حل لغز الفطريات القاتلة بعد تتبعها إلى جزيرة استوائية

فطريات قاتلة مقاومة للعلاج (غيتي)
فطريات قاتلة مقاومة للعلاج (غيتي)
TT

حل لغز الفطريات القاتلة بعد تتبعها إلى جزيرة استوائية

فطريات قاتلة مقاومة للعلاج (غيتي)
فطريات قاتلة مقاومة للعلاج (غيتي)

تمكّن العلماء لأول مرة من تتبع فطريات قاتلة مقاومة لغالبية أشكال العلاج إلى جزيرة استوائية في المحيط الهندي. فقد تبين أن «فطر داء البقع البيضاء» هي المسؤولة عن تفشي أمراض معدية في مختلف أنحاء العالم، وقد وصفت بأنها تمثل «تهديداً خطيراً للصحة العالمية»، حسب صحيفة «إكسبريس» البريطانية.
واكتشف العلماء العامل المسبب للمرض في البرية لأول مرة بعد 11 عاماً من إصابته شخصاً في اليابان. ويصف بحث جديد نُشر في مجلة «إم بيو» الأميركية، كيف تتبع الباحثون خميرة «فطر داء البقع البيضاء» – اسمها العلمي Candida Auris - إلى موقعين في جزر «أندمان » في خليج البنغال. كان العامل المسبب للمرض مثار تساؤلات مختلف أنحاء العالم بعد ظهور أكثر من 1600 حالة في الولايات المتحدة منذ 19 يناير (كانون الثاني) من العام الحالي.
وكان مصدر الفطر يمثل لغزاً طبياً حتى وقت قريب. فقد جرى تحديد «فطر داء البقع البيضاء» لأول مرة بعد إصابة مريض في اليابان في عام 2009، على الرغم من التعرف عليه لأول مرة في عام 1996 في كوريا الجنوبية، وبعد ذلك تم اكتشافه بسرعة في ثلاث قارات أخرى.
وصفت المراكز الأميركية لمكافحة الأمراض والوقاية، منها مركز «السيطرة على الأمراض» في الولايات المتحدة، في عام 2019 العامل المسبب للمرض بأنه «فطر جديد يمثل تهديداً خطيراً للصحة العالمية». وتعتبر المخاوف المحيطة بالفطر ثلاثية الأبعاد، ولكنها تتوقف على قدرته على تحمل معظم أشكال العلاج. وفي بعض الحالات، أظهرت سلالات العامل المسبب للمرض قدرة ملحوظة على مقاومة جميع الفئات المتاحة من مضادات الفطريات. قد يكون من الصعب تحديد الفطر، وهو ما قد يؤدي إلى خطأ في التعرف عليه، ومن ثم علاجه بشكل خاطئ. ويعني تفشي العامل المسبب للمرض في المستشفيات، أنه يجب اتخاذ احتياطات خاصة لمنع انتشاره – مثلما حدث مع فيروس كورونا إلى حد كبير.
ومن الممكن أن تصبح العدوى قاتلة، حيث يقدر «مركز السيطرة على الأمراض» أن ما بين 30 و60 مريضاً أصيبوا بالفطر قد ماتوا. ومع ذلك، فإن البيانات المتاحة محدودة، والعديد من المرضى يعانون بالفعل من حالات كامنة خطيرة.
وقالت مراكز السيطرة على الأمراض والوقاية، إنه «يمكن علاج معظم حالات عدوى بكتيريا (Candida Auris) المذكورة بفئة من الأدوية المضادة للفطريات تسمى echinocandins».



علماء يرصدون نجماً يبتلع كوكباً

نجم يلتهم أحد كواكبه (أ.ف.ب)
نجم يلتهم أحد كواكبه (أ.ف.ب)
TT

علماء يرصدون نجماً يبتلع كوكباً

نجم يلتهم أحد كواكبه (أ.ف.ب)
نجم يلتهم أحد كواكبه (أ.ف.ب)

شهد نجم، يقع بالقرب من كوكبة العقاب، تضخّماً طبيعياً غير متناسق؛ نظراً إلى كونه قديماً، جعله يبتلع الكوكب، الذي كان قريباً منه، وفقاً لـ«وكالة الصحافة الفرنسية».
وسبق لعلماء فلك أن رصدوا مؤشرات لمثل هذا الحدث، ولمسوا تبِعاته. وقال الباحث في «معهد كافلي» بـ«معهد ماساتشوستس للتكنولوجيا (إم آي تي)»، والمُعِدّ الرئيسي للدراسة، التي نُشرت، الأربعاء، في مجلة «نيتشر»، كيشالاي دي، إن ما كان ينقصهم هو «ضبط النجم في هذه اللحظة خاصة، عندما يشهد كوكبٌ ما مصيراً مماثلاً». وهذا ما ينتظر الأرض، ولكن بعد نحو 5 مليارات سنة، عندما تقترب الشمس من نهاية وجودها بصفتها قزماً أصفر وتنتفخ لتصبح عملاقاً أحمر. في أحسن الأحوال، سيؤدي حجمها ودرجة حرارتها إلى تحويل الأرض إلى مجرّد صخرة كبيرة منصهرة. وفي أسوأ الأحوال، ستختفي بالكامل.
بدأ كل شيء، في مايو (أيار) 2020، عندما راقب كيشالاي دي، بكاميرا خاصة من «مرصد كالتك»، نجماً بدأ يلمع أكثر من المعتاد بمائة مرة، لمدة 10 أيام تقريباً، وكان يقع في المجرّة، على بُعد نحو 12 ألف سنة ضوئية من الأرض.
وكان يتوقع أن يقع على ما كان يبحث عنه، وهو أن يرصد نظاماً نجمياً ثنائياً يضم نجمين؛ أحدهما في المدار المحيط بالآخر. ويمزق النجم الأكبر غلاف الأصغر، ومع كل «قضمة» ينبعث نور.
وقال عالِم الفلك، خلال عرض للدراسة شارك فيها مُعِدّوها الآخرون، التابعون لمعهديْ «هارفارد سميثسونيان»، و«كالتك» الأميركيين للأبحاث، إن «الأمر بدا كأنه اندماج نجوم»، لكن تحليل الضوء، المنبعث من النجم، سيكشف عن وجود سُحب من الجزيئات شديدة البرودة، بحيث لا يمكن أن تأتي من اندماج النجوم.
وتبيَّن للفريق خصوصاً أن النجم «المشابه للشمس» أطلق كمية من الطاقة أقلّ بألف مرة مما كان سيُطلق لو اندمج مع نجم آخر. وهذه الكمية من الطاقة المكتشَفة تساوي تلك الخاصة بكوكب مثل المشتري.
وعلى النطاق الكوني، الذي يُحسب ببلايين السنين، كانت نهايته سريعة جداً، وخصوصاً أنه كان «قريباً جداً من النجم، فقد دار حوله في أقل من يوم»، على ما قال دي.
وبيّنت عملية الرصد أن غلاف الكوكب تمزّق بفعل قوى جاذبية النجم، لبضعة أشهر على الأكثر، قبل امتصاصه. وهذه المرحلة الأخيرة هي التي أنتجت وهجاً مضيئاً لمدة 10 أيام تقريباً.