شهد مجلس الشيوخ الأميركي موجة من التصريحات الخارجة عن المألوف؛ فقد تحدى السيناتور الديمقراطي بوب مننديز البروتوكولات التقليدية واتّهم زميله الجمهوري رون جونسون بأنه عنصري مباشرة في قاعة المجلس.
ووقف مننديز وراء المنصة المخصصة للخطابات الرسمية في مجلس الشيوخ، وقال بنبرة صارمة «أعلم أن لا أحد يود أن ينعت بالعنصري، لكن في بعض الأحيان ليس هناك أي تعبير آخر لوصف التعابير المتشددة التي هددت من حياة السود لأجيال عبر إثارة الخوف في نفوس البيض من الأميركيين الأفارقة، والرجال السود على وجه التحديد».
يتحدث مننديز هنا عن تصريحات جونسون المثيرة للجدل والتي قال فيها، إنه لم يشعر بالخوف لدى اقتحام الكابيتول من قبل مناصري الرئيس السابق دونالد ترمب في السادس من يناير (كانون الثاني). لكنه أشار إلى أن الأمر كان اختلف لو أن مقتحمي الكابيتول كانوا من التابعين لحركة «حياة السود مهمة» أو حركة «أنتيفا».
وبمجرد أن انتشرت هذه التصريحات التي أدلى بها جونسون في مقابلة عبر الراديو، بدأت الانتقادات تنهال على السيناتور من ولاية ويسكونسن الذي سارع للدفاع عن نفسه في مقال كتبه في صحيفة «وول ستريت جورنال»، قال فيه «من المؤسف أن يتهمني الليبراليون بأني عنصري. الأمر ليس متعلقاً بالعرق، بل بالمظاهرات».
لكن هذا التفسير لم يلق آذاناً صاغية، خاصة من النواب السود في الكونغرس، فاتهم النائب الديمقراطي جايمس كلايبرن جونسون بالعنصري، وقال في مقابلة مع «سي إن إن»، «هذا الرجل عنصري، وهذه ليست المرة الأولى التي يتحدث بها بهذا الأسلوب. آمل أن يرى سكان ولاية ويسكونسن هذا الأمر، وأن يقوموا بما يلزم لجعل هذا البلد أفضل». وتابع كلايبرن وهو من القيادات الديمقراطية البارزة، مشيراً إلى أن جونسون كان يعلم جيداً وقع كلماته، لكنه لم يكترث لذلك. ومما لا شك فيه أن هذه القضية ستتفاعل بشكل مستمر، فعدد كبير من أعضاء الكونغرس لا يزال غاضباً من أسلوب تعاطي بعض الجمهوريين من حادثة اقتحام الكابيتول. وقد قال زعيم الأغلبية الديمقراطية في مجلس النواب، ستيني هوير، إن على «الجمهوريين أن يكونوا قلقين للغاية من صدور تصريحات مماثلة لسيناتور في مجلس الشيوخ».
إشارة إلى أن هذه ليست المرة الأولى التي يتهم فيها الديمقراطيون السيناتور جونسن بالعنصرية؛ فقد سبق واتهمه السيناتور السابق جاي روكفيلر في عام 2014 بمعارضة مشروع الرعاية الصحية الذي طرحه الرئيس السابق باراك أوباما بسبب لونه.
وفي خضم هذه التجاذبات، يذكر الديمقراطيون بعلاقة بعض الجمهوريين الوطيدة بالرئيس السابق، وكيف أن عدداً منهم اصطف وراءه بعد أحداث الكابيتول من دون إدانة تصريحاته. هذا، ولا يزال الرئيس السابق مصرّاً على أن الانتخابات الرئاسية كانت مغشوشة، ووجه ترمب في مقابلة مع «فوكس نيوز» أصابع اللوم إلى المحكمة العليا قائلاً «إن المحكمة العليا لم تتجرأ على قلب نتيجة الانتخابات، وهذا كان يجب أن يحصل بسبب غش في مئات وآلاف وملايين الأصوات... على المحكمة العليا أن تخجل من نفسها». وكرر ترمب هجومه على زعيم الجمهوريين في مجلس الشيوخ ميتش مكونيل الذي كان من الجمهوريين القلائل الذين حمّلوا ترمب مسؤولية ما جرى في الكابيتول، فاتهمه بأنه تسبب في خسارة الجمهوريين الأغلبية في مجلس الشيوخ؛ لأنه رفض تمرير المساعدات للأميركيين بسبب «كوفيد - 19» قائلاً «ميتش مكونيل ارتكب خطأً فادحاً. وخسر مقعدي جورجيا بسبب ذلك».
اتهامات علنية بالعنصرية في الكونغرس
ترمب يهاجم المحكمة العليا وزعيم الجمهوريين في الشيوخ
اتهامات علنية بالعنصرية في الكونغرس
لم تشترك بعد
انشئ حساباً خاصاً بك لتحصل على أخبار مخصصة لك ولتتمتع بخاصية حفظ المقالات وتتلقى نشراتنا البريدية المتنوعة