إبراهيموفيتش... لاعب موهوب يبحث دائماً عن مجده الشخصي

انتقاد لاعب ميلان لرياضيين يدافعون عن قضايا إنسانية يؤكد أنه لم يعرف بعد القيمة الحقيقية للرياضة

يقدم إبراهيموفيتش أداء ممتازاً مع ميلان  هذا الموسم (أ.ف.ب)
يقدم إبراهيموفيتش أداء ممتازاً مع ميلان هذا الموسم (أ.ف.ب)
TT

إبراهيموفيتش... لاعب موهوب يبحث دائماً عن مجده الشخصي

يقدم إبراهيموفيتش أداء ممتازاً مع ميلان  هذا الموسم (أ.ف.ب)
يقدم إبراهيموفيتش أداء ممتازاً مع ميلان هذا الموسم (أ.ف.ب)

يعتقد النجم السويدي زلاتان إبراهيموفيتش أنه يجب على المرء أن يلتزم بالقيام بما يجيده، وهذا هو سبب حديثه عن نفسه مرة أخرى! ربما يكون مهاجم ميلان الإيطالي فريداً من نوعه بين لاعبي النخبة في عالم كرة القدم في الوقت الحالي في هذا الصدد، رغم المجهود الهائل الذي يبذله داخل المستطيل الأخضر، لكن ربما تكون أبرز حلقات مسيرته الكروية التي لا تنسى تتمثل في تصريحاته الشخصية! وربما تكون أكبر إشادة يمكن أن تقولها بحق إبراهيموفيتش كلاعب كرة قدم هي أنه في بعض الأوقات يكون جيداً حقاً كما يقول!
من المؤكد أننا لا ننسى ذلك الهدف الشهير الذي أحرزه بمجهود فردي رائع عندما كان يلعب بقميص أياكس أمستردام الهولندي قبل 17 عاماً، كما لا ننسى تلك اللقطة التي تلاعب فيها باللاعب الإنجليزي ريان شوكروس في إحدى المباريات الدولية، ولا ننسى كذلك الهدف الذي سجله في الشباك الخالية في أول ظهور له مع لوس أنجليس غالاكسي الأميركي. من المؤكد ومن الواضح للجميع أن النجم السويدي يمتلك قدرات وإمكانيات هائلة كلاعب كرة قدم من العيار الثقيل، لكن من المؤكد أيضاً أنه يركز دائماً على هدف واحد وهو الإدلاء بتصريحات استفزازية عن نفسه، وهي النقطة التي يتفوق فيها على الجميع ولا ينافسه فيها أي شخص آخر!
وجاء أحدث تلك التصريحات مؤخراً، عندما سُئل إبراهيموفيتش في مقابلة صحافية عن رأيه في نجم كرة السلة الأميركية ليبرون جيمس، حيث رد النجم السويدي قائلاً: «لا أحب عندما يصل الناس إلى مكانة معينة أن يمارسوا السياسة والرياضة في الوقت نفسه. افعل ما تجيده، واعمل في المجال الذي تتفوق فيه. أنا ألعب كرة القدم لأنني الأفضل في لعب كرة القدم. أنا لا أشتغل بالسياسة». ورفض ليبرون جيمس الانتقادات التي وجهها له إبراهيموفيتش، بسبب أنشطته السياسية والاجتماعية. وكان إبراهيموفيتش قد قال في تصريحات لقناة «ديسكفري» التلفزيونية قبل أيام إن ليبرون جيمس لاعب لوس أنجليس ليكرز وغيره من الرياضيين الذين لهم أنشطة مماثلة، عليهم أن يكرسوا أنفسهم لرياضاتهم.
ولكن ليبرون جيمس الذي اعتلى منصة التتويج بدوري السلة الأميركي أربع مرات في مسيرته، قال: «لن أصمت أبداً بشأن الأشياء الخاطئة». وأضاف: «أتحدث عن شعبي وعن المساواة والعدالة الاجتماعية والعنصرية وقمع الناخبين... لا يمكن أن ألتزم بالرياضة فقط، لأنني أدرك أهمية هذه المنصة ومدى قوة صوتي من خلالها».
ووصف إبراهيموفيتش النجم جيمس بأنه «استثنائي فيما يفعله»، لكنه أضاف: «افعل ما تجيده. أعمل في الفئة التي تنتمي لها. ألعب كرة القدم لأنني أفضل في لعب كرة القدم، ولست سياسيا. ولو كنت سياسيا، لكنت قد انخرطت في السياسة». وتابع إبراهيموفيتش: «هذا هو أول خطأ يرتكبه المشاهير عندما يكتسبون الشهرة ويصلون إلى وضع معين. بالنسبة لي، من الأفضل تجنب موضوعات معينة والقيام بما تجيده، وإلا لا تستقيم الأمور». لكن ليبرون جيمس أشار أيضاً إلى أن إبراهيموفيتش، المولود لأبوين من البوسنة وكرواتيا، كان قد اشتكى من العنصرية في السويد قبل أعوام، بسبب أصوله.
