الإمارات تستكمل متطلبات التكامل الاقتصادي والمالي الخليجي

دول المجلس درست الإيجابيات من جائحة «كورونا»
دول المجلس درست الإيجابيات من جائحة «كورونا»
TT

الإمارات تستكمل متطلبات التكامل الاقتصادي والمالي الخليجي

دول المجلس درست الإيجابيات من جائحة «كورونا»
دول المجلس درست الإيجابيات من جائحة «كورونا»

قال مسؤول إماراتي إن بلاده استكملت معظم الدراسات والمشروعات ضمن متطلبات التكامل الاقتصادي والمالي الخليجي قبل الموعد المقرر لتطبيقه في العام 2025. لتصل بذلك إلى مرحلة متقدمة في تطبيق متطلبات السوق الخليجية المشتركة، مع إصدار بعض القرارات الوزارية والإدارية في المرحلة المقبلة ذات العلاقة بالتكامل المشترك.
وقال يونس الخوري وكيل وزارة المالية في الإمارات، إن السوق الخليجية المشتركة «تعد مرحلة من المراحل المتقدمة للتكامل الاقتصادي، والتي تأتي بعد مراحل التجارة الحرة والاتحاد الجمركي».
وأضاف، خلال تصريح، نشر في وكالة أنباء الإمارات، أمس، أن «دول المجلس عملت على تطبيق المساواة في مجالات السوق الخليجية المشتركة كافة، لتحقيق التكامل الاقتصادي الخليجي، متضمنة الحريات الأربع، حرية حركة السلع، وحرية حركة الخدمات، وحرية حركة رؤوس الأموال، وحرية تنقل الأفراد».

سوق واحدة
وأشار الخوري إلى أن الدول الأعضاء تهدف من خلال ذلك إلى إيجاد سوق واحدة يستفيد فيها مواطنو دول المجلس من الفرص المتاحة، إلى جانب تعزيز الاستثمار، لافتاً إلى أن وزارة المالية تقود جهود الإمارات في تحقيق التكامل الاقتصادي الخليجي، إضافة إلى متابعة مراحل عملية التكامل الاقتصادي والمالي الخليجي وتنفيذ الاتفاقية الاقتصادية الموحدة، وتشجيع ودعم المشروعات التي تعمق التكامل الخليجي بمختلف محاوره المالية والاقتصادية، وذلك بهدف تعزيز دور ومكانة البلاد على مستوى السوق الخليجية المشتركة ودعم السياسة العامة للإمارات نحو تعزيز التكامل الاقتصادي الخليجي لتعظيم العوائد الإيجابية للأفراد والشركات والمساهمة في تحقيق النمو والازدهار لدول مجلس التعاون الخليجي.
وحول النشاط الاقتصادي والاستثماري الخليجي في الإمارات، قال وكيل وزارة المالية إن النشاط الاقتصادي والاستثماري الخليجي في البلاد شهد نمواً واضحاً، ويعكس مكانة البلاد الاقتصادية والاستثمارية خليجياً؛ حيث بلغت قيمة الاستثمارات في شركات المساهمة العامة المسموح بتداول أسهمها لمواطني دول مجلس التعاون 41.453 مليار درهم (11.2 دولار)، بزيادة قدرها 11 في المائة، وبلغت قيمة الصفقات العقارية للخليجيين في دولة الإمارات 1.294.2 تريليون درهم (352 مليون دولار).
وأضاف أن عدد الخليجيين المتملكين للعقار ارتفع ليبلغ 48.535 ألف متملك خليجي في عام 2019 بنسبة زيادة بلغت 10 في المائة، مقارنة بالعام 2018 في حين بلغت أعداد التراخيص الممنوحة للخليجيين لممارسة الأنشطة الاقتصادية على أرض الدولة 29.352 ألف، بنسبة زيادة بلغت 9 في المائة، فيما بلغ عدد المساهمين من دول التعاون في الشركات المساهمة العامة المسموح بتداول أسهمها لمواطني دول المجلس 204.032 ألف في عام 2019.
وذكر الخوري أن عدد الخليجيين العاملين في القطاع الحكومي الإماراتي بلغ 1826 موظفاً في عام 2019 بنسبة نمو بلغت 3 في المائة، مقارنة بعام 2018، في حين بلغ عدد العاملين الخليجيين في القطاع الخاص الإماراتي 7332 شخصاً في عام 2019 بنسبة زيادة بلغت 16 في المائة، فيما بلغ إجمالي عدد الخليجيين المستفيدين من التقاعد في الإمارات 9426 مستفيداً، كما بلغ إجمالي عدد الخليجيين المستفيدين من التأمينات الاجتماعية في الإمارات 5478 مستفيداً.
التبادل التجاري مع دول الخليج

