وضع نتنياهو يتحسن قبل 5 أيام من الانتخابات

جدد مساعيه لزيارة الإمارات

لافتات انتخابية في تل أبيب تظهر نتنياهو وغانتس (رويترز)
لافتات انتخابية في تل أبيب تظهر نتنياهو وغانتس (رويترز)
TT
20

وضع نتنياهو يتحسن قبل 5 أيام من الانتخابات

لافتات انتخابية في تل أبيب تظهر نتنياهو وغانتس (رويترز)
لافتات انتخابية في تل أبيب تظهر نتنياهو وغانتس (رويترز)

في الأيام الأخيرة المتبقية للانتخابات الإسرائيلية، التي تشير فيها الاستطلاعات إلى تحسن وضع رئيس الوزراء، بنيامين نتنياهو، وزيادة احتمالات فوزه بأكثرية تمكنه من تشكيل حكومة يمين صرف، جدد نتنياهو التصريحات حول مساعيه لزيارة الإمارات، حتى تكون الصورة الختامية له في المعركة الانتخابية يظهر فيها برفقة ولي العهد الشيخ محمد بن زايد. وأطلق تصريحات أخرى في إطار حملته الانتخابية لسحق منافسيه.
وخرجت صحيفة «يسرائيل هيوم»، التي تُعتبر ناطقة بلسان نتنياهو، بعنوان صارخ، أمس، يقول إنه سيصل إلى أبوظبي، اليوم (الخميس). لكن مصادر سياسية قالت لـ«الشرق الأوسط»، إن هذا النشر «مجرد إسفين انتخابي آخر»، حيث إن زيارة كهذه لا تظهر في جدول أعمال الشيخ بن زايد، وإن ولي عهد أبوظبي غير موجود أصلاً في الإمارات، ولا يوجد أي تنسيق معها بهذا الشأن.
وكشفت المصادر أن الأجواء لا تسمح لمثل هذه الزيارة، رغم الحديث عن أنه اكتفى «بلقاء لمدة ساعتين يقتصر على اجتماع داخل المطار».
ولمحت إلى أن أبوظبي غير مرتاحة من محاولة إقحامها في المعركة الانتخابية الإسرائيلية. وأشارت حتى إلى غضب من تصريحات نتنياهو، التي قال فيها إن بن زايد «تبرع بـ10 مليارات دولار للاستثمار في إسرائيل».
وتجسد ذلك في البيان الذي تضمن تصريحات وزير الدولة وعضو مجلس الوزراء في الحكومة الاتحادية، سلطان أحمد الجابر، الذي قال إن الاستثمارات في إسرائيل هي مثل استثمار بلاده في أي دولة أخرى، ولا توجد فيها اعتبارات سياسية، لافتاً إلى أن هذه الاستثمارات ما زالت في مرحلة الدراسة، والإمارات تحاول التعرف إلى قوانين الاستثمار في إسرائيل، بكلمات أخرى هي في مرحلة ما قبل البدايات.
لكن هذا لم يمنع نتنياهو من مواصلة تجيير الموضوع لمعركته الانتخابية، وراح يتحدث، أمس (الأربعاء)، عن «أربع دول عربية تنتظر بالدور للانضمام إلى (اتفاقيات إبراهيم)، والمطلوب من الولايات المتحدة أن تقوم بالخطوات اللازمة لذلك».
وعاد ليتحدث عن «سلام مقابل سلام»، مع أن وسائل الإعلام العبرية ذكرته بأنه أقدم على تجميد ضم مناطق فلسطينية في الضفة الغربية، شرطاً وضعته الإمارات لتوقيع اتفاق السلام، والسودان حصلت على إلغاء من قائمة الإرهاب، والبحرين والمغرب أكدا التزامهما بتسوية القضية الفلسطينية على أساس حل الدولتين.
يُذكر أن نتنياهو لا يبدو محتاجاً لهذه الأسافين حتى يتقدم في معركته الانتخابية، فالهزال الذي يصيب خصومه الثلاثة، نفتالي بنيت رئيس «يمينا» وغدعون ساعر رئيس حزب «تكفا حدشاه»، في اليمين المتطرف، ويائير لبيد رئيس حزب «طيش عتيد» في الوسط الليبرالي اليميني، يحقق له مكاسب كبيرة. وأظهر آخر استطلاعين للرأي العام الإسرائيلي، أن الليكود برئاسة نتنياهو سيحصل على 30 مقعداً، وأن سقوط أي حزب يساري أو عربي، سيحقق له أكثرية 62 (من مجموع 120 مقعداً)، تمكنه من تشكيل حكومة يمين صرف. وفي حال نجاح قائمة الحركة الإسلامية، برئاسة منصور عباس، في تجاوز نسبة الحسم والحصول على 4 مقاعد، فإن الاحتمال الأكبر هو أن تتفق مع نتنياهو ضد خصومه.
ولذلك فإن وضع نتنياهو الانتخابي، بات قبل خمسة أيام على الانتخابات، أفضل من أي وقت مضى في السنتين الأخيرتين. وهذا جعل خصومه يلجأون إلى أساليب غير سياسية للتذكير بفساده ومحاكمته. وأقدم فنان مجهول على صنع تمثال لنتنياهو وهو يقرفص داخل زنزانة في السجن عارياً من الملابس، ووضعه في قلب مركز تل أبيب.
ويحاول خصوم نتنياهو استغلال الأيام الأخيرة لتشجيع المواطنين على التدفق إلى صناديق الاقتراع، لرفع نسبة التصويت، خصوصاً في وسط الناخبين العرب.
وتشارك في هذه المحاولات «القائمة المشتركة» برئاسة أيمن عودة، التي تمنحها الاستطلاعات بين 8 و9 مقاعد، وتتطلع إلى الارتفاع أكثر، إذ إن كل زيادة لها ستكون على حساب نتنياهو، وحزب ميرتس اليساري، الذي وضع في أول خمسة أماكن من قائمته، مرشحين عربيين، هما غيداء ريناوي زعبي وعيساوي فريج، وإذا تجاوز الحزب نسبة الحسم سيكون أيضاً ضربة لنتنياهو.
ويحاول نتنياهو نفسه جرف أصوات من المجتمع العربي ودير حملة خاصة تحت عنوان «أبو يائير قائد قوي» و«أبو يائير رئيس حكومة لليهود والعرب». وحسب رئيس معهد «ستاتنت» للاستطلاعات، فإن نتنياهو قادر على جرف أصوات تجعله يدخل 2.5 مقعد من العرب، لكن قوته تراجعت في الأيام الأخيرة وخسر مقعداً كاملاً. وقال إن مصلحة نتنياهو الآن هو ألا يتدفق العرب على صناديق الاقتراع. وأشار إلى أن 60 في المائة من الناخبين سيشاركون في الانتخابات هذه المرة، وذلك أقل بنسبة 5 في المائة عن الانتخابات الأخيرة. والفارق جاء بسبب إحباط الناخبين من انشقاق الحركة الإسلامية عن القائمة المشتركة.



