آرون كريسويل: تطور أداء وستهام لم يحدث بين عشية وضحاها

المدافع الدولي أكد أن فريقه يستحق الوجود في المربع الذهبي رغم أنه أقل حظاً من المنافسين

وستهام وفرحة الفوز على ليدز (أ.ب)
وستهام وفرحة الفوز على ليدز (أ.ب)
TT

آرون كريسويل: تطور أداء وستهام لم يحدث بين عشية وضحاها

وستهام وفرحة الفوز على ليدز (أ.ب)
وستهام وفرحة الفوز على ليدز (أ.ب)

يقول الظهير الأيسر لنادي وستهام يونايتد، آرون كريسويل، بشأن التحول الكبير الذي طرأ على أداء ونتائج الفريق هذا الموسم: «أعتقد أنه على مر السنين يمكنك القول إن الفريق لم يكن يمتلك العقلية المناسبة، لكنني أعتقد أن التحول إلى فريق ينافس على المراكز الثمانية أو الستة الأولى لا يمكن أن يحدث بين عشية وضحاها. نحن نبني عاما بعد عام، وهذا ما يتعين علينا القيام به».
وقد رأى كريسويل الكثير خلال السنوات السبع التي قضاها في شرق لندن. فعندما صعد الظهير الأيسر السابق لنادي إيبسويتش تاون من دوري الدرجة الأولى إلى الدوري الإنجليزي الممتاز في عام 2014 كان وستهام لا يزال يلعب على ملعب «أبتون بارك».
وكاد الفريق أن يتأهل لدوري أبطال أوروبا خلال موسمه الأخير على ملعبه السابق، لكنه عانى من أجل الارتقاء إلى مستوى التوقعات منذ انتقاله إلى ملعب لندن الأولمبي في عام 2016.
لقد أصبح وستهام مرادفًا للخلل الوظيفي، وكان من المتوقع أن يعاني خلال الموسم الحالي أيضا. لكن الفريق يقدم مستويات جيدة للغاية هذا الموسم وتسود أجواء إيجابية للغاية ملعب التدريب هذه الأيام.
يقول كريسويل عن ذلك: «إنني أستيقظ وأنا متحمس حقًّا للذهاب إلى العمل»، وينسب الفضل في ذلك إلى المدير الفني للفريق، ديفيد مويز، الذي نجح في تغيير عقلية اللاعبين منذ عودته إلى النادي في ديسمبر (كانون الأول) 2019.
لقد كان وستهام يصارع من أجل الهروب من الهبوط عندما رحل مانويل بيليغريني وبدأت ولاية مويز الثانية. والآن، وقبل نهاية الموسم بـ11 جولة، ينافس الفريق على إنهاء الموسم في المراكز الأربعة الأولى المؤهلة لدوري أبطال أوروبا. وخسر وستهام أمام مانشستر يونايتد بهدف دون رد على ملعب «أولد ترافورد» مساء الأحد، وسيستضيف آرسنال يوم الأحد المقبل، وأصبح من الواضح للجميع أن الفريق لم يعد لقمة سائغة كما كان في السابق، بل أصبح ندا قويا أمام كل الأندية ويلعب بمنتهى القوة والشجاعة.
يقول كريسويل: «يعود الفضل في ذلك إلى المدير الفني. عندما جاء لأول مرة منذ عامين أو ثلاثة أعوام، قال لنا إنه لا يمكننا اللعب بشكل جيد دون أن نركض كثيرا داخل الملعب، وهذا هو الأمر بكل بساطة. انظروا إلى الإحصاءات الخاصة بالمباريات التي نلعبها، وسوف تكتشفون أنها ارتفعت بالتأكيد من حيث معدلات الجري خلال العام الماضي. لقد اقتنع كل اللاعبين بوجهة نظر المدير الفني، ونلعب بروح جماعية عظيمة. يمكنك أن تقول إننا الفريق الأقل حظا من المنافسين، لكننا نستحق الوجود في المكان الذي وصلنا إليه الآن».
ورغم أن كريسويل قدم مستويات مثيرة للإعجاب في بداية مسيرته مع وستهام، فإنه عانى بشدة تحت قيادة بيليغريني، ولم يكن يشارك بصفة أساسية، واعتقد كثيرون أنه لم يعد قادرا على تقديم المستويات السابقة، وأن مستواه في تراجع متواصل بمرور الوقت. لكن مويز نجح في مساعدة كريسويل على العودة لمستواه القوي، وأصبح يقدم أداء جيدا للغاية، سواء عندما يلعب كقلب دفاع ناحية اليسار في خط دفاع مكون من ثلاثة لاعبين، أو في مركز الظهير الأيسر عندما يلعب الفريق بأربعة مدافعين في الخط الخلفي.
ويتذكر كريسويل الإصابة التي تعرض لها في الكاحل قبل موسم 2016 - 2017 قائلا: «يمكن القول إنه كان أحد أفضل المواسم التي لعبتها بعد العودة من الإصابة. وهذا هو الفرق بين أن تكون لاعباً عالمياً أو لاعباً جيداً أو لاعباً عادياً، فالأمر يتوقف على تقديم مستويات جيدة لفترات طويلة. من المؤكد أنني لم أنجح في ذلك خلال السنوات القليلة الماضية، لكنني أشعر بأنني أقدم مستويات ثابتة خلال الموسم الحالي».
وبفضل هذا الأداء القوي، يطالب البعض المدير الفني للمنتخب الإنجليزي، غاريث ساوثغيت، بضم كريسويل، الذي لعب ثلاث مباريات مع منتخب بلاده، كان آخرها أمام ليتوانيا في عام 2017، لكن المدافع الإنجليزي يتحدث بواقعية عن فرصه في الانضمام لمنتخب «الأسود الثلاثة» قبل نهائيات كأس الأمم الأوروبية 2020، قائلا: «لن أتخلى أبدا عن هذا الحلم، لكنني أبلغ من العمر 31 عاماً الآن، وهناك بعض اللاعبين الأصغر سناً. قائمة المنتخب الإنجليزي حاليا هي الأقوى منذ 20 أو 30 عاماً. انظر إلى لوك شو، الذي يقدم مستويات رائعة للغاية هذا الموسم، وكذلك بن تشيلويل. إنني أدرك جيدا مدى صعوبة الانضمام إلى هذه القائمة والبقاء فيها. وأعتقد أن الانضمام هو الجزء الأسهل في هذا الأمر، لكن الأصعب هو الاستمرار».
وتشير الأرقام والإحصاءات إلى أن وستهام سجل 14 هدفاً من الكرات الثابتة هذا الموسم، ليأتي في المرتبة الأولى بين جميع أندية الدوري الإنجليزي الممتاز هذا الموسم في هذا الصدد.
وصنع كريسويل سبعة أهداف، أكثر من أي مدافع آخر في المسابقة، كان آخرها في المباراة التي فاز فيها وستهام على ليدز يونايتد في المرحلة السابعة والعشرين من المسابقة، حيث لعب ركلة ركنية متقنة على رأس كريغ داوسون الذي أودعها في الشباك. ويقول كريسويل: «يكون الأمر جيدا عندما يكون كل من توماس سوتشيك، وكريغ داوسون، وعيسى ديوب، وأنجيلو أوغبونا، وديكلان رايس في الأمام. عندما يتقدم هؤلاء اللاعبون تكون لديك فرصة كبيرة لصناعة هدف». كما أشاد كريسويل بالطاقم التدريبي لنادي وستهام، قائلا: «لدينا كيف نولان وبول نيفين، اللذان يقومان بتدريبنا كل يوم جمعة على الركلات الثابتة. إنهما يبذلان مجهودا كبيرا في تحليل الفرق المنافسة وإيجاد نقاط الضعف».
واختتم كريسويل حديثه قائلا: «إنهاء الموسم الحالي في المراكز الأربعة الأولى سيكون إنجازاً لا يُصدق، لكن حتى المشاركة في بطولة الدوري الأوروبي ستكون شيئا مذهلا. إننا نريد أن نختبر أنفسنا أمام أفضل الأندية في العالم. ما زال لدينا 10 مباريات قبل نهاية الموسم، وسوف نرى ماذا سيحدث».


مقالات ذات صلة

هدف جوتا ينقذ ليفربول من فخ فولهام... ونيوكاسل يضرب برباعية

رياضة عالمية إيساك لاعب نيوكاسل يحتفل بهدفه في ليستر سيتي (رويترز)

هدف جوتا ينقذ ليفربول من فخ فولهام... ونيوكاسل يضرب برباعية

أحرز ديوغو جوتا لاعب ليفربول هدف التعادل في اللحظات الأخيرة لينقذ فريقه، الذي أنهى المباراة بعشرة لاعبين، بالتعادل 2-2 في الدوري الإنجليزي الممتاز لكرة القدم

«الشرق الأوسط» (لندن)
رياضة عالمية أموريم سيخوض أول ديربي مع اليونايتد في الدوري الإنجليزي (رويترز)

ديربي «مانشستر» اختبار حقيقي لأموريم مع الشياطين الحمر

يرغب البرتغالي روبن أموريم، المدير الفني لفريق مانشستر يونايتد الإنجليزي لكرة القدم، في أن يرى تحسناً وروحاً قتالية، من فريقه المتطور، الذي سيواجه مانشستر سيتي

«الشرق الأوسط» (لندن)
رياضة عالمية إدارة مانشستر يونايتد وقعت في أخطاء استنزفت خزينة النادي (إ.ب.أ)

رحيل أشورث يشير إلى وجود مهزلة في مانشستر يونايتد بقيادة راتكليف

«لتجنب العفن»... هذا هو الوصف الذي استخدمه أحد المسؤولين التنفيذيين الأقوياء في مانشستر يونايتد للتعليق على رحيل دان أشورث. وأشار هذا المسؤول إلى أن رحيل

جيمي جاكسون (لندن)
رياضة عالمية ووكر فقد الكثير من مميزاته وعلى رأسها السرعة (أ.ف.ب)

مسيرة ووكر مع مانشستر سيتي تقترب من نهايتها

إن أصعب شيء يمكن أن يفعله لاعب كرة قدم محترف هو الاعتراف بأن مسيرته الكروية بدأت في التراجع وعلى وشك الانتهاء. لقد فعل غاري نيفيل ذلك في يوم رأس السنة الجديدة

بن ماكالير (لندن)
رياضة عالمية صلاح يتحسر على إحدى الفرص المهدرة أمام فولهام (أ.ف.ب)

«البريميرليغ»:هدف جوتا ينقذ ليفربول أمام فولهام... ونيوكاسل يضرب برباعية

أحرز ديوغو جوتا لاعب ليفربول هدف التعادل في اللحظات الأخيرة لينقذ فريقه، الذي أنهى المباراة بعشرة لاعبين، بالتعادل 2-2 في الدوري الإنجليزي الممتاز لكرة القدم.

«الشرق الأوسط» (لندن)

مصر: قرارات «ضبط أداء الإعلام الرياضي» تثير تبايناً «سوشيالياً»

أحد تدريبات منتخب مصر لكرة القدم (الصفحة الرسمية للاتحاد المصري لكرة القدم)
أحد تدريبات منتخب مصر لكرة القدم (الصفحة الرسمية للاتحاد المصري لكرة القدم)
TT

مصر: قرارات «ضبط أداء الإعلام الرياضي» تثير تبايناً «سوشيالياً»

أحد تدريبات منتخب مصر لكرة القدم (الصفحة الرسمية للاتحاد المصري لكرة القدم)
أحد تدريبات منتخب مصر لكرة القدم (الصفحة الرسمية للاتحاد المصري لكرة القدم)

أثارت قرارات المجلس الأعلى لتنظيم الإعلام في مصر لـ«ضبط أداء الإعلام الرياضي» تبايناً على «السوشيال ميديا»، الجمعة.

واعتمد «الأعلى لتنظيم الإعلام»، برئاسة خالد عبد العزيز، الخميس، توصيات «لجنة ضبط أداء الإعلام الرياضي»، التي تضمّنت «تحديد مدة البرنامج الرياضي الحواري بما لا يزيد على 90 دقيقة، وقصر مدة الاستوديو التحليلي للمباريات، محلية أو دولية، بما لا يزيد على ساعة، تتوزع قبل وبعد المباراة».

كما أوصت «اللجنة» بإلغاء فقرة تحليل الأداء التحكيمي بجميع أسمائها، سواء داخل البرامج الحوارية أو التحليلية أو أي برامج أخرى، التي تُعرض على جميع الوسائل الإعلامية المرئية والمسموعة والمواقع الإلكترونية والتطبيقات والمنصات الإلكترونية. فضلاً عن «عدم جواز البث المباشر للبرامج الرياضية بعد الساعة الثانية عشرة ليلًا (منتصف الليل) وحتى السادسة من صباح اليوم التالي، ولا يُبث بعد هذا التوقيت إلا البرامج المعادة». (ويستثنى من ذلك المباريات الخارجية مع مراعاة فروق التوقيت).

وهي القرارات التي تفاعل معها جمهور الكرة بشكل خاص، وروّاد «السوشيال ميديا» بشكل عام، وتبعاً لها تصدرت «هاشتاغات» عدة قائمة «التريند» خلال الساعات الماضية، الجمعة، أبرزها «#البرامج_الرياضية»، «#المجلس_الأعلى»، «#إلغاء_الفقرة_التحكيمية»، «#لتنظيم_الإعلام».

مدرجات استاد القاهرة الدولي (الصفحة الرسمية للاتحاد المصري لكرة القدم)

وتنوعت التفاعلات على تلك «الهاشتاغات» ما بين مؤيد ومعارض للقرارات، وعكست عشرات التغريدات المتفاعلة هذا التباين. وبينما أيّد مغرّدون القرارات كونها «تضبط الخطاب الإعلامي الرياضي، وتضمن الالتزام بالمعايير المهنية»، قال البعض إن القرارات «كانت أُمنية لهم بسبب إثارة بعض البرامج للتعصب».

عبّر روّاد آخرون عن عدم ترحيبهم بما صدر عن «الأعلى لتنظيم الإعلام»، واصفين القرارات بـ«الخاطئة»، لافتين إلى أنها «حجر على الإعلام». كما انتقد البعض اهتمام القرارات بالمسألة الشكلية والزمنية للبرامج، ولم يتطرق إلى المحتوى الذي تقدمه.

وعن حالة التباين على مواقع التواصل الاجتماعي، قال الناقد الرياضي المصري محمد البرمي، لـ«الشرق الأوسط»، إنها «تعكس الاختلاف حول جدوى القرارات المتخذة في (ضبط المحتوى) للبرامج الرياضية، فالفريق المؤيد للقرارات يأتي موقفه رد فعل لما يلقونه من تجاوزات لبعض هذه البرامج، التي تكون أحياناً مفتعلة، بحثاً عن (التريند)، ولما يترتب عليها من إذكاء حالة التعصب الكروي بين الأندية».

وأضاف البرمي أن الفريق الآخر المعارض ينظر للقرارات نظرة إعلامية؛ حيث يرى أن تنظيم الإعلام الرياضي في مصر «يتطلب رؤية شاملة تتجاوز مجرد تحديد الشكل والقوالب»، ويرى أن «(الضبط) يكمن في التمييز بين المحتوى الجيد والسيئ».

مباراة مصر وبوتسوانا في تصفيات كأس الأمم الأفريقية 2025 (الصفحة الرسمية للاتحاد المصري لكرة القدم)

وكان «الأعلى لتنظيم الإعلام» قد أشار، في بيانه أيضاً، إلى أن هذه القرارات جاءت عقب اجتماع «المجلس» لتنظيم الشأن الإعلامي في ضوء الظروف الحالية، وما يجب أن يكون عليه الخطاب الإعلامي، الذي يتعين أن يُظهر المبادئ والقيم الوطنية والأخلاقية، وترسيخ وحدة النسيج الوطني، وإعلاء شأن المواطنة مع ضمان حرية الرأي والتعبير، بما يتوافق مع المبادئ الوطنية والاجتماعية، والتذكير بحرص المجلس على متابعة الشأن الإعلامي، مع رصد ما قد يجري من تجاوزات بشكل يومي.

بعيداً عن الترحيب والرفض، لفت طرف ثالث من المغردين نظر المجلس الأعلى لتنظيم الإعلام إلى بعض الأمور، منها أن «مواقع الإنترنت وقنوات (اليوتيوب) و(التيك توك) مؤثرة بشكل أكبر الآن».

وحسب رأي البرمي، فإن «الأداء الإعلامي لا ينضبط بمجرد تحديد مدة وموعد وشكل الظهور»، لافتاً إلى أن «ضبط المحتوى الإعلامي يكمن في اختيار الضيوف والمتحدثين بعناية، وضمان كفاءتهم وموضوعيتهم، ووضع كود مهني واضح يمكن من خلاله محاسبة الإعلاميين على ما يقدمونه، بما يمنع التعصب».