كندا: تقرير إيران حول الطائرة الأوكرانية يثير أسئلة أكثر مما يقدم إجابات

حطام الطائرة الأوكرانية بعد سقوطها جنوب غربي طهران (أ.ب)
حطام الطائرة الأوكرانية بعد سقوطها جنوب غربي طهران (أ.ب)
TT

كندا: تقرير إيران حول الطائرة الأوكرانية يثير أسئلة أكثر مما يقدم إجابات

حطام الطائرة الأوكرانية بعد سقوطها جنوب غربي طهران (أ.ب)
حطام الطائرة الأوكرانية بعد سقوطها جنوب غربي طهران (أ.ب)

اعتبر مجلس سلامة النقل الكندي، اليوم (الخميس)، أن التقرير الإيراني النهائي حول إسقاط طائرة بوينغ الأوكرانية في 8 يناير (كانون الثاني) 2020 يثير أسئلة أكثر مما يقدم إجابات حول المأساة، وفقاً لوكالة الصحافة الفرنسية.
وأسفت مديرة التحقيقات الجوية في مجلس سلامة النقل، ناتاشا فان ثيمشه، غداة نشر التقرير أنه «يبيّن ما حدث، لكنه لا يوضح لماذا»، وأضافت، خلال مؤتمر صحافي، أن «التقرير بالنسبة لنا غير مكتمل. ويثير هذا التقرير أسئلة أكثر بكثير مما يقدم أجوبة».
وتحطمت الرحلة «بي إس 752» التي تسيّرها «الخطوط الجوية الدولية الأوكرانية»، وهي تحمل 176 شخصاً، غالبيتهم إيرانيون وكنديون، وكثير منهم يحملون الجنسيتين.
بعد ذلك بثلاثة أيام، أقرّت القوات المسلحة الإيرانية بإسقاط الطائرة «عن طريق الخطأ».
وفي تقريرها النهائي، المنشور أمس (الأربعاء)، رفعت المنظمة الإيرانية للطيران المدني المسؤولية عن الجيش الإيراني.
وأدانت أوكرانيا التقرير الذي اعتبرته «محاولة مبيّتة من أجل إخفاء الأسباب الحقيقية»، ووصفته أوتاوا بأنه «غير مكتمل» ولا يحوي «أدلة دامغة».
وقال مجلس سلامة النقل إنه لم يعتد «من ناحية المبدأ» التعليق على تقارير مؤسسات أخرى، لكنه علّق لأن التقرير الإيراني أجرته «الدولة، بما فيها القوات المسلحة الطرف في الحادثة».
ويوم الحادث، كانت الدفاعات الجوية الإيرانية في وضع تأهب إثر إطلاق إيران صواريخ على قاعدة عراقية تستضيف قوات أميركية، رداً على اغتيال قائد «فيلق القدس» في «الحرس الثوري» الإيراني قاسم سليماني بضربة جوية أميركية قرب مطار بغداد قبل ذلك بأيام.
وتساءل المجلس الكندي حول تسلسل الأحداث التي قادت إلى إطلاق الصاروخين الذين أسقطا الطائرة.
ومن أسئلة مجلس سلامة النقل؛ لماذا أُبقي المجال الجوي مفتوحاً «خلال فترة تأهب عسكري»؟ ولماذا واصلت شركات الطيران المدني الإيرانية أنشطتها في الساعات اللاحقة لإطلاق الصاروخين؟! وأسف المجلس لعدم منحه صفة «ممثل معتمد» خلال التحقيق.
ولم يسمح لهذه المؤسسة الكندية بالاستماع لتسجيلات المحادثات، ولا الاطلاع مباشرة على معطيات الرحلة.



إردوغان يوجه تحذيراً صارماً لـ«العمال الكردستاني»

إردوغان تعهد بدفن مسلحي «العمال الكردستاني» إذا رفضوا إلقاء أسلحتهم (الرئاسة التركية)
إردوغان تعهد بدفن مسلحي «العمال الكردستاني» إذا رفضوا إلقاء أسلحتهم (الرئاسة التركية)
TT

إردوغان يوجه تحذيراً صارماً لـ«العمال الكردستاني»

إردوغان تعهد بدفن مسلحي «العمال الكردستاني» إذا رفضوا إلقاء أسلحتهم (الرئاسة التركية)
إردوغان تعهد بدفن مسلحي «العمال الكردستاني» إذا رفضوا إلقاء أسلحتهم (الرئاسة التركية)

بينما يواصل وفد الحوار مع زعيم حزب «العمال الكردستاني» السجين مدى الحياة في تركيا، عبد الله أوجلان، في إطار مبادرة لإنهاء الإرهاب في تركيا ينظر إليها على أنها عملية جديدة لحل المشكلة الكردية، ثار الجدل حول إمكانية تخلي مقاتلي الحزب عن أسلحتهم.

ووجه الرئيس التركي رجب طيب إردوغان رسالة صارمة بشأن حلّ حزب «العمال الكردستاني» نفسه، قائلاً إن «الإرهابيين الانفصاليين باتوا أمام خيارين لا ثالث لهما... القتلة الانفصاليون إما أن يدفنوا أسلحتهم في أقرب وقت ممكن، وإما سيدفنون تحت الأرض بأسلحتهم. لا يوجد خيار ثالث غير هذين الخيارين».