وحول التبادل التجاري بين الإمارات ودول مجلس التعاون، قال وكيل وزارة المالية إن الإمارات تولي اهتماماً ملحوظاً لعلاقاتها التجارية والاقتصادية مع دول مجلس التعاون حيث حققت عمليات التبادل التجاري بين دولة الإمارات ودول التعاون ازدياداً ملحوظاً لعام 2019 وبلغت قيمة التبادل التجاري الإجمالي 229 مليار درهم (62.3 مليار دولار) بنسبة زيادة بلغت 4 في المائة عن عام 2018.
وأضاف الخوري أن السعودية تعد أولى الشركاء للإمارات في قيمة التبادل التجاري حيث بلغت 113.2 مليار درهم (30.8 مليار دولار) بنسبة 49 في المائة من الإجمالي لعام 2019. وأتت سلطنة عمان ثانيةً بعد السعودية من حيث قيمة التبادل التجاري، والتي بلغت 48 مليار درهم (13 مليار دولار) أي بنسبة 22 في المائة من إجمالي قيمة التبادل التجاري مع دول مجلس التعاون.
التكامل الخليجي
وحول مراحل عملية التكامل الاقتصادي والمالي الخليجي، قال وكيل وزارة المالية إن المجلس الأعلى أكد في دورته الـ41 على أهمية التركيز على المشروعات ذات البعد الاستراتيجي التكاملي في المجال الاقتصادي والتنموي، وأبرزها الانتهاء من متطلبات الاتحاد الجمركي ومتطلبات تحقيق السوق الخليجية المشتركة ومشروع السكك الحديدية، كما وجّه المجلس الأعلى بسرعة تنفيذ خريطة الطريق واستكمال الدراسات والمشروعات للوصول للوحدة الاقتصادية بين دول مجلس التعاون بحلول عام 2025.
وأضاف أن المجلس الأعلى لدول مجلس التعاون كلف لجنة التعاون المالي والاقتصادي باعتماد وتنفيذ القرارات اللازمة لمتطلبات العمل المشترك، في إطار الاتحاد الجمركي والتعديلات التي تطرأ على قانون الجمارك الموحد والدليل الموحد للإجراءات الجمركية والدليل الموحد لفسح المنتجات الأجنبية والتعديلات المتعلقة بالتعريفة الجمركية الموحدة وضريبة القيمة المضافة والضريبة الانتقائية والسوق الخليجية المشتركة وضوابط إعفاء مدخلات الصناعة وتطبيق القرارات والتدابير الخاصة لمكافحة الممارسات الضارة في التجارة الدولية، بالتنسيق مع اللجان الوزارية المختصة، وبما لا يتعارض مع اختصاصات هيئة الشؤون الاقتصادية والتنموية والمجلس الوزاري.
وقال إن لجنة التعاون المالي والاقتصادي أكدت على ضرورة أن يكون برنامج تحقيق الوحدة الاقتصادية بين دول مجلس التعاون بحلول عام 2025 بنداً دائماً في جدول اجتماعات لجنة التعاون المالي والاقتصادي.

تأثير «كورونا»
وحول تأثير جائحة «كورونا» على خريطة الطريق الخاصة بتحقيق الوحدة الاقتصادية الخليجية المشتركة، قال الخوري إن دول المجلس أكدت على استمرار العمل الخليجي المشترك، ومواصلة اللجان الوزارية والفنية، وعقد اجتماعاتها عبر تقنيات الاتصال المرئي، مشيراً إلى أن دول المجلس تدرس الإيجابيات التي تم الاستفادة منها خلال جائحة كورونا، للبدء بتطوير آليات العمل المشترك، بالإضافة إلى ذلك يقوم وزراء المالية بشكل أسبوعي بالاطلاع على التقرير الخاص بالخطوات التي تقوم بها الدول الأعضاء للوقاية من المخاطر السلبية لتداعيات فيروس كورونا المستجد (كوفيد 19).



محمد بن سلمان: ميزانية 2025 تؤكد العزم على تعزيز قوة ومتانة ومرونة اقتصاد السعودية

TT

محمد بن سلمان: ميزانية 2025 تؤكد العزم على تعزيز قوة ومتانة ومرونة اقتصاد السعودية

ولي العهد يوقِّع على الميزانية العامة للعام المالي 2025 (واس)
ولي العهد يوقِّع على الميزانية العامة للعام المالي 2025 (واس)

قال الأمير محمد بن سلمان، ولي العهد السعودي رئيس مجلس الوزراء، إن ميزانية 2025 تؤكد العزم على تعزيز قوة ومتانة ومرونة اقتصاد المملكة، وهو ينمو بوتيرة متسارعة ويوجد فرصاً غير مسبوقة، من خلال المحافظة على مستويات مستدامة من الدَّيْن العام واحتياطيات حكومية معتبرة، إضافةً إلى سياسة إنفاق مرنة تمكّنها من مواجهة التحديات والتقلبات في الاقتصاد العالمي.

وشدد ولي العهد، عقب إقرار مجلس الوزراء ميزانية العام المالي لعام 2025، على أن الإصلاحات المالية التي نفّذتها المملكة انعكست إيجابياً على تصنيفاتها الائتمانية؛ نتيجة تبني الحكومة سياسات مالية تسهم في المحافظة على الاستدامة المالية وكفاءة التخطيط المالي.

وأشار محمد بن سلمان إلى أن ميزانية العام المالي 2025 تؤكد استهداف حكومة المملكة الاستمرار في عملية تنفيذ الإصلاحات التنظيمية والهيكلية وتطوير السياسات الهادفة إلى الارتقاء بمستوى المعيشة وتمكين القطاع الخاص وبيئة الأعمال، والعمل على إعداد خطة سنوية للاقتراض وفق استراتيجية الدّيْن متوسطة المدى التي تهدف إلى الحفاظ على استدامة الدّيْن وتنويع مصادر التمويل بين محلية وخارجية والوصول إلى أسواق الدين العالمية.

ونوه بالدور المحوري للمملكة في دعم الاستقرار الاقتصادي والمالي إقليمياً وعالمياً، انطلاقاً من متانة اقتصادها القادر على تجاوز التحديات.

وأوضح أن الحكومة ملتزمة مواصلة دعم النمو الاقتصادي من خلال الإنفاق التحولي مع الحفاظ على الاستدامة المالية على المديين المتوسط والطويل، وتواصل الحكومة تعزيز دور القطاع الخاص وتمكينه ليصبح المحرك الرئيسي للنمو الاقتصادي من خلال توفير البيئة الاستثمارية المحفّزة، ودعم المنشآت الصغيرة والمتوسطة لتكوين قطاع عمل قوي وواعد يعزز قدرات الكوادر البشرية في المشاريع المختلفة، ويُمكّن الحكومة من مواصلة العمل على تعزيز نموها الاقتصادي بما يحقق للاقتصاد استدامةً مالية، واستمرارية المشاريع ذات العائدَين الاقتصادي والاجتماعي، بالإضافة إلى مواصلة العمل على تحقيق وتنفيذ البرامج والمبادرات المتعلقة بتطوير البنية التحتية، ورفع جودة الخدمات الأساسية المقدَّمة للمواطنين والمقيمين والزائرين.

وقال ولي العهد: «إن الاقتصاد السعودي جزء لا يتجزأ من الاقتصاد العالمي، ويتأثر بالتطورات العالمية كأي اقتصاد آخر؛ وهذا ما يدعونا إلى مواصلة العمل على مواجهة أي تحديات أو متغيرات عالمية عبر التخطيط المالي طويل المدى للاستمرار على وتيرتنا المتصاعدة نحو تحقيق وتنفيذ البرامج والمبادرات، مع الالتزام بكفاءة الإنفاق، والتنفيذ المتقن والشفاف لجميع البنود الواردة في الميزانية، وإتمام البرامج والمشاريع المخطط لها في برامج (رؤية السعودية 2030) والاستراتيجيات الوطنية والقطاعية».

وقال إن المؤشرات الإيجابية للاقتصاد السعودي تأتي امتداداً للإصلاحات المستمرة في المملكة في ظل "رؤية 2030"؛ إذ يقدر أن تسجل المملكة ثاني أسرع معدل نمو في الناتج المحلي الإجمالي بين الاقتصادات الكبرى خلال العام القادم عند 4.6 في المائة، مدفوعة باستمرار ارتفاع مساهمة الأنشطة غير النفطية والتي بلغت مستوى قياسياً جديداً لها خلال العام 2024 عند 52 في المائة، وانخفض معدل بطالة السعوديين إلى مستوى قياسي بلغ 7.1 في المائة حتى الربع الثاني وهو الأدنى تاريخياً، مقترباً من مستهدف 2030 عند 7 في المائة.

كما ارتفع معدل مشاركة المرأة السعودية في سوق العمل ليصل إلى 35.4 في المائة حتى الربع الثاني متجاوزاً مستهدف الرؤية البالغ 30 في المائة، وبلغ صافي تدفقات الاستثمار الأجنبي 21.2 مليار ريال (5.6 مليار دولار) خلال النصف الأول من العام الجاري، ويعكس ذلك اهتمام حكومة خادم الحرمين الشريفين بجميع فئات المجتمع.

ولفت ولي العهد إلى الدور المحوري لصندوق الاستثمارات العامة وصندوق التنمية الوطني والصناديق التنموية التابعة له في دعم الاستقرار الاقتصادي وتحقيق التنمية الشاملة، كما يمثل الصندوقان قوة فاعلة لتنويع الاقتصاد والاستثمار في المملكة بما يحقق مستهدفات رؤية المملكة 2030.

وأضاف: «إن المملكة تسير على نهجٍ واضح، وهدف حكومتها -بقيادة وتوجيهات خادم الحرمين الشريفين- في المقام الأول هو خدمة المواطنين والمقيمين، والمحافظة على مكتسباتنا التنموية، والاستمرار في أعمالنا الإنسانية في الداخل والخارج، التزاماً بتعاليم ديننا الحنيف، ومواصلة العمل بكل الموارد والطاقات لتحقيق أهدافنا، مستعينين بالله -عز وجل- ومتوكلين عليه، وواثقين بطاقات وقدرات أبناء وبنات هذه البلاد الذين تسابقوا على الابتكار والإنتاج والإسهام في تحقيق رؤيتنا للوصول إلى مجتمع حيوي واقتصاد مزدهر ووطن طموح».

كان مجلس الوزراء السعودي برئاسة ولي العهد قد أقرَّ ميزانية العام المالي 2025، التي تتوقع إيرادات بقيمة 1.184 تريليون ريال (315.7 مليار دولار)، ونفقات بقيمة 1.285 تريليون ريال (342.6 مليار دولار)، وعجزاً بقيمة 101 مليار ريال (26.9 مليار دولار) الذي يمثل انخفاضاً نسبته 14.4 في المائة عن العجز المتوقع لهذا العام.

وذكرت وكالة الأنباء السعودية أن ولي العهد وجّه الوزراء والمسؤولين، كلاً فيما يخصه، بالالتزام بتنفيذ ما تضمنته الميزانية من برامج واستراتيجيات ومشاريع تنموية واجتماعية ضمن رحلة «رؤية 2030».

وتتوافق الأرقام مع البيان التمهيدي لميزانية العام المقبل الذي كان وزارة المالية قد أصدرته في سبتمبر (أيلول) الماضي.