شقيقة زعيم كوريا الشمالية تنتقد أميركا: «تجهد لنشر رائحة البارود»

بلينكن أكد مواصلة واشنطن العمل مع الحلفاء لنزع السلاح النووي لبيونغ يانغ

كيم يو جونغ شقيقة الزعيم الكوري الشمالي (إ.ب.أ)
كيم يو جونغ شقيقة الزعيم الكوري الشمالي (إ.ب.أ)
TT

شقيقة زعيم كوريا الشمالية تنتقد أميركا: «تجهد لنشر رائحة البارود»

كيم يو جونغ شقيقة الزعيم الكوري الشمالي (إ.ب.أ)
كيم يو جونغ شقيقة الزعيم الكوري الشمالي (إ.ب.أ)

وجهت شقيقة الزعيم الكوري الشمالي كيم جونغ أون اليوم (الثلاثاء)، انتقادات لاذعة إلى الولايات المتحدة وكوريا الجنوبية، وفق ما أوردت وكالة «يونهاب» الكورية الجنوبية، تزامنت مع بدء وزيري الخارجية والدفاع الأميركيين جولة آسيوية تشمل طوكيو وسيول، وفقاً لوكالة الصحافة الفرنسية.
ونقلت وكالة «يونهاب» عن صحيفة «رودونغ سينمون» الكورية الشمالية الرسمية بياناً لكيم يو جونغ قدمت فيه «النصح إلى الإدارة الجديدة في الولايات المتحدة التي تجهد عبر المحيط لنشر رائحة البارود في أرضنا».
ووصل وزير الدفاع الأميركي لويد أوستن ووزير الخارجية أنتوني بلينكن إلى اليابان أمس (الاثنين)، في مستهل أول جولة خارجية لهما، حيث سيواصلان جولتهما إلى كوريا الجنوبية.
وأضافت الشقيقة النافذة للزعيم الكوري الشمالي: «إذا كنتم ترغبون بالنوم مطمئنين للسنوات الأربع المقبلة، الأفضل من البداية عدم خلق عمل يجعلكم تصابون بالأرق».
من جهته، قال بلينكن اليوم، إن الولايات المتحدة ستواصل العمل مع الحلفاء من أجل نزع السلاح النووي لكوريا الشمالية، وفقاً لوكالة «رويترز».
وأدلى بلينكن بهذه التصريحات خلال اجتماع ثنائي مع نظيره الياباني توشيميتسو موتيجي في طوكيو. وقال إن زيارته تهدف إلى إعادة تأكيد التحالف بين الولايات المتحدة واليابان. وقال إن القيم الديمقراطية تواجه تهديداً في أماكن مثل ميانمار والصين.
وتعد تصريحات كيم يو جونغ أول إشارة صريحة من كوريا الشمالية تجاه الرئيس جو بايدن منذ تسلمه الحكم من سلفه دونالد ترمب، على الرغم من أنها لم تذكر الرئيس الديمقراطي بالاسم.
وكانت مقاربة ترمب غير التقليدية في السياسة الخارجية قد جعلته يتبادل الإهانات والتهديدات بشن حرب مع كيم جونغ أون في البداية، قبل أن ينقلب ذلك إلى علاقة ود دبلوماسية وشخصية غير عادية بين الزعيمين دفعت بهما إلى عقد كثير من القمم.
لكن في النهاية لم تثمر هذه العلاقة عن إحراز أي تقدم في قضية نزع السلاح النووي لكوريا الشمالية التي ترزح تحت عقوبات دولية متعددة بسبب برامج تسلحها النووية والصاروخية.
وتوسط رئيس كوريا الجنوبية مون جاي في المحادثات بين بيونغ يانغ وواشنطن، لكن منذ انهيار قمة هانوي بين كيم وترمب في فبراير (شباط) 2019، حتى دخلت العلاقة بين سيول وبيونغ يانغ بدورها في جمود عميق.
وتعد كيم يو جونغ مستشارة موثوقة لشقيقها، وقد لعبت دوراً رئيسياً خلال الأزمة بين الكوريتين العام الماضي التي بلغت ذروتها بتفجير كوريا الشمالية لمكتب اتصال مشترك عند جانبها من الحدود.
وينتشر نحو 28 ألفاً و500 جندي أميركي في كوريا الجنوبيّة لحمايتها من هجوم كوري شمالي محتمل.
وكانت الولايات المتحدة وكوريا الجنوبية قد بدأتا الأسبوع الماضي، مناوراتهما العسكرية المشتركة السنوية التي من المقرر أن تستمر تسعة أيام، وإن جاءت هذه المرة بحجم أقل من السابق بسبب ظروف انتشار فيروس «كورونا».
وتدين كوريا الشمالية باستمرار هذه المناورات باعتبارها تمثل تحضيراً لشن غزو، وقد قالت كيم يو جونغ في بيانها: «اختارت حكومة كوريا الجنوبية مرة أخرى مسيرة الحرب ومسيرة الأزمة بدلاً من مسيرة دافئة أمام الناس جميعاً».
وأضافت: «لن يكون من السهل لأيام الربيع الدافئة التي سادت قبل ثلاث سنوات أن تعود إذا اتبعت حكومة كوريا الجنوبية أي تعليمات تتلقاها من أسيادها»، مهددة بإلغاء اتفاق عسكري بين الشمال والجنوب في حال تصرفت سيول «بشكل مستفز أكثر».



هل يمكن رفع عقوبات الأمم المتحدة عن «هيئة تحرير الشام» والجولاني؟

أبو محمد الجولاني يتحدث في الجامع الأموي بدمشق 8 ديسمبر 2024 (أ.ب)
أبو محمد الجولاني يتحدث في الجامع الأموي بدمشق 8 ديسمبر 2024 (أ.ب)
TT

هل يمكن رفع عقوبات الأمم المتحدة عن «هيئة تحرير الشام» والجولاني؟

أبو محمد الجولاني يتحدث في الجامع الأموي بدمشق 8 ديسمبر 2024 (أ.ب)
أبو محمد الجولاني يتحدث في الجامع الأموي بدمشق 8 ديسمبر 2024 (أ.ب)

تخضع «هيئة تحرير الشام»، التي قادت قوات المعارضة للإطاحة بالرئيس السوري بشار الأسد، لعقوبات من الأمم المتحدة منذ فترة طويلة، وهو ما وصفه المبعوث الخاص للمنظمة الدولية إلى سوريا غير بيدرسون، بأنه «عامل تعقيد لنا جميعاً».

كانت «هيئة تحرير الشام» تُعرف في السابق باسم «جبهة النصرة»، الجناح الرسمي لتنظيم «القاعدة» في سوريا، حتى قطعت العلاقات بالتنظيم في عام 2016. ومنذ مايو (أيار) 2014، أُدرجت الجماعة على قائمة مجلس الأمن التابع للأمم المتحدة لعقوبات تنظيمي «القاعدة» و«داعش»، كما فُرض عليها تجميد عالمي للأصول وحظر أسلحة.

ويخضع عدد من أعضاء «هيئة تحرير الشام» أيضاً لعقوبات الأمم المتحدة مثل حظر السفر، وتجميد الأصول، وحظر الأسلحة، ومنهم زعيمها وقائد إدارة العمليات العسكرية أحمد الشرع، المكنى «أبو محمد الجولاني»، المدرج على القائمة منذ يوليو (تموز) 2013.

وقال دبلوماسيون إنه لا يوجد حالياً أي مناقشات عن رفع العقوبات التي فرضتها الأمم المتحدة على الجماعة. ولا تمنع العقوبات التواصل مع «هيئة تحرير الشام».

