ماك أليستر: اللعب أمام المدرجات الخالية أفقدني الإحساس بكرة القدم الإنجليزية

اللاعب الأرجنتيني يؤكد أن برايتون قادر على تجنب الهبوط رغم ترتيبه المتأخر في جدول الدوري

ماك أليستر واثق من تعافي برايتون رغم ترتيبه المتأخر (أ.ب)
ماك أليستر واثق من تعافي برايتون رغم ترتيبه المتأخر (أ.ب)
TT

ماك أليستر: اللعب أمام المدرجات الخالية أفقدني الإحساس بكرة القدم الإنجليزية

ماك أليستر واثق من تعافي برايتون رغم ترتيبه المتأخر (أ.ب)
ماك أليستر واثق من تعافي برايتون رغم ترتيبه المتأخر (أ.ب)

يقول نجم نادي برايتون الإنجليزي والمنتخب الأرجنتيني، أليكسيس ماك أليستر، عن إمكانية ارتدائه القميص رقم 10 مع منتخب التانغو: «يمكنني ارتداء القميص رقم 10 مع منتخب الناشئين تحت 23 عاماً، لكنني لا أريد أن أرتديه مع الفريق الأول. وآمل أن يرتدي ميسي هذا الرقم لفترة طويلة». في الحقيقة، تلخص هذه الإجابة عشق ماك أليستر، البالغ من العمر 22 عاماً، لكرة القدم، خاصة عندما نعرف أن هذا اللاعب قد انضم لصفوف بوكا جونيورز على سبيل الإعارة في عام 2019، لأن «قلبي أخبرني أنه يجب عليّ ذلك». وأشار ماك أليستر إلى أنه شعر بالخجل عندما التقى ليونيل ميسي في إحدى المباريات الدولية، كما تحدث بشغف شديد للغاية عندما تذكر اللعب على ملعب «لا بومبونيرا»، الذي يحتضن مباريات بوكا جونيورز وسط أجواء رائعة.
وقال ماك أليستر، الذي يقدم مستويات مثيرة للإعجاب مع برايتون في الأسابيع الأخيرة، وهو يشرب شاي المتة المشهور في دول أميركا الجنوبية: «ربما يكون هذا المشروب غريباً بعض الشيء بالنسبة للبلدان الأخرى، لكننا نشربه كثيراً في الأرجنتين، وأنا شخصياً أشربه كل يوم. أنا أحاول دائماً أن أحتفظ بجذوري، سواء مع أصدقائي أو من خلال متابعتي للتلفزيون الأرجنتيني. وليس من الضروري أن نكون في الصيف حتى أقيم حفل شواء، فقد أقمت حفلاً من هذا النوع منذ أسبوعين عندما كادت الثلوج أن تسقط».
ويمكن القول إن ماك أليستر قد أضفى نكهة أرجنتينية إلى نادي برايتون، الذي تعاقد معه من نادي أرجنتينوس جونيورز في يناير (كانون الثاني) 2019. ومع ذلك، كان تكيفه مع كرة القدم الإنجليزية صعباً بعض الشيء، خاصة أنه لم يتمكن من الحصول على تصريح عمل في البداية وعاد إلى أرجنتينوس جونيورز على سبيل الإعارة قبل فترة وجيزة مع اللعب لبوكا جونيورز، واضطر إلى الانتظار لمدة عام قبل الوصول إلى إنجلترا.
وشارك ماك أليستر في أول مباراة له في الدوري الإنجليزي الممتاز أمام وولفرهامبتون في السابع من مارس (آذار)، قبل أن يتفشى فيروس كورونا في بريطانيا وتبدأ فترة الإغلاق التي أدت إلى توقف النشاط الكروي. يقول ماك أليستر عن ذلك: «جاءت والدتي مع صديق آخر، ولم يتمكنا من العودة إلى الأرجنتين، ومكثا هنا لمدة نحو شهرين. كان الأمر صعباً خلال تلك الفترة، لأنني كنت أرغب في اللعب. لم ألعب حتى الآن في ظل حضور جماهيري، وبالتالي ربما لم أشعر بكرة القدم الإنجليزية، التي تتميز بالحماس الجماهيري الشديد. لقد كان الأمر صعباً من الناحية الذهنية، لأنني لم أكن أتدرب، لكنني سعيد لوجودي هنا، وأحب المدينة».