مسؤول كبير بـ«البنتاغون»: بيع غواصات لأستراليا «مشكلة صعبة»

الغواصة الأميركية هاواي من فئة فيرجينا خلال وجودها في ميناء بيرل هاربور (البحرية الأميركية)
الغواصة الأميركية هاواي من فئة فيرجينا خلال وجودها في ميناء بيرل هاربور (البحرية الأميركية)
TT
20

مسؤول كبير بـ«البنتاغون»: بيع غواصات لأستراليا «مشكلة صعبة»

الغواصة الأميركية هاواي من فئة فيرجينا خلال وجودها في ميناء بيرل هاربور (البحرية الأميركية)
الغواصة الأميركية هاواي من فئة فيرجينا خلال وجودها في ميناء بيرل هاربور (البحرية الأميركية)

قال أحد أبرز مرشحي الرئيس الأميركي دونالد ترمب لتولي منصب مهم في «البنتاغون» إن بيع الغواصات لأستراليا بموجب اتفاقية «أوكوس» يمثل «مشكلة صعبة للغاية» للولايات المتحدة، وقد يعرض بحارتها للخطر.

وأقر إلبريدج كولبي، مرشح ترمب لمنصب نائب وزير الدفاع، وهو المنصب الثالث في وزارة الدفاع الأميركية (البنتاغون)، في وقت سابق، بأنه «متشكك» بشأن تحالف «أوكوس»، وقال، هذا الأسبوع، إنه قلق من أن بيع الغواصات لأستراليا قد يترك البحارة الأميركيين «عرضة للخطر».

في شهادته المكتوبة والشفوية خلال جلسات استماع المرشحين لمناصب بـ«البنتاغون» في مجلس الشيوخ، أكد كولبي أن أستراليا «حليف أساسي» للولايات المتحدة، وأنه يدعم «فكرة تمكين حلفائنا الأستراليين»، وفقاً لصحيفة «الغارديان».

