اتهامات علنية بالعنصرية في الكونغرس

ترمب يهاجم المحكمة العليا وزعيم الجمهوريين في الشيوخ

السيناتور رون جونسون خلال جلسة مصادقة على نير تاندن في فبراير الماضي (إ.ب.أ)
السيناتور رون جونسون خلال جلسة مصادقة على نير تاندن في فبراير الماضي (إ.ب.أ)
TT

اتهامات علنية بالعنصرية في الكونغرس

السيناتور رون جونسون خلال جلسة مصادقة على نير تاندن في فبراير الماضي (إ.ب.أ)
السيناتور رون جونسون خلال جلسة مصادقة على نير تاندن في فبراير الماضي (إ.ب.أ)

شهد مجلس الشيوخ الأميركي موجة من التصريحات الخارجة عن المألوف؛ فقد تحدى السيناتور الديمقراطي بوب مننديز البروتوكولات التقليدية واتّهم زميله الجمهوري رون جونسون بأنه عنصري مباشرة في قاعة المجلس.
ووقف مننديز وراء المنصة المخصصة للخطابات الرسمية في مجلس الشيوخ، وقال بنبرة صارمة «أعلم أن لا أحد يود أن ينعت بالعنصري، لكن في بعض الأحيان ليس هناك أي تعبير آخر لوصف التعابير المتشددة التي هددت من حياة السود لأجيال عبر إثارة الخوف في نفوس البيض من الأميركيين الأفارقة، والرجال السود على وجه التحديد».
يتحدث مننديز هنا عن تصريحات جونسون المثيرة للجدل والتي قال فيها، إنه لم يشعر بالخوف لدى اقتحام الكابيتول من قبل مناصري الرئيس السابق دونالد ترمب في السادس من يناير (كانون الثاني). لكنه أشار إلى أن الأمر كان اختلف لو أن مقتحمي الكابيتول كانوا من التابعين لحركة «حياة السود مهمة» أو حركة «أنتيفا».
وبمجرد أن انتشرت هذه التصريحات التي أدلى بها جونسون في مقابلة عبر الراديو، بدأت الانتقادات تنهال على السيناتور من ولاية ويسكونسن الذي سارع للدفاع عن نفسه في مقال كتبه في صحيفة «وول ستريت جورنال»، قال فيه «من المؤسف أن يتهمني الليبراليون بأني عنصري. الأمر ليس متعلقاً بالعرق، بل بالمظاهرات».
لكن هذا التفسير لم يلق آذاناً صاغية، خاصة من النواب السود في الكونغرس، فاتهم النائب الديمقراطي جايمس كلايبرن جونسون بالعنصري، وقال في مقابلة مع «سي إن إن»، «هذا الرجل عنصري، وهذه ليست المرة الأولى التي يتحدث بها بهذا الأسلوب. آمل أن يرى سكان ولاية ويسكونسن هذا الأمر، وأن يقوموا بما يلزم لجعل هذا البلد أفضل». وتابع كلايبرن وهو من القيادات الديمقراطية البارزة، مشيراً إلى أن جونسون كان يعلم جيداً وقع كلماته، لكنه لم يكترث لذلك. ومما لا شك فيه أن هذه القضية ستتفاعل بشكل مستمر، فعدد كبير من أعضاء الكونغرس لا يزال غاضباً من أسلوب تعاطي بعض الجمهوريين من حادثة اقتحام الكابيتول. وقد قال زعيم الأغلبية الديمقراطية في مجلس النواب، ستيني هوير، إن على «الجمهوريين أن يكونوا قلقين للغاية من صدور تصريحات مماثلة لسيناتور في مجلس الشيوخ».
إشارة إلى أن هذه ليست المرة الأولى التي يتهم فيها الديمقراطيون السيناتور جونسن بالعنصرية؛ فقد سبق واتهمه السيناتور السابق جاي روكفيلر في عام 2014 بمعارضة مشروع الرعاية الصحية الذي طرحه الرئيس السابق باراك أوباما بسبب لونه.
وفي خضم هذه التجاذبات، يذكر الديمقراطيون بعلاقة بعض الجمهوريين الوطيدة بالرئيس السابق، وكيف أن عدداً منهم اصطف وراءه بعد أحداث الكابيتول من دون إدانة تصريحاته. هذا، ولا يزال الرئيس السابق مصرّاً على أن الانتخابات الرئاسية كانت مغشوشة، ووجه ترمب في مقابلة مع «فوكس نيوز» أصابع اللوم إلى المحكمة العليا قائلاً «إن المحكمة العليا لم تتجرأ على قلب نتيجة الانتخابات، وهذا كان يجب أن يحصل بسبب غش في مئات وآلاف وملايين الأصوات... على المحكمة العليا أن تخجل من نفسها». وكرر ترمب هجومه على زعيم الجمهوريين في مجلس الشيوخ ميتش مكونيل الذي كان من الجمهوريين القلائل الذين حمّلوا ترمب مسؤولية ما جرى في الكابيتول، فاتهمه بأنه تسبب في خسارة الجمهوريين الأغلبية في مجلس الشيوخ؛ لأنه رفض تمرير المساعدات للأميركيين بسبب «كوفيد - 19» قائلاً «ميتش مكونيل ارتكب خطأً فادحاً. وخسر مقعدي جورجيا بسبب ذلك».