وكان ماك أليستر يشاهد مباريات الدوري الإنجليزي الممتاز عندما كان يعيش في بوينس آيرس، وكان يهتم خصيصاً بمتابعة كارلوس تيفيز وسيرجيو أغويرو في مانشستر سيتي. يقول عن ذلك: «كنت أعرف أن أصعب جزء في التكيف على كرة القدم الإنجليزية هو الناحية البدنية، وهو الأمر الذي كان يقلقني. لقد عملت بقوة على تعلم اللغة الإنجليزية وعلى تحسين قدراتي البدنية. لا يوجد الكثير من اللاعبين الذين جاءوا مباشرة من الأرجنتين إلى إنجلترا، فالفرق كبير بين البلدين، وقد شعرت بذلك».
في الواقع، لم يكن الأمر سهلاً بالنسبة لماك أليستر، الذي تم استبداله بين شوطي المباراة التي خسرها برايتون أمام وست بروميتش ألبيون في المرحلة السادسة والعشرين. ورغم أنه ساعد برايتون على تجنب الهبوط من الدوري الإنجليزي الممتاز الموسم الماضي، فإنه بدأ هذا الموسم بشكل بطيء نسبياً، خاصة أنه أصيب بفيروس كورونا في نوفمبر (تشرين الثاني) الماضي، ولم يكن يشارك بشكل منتظم في التشكيلة الأساسية للفريق، وفكر في الخروج على سبيل الإعارة مرة أخرى قبل أن يحصل على فرصة المشاركة في المباراة التي خسرها فريقه أمام مانشستر سيتي في يناير. يقول اللاعب الأرجنتيني الشاب عن ذلك: «المدير الفني (غراهام بوتر) يثق بقدراتي، وأشعر بالسعادة لأنني أشارك في عدد أكبر من المباريات».
ويجب التأكيد على أن كرة القدم تجري في دماء ماك أليستر، حيث كان والده، كارلوس، يلعب كظهير أيسر ولعب إلى جانب أسطورة كرة القدم الأرجنتينية والعالمية دييغو أرماندو مارادونا مع منتخب الأرجنتين. كما لعب عمه، باتريشيو، كرة القدم على المستوى الاحترافي، ويلعب شقيقاه، فرانسيس وكيفن، مع ناديي تاليريس وأرجنتينوس جونيورز على التوالي. وما زال ماك أليستر، الذي يمكنه تمثيل منتخب الأرجنتين في كأس أمم أميركا الجنوبية (كوبا أميركا) ودورة الألعاب الأولمبية هذا الصيف، يحتفظ بكرة كان يلعب بها وهو صغير. فعندما كان في الخامسة من عمره، ذهب مع أشقائه إلى أكاديمية «كلوب سوشيال بارك» الشهيرة في بوينس آيرس، ويقول عن ذلك: «العديد من اللاعبين البارزين لعبوا في هذه الأكاديمية، مثل تيفيز، واستيبان كامبياسو، وخوان رومان ريكيلمي. لقد كنت طفلاً آنذاك، لكنني تعلمت الكثير».
لقد نضج ماك أليستر بشكل واضح بعد انتقاله إلى بوكا جونيورز، حيث قدم مستويات جيدة للغاية مع الفريق الذي يشجعه منذ نعومة أظافره، وهو الأمر الذي لفت انتباه المدير الفني لمنتخب الأرجنتين، ليونيل سكالوني، الذي استدعاه لقائمة راقصي التانغو في أغسطس (آب) 2019. لقد عشق جمهور بوكا جونيورز ماك أليستر. ولعب ماك أليستر إلى جانب كارلوس تيفيز، الذي حدثه كثيراً عن كرة القدم الإنجليزية، وسجل في أول مباراة له ضد أتلتيكو بارانينس في كأس كوبا ليبرتادوريس. لكنه أصيب بخيبة الأمل عندما خسر بوكا جونيورز في الدور نصف النهائي أمام غريمه التقليدي ريفر بليت. يقول ماك أليستر: «مباراة بوكا جونيورز وريفر بليت تشبه نهاية العالم، فإذا خسرت فأنت الأسوأ على الإطلاق، وإذا فزت فأنت الأفضل بلا شك!».
ولم يشهد ماك أليستر أجواء مشابهة في إنجلترا، لكنه تذوق طