10 إدراجات محتملة في سوق الاكتتابات الأولية السعودية

تداولات الأسهم الرئيسية تواصل حصد نقاط قياسية للمرة الأولى منذ ما يزيد على نصف عقد

العام الحالي مرشح لأن تستقبل السوق عدداً من الطروحات وسط تفاؤل كبير يسود أداء المؤشر العام للبورصة (الشرق الأوسط)
العام الحالي مرشح لأن تستقبل السوق عدداً من الطروحات وسط تفاؤل كبير يسود أداء المؤشر العام للبورصة (الشرق الأوسط)
TT

10 إدراجات محتملة في سوق الاكتتابات الأولية السعودية

العام الحالي مرشح لأن تستقبل السوق عدداً من الطروحات وسط تفاؤل كبير يسود أداء المؤشر العام للبورصة (الشرق الأوسط)
العام الحالي مرشح لأن تستقبل السوق عدداً من الطروحات وسط تفاؤل كبير يسود أداء المؤشر العام للبورصة (الشرق الأوسط)

في وقت لا تزال تستمر فيه سوق الأسهم السعودية – أكبر بورصات منطقة الشرق الأوسط - في مواصلة تحقيق مستويات نقطية قياسية لأول مرة منذ أكثر من نصف عقد، توقع تقرير اقتصادي حديث أن تشهد سوق الطروحات الأولية السعودية أكثر من عشرة إدراجات في العام الحالي (2021)، لافتاً إلى أن الربع الرابع من العام المنصرم أعطى مؤشرات إيجابية على مستوى رغبة الإدراج وتحقيق أعلى العائدات.
الأسهم تواصل ارتفاعها
ويشهد المؤشر ارتفاعات قياسية في بعض مكوناته لأول مرة منذ ما يقارب العقد، بفضل انتعاش قطاعات، أبرزها البنوك والبتروكيماويات مع بداية العام الحالي، إضافة إلى أسعار النفط الذي يواصل صعوده طيلة الفترة الماضية، وكذلك الرؤية التفاؤلية بالاقتصاد الوطني السعودي، وبدء انحسار تداعيات جائحة «كورونا المستجد».
وأغلق مؤشر الأسهم السعودية الرئيسية ارتفاعه ليقفل عند مستوى 9664.61 نقطة، بتداولات بلغت قيمتها 12.4 مليار ريال (3.2 مليار دولار). ووصل عدد الأسهم المتداولة أكثر من 445 مليون سهم تقاسمتها 480 ألف صفقة، سجلت فيها أسهم 142 شركة زيادة في قيمتها، فيما أغلقت أسهم 48 شركة على تراجع.
الأسهم المؤثرة
وساهمت الأسهم ذات التأثير في مواصلة ارتفاع سوق الأسهم، أمس، حيث ارتفع سهم «سابك» (ذو الثقل في المؤشر العام) بنسبة واحد في المائة عند 110.40 ريال، فيما شهد قطاع المصارف ارتفاع أسهم «بنك الرياض» و«ساب» و«الجزيرة»، كذلك «مصرف الإنماء» بنسب تتراوح بين 2 و5 في المائة. لكن السهم الأبرز كان إغلاق سهم «بنك البلاد» المرتفع قرابة 3 في المائة، ليصل سعر السهم عند 35.80 ريال محققاً أعلى إغلاق منذ 15 عاماً.
عام الجائحة
وكانت سارة السحيمي، الأسبوع الماضي، أوضحت لـ«الشرق الأوسط» أن سرعة تعافي السوق المالية السعودية والاقتصاد السعودي تحديداً من الجائحة، ساهما خلال عام 2020 في إدراج 9 شركات في السوق المالية السعودية، منها 7 شركات أثناء ذروة الجائحة من عدة قطاعات حيوية في المملكة، مشيرة إلى أن ذلك يدل على ثقة المستثمرين والمصدرين في السوق المالية السعودية، وقدرة «تداول» والجهات المنظمة على احتواء الأزمات والوقوف بجانب الشركات المدرجة، التي تُعتبر جزءاً مهماً في الاقتصاد الوطني، وأحد الأسباب الرئيسية لعودة الاقتصاد إلى فترة ما قبل الجائحة.
وبالعودة إلى تقرير «إرنست ويونغ» حول نشاط الاكتتابات العامة، فإن منطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا سجلت تراجعاً في العدد لإجمالي للطروحات الأولية بنسبة 40 في المائة، وللعائدات بنسبة 94 في المائة مقارنة بعام 2019. في حين استحوذت صفقات الاكتتاب في القطاع العقاري، ونشاطات الرعاية الصحية والسلع الاستهلاكية والتأمين على الحصة الأكبر.
ووفق التقرير، سجلت الاكتتابات العامة في العالم ارتفاعاً في عام 2020، حيث تم الاكتتاب في 1363 شركة بزيادة 19 في المائة عن العام السابق، فيما ارتفعت العائدات 29 في المائة مقابل عام 2019. حيث بلغت 268 مليار دولار، كأعلى عائدات تم تسجيلها بعد الرقم القياسي لعام 2010 البالغ 290.2 مليار دولار من 1361 اكتتاباً.
وقال ماثيو بنسون، من «أرنست ويونغ»، حيال تأثر الأسواق على المستوى العالمي، إن النصف الأول من العام سجل أعلى تقلبات له منذ الأزمة المالية العالمية، لكنها هدأت بسرعة، وشهدت سوق الاكتتابات العالمية أداءً جيداً في النصف الثاني، مضيفاً أنه، مع بداية عام 2021، يعتقد أن استمرار إجراءات التحفيز المالي ووفرة السيولة وزيادة الثقة في برامج التطعيم ضد فيروس «كورونا» ستساهم في الحفاظ على هذا الأداء الإيجابي.
اكتتابات محتمَلة
ووفق بنسون، فإن السوق المالية السعودية (تداول) شهدت انخفاضاً بلغ 30 في المائة تقريباً في بداية عام 2020، إلا أنها انتعشت في نهايته، وحقّق مؤشر العائدات نمواً بنسبة 3.6 في المائة، مدعوماً بانتعاش أسعار النفط الخام، في المقابل، شهدت مؤشرات البورصة المصرية أكبر تراجع بين المؤشرات المرصودة، بخسارة بلغت 22.3في المائة.
من ناحيته، قال الاقتصادي الدكتور خليل خوجة لـ«الشرق الأوسط» إن السعودية رسخت عنصر الشفافية والإفصاح في السوق المالية، كما أنها أطلقت عدة مبادرات مهمة وجديدة تعزز النشاط المستقبلي للاكتتابات العامة في المملكة، والسماح بالإدراج المباشر في السوق الموازية (نمو)، في ظل إطلاق سوق المشتقات المالية.
وأكد خوجة أن السعودية تتمتع بمقومات استراتيجية، تعزز الوضع المالي لها وتمكنها من مواجهة التحديات، بما في ذلك إفرازات جائحة «كورونا»، مبيناً أن العديد من وكالات التصنيف الدولية تنظر إلى المملكة بنظرة مستقبلية إيجابية لعام 2021، في ظل النمو المستمر للسوق الموازية، وتعزيز الثقة لدى المستثمرين في السوق السعودية، وإمكانياتها في طرح الاكتتابات، التي تواكب التغييرات الإيجابية والتدابير والإصلاحات، التي أخذت تنفذها خلال العام الماضي، مع استمرارها في عام 2021.
التوقيت الزمني
من جانب آخر، قررت هيئة السوق المالية، أمس، ضبط نظام التداول وفقاً للتوقيت الزمني المعتمَد لدى الهيئة السعودية للمواصفات والمقاييس والجودة السعودية، وذلك تعزيزاً لمبدأ العدالة والشفافية لجميع الأعضاء وضمان ضبط توقيت نظام الأوامر.
ودعت «المواصفات السعودية»، الشركات الوطنية إلى ضبط توقيت نظام إدارة الأوامر الخاصة بها، وفقاً للتوقيت المعتمَد لديها، مبينة أن الإجراء يساعد المنشآت والمستثمرين على التأكّد من دقة توقيتهم خلال عمليات التداول، خاصة أوقات افتتاح السوق والإغلاق.
وكانت الهيئة قد بذلت جهوداً حثيثة لبناء منظومة وطنية محكمة ودقيقة للوقت، أسهمت في انضمام ساعة مكة المكرمة لشبكة التوقيت العالمي، وحصلت على الاعتراف الدولي بالتوقيت السعودي، لتكون بذلك المملكة إحدى مكونات منظومة المواقيت العالمية.
ويتيح التوقيت الوطني المرجعي للمملكة الاستفادة من توحيد الوقت في جميع نشاطات العمل الحيوية الأمنية والاقتصادية، التي تتطلب دقة الوقت، مثل أنظمة البنوك والسوق المالية والمطارات والحجز المركزي للطيران وأنظمة تشغيل القطارات والقنوات التلفزيونية.


مقالات ذات صلة

الاقتصاد وزير الاستثمار متحدثاً إلى الحضور خلال «المبادرة العالمية لمرونة سلسلة التوريد» (الشرق الأوسط)

السعودية توسّع صفقاتها للمشاركة في سلاسل التوريد العالمية

تتجه السعودية إلى زيادة الوصول للمواد الأساسية، وتوفير التصنيع المحلي، وتعزيز الاستدامة، والمشاركة في سلاسل التوريد العالمية.

«الشرق الأوسط» (الرياض)
خاص الأمير سعود ووزير الصناعة خلال حفل الهيئة (إمارة منطقة مكة المكرمة)

خاص وزير الصناعة السعودي: هيئة المساحة ستلعب دوراً محورياً في السنوات الـ25 المقبلة في التعدين

تلعب هيئة المساحة الجيولوجية في السعودية دوراً حيوياً في الكشف عن مخزونات الأرض من الفلزات، التي تشمل الذهب والزنك والنحاس.

سعيد الأبيض (جدة)
الاقتصاد جانب من العاصمة السعودية الرياض (واس)

صفقات «جسري» السعودية تتخطى 9.3 مليار دولار

أعلنت السعودية توقيع 9 صفقات استثمارية بقيمة تزيد على 35 مليار ريال (9.3 مليار دولار)، ضمن «المبادرة الوطنية لسلاسل الإمداد العالمية (جسري)».

«الشرق الأوسط» (الرياض)
الاقتصاد ولي العهد في أثناء توقيعه على الميزانية العامة للدولة لعام 2025 (واس)

مجلس الوزراء السعودي يقر ميزانية الدولة للعام المالي 2025

أقر مجلس الوزراء السعودي برئاسة ولي العهد الأمير محمد بن سلمان، ميزانية العام المالي 2025، التي تتوقع إيرادات بقيمة 1.184 تريليون ريال.


محمد بن سلمان: ميزانية 2025 تؤكد العزم على تعزيز قوة ومتانة ومرونة اقتصاد السعودية

TT

محمد بن سلمان: ميزانية 2025 تؤكد العزم على تعزيز قوة ومتانة ومرونة اقتصاد السعودية

ولي العهد يوقِّع على الميزانية العامة للعام المالي 2025 (واس)
ولي العهد يوقِّع على الميزانية العامة للعام المالي 2025 (واس)

قال الأمير محمد بن سلمان، ولي العهد السعودي رئيس مجلس الوزراء، إن ميزانية 2025 تؤكد العزم على تعزيز قوة ومتانة ومرونة اقتصاد المملكة، وهو ينمو بوتيرة متسارعة ويوجد فرصاً غير مسبوقة، من خلال المحافظة على مستويات مستدامة من الدَّيْن العام واحتياطيات حكومية معتبرة، إضافةً إلى سياسة إنفاق مرنة تمكّنها من مواجهة التحديات والتقلبات في الاقتصاد العالمي.

وشدد ولي العهد، عقب إقرار مجلس الوزراء ميزانية العام المالي لعام 2025، على أن الإصلاحات المالية التي نفّذتها المملكة انعكست إيجابياً على تصنيفاتها الائتمانية؛ نتيجة تبني الحكومة سياسات مالية تسهم في المحافظة على الاستدامة المالية وكفاءة التخطيط المالي.

وأشار محمد بن سلمان إلى أن ميزانية العام المالي 2025 تؤكد استهداف حكومة المملكة الاستمرار في عملية تنفيذ الإصلاحات التنظيمية والهيكلية وتطوير السياسات الهادفة إلى الارتقاء بمستوى المعيشة وتمكين القطاع الخاص وبيئة الأعمال، والعمل على إعداد خطة سنوية للاقتراض وفق استراتيجية الدّيْن متوسطة المدى التي تهدف إلى الحفاظ على استدامة الدّيْن وتنويع مصادر التمويل بين محلية وخارجية والوصول إلى أسواق الدين العالمية.

ونوه بالدور المحوري للمملكة في دعم الاستقرار الاقتصادي والمالي إقليمياً وعالمياً، انطلاقاً من متانة اقتصادها القادر على تجاوز التحديات.

وأوضح أن الحكومة ملتزمة مواصلة دعم النمو الاقتصادي من خلال الإنفاق التحولي مع الحفاظ على الاستدامة المالية على المديين المتوسط والطويل، وتواصل الحكومة تعزيز دور القطاع الخاص وتمكينه ليصبح المحرك الرئيسي للنمو الاقتصادي من خلال توفير البيئة الاستثمارية المحفّزة، ودعم المنشآت الصغيرة والمتوسطة لتكوين قطاع عمل قوي وواعد يعزز قدرات الكوادر البشرية في المشاريع المختلفة، ويُمكّن الحكومة من مواصلة العمل على تعزيز نموها الاقتصادي بما يحقق للاقتصاد استدامةً مالية، واستمرارية المشاريع ذات العائدَين الاقتصادي والاجتماعي، بالإضافة إلى مواصلة العمل على تحقيق وتنفيذ البرامج والمبادرات المتعلقة بتطوير البنية التحتية، ورفع جودة الخدمات الأساسية المقدَّمة للمواطنين والمقيمين والزائرين.