لماذا تفرض الأمم المتحدة عقوبات على «هيئة تحرير الشام» والجولاني؟ (رويترز)

لماذا تفرض الأمم المتحدة عقوبات على «هيئة تحرير الشام» والجولاني؟

فرضت الأمم المتحدة عقوبات على «جبهة النصرة»، لأن الجماعة مرتبطة بتنظيم «القاعدة»، ولأنها كانت «تشارك في تمويل أو تخطيط أو تسهيل أو إعداد أو ارتكاب أعمال أو أنشطة» مع «القاعدة» أو دعماً لها وتستقطب أفراداً وتدعم أنشطة «القاعدة».

وجاء في قائمة العقوبات التي فرضتها الأمم المتحدة: «في يناير (كانون الثاني) 2017، أنشأت جبهة النصرة (هيئة تحرير الشام)، وسيلة لتعزيز موقعها في التمرد السوري وتعزيز أهدافها باعتبارها فرعاً لتنظيم (القاعدة) في سوريا»... ورغم وصف ظهور «هيئة تحرير الشام» بطرق مختلفة (على سبيل المثال كاندماج أو تغيير في الاسم)، فإن جبهة «النصرة» استمرت في الهيمنة والعمل من خلال «هيئة تحرير الشام» في السعي لتحقيق أهدافها.

وفُرضت عقوبات على الجولاني بسبب ارتباطه بتنظيم «القاعدة» وعمله معه.

كيف يمكن رفع عقوبات الأمم المتحدة؟

تستطيع أي دولة عضو في الأمم المتحدة في أي وقت تقديم طلب لرفع العقوبات عن كيان أو شخص إلى لجنة عقوبات تنظيمي «داعش» و«القاعدة» التابعة لمجلس الأمن الدولي المؤلف من 15 دولة.

وإذا جاء الطلب من دولة لم تقترح في البداية فرض عقوبات الأمم المتحدة، فإن اللجنة تتخذ القرار بالإجماع.

وإذا تقدمت الدولة التي اقترحت في البداية فرض العقوبات بطلب الشطب من القائمة، فسيمحى الاسم من القائمة بعد 60 يوماً، ما لم توافق اللجنة بالإجماع على بقاء التدابير.

لكن إذا لم يتم التوصل إلى إجماع، يستطيع أحد الأعضاء أن يطلب إحالة الطلب إلى مجلس الأمن للتصويت عليه في غضون 60 يوماً.

ولم تتضح بعد الدول التي اقترحت فرض عقوبات على جبهة «النصرة» والجولاني.

ويستطيع أيضاً الشخص أو الكيان الخاضع للعقوبات أن يطلب إزالة التدابير عن طريق الاتصال بأمين عام المظالم، وهو منصب أنشأه المجلس في عام 2009، ليقوم بمراجعة الطلب.

وإذا أوصى أمين عام المظالم بإبقاء اسم ما على القائمة، فسيظل مدرجاً على القائمة. وإذا أوصى أمين عام المظالم بإزالة اسم ما، فسترفع العقوبات بعد عملية قد تستغرق ما يصل إلى 9 أشهر، ما لم توافق اللجنة في وقت أسبق بالإجماع على اتخاذ إجراء أو الإحالة إلى المجلس لتصويت محتمل.

هل هناك استثناءات من العقوبات؟

يستطيع الأشخاص الخاضعون لعقوبات الأمم المتحدة التقدم بطلب للحصول على إعفاءات فيما يتعلق بالسفر، وهو ما تقرره اللجنة بالإجماع.

ويقول المجلس إن عقوباته «لا تستهدف إحداث عواقب إنسانية تضر بالسكان المدنيين».

وهناك استثناء إنساني للأمم المتحدة ومنظمات الإغاثة يسمح «بتوفير أو معالجة أو دفع الأموال أو الأصول المالية الأخرى أو الموارد الاقتصادية، أو توفير السلع والخدمات اللازمة لضمان تقديم المساعدات الإنسانية في الوقت المناسب، أو لمساندة الأنشطة الأخرى التي تدعم الاحتياجات الإنسانية الأساسية».