ابتكار نموذج لجنين بشري لفهم أسباب الإجهاض المبكر

«الكيسة الأريمية» تم إنتاجها باستخدام خلايا الجلد (جامعة موناش)
«الكيسة الأريمية» تم إنتاجها باستخدام خلايا الجلد (جامعة موناش)
TT

ابتكار نموذج لجنين بشري لفهم أسباب الإجهاض المبكر

«الكيسة الأريمية» تم إنتاجها باستخدام خلايا الجلد (جامعة موناش)
«الكيسة الأريمية» تم إنتاجها باستخدام خلايا الجلد (جامعة موناش)

أنتج فريق دولي من العلماء بقيادة جامعة موناش في ملبورن بأستراليا، نموذجاً لجنين بشري من خلايا الجلد، وهو اكتشاف سيحدث ثورة في فهم أسباب الإجهاض المبكر والعقم.
وخلال الدراسة التي نشرت نتائجها أول من أمس في دورية «نيتشر»، نجح الفريق البحثي في إعادة برمجة خلايا الجلد إلى بنية خلوية ثلاثية الأبعاد تشبه شكلياً وجزيئياً الكيسات الأريمية البشرية، ويمكن استخدامها لمحاكاة بيولوجيا الأجنة البشرية المبكرة في المختبر.
ويحتوي الجنين النامي بعد ثلاثة أيام من الإخصاب، عادة على عدد يتراوح بين ست إلى 10 خلايا تقريباً، وبحلول اليوم الخامس أو السادس، تعرف البويضة المخصبة باسم «الكيسة الأريمية»، وهي عبارة عن كرة من الخلايا تنقسم سريعاً، وكانت الطريقة الوحيدة لدراسة هذه الأيام الأولى هي استخدام الأكياس الأريمية البشرية التي يصعب الحصول عليها.
ويقول خوسيه بولو من معهد اكتشاف الطب الحيوي بجامعة موناش والباحث الرئيسي بالدراسة في تقرير نشره الموقع الإلكتروني للجامعة بالتزامن مع نشر الدراسة: «ستسمح هذه الطريقة للعلماء بدراسة الخطوات المبكرة جداً في نمو الأجنة وبعض أسباب العقم والأمراض الخلقية وتأثير السموم والفيروسات على الأجنة المبكرة، دون استخدام الكيسات الأريمية البشرية، والأهم من ذلك، تسريع فهمنا لأسباب العقم والإجهاض المبكر وتطوير علاجات جديدة على نطاق غير مسبوق».
واستخدم الفريق البحثي في دراسته تقنية تسمى «إعادة البرمجة النووية»، والتي سمحت لهم بتغيير الهوية الخلوية لخلايا الجلد البشرية عند وضعها في بنية ثلاثية الأبعاد منظمة في شكل كيسة أريمية.
ونُشر البحث في الوقت الذي توشك فيه الجمعية الدولية لأبحاث الخلايا الجذعية على إصدار مبادئ توجيهية للبحث بشأن نمذجة الأجنة البشرية في المختبر بعد تقارير عامي 2017 و2018 حول القيام بعمل شبيه في الفئران من قبل علماء المملكة المتحدة وهولندا، ومن المتوقع صدور هذه الإرشادات في بداية هذا العام.
ومن غير المعروف ما إذا كانت الإرشادات الجديدة ستشير إلى هذه الدراسة، والتي تعد أول من أنتج نموذجاً متكاملاً للخلايا الجذعية يحاكي عن كثب الجنين البشري المبكر، ومع ذلك، فإن ورقة بحثية نُشرت في دورية تقارير الخلايا الجذعية في فبراير (شباط) الماضي، ذكرت أنه «إذا أمكن تطوير مثل هذه النماذج للجنين البشري المبكر».


مقالات ذات صلة

باحثون يابانيون يختبرون عقاراً رائداً يجعل الأسنان تنمو من جديد

صحتك أسنان جديدة قد يقدمها عقار جديد (رويترز)

باحثون يابانيون يختبرون عقاراً رائداً يجعل الأسنان تنمو من جديد

قد يتمكن الأشخاص الذين فقدوا أسناناً من الحصول على أخرى بشكل طبيعي، بحسب أطباء أسنان يابانيين يختبرون عقاراً رائداً.

«الشرق الأوسط» (طوكيو)
صحتك مرض ألزهايمر يؤدي ببطء إلى تآكل الذاكرة والمهارات الإدراكية (رويترز)

بينها الاكتئاب... 4 علامات تحذيرية تنذر بألزهايمر

يؤثر مرض ألزهايمر في المقام الأول على الأشخاص الذين تزيد أعمارهم على 65 عاماً، ولكن ليس من المبكر أبداً أن تكون على دراية بالعلامات التحذيرية لهذا الاضطراب.