وقال ولي العهد: «إن الاقتصاد السعودي جزء لا يتجزأ من الاقتصاد العالمي، ويتأثر بالتطورات العالمية كأي اقتصاد آخر؛ وهذا ما يدعونا إلى مواصلة العمل على مواجهة أي تحديات أو متغيرات عالمية عبر التخطيط المالي طويل المدى للاستمرار على وتيرتنا المتصاعدة نحو تحقيق وتنفيذ البرامج والمبادرات، مع الالتزام بكفاءة الإنفاق، والتنفيذ المتقن والشفاف لجميع البنود الواردة في الميزانية، وإتمام البرامج والمشاريع المخطط لها في برامج (رؤية السعودية 2030) والاستراتيجيات الوطنية والقطاعية».

وقال إن المؤشرات الإيجابية للاقتصاد السعودي تأتي امتداداً للإصلاحات المستمرة في المملكة في ظل "رؤية 2030"؛ إذ يقدر أن تسجل المملكة ثاني أسرع معدل نمو في الناتج المحلي الإجمالي بين الاقتصادات الكبرى خلال العام القادم عند 4.6 في المائة، مدفوعة باستمرار ارتفاع مساهمة الأنشطة غير النفطية والتي بلغت مستوى قياسياً جديداً لها خلال العام 2024 عند 52 في المائة، وانخفض معدل بطالة السعوديين إلى مستوى قياسي بلغ 7.1 في المائة حتى الربع الثاني وهو الأدنى تاريخياً، مقترباً من مستهدف 2030 عند 7 في المائة.

كما ارتفع معدل مشاركة المرأة السعودية في سوق العمل ليصل إلى 35.4 في المائة حتى الربع الثاني متجاوزاً مستهدف الرؤية البالغ 30 في المائة، وبلغ صافي تدفقات الاستثمار الأجنبي 21.2 مليار ريال (5.6 مليار دولار) خلال النصف الأول من العام الجاري، ويعكس ذلك اهتمام حكومة خادم الحرمين الشريفين بجميع فئات المجتمع.

ولفت ولي العهد إلى الدور المحوري لصندوق الاستثمارات العامة وصندوق التنمية الوطني والصناديق التنموية التابعة له في دعم الاستقرار الاقتصادي وتحقيق التنمية الشاملة، كما يمثل الصندوقان قوة فاعلة لتنويع الاقتصاد والاستثمار في المملكة بما يحقق مستهدفات رؤية المملكة 2030.

وأضاف: «إن المملكة تسير على نهجٍ واضح، وهدف حكومتها -بقيادة وتوجيهات خادم الحرمين الشريفين- في المقام الأول هو خدمة المواطنين والمقيمين، والمحافظة على مكتسباتنا التنموية، والاستمرار في أعمالنا الإنسانية في الداخل والخارج، التزاماً بتعاليم ديننا الحنيف، ومواصلة العمل بكل الموارد والطاقات لتحقيق أهدافنا، مستعينين بالله -عز وجل- ومتوكلين عليه، وواثقين بطاقات وقدرات أبناء وبنات هذه البلاد الذين تسابقوا على الابتكار والإنتاج والإسهام في تحقيق رؤيتنا للوصول إلى مجتمع حيوي واقتصاد مزدهر ووطن طموح».

كان مجلس الوزراء السعودي برئاسة ولي العهد قد أقرَّ ميزانية العام المالي 2025، التي تتوقع إيرادات بقيمة 1.184 تريليون ريال (315.7 مليار دولار)، ونفقات بقيمة 1.285 تريليون ريال (342.6 مليار دولار)، وعجزاً بقيمة 101 مليار ريال (26.9 مليار دولار) الذي يمثل انخفاضاً نسبته 14.4 في المائة عن العجز المتوقع لهذا العام.

وذكرت وكالة الأنباء السعودية أن ولي العهد وجّه الوزراء والمسؤولين، كلاً فيما يخصه، بالالتزام بتنفيذ ما تضمنته الميزانية من برامج واستراتيجيات ومشاريع تنموية واجتماعية ضمن رحلة «رؤية 2030».

وتتوافق الأرقام مع البيان التمهيدي لميزانية العام المقبل الذي كان وزارة المالية قد أصدرته في سبتمبر (أيلول) الماضي.