وتابع كولبي: «إنها فكرة رائعة بالنسبة لهم أن تكون لديهم غواصات هجومية، ولكن لا يزال هناك تهديد حقيقي للغاية بنشوب صراع في السنوات المقبلة، وغواصاتنا الهجومية ضرورية للغاية لجعل الدفاع عن تايوان أو غيرها خياراً عملياً وقابلاً للتطبيق».

مؤكداً: «لذلك إذا تمكنا من إنتاج غواصات هجومية بالعدد الكافي والسرعة الكافية، فهذا جيد. لكن إذا لم نتمكن من ذلك، فيصبح إمداد أستراليا بها مشكلة صعبة، لأننا لا نريد أن يكون جنودنا في موقف أضعف وعرضة للخطر».

في أغسطس (آب) الماضي كتب على منصة «إكس»: «(أوكوس)، من حيث المبدأ فكرة رائعة، لكنني كنت متشككاً جداً من الناحية العملية. ما زلت متشككاً، سيكون من الجنون أن نمتلك عدداً قليلاً من غواصات طراز فيرجينيا (غواصات هجومية) عندما نحتاج إليها».

وفقاً لاتفاقية «أوكوس»، التي وقعها رئيس الوزراء الأسترالي آنذاك، سكوت موريسون، في عام 2021، ستبيع الولايات المتحدة لأستراليا ما بين ثلاث إلى خمس غواصات هجومية تعمل بالطاقة النووية من طراز فيرجينيا (المعروفة باسم SSNs)، على أن يتم تسليم الغواصة الأولى في عام 2032.

وستحل هذه الغواصات محل الغواصات الأسترالية القديمة من فئة «كولينز» التي تعمل بالديزل والكهرباء.

وتنص الاتفاقية أيضاً على أنه قبل أن يتم بيع أي غواصة لأستراليا، يجب أن يشهد القائد الأعلى للقوات المسلحة الأميركية، أي الرئيس الأميركي الحالي، على أن تخلِّي أميركا عن هذه الغواصة لن يقلل من قدرة البحرية الأميركية.

وتظهر الأرقام الأميركية أن عدد أسطول الغواصات الأميركية حالياً أقل من ربع العدد المستهدف، وأنها تنتج غواصات بنصف المعدل الذي تحتاج إليه لخدمة احتياجاتها.

في 8 فبراير (شباط)، دفعت أستراليا 500 مليون دولار أميركي (نحو 790 مليون دولار أسترالي) للولايات المتحدة، وهي الدفعة الأولى من إجمالي 3 مليارات دولار أميركي لدعم صناعة بناء السفن في الولايات المتحدة كجزء من اتفاقية «أوكوس».

وفي 11 فبراير، أصدرت خدمة أبحاث الكونغرس ورقة بحثية تسلط الضوء على وتيرة بناء الغواصات في الولايات المتحدة. حيث لدى البحرية الأميركية هدف يتمثل في امتلاك 66 غواصة هجومية ولديها حالياً 49 غواصة.

يضيف التقرير أن الولايات المتحدة تحتاج إلى بناء غواصات جديدة بمعدل 2.3 غواصة كل عام لتلبية احتياجاتها الخاصة، بالإضافة إلى توفير غواصات لأستراليا. ومنذ عام 2022، تبني واشنطن غواصات بمعدل 1.2 غواصة سنوياً أي نحو نصف المعدل المطلوب.

وقدم التقرير بديلاً مقترحاً بألا تبيع الولايات المتحدة أي غواصات لأستراليا، وبدلاً من ذلك، ستبحر غواصاتها الخاصة، تحت قيادة الولايات المتحدة، من القواعد الأسترالية.

وأوضح: «سيتم بناء ما يصل إلى ثماني غواصات من طراز فيرجينيا، وبدلاً من بيع ثلاث إلى خمس غواصات منها إلى أستراليا، سيتم الاحتفاظ بهذه الغواصات الإضافية في خدمة البحرية الأميركية وتشغيلها في سواحل أستراليا إلى جانب الغواصات الأميركية والبريطانية الخمس المخطط تشغيلها بالفعل خارج أستراليا».

وترى الورقة أن أستراليا، بدلاً من إنفاق الأموال لشراء وبناء وتشغيل غواصاتها التي تعمل بالطاقة النووية، ستستثمر هذه الأموال بدلاً من ذلك في قدرات عسكرية أخرى مثل صواريخ بعيدة المدى، أو طائرات من دون طيار، أو قاذفات قنابل؛ «لخلق قدرة أسترالية على أداء مهام عسكرية لكل من أستراليا والولايات المتحدة».

اقرأ أيضاً