحث عن سبل وميادين يمكن العمل معاً من خلالها».
ووصلت العلاقات بين الصين والولايات المتحدة في ظل إدارة دونالد ترمب إلى أدنى مستوى لها منذ إقامة العلاقات الدبلوماسية في عام 1979، ويقول محللون إن بكين تعرض على الإدارة الأميركية الجديدة بداية جديدة، ولكن بشروط مسبقة واضحة.



الأمم المتحدة تسعى لجمع 47 مليار دولار لمساعدة 190 مليون شخص في 2025

فلسطينيون يتجمعون للحصول على طعام في مركز توزيع بقطاع غزة (أ.ب)
فلسطينيون يتجمعون للحصول على طعام في مركز توزيع بقطاع غزة (أ.ب)
TT

الأمم المتحدة تسعى لجمع 47 مليار دولار لمساعدة 190 مليون شخص في 2025

فلسطينيون يتجمعون للحصول على طعام في مركز توزيع بقطاع غزة (أ.ب)
فلسطينيون يتجمعون للحصول على طعام في مركز توزيع بقطاع غزة (أ.ب)

أطلق مكتب الأمم المتحدة لتنسيق الشؤون الإنسانية «أوتشا»، الأربعاء، نداء لجمع أكثر من 47 مليار دولار، لتوفير المساعدات الضرورية لنحو 190 مليون شخص خلال عام 2025، في وقتٍ تتنامى فيه الحاجات بسبب النزاعات والتغير المناخي.

وقال وكيل الأمين العام للشؤون الإنسانية، ومنسق الإغاثة في حالات الطوارئ، توم فليتشر، مع إطلاق تقرير «اللمحة العامة عن العمل الإنساني لعام 2025»، إن الفئات الأكثر ضعفاً، بما في ذلك الأطفال والنساء والأشخاص ذوو الإعاقة والفقراء، يدفعون الثمن الأعلى «في عالم مشتعل».

سودانيون فارُّون من المعارك بمنطقة الجزيرة في مخيم للنازحين بمدينة القضارف (أ.ف.ب)

وفي ظل النزاعات الدامية التي تشهدها مناطق عدة في العالم؛ خصوصاً غزة والسودان وأوكرانيا، والكلفة المتزايدة للتغير المناخي وظروف الطقس الحادة، تُقدِّر الأمم المتحدة أن 305 ملايين شخص في العالم سيحتاجون إلى مساعدات إنسانية، العام المقبل.

أطفال يحملون أواني معدنية ويتزاحمون للحصول على الطعام من مطبخ يتبع الأعمال الخيرية في خان يونس بقطاع غزة (إ.ب.أ)

وأوضح «أوتشا»، في تقريره، أن التمويل المطلوب سيساعد الأمم المتحدة وشركاءها على دعم الناس في 33 دولة و9 مناطق تستضيف اللاجئين.

وقال فليتشر: «نتعامل حالياً مع أزمات متعددة... والفئات الأكثر ضعفاً في العالم هم الذين يدفعون الثمن»، مشيراً إلى أن اتساع الهوة على صعيد المساواة، إضافة إلى تداعيات النزاعات والتغير المناخي، كل ذلك أسهم في تشكُّل «عاصفة متكاملة» من الحاجات.

ويتعلق النداء بطلب جمع 47.4 مليار دولار لوكالات الأمم المتحدة وغيرها من المنظمات الإنسانية لسنة 2025، وهو أقل بقليل من نداء عام 2024.

وأقر المسؤول الأممي، الذي تولى منصبه في نوفمبر (تشرين الثاني) الماضي، بأن الأمم المتحدة وشركاءها لن يكون في مقدورهم توفير الدعم لكل المحتاجين.

أم أوكرانية تعانق ابنها بعد عودته من روسيا... الصورة في كييف يوم 8 أبريل 2023 (رويترز)

وأوضح: «ثمة 115 مليون شخص لن نتمكن من الوصول إليهم»، وفق هذه الخطة، مؤكداً أنه يشعر «بالعار والخوف والأمل» مع إطلاق تقرير «اللمحة العامة»، للمرة الأولى من توليه منصبه.