«الشرق الأوسط» (واشنطن)
صحتك تناول وجبة إفطار متوازنة ودسمة يساعد على إدارة السعرات الحرارية اليومية (رويترز)

تخطي وجبة الإفطار في الخمسينات من العمر قد يسبب زيادة الوزن

أظهرت دراسة حديثة أن تخطي وجبة الإفطار في منتصف العمر قد يجعلك أكثر بدانةً، ويؤثر سلباً على صحتك، وفقاً لصحيفة «التليغراف».

«الشرق الأوسط» (لندن)
صحتك 10 نقاط حول توقف «فياغرا» عن العمل

10 نقاط حول توقف «فياغرا» عن العمل

وصل إلى بريد «استشارات» استفسار من أحد المرضى هو: «عمري فوق الستين، ولدي مرض السكري وارتفاع ضغط الدم. وتناولت (فياغرا) للتغلب على مشكلة ضعف الانتصاب.

د. حسن محمد صندقجي (الرياض)
صحتك الأطفال المصابون بـ«كوفيد الطويل الأمد» يتعافون في غضون عامين

الأطفال المصابون بـ«كوفيد الطويل الأمد» يتعافون في غضون عامين

مع بداية فصل الشتاء وزيادة احتمالات الإصابة بأمراض الجهاز التنفسي واستمرار الحديث عن الأعراض المزمنة لمرض «كوفيد - 19»....

د. هاني رمزي عوض (القاهرة)

علماء يرصدون نجماً يبتلع كوكباً

نجم يلتهم أحد كواكبه (أ.ف.ب)
نجم يلتهم أحد كواكبه (أ.ف.ب)
TT

علماء يرصدون نجماً يبتلع كوكباً

نجم يلتهم أحد كواكبه (أ.ف.ب)
نجم يلتهم أحد كواكبه (أ.ف.ب)

شهد نجم، يقع بالقرب من كوكبة العقاب، تضخّماً طبيعياً غير متناسق؛ نظراً إلى كونه قديماً، جعله يبتلع الكوكب، الذي كان قريباً منه، وفقاً لـ«وكالة الصحافة الفرنسية».
وسبق لعلماء فلك أن رصدوا مؤشرات لمثل هذا الحدث، ولمسوا تبِعاته. وقال الباحث في «معهد كافلي» بـ«معهد ماساتشوستس للتكنولوجيا (إم آي تي)»، والمُعِدّ الرئيسي للدراسة، التي نُشرت، الأربعاء، في مجلة «نيتشر»، كيشالاي دي، إن ما كان ينقصهم هو «ضبط النجم في هذه اللحظة خاصة، عندما يشهد كوكبٌ ما مصيراً مماثلاً». وهذا ما ينتظر الأرض، ولكن بعد نحو 5 مليارات سنة، عندما تقترب الشمس من نهاية وجودها بصفتها قزماً أصفر وتنتفخ لتصبح عملاقاً أحمر. في أحسن الأحوال، سيؤدي حجمها ودرجة حرارتها إلى تحويل الأرض إلى مجرّد صخرة كبيرة منصهرة. وفي أسوأ الأحوال، ستختفي بالكامل.
بدأ كل شيء، في مايو (أيار) 2020، عندما راقب كيشالاي دي، بكاميرا خاصة من «مرصد كالتك»، نجماً بدأ يلمع أكثر من المعتاد بمائة مرة، لمدة 10 أيام تقريباً، وكان يقع في المجرّة، على بُعد نحو 12 ألف سنة ضوئية من الأرض.
وكان يتوقع أن يقع على ما كان يبحث عنه، وهو أن يرصد نظاماً نجمياً ثنائياً يضم نجمين؛ أحدهما في المدار المحيط بالآخر. ويمزق النجم الأكبر غلاف الأصغر، ومع كل «قضمة» ينبعث نور.
وقال عالِم الفلك، خلال عرض للدراسة شارك فيها مُعِدّوها الآخرون، التابعون لمعهديْ «هارفارد سميثسونيان»، و«كالتك» الأميركيين للأبحاث، إن «الأمر بدا كأنه اندماج نجوم»، لكن تحليل الضوء، المنبعث من النجم، سيكشف عن وجود سُحب من الجزيئات شديدة البرودة، بحيث لا يمكن أن تأتي من اندماج النجوم.
وتبيَّن للفريق خصوصاً أن النجم «المشابه للشمس» أطلق كمية من الطاقة أقلّ بألف مرة مما كان سيُطلق لو اندمج مع نجم آخر. وهذه الكمية من الطاقة المكتشَفة تساوي تلك الخاصة بكوكب مثل المشتري.
وعلى النطاق الكوني، الذي يُحسب ببلايين السنين، كانت نهايته سريعة جداً، وخصوصاً أنه كان «قريباً جداً من النجم، فقد دار حوله في أقل من يوم»، على ما قال دي.
وبيّنت عملية الرصد أن غلاف الكوكب تمزّق بفعل قوى جاذبية النجم، لبضعة أشهر على الأكثر، قبل امتصاصه. وهذه المرحلة الأخيرة هي التي أنتجت وهجاً مضيئاً لمدة 10 أيام تقريباً.