لكن يتعين على إبراهيموفيتش أن يعلم أن الرياضة والسياسة متشابكتان مع بعضهما البعض. ودائماً ما كانت الرياضة، منذ أيامها الأولى، وسيلة للسيطرة وسفينة للتغيير وتعبيراً عن القوة وتعبيراً عن المقاومة. ومن ماركوس راشفورد إلى كولين كابيرنيك إلى نعومي أوساكا إلى ليبرون جيمس نفسه، نادراً ما كانت فكرة الناشط الرياضي مترسخة بعمق في ثقافتنا. نحن نعرف هذا الأمر جيداً، كما يعرفه إبراهيموفيتش نفسه، لأنه سبق أن وصف الملاكم العظيم محمد علي بأنه الرياضي المفضل بالنسبة له على الإطلاق، نظراً «لما فعله داخل الحلبة وخارجها». ولذا، ربما يكون هذا ببساطة هو السبب الذي يجعل زلاتان إبراهيموفيتش يعمل على بناء علامته التجارية الخاصة ويصور نفسه دائماً على أنه الرياضي الموهوب الذي يقول تصريحات تثير الجدل ويتذكرها الجميع. ومع ذلك، إذا قرأت ما بين السطور، سوف تدرك على الفور أن توقيت تصريحات إبراهيموفيتش والهدف منها ليسا من قبيل الصدفة.
وبالتالي، فإن السؤال الذي يجب طرحه الآن هو: لماذا اتخذ إبراهيموفيتش هذا الموقف؟ ولماذا الآن؟ ربما تكون الإجابة على السؤال الأول هي الأسهل. فمنذ نشأته في مالمو، يسعى زلاتان دائماً لتحقيق المجد الشخصي، سواء كان ذلك في صورة القوة أو الأهداف التي يسجلها أو السمعة التي يصنعها لنفسه أو الجوائز التي يحصل عليها أو الثروة. وبينما يشق إبراهيموفيتش طريقه في كرة القدم الأوروبية، فإنه يسعى دائماً لتصوير نفسه على أنه الرجل الذي يصنع مصيره بنفسه من خلال إيمانه الشديد بنفسه وبتفانيه في العمل. لقد قال ذات مرة في مقابلة مع هذه الصحيفة: «إذا كنت تؤمن بنفسك فستنجح لا محالة، فكل شيء يعتمد عليك».
وهكذا فإن الأهداف الرائعة التي يحرزها، وتعليقاته المثيرة للجدل حول كرة القدم النسائية، وصفعه للخصوم، والقدرة على الاستمرار في تقديم مستويات جيدة رغم وصوله إلى التاسعة والثلاثين من عمره، كل هذا يأتي حقاً من المكان نفسه ويؤكد على حق الفرد في فعل أي شيء يريده. وعندما كان إبراهيموفيتش يلعب بقميص باريس سان جيرمان، برر راتبه البالغ 250 ألف جنيه إسترليني أسبوعياً على أن «السوق هي من تحدد السعر»، واشتكى من معدل الضريبة في فرنسا على أصحاب الدخول المرتفعة.
وسواء اتفقنا أو اختلفنا مع ما يقوم به إبراهيموفيتش، فإن الحقيقة هي أن ما يقوم به عبارة عن مسألة سياسية بالفطرة. وعلى النقيض من ذلك، فإن النضال من أجل حقوق السود مثلا هو حركة اجتماعية واسعة وعالمية بدون مقياس واضح للنصر، وبالتالي لا يمكن لشخص مثل إبراهيموفيتش أن يصور نفسه على أنه بطل الرواية المنتصر في قضية كهذه. لكن هذا لا يعني أنه معادٍ لهذه القضية.
وبصفته معارضاً صريحاً للجوع العالمي، وكضحية للعنصرية عندما كان طفلاً، كان بإمكانه أن يلعب دوراً أكبر وأكثر بروزاً في مكافحة العنصرية وأن يتحدث عن هذه القضية على الملأ. لكن القيام بذلك كان سيتطلب منه أن يكون جزءاً من شيء أكبر وأكثر أهمية منه، ومن غير الواضح تماماً ما إذا كان يعتقد أن هناك شيئاً أكبر منه أم لا!
ومع اقترابه من سن الأربعين، يرى إبراهيموفيتش أبطالاً جدداً يظهرون من حوله، مثل النجم البلجيكي روميلو لوكاكو الذي أعلن عن نفسه بصفته «الملك الجديد» لميلانو. وفي جميع أنحاء العالم، يستغل الرياضيون شهرتهم لتسليط الضوء على الظلم والدعوة للتغيير. لقد تغيرت اللعبة، وتغيرت القواعد المنظمة لها، وبالتالي ينبغي أن تتغير فكرتنا عن الشكل الذي يجب أن يبدو عليه النجم الرياضي وما الذي يجب أن يفعله. ويجب أن نعرف أن العظمة الحقيقية - والإرث الذي لا يمكن المساس به والذي لطالما كان إبراهيموفيتش يطمح إليه - يأتي وفق مجموعة مختلفة من الظروف. ولذا، ربما عندما يرى إبراهيموفيتش رياضيين من أمثال ليبرون جيمس وستيف كاري والطبقة الجديدة من الرياضيين الناشطين، فإنه يرى شيئاً آخر يتمثل في المسار الذي لم يسلكه هو، وهذا النوع من العظمة الرياضية التي لم يصل إليها، رغم كل ما حققه في عالم كرة القدم!