وعَدَّ أن كل رقم في التقرير «يمثل حياة محطمة» بسبب النزاعات والمناخ «وتفكك أنظمتنا للتضامن الدولي».

وخفضت الأمم المتحدة مناشدتها لعام 2024 إلى 46 مليار دولار، من 56 ملياراً في العام السابق، مع تراجع إقبال المانحين على تقديم الأموال، لكنها لم تجمع إلا 43 في المائة من المبلغ المطلوب، وهي واحدة من أسوأ المعدلات في التاريخ. وقدمت واشنطن أكثر من 10 مليارات دولار؛ أي نحو نصف الأموال التي تلقتها. وقال مكتب تنسيق الشؤون الإنسانية إن عمال الإغاثة اضطروا لاتخاذ خيارات صعبة، فخفّضوا المساعدات الغذائية 80 في المائة في سوريا، وخدمات المياه في اليمن المعرَّض للكوليرا. والمساعدات ليست سوى جزء واحد من إجمالي إنفاق الأمم المتحدة، التي لم تفلح لسنوات في تلبية احتياجات ميزانيتها الأساسية بسبب عدم سداد الدول مستحقاتها. وعلى الرغم من وقف الرئيس المنتخب دونالد ترمب بعض الإنفاق في إطار الأمم المتحدة، خلال ولايته الرئاسية الأولى، فإنه ترك ميزانيات المساعدات في الأمم المتحدة بلا تخفيض. لكن مسؤولين ودبلوماسيين يتوقعون تقليل الإنفاق في ولايته الجديدة، وفقاً لما ذكرته وكالة «رويترز» للأنباء.

من جانبه، قال يان إيغلاند، الأمين العام للمجلس النرويجي للاجئين: «الولايات المتحدة علامة استفهام كبيرة... أخشى أننا ربما نتعرض لخيبة أمل مريرة؛ لأن المزاج العام العالمي والتطورات السياسية داخل الدول ليست في مصلحتنا». وكان إيغلاند قد تولّى منصب فليتشر نفسه من 2003 إلى 2006. والمشروع 2025، وهو مجموعة من المقترحات المثيرة للجدل التي وضعها بعض مستشاري ترمب، يستهدف «الزيادات المسرفة في الموازنة» من الوكالة الأميركية للتنمية الدولية. ولم تردَّ الإدارة التي يشكلها ترامب على طلب للتعليق. وأشار فليتشر إلى «انحلال أنظمتنا للتضامن الدولي»، ودعا إلى توسيع قاعدة المانحين. وعند سؤال فليتشر عن تأثير ترمب، أجاب: «لا أعتقد أنه لا توجد شفقة لدى هذه الحكومات المنتخبة». ويقول مكتب الأمم المتحدة لتنسيق الشؤون الإنسانية إن أحد التحديات هو استمرار الأزمات لفترة أطول تبلغ عشر سنوات في المتوسط. وقال مايك رايان، المدير التنفيذي لبرنامج منظمة الصحة العالمية للطوارئ الصحية، إن بعض الدول تدخل في «حالة أزمة دائمة». وحلّت المفوضية الأوروبية، الهيئة التنفيذية في الاتحاد الأوروبي، وألمانيا في المركزين الثاني والثالث لأكبر المانحين لميزانيات الأمم المتحدة للمساعدات، هذا العام. وقالت شارلوت سلينتي، الأمين العام لمجلس اللاجئين الدنماركي، إن إسهامات أوروبا محل شك أيضاً في ظل تحويل التمويل إلى الدفاع. وأضافت: «إنه عالم أكثر هشاشة وعدم قابلية على التنبؤ (مما كان عليه في ولاية ترمب الأولى)، مع وجود أزمات أكثر، وإذا كانت إدارة الولايات المتحدة ستُخفض تمويلها الإنساني، فقد يكون سد فجوة الاحتياجات المتنامية أكثر تعقيداً».