مقالات ذات صلة

إيقاف بنتانكور 7 مباريات بعد تعليق عنصري ضد سون

رياضة عالمية رودريغو بنتانكور (إ.ب.أ)

إيقاف بنتانكور 7 مباريات بعد تعليق عنصري ضد سون

أعلن الاتحاد الإنجليزي لكرة القدم، اليوم الاثنين، إيقاف رودريغو بنتانكور، لاعب وسط توتنهام هوتسبير، 7 مباريات، بعد ملاحظة عنصرية من اللاعب القادم من أوروغواي.

«الشرق الأوسط» (لندن)
شؤون إقليمية احتجاجات في إسرائيل ضد تفشي الجريمة المنظمة في المجتمع العربي مارس 2021 (غيتي)

«قوانين الفجر الظلامية»... كيف يُشرعن الكنيست التمييز ضد العرب في إسرائيل؟

يواصل ائتلاف اليمين في الكنيست سن تشريعات ضد المواطنين العرب في إسرائيل بهدف ترهيبهم واضطهادهم... فما أبرز تطورات تلك الحملة المتواصلة لشرعنة التمييز ضدهم؟

نظير مجلي (تل أبيب)
رياضة عالمية فينيسيوس غاضب جداً بسبب خسارة الجائزة (أ.ف.ب)

بعد زلزال الجائزة الذهبية... مَن الذين يخافون من وجود ريال مدريد؟

بعد أقل من 24 ساعة على الضربة القاسية التي تلقاها ريال مدريد بخسارة الكلاسيكو 4 - 0 أمام برشلونة في البرنابيو، الأحد، حدث تحول آخر مزلزل في ريال مدريد.

The Athletic (باريس)
رياضة عالمية لامين يامال يحتفل بتسجيل الهدف الثالث لبرشلونة (أ.ف.ب)

كلاسيكو العالم: الريال يحقق في تعرض يامال لإساءات عنصرية

ذكرت تقارير إعلامية إسبانية أن لامين يامال، نجم فريق برشلونة الإسباني لكرة القدم، تعرض لإساءات عنصرية في مباراة الكلاسيكو التي فاز بها فريقه على ريال مدريد.

«الشرق الأوسط» (برلين)
رياضة عالمية لوم تشاوان كان غاضباً من الهتافات (رويترز)

استبدال تشاونا لاعب لاتسيو بعد تعرضه لإساءة عنصرية أمام تفينتي

قال ماركو باروني، مدرب لاتسيو الإيطالي، إن جناحه لوم تشاونا استُبدال بعد تعرضه لإهانات عنصرية من الجماهير خلال الفوز 2 - صفر على تفينتي.

«الشرق الأوسط» (روما)

موسكو تلعب على التصعيد النووي في انتظار عودة ترمب إلى البيت الأبيض

الرئيس الروسي فلاديمير بوتين خلال اجتماع في موسكو 21 نوفمبر 2024 (رويترز)
الرئيس الروسي فلاديمير بوتين خلال اجتماع في موسكو 21 نوفمبر 2024 (رويترز)
TT

موسكو تلعب على التصعيد النووي في انتظار عودة ترمب إلى البيت الأبيض

الرئيس الروسي فلاديمير بوتين خلال اجتماع في موسكو 21 نوفمبر 2024 (رويترز)
الرئيس الروسي فلاديمير بوتين خلال اجتماع في موسكو 21 نوفمبر 2024 (رويترز)

يشكّل تحديث العقيدة النووية لروسيا الذي أعلنه الرئيس الروسي فلاديمير بوتين مؤخراً، تحذيراً للغرب، وفتحاً ﻟ«نافذة استراتيجية» قبل دخول الرئيس الأميركي المنتخب دونالد ترمب البيت الأبيض، وفق تحليل لصحيفة «لوفيغارو» الفرنسية.

«إن تحديث العقيدة النووية الروسية يستبعد احتمال تعرّض الجيش الروسي للهزيمة في ساحة المعركة»، بيان صادر عن رئيس الاستخبارات الخارجية الروسية، سيرغي ناريتشكين، لا يمكن أن يكون بياناً عادياً، حسب «لوفيغارو». فمن الواضح، حسب هذا التصريح الموجه إلى الغربيين، أنه من غير المجدي محاولة هزيمة الجيش الروسي على الأرض، لأن الخيار النووي واقعي. هذه هي الرسالة الرئيسة التي بعث بها فلاديمير بوتين، الثلاثاء، عندما وقّع مرسوم تحديث العقيدة النووية الروسية المعتمد في عام 2020.

ويدرك الاستراتيجيون الجيوسياسيون الحقيقة الآتية جيداً: الردع هو مسألة غموض (فيما يتعلّق باندلاع حريق نووي) ومسألة تواصل. «وفي موسكو، يمكننا أن نرى بوضوح الذعر العالمي الذي يحدث في كل مرة يتم فيها نطق كلمة نووي. ولا يتردد فلاديمير بوتين في ذكر ذلك بانتظام، وفي كل مرة بالنتيجة المتوقعة»، حسب الصحيفة. ومرة أخرى يوم الثلاثاء، وبعد توقيع المرسوم الرئاسي، انتشرت موجة الصدمة من قمة مجموعة العشرين في كييف إلى بكين؛ حيث حثّت الحكومة الصينية التي كانت دائماً شديدة الحساسية تجاه مبادرات جيرانها في ما يتصل بالمسائل النووية، على «الهدوء» وضبط النفس. فالتأثير الخارق الذي تسعى روسيا إلى تحقيقه لا يرتبط بالجوهر، إذ إن العقيدة النووية الروسية الجديدة ليست ثورية مقارنة بالمبدأ السابق، بقدر ارتباطها بالتوقيت الذي اختارته موسكو لهذا الإعلان.

صورة نشرتها وزارة الدفاع الروسية في الأول من مارس 2024 اختبار إطلاق صاروخ باليستي عابر للقارات تابع لقوات الردع النووي في البلاد (أ.ف.ب)

العقيدة النووية الروسية

في سبتمبر (أيلول) الماضي، وفي حين شنّت قوات كييف في أغسطس (آب) توغلاً غير مسبوق في منطقة كورسك في الأراضي الروسية، رد فلاديمير بوتين بتحديد أنه يمكن استخدام الأسلحة النووية ضد دولة غير نووية تتلقى دعماً من دولة نووية، في إشارة واضحة إلى أوكرانيا والولايات المتحدة. لكن في نسخة 2020 من الميثاق النووي الروسي، احتفظت موسكو بإمكانية استخدام الأسلحة الذرية أولاً، لا سيما في حالة «العدوان الذي تم تنفيذه ضد روسيا بأسلحة تقليدية ذات طبيعة تهدّد وجود الدولة ذاته».

وجاء التعديل الثاني في العقيدة النووية الروسية، الثلاثاء الماضي، عندما سمحت واشنطن لكييف باستخدام الصواريخ بعيدة المدى: رئيس الكرملين يضع ختمه على العقيدة النووية الجديدة التي تنص على أن روسيا ستكون الآن قادرة على استخدام الأسلحة النووية «إذا تلقت معلومات موثوقة عن بدء هجوم جوي واسع النطاق عبر الحدود، عن طريق الطيران الاستراتيجي والتكتيكي وصواريخ كروز والطائرات من دون طيار والأسلحة التي تفوق سرعتها سرعة الصوت». وحسب المتخصصة في قضايا الردع في المعهد الفرنسي للعلاقات الدولية (إيفري)، هيلواز فايت، فإن هذا يعني توسيع شروط استخدام السلاح النووي الروسي.

الرئيس الروسي فلاديمير بوتين يصافح الرئيس الأميركي المنتخب دونالد ترمب خلال اجتماع على هامش قمة مجموعة العشرين في أوساكا باليابان 28 يونيو 2019 (رويترز)

انتظار عودة ترمب

لفترة طويلة، لاحظ صقور الاستراتيجية الجيوستراتيجية الروسية أن الردع الروسي تلاشى. وبالنسبة إليهم، فقد حان الوقت لموسكو لإعادة تأكيد خطوطها الحمراء من خلال «إعادة ترسيخ الخوف» من الأسلحة النووية، على حد تعبير سيرغي كاراجانوف، الخبير الذي يحظى باهتمام فلاديمير بوتين. ةمن هذا المنظار أيضاً، يرى هؤلاء المختصون اندلاع الحرب في أوكرانيا، في 24 فبراير (شباط) 2022، متحدثين عن «عدوان» من الغرب لم تكن الترسانة النووية الروسية قادرة على ردعه. بالنسبة إلى هؤلاء المتعصبين النوويين، ينبغي عدم حظر التصعيد، بل على العكس تماماً. ومن الناحية الرسمية، فإن العقيدة الروسية ليست واضحة في هذا الصدد. لا تزال نسخة 2020 من العقيدة النووية الروسية تستحضر «تصعيداً لخفض التصعيد» غامضاً، بما في ذلك استخدام الوسائل غير النووية.

وحسب قناة «رايبار» المقربة من الجيش الروسي على «تلغرام»، فإنه كان من الضروري إجراء تحديث لهذه العقيدة؛ لأن «التحذيرات الروسية الأخيرة لم تُؤخذ على محمل الجد».

ومن خلال محاولته إعادة ترسيخ الغموض في الردع، فإن فلاديمير بوتين سيسعى بالتالي إلى تثبيط الجهود الغربية لدعم أوكرانيا. وفي ظل حملة عسكرية مكلفة للغاية على الأرض، يرغب رئيس «الكرملين» في الاستفادة من الفترة الاستراتيجية الفاصلة بين نهاية إدارة الرئيس الأميركي جو بايدن ووصول الرئيس المنتخب دونالد ترمب إلى البيت الأبيض، الذي يتوقع منه بوتين مبادرات سلام محتملة لإنهاء الحرب.

يسعى بوتين، وفق الباحثة في مؤسسة «كارنيغي»، تاتيانا ستانوفايا، لوضع الغرب أمام خيارين جذريين: «إذا كنت تريد حرباً نووية، فستحصل عليها»، أو «دعونا ننهي هذه الحرب بشروط روسيا».