مقالات ذات صلة

مورينيو يزرع جهاز تسجيل للحكم خلال تعادل روما

الرياضة مورينيو يزرع جهاز تسجيل للحكم خلال تعادل روما

مورينيو يزرع جهاز تسجيل للحكم خلال تعادل روما

استعان جوزيه مورينيو مدرب روما بفكرة مستوحاة من روايات الجاسوسية حين وضع جهاز تسجيل على خط جانبي للملعب خلال التعادل 1 - 1 في مونزا بدوري الدرجة الأولى الإيطالي لكرة القدم أمس الأربعاء، مبررا تصرفه بمحاولة حماية نفسه من الحكام. وهاجم مورينيو، المعروف بصدامه مع الحكام دائما، دانييلي كيفي بعد المباراة، قائلا إن الحكم البالغ من العمر 38 عاما «أسوأ حكم قابله على الإطلاق». وقال المدرب البرتغالي «لست غبيا، اليوم ذهبت إلى المباراة ومعي مكبر صوت، سجلت كل شيء، منذ لحظة تركي غرفة الملابس إلى لحظة عودتي، أردت حماية نفسي».

«الشرق الأوسط» (روما)
الرياضة نابولي يؤجل فرصة التتويج بالدوري الإيطالي بنقطة ساليرنيتانا

نابولي يؤجل فرصة التتويج بالدوري الإيطالي بنقطة ساليرنيتانا

أهدر نابولي فرصة حسم تتويجه بلقب الدوري الإيطالي لكرة القدم للمرة الأولى منذ 33 عاماً، بتعادله مع ضيفه ساليرنيتانا 1 - 1 في منافسات المرحلة الثانية والثلاثين، الأحد، رغم خسارة مطارده لاتسيو على أرض إنتر 1 - 3. واحتاج نابولي الذي يحلّق في صدارة جدول ترتيب الدوري إلى الفوز بعد خسارة مطارده المباشر، ليحقق لقبه الثالث في «سيري أ» قبل 6 مراحل من اختتام الموسم. لكن تسديدة رائعة من لاعب ساليرنيتانا، السنغالي بولاي ديا، في الشباك (84)، أجّلت تتويج نابولي الذي كان متقدماً بهدف الأوروغوياني ماتياس أوليفيرا (62). ولم يُبدِ مدرب نابولي، لوتشيانو سباليتي، قلقاً كبيراً بعد التعادل قائلاً: «يشعر (اللاعبون) ب

«الشرق الأوسط» (نابولي)
الرياضة إرجاء مباراة نابولي وساليرنيتانا إلى الأحد لدواعٍ أمنية

إرجاء مباراة نابولي وساليرنيتانا إلى الأحد لدواعٍ أمنية

أُرجئت المباراة المقررة السبت بين نابولي المتصدر، وجاره ساليرنيتانيا في المرحلة الثانية والثلاثين من الدوري الإيطالي لكرة القدم إلى الأحد، الساعة 3 بعد الظهر بالتوقيت المحلي (13:00 ت غ) لدواعٍ أمنية، وفق ما أكدت رابطة الدوري الجمعة. وسبق لصحيفة «كورييري ديلو سبورت» أن كشفت، الخميس، عن إرجاء المباراة الحاسمة التي قد تمنح نابولي لقبه الأول في الدوري منذ 1990. ويحتاج نابولي إلى الفوز بالمباراة شرط عدم تغلب ملاحقه لاتسيو على مضيفه إنتر في «سان سيرو»، كي يحسم اللقب قبل ست مراحل على ختام الموسم. وكان من المفترض أن تقام مباراة نابولي وساليرنيتانا، السبت، في الساعة 3 بالتوقيت المحلي (الواحدة ظهراً بتو

«الشرق الأوسط» (نابولي)
الرياضة نابولي لوضع حد لصيام دام ثلاثة عقود عن التتويج بلقب الدوري الإيطالي

نابولي لوضع حد لصيام دام ثلاثة عقود عن التتويج بلقب الدوري الإيطالي

بدأت جماهير نابولي العد التنازلي ليوم منشود سيضع حداً لصيام دام ثلاثة عقود عن التتويج في الدوري الإيطالي في كرة القدم، إذ يخوض الفريق الجنوبي مواجهة ساليرنيتانا غدا السبت وهو قادر على حسم الـ«سكوديتو» حسابياً. وسيحصل نابولي الذي يتصدر الدوري متقدماً بفارق 17 نقطة عن أقرب مطارديه لاتسيو (78 مقابل 61)، وذلك قبل سبع مراحل من نهاية الموسم، على فرصته الأولى لحسم لقبه الثالث في تاريخه. ويتوجب على نابولي الفوز على ساليرنيتانا، صاحب المركز الرابع عشر، غدا السبت خلال منافسات المرحلة 32، على أمل ألا يفوز لاتسيو في اليوم التالي في سان سيرو في دار إنتر ميلان السادس.

«الشرق الأوسط» (روما)
الرياضة كأس إيطاليا: مواجهة بين إنتر ويوفنتوس في خضم جدل بسبب العنصرية

كأس إيطاليا: مواجهة بين إنتر ويوفنتوس في خضم جدل بسبب العنصرية

سيكون إياب نصف نهائي كأس إيطاليا في كرة القدم بين إنتر وضيفه يوفنتوس، الأربعاء، بطعم المباراة النهائية بعد تعادلهما ذهاباً بهدف لمثله، وفي خضمّ أزمة عنوانها العنصرية. ولا يزال يوفنتوس يمني نفسه بالثأر من إنتر الذي حرمه التتويج بلقب المسابقة العام الماضي عندما تغلب عليه 4 - 2 في المباراة النهائية قبل أن يسقطه في الكأس السوبر 2 - 1. وتبقى مسابقة الكأس المنقذ الوحيد لموسم الفريقين الحالي على الأقل محلياً، في ظل خروجهما من سباق الفوز بلقب الدوري المهيمن عليه نابولي المغرّد خارج السرب. لكن يوفنتوس انتعش أخيراً بتعليق عقوبة حسم 15 نقطة من رصيده على خلفية فساد مالي وإداري، وبالتالي استعاد مركزه الثال

«الشرق الأوسط» (ميلانو)

المواجهات الخمس الأبرز بين إنجلترا وهولندا منذ 1988

فان باستن نجم هولندا يحتفل بثلاثيه في مرمى إنجلترا ببطولة عام 1988 (غيتي)
فان باستن نجم هولندا يحتفل بثلاثيه في مرمى إنجلترا ببطولة عام 1988 (غيتي)
TT

المواجهات الخمس الأبرز بين إنجلترا وهولندا منذ 1988

فان باستن نجم هولندا يحتفل بثلاثيه في مرمى إنجلترا ببطولة عام 1988 (غيتي)
فان باستن نجم هولندا يحتفل بثلاثيه في مرمى إنجلترا ببطولة عام 1988 (غيتي)

عندما يتنافس منتخبا إنجلترا وهولندا، اليوم، في نصف نهائي كأس أوروبا 2024 المقامة حالياً في ألمانيا، سيستعيد الفريقان ذكريات المواجهات السابقة بينهما، التي على الرغم من قلتها فإنها تركت بصمة على البطولة القارية.

في نسخة كأس أوروبا 1988، البطولة الكبرى الوحيدة التي أحرزها المنتخب الهولندي عندما تألق ماركو فان باستن، وسجّل الهدف التاريخي في النهائي ضد الاتحاد السوفياتي، شهدت هذه البطولة القارية أيضاً نقطة سوداء في سجل المنتخب الإنجليزي حين خسر مبارياته الثلاث، وذلك حدث له للمرّة الأولى في تاريخه. وكان من بين تلك الهزائم السقوط المدوي أمام هولندا 1 - 3 بفضل «هاتريك» لفان باستن.

وفي مونديال 1990 في إيطاليا أوقعت القرعة المنتخبين مجدداً في مجموعة واحدة. وُجد عديد من لاعبي المنتخبين الذين شاركوا في المواجهة القارية عام 1988 على أرضية الملعب في كالياري، بينهما مدرب هولندا الحالي رونالد كومان. دخل المنتخبان المباراة في الجولة الثانية على وقع تعادلهما في الأولى، إنجلترا مع جارتها جمهورية آيرلندا، وهولندا مع مصر. ونجح دفاع إنجلترا في مراقبة فان باستن جيداً، لتنتهي المباراة بالتعادل السلبي قبل أن تحسم إنجلترا صدارة المجموعة في الجولة الثالثة وتكتفي هولندا بالمركز الثالث لتلتقي ألمانيا الغربية في ثُمن النهائي وتخرج على يدها.

وبعد أن غابت إنجلترا عن كأس العالم في بطولتي 1974 و1978، كانت هولندا أيضاً سبباً في عدم تأهل «الأسود الثلاثة» إلى مونديال الولايات المتحدة عام 1994.

خاضت إنجلترا بقيادة المدرب غراهام تايلور تصفيات سيئة، حيث حصدت نقطة واحدة من مواجهتين ضد النرويج المغمورة ذهاباً وإياباً. وفي المواجهتين الحاسمتين ضد هولندا، أهدر المنتخب الإنجليزي تقدّمه 2 - 0 على ملعب «ويمبلي» قبل أن يتوجّه إلى روتردام لخوض مباراة الإياب في الجولة قبل الأخيرة من التصفيات ليخسر 0 - 2 لتنتزع هولندا بطاقة التأهل على حساب إنجلترا. واستقال تايلور من منصبه، في حين بلغت هولندا رُبع نهائي المونديال وخرجت على يد البرازيل.

وفي كأس أوروبا التي استضافتها إنجلترا عام 1996 التقى المنتخبان مجدداً، وحصد كل منهما 4 نقاط من أول مباراتين بدور المجموعات قبل لقائهما في الجولة الثالثة على ملعب «ويمبلي»، الذي ثأرت فيه إنجلترا وخرجت بفوز كبير 4 - 1. وكان ضمن تشكيلة إنجلترا مدرّبها الحالي غاريث ساوثغيت. وتصدّرت إنجلترا المجموعة وحلت هولندا ثانية على حساب أسكوتلندا، وانتزعت بطاقة التأهل إلى الدور التالي. خسرت هولندا أمام فرنسا بركلات الترجيح في رُبع النهائي، في حين ودّعت إنجلترا بخسارتها أمام ألمانيا بركلات الترجيح في نصف النهائي، حيث أضاع ساوثغيت الركلة الحاسمة.

وفي المباراة الرسمية الوحيدة بين المنتخبين منذ عام 1996، في نصف نهائي النسخة الأولى من دوري الأمم الأوروبية عام 2019 بالبرتغال. كان ساوثغيت مدرّباً للمنتخب الإنجليزي، في حين كان كومان في فترته الأولى مع المنتخب الهولندي (تركه لتدريب برشلونة ثم عاد إليه).

تقدّمت إنجلترا بواسطة ركلة جزاء لماركوس راشفورد، لكن ماتيس دي ليخت عادل لهولندا ليفرض وقتاً إضافياً. تسبّب مدافع إنجلترا كايل ووكر بهدف عكسي قبل أن يمنح كوينسي بروميس الهدف الثالث لهولندا التي خرجت فائزة، قبل أن تخسر أمام البرتغال في المباراة النهائية.