لا تسامح ولا عفو

وقال إردوغان، في كلمة خلال مؤتمر لحزبه في ريزا شمال تركيا، الأحد: «سننقذ بلادنا من آفة الإرهاب التي ألحقها الإمبرياليون بشعبنا في أسرع وقت ممكن، نحن مصممون وعازمون على حسم هذه القضية، وقد حددنا هدفنا في هذا السياق».

إردوغان متحدقاً في مؤتمر لحزبه في طرابزون شمال تركيا الأحد (الرئاسة التركية)

وفي مؤتمر آخر في طرابزون، قال إردوغان: «لا أحد، سواء كان تركياً أو كردياً أو عربياً، لديه أي تسامح مع الإرهابيين الذين هم بيادق في مخططات الإمبرياليين الإقليمية». وأيد إردوغان دعوة حليفه رئيس حزب «الحركة القومية»، دولت بهشلي، بدء عملية حوار مع أوجلان من خلال حزب «الديمقراطية والمساواة للشعوب»، المؤيد للأكراد، تنتهي بدعوته إلى البرلمان للحديث من خلال المجموعة البرلمانية للحزب، وإعلان حل حزب «العمال الكردستاني»، المصنف منظمة إرهابية، وإلقاء أسلحته، وانتهاء مشكلة الإرهاب في تركيا، مقابل النظر في خطوات قانونية للعفو عنه بعدما أمضى 25 عاماً في سجن انفرادي بجزيرة إيمرالي في ولاية بورصة جنوب بحر مرمرة، غرب تركيا.

وقام وفد من الحزب يضم نائبيه؛ عن إسطنبول سري ثريا أوندر، ووان (شرق تركيا) بروين بولدان، بزيارة لأوجلان في إيمرالي، في 28 ديسمبر (كانون الأول) الماضي، ونقلا عنه استعداده لتوجيه الرسائل اللازمة، وتأكيده على الأخوة بين الأكراد والأتراك، في ظل الظروف في غزة وسوريا التي تشكل تهديداً خطيراً، على أن تتم العملية من خلال البرلمان وتشارك فيها المعارضة.

لقاء «وفد إيمرالي» مع رئيس البرلمان نعمان كورتولموش (موقع حزب الديمقراطية والمساواة للشعوب)

وبعد ذلك قام الوفد، الذي انضم إليه السياسي الكردي البارز أحمد تورك، بزيارة لرئيس البرلمان، نعمان كورتولموش وبهشلي، ليستكمل لقاءاته مع حزب «العدالة والتنمية» الحاكم وأحزاب المعارضة، باستثناء حزبي «الجيد» و«النصر» اللذين أعلنا رفضهما العملية الجارية.

في السياق ذاته، شدّدت مصادر عسكرية تركية على أهمية مبادرة بهشلي لجعل «تركيا خالية من الإرهاب»، لافتة إلى أنه إذا تحقق هذا الهدف وألقت منظمة حزب «العمال الكردستاني» أسلحتها، فإن العناصر الإرهابية في سوريا، في إشارة إلى «وحدات حماية الشعب الكردية» التي تقود «قوات سوريا الديمقراطية (قسد)»، ستتأثر سلباً.

وأكّدت المصادر، بحسب ما نقلت وسائل إعلام تركية، الأحد، أنه إذا تم القضاء على «التنظيم الإرهابي» (حزب العمال الكردستاني) وإلقاء أسلحته، فسيتم محاكمة المستسلمين من عناصره، وسيتم إطلاق سراحهم إذا وجد القضاء أنهم غير مذنبين، «لكن من المستحيل أن يتم إصدار عفو عن الإرهابيين».

وتوقّعت المصادر هروب قادة حزب «العمال الكردستاني» في جبل قنديل (معقل العمال الكردستاني في شمال العراق) إلى دول أوروبية، إذا تم نزع سلاحهم.

رفض قومي

في المقابل، قال رئيس حزب «النصر»، أوميت أوزداغ، إنه «لا يوجد في تاريخ العالم أي منظمة إرهابية ألقت أسلحتها، هذه كذبة كبيرة».

رئيس حزب النصر القومي التركي المعارض أوميت أوزداغ (حسابه في «إكس»)

وأضاف أوزداغ، في تصريحات الأحد: «نريد (...) أن يدرك (الجمهور التركي) أن ما يحدث فقط هو أن عبد الله أوجلان سيظهر في البرلمان، وسيوجه الدعوة لإلقاء السلاح وسيحصل على العفو». وتابع: «نعتقد أن الوقت قد حان للنزول إلى الشوارع، حتى لا يتم العفو عن قتلة الجنود الأتراك». وأعلن أن حزبه سيبدأ مسيرات في أنحاء تركيا بدءاً من الخميس المقبل، مضيفاً: «حزبنا ليس في البرلمان، لكننا سنحول تركيا كلها إلى برلمان، نحن ضد هذه العملية التي تحرج الأمة وتكسر شرف الدولة التركية».

بدوره، قال زعيم المعارضة رئيس حزب «الشعب الجمهوري»، أوزغور أوزال، خلال تجمع لحزبه، الأحد، إن حزبه «لن يقول نعم لأي شيء لا تقوله عوائل الشهداء والمحاربين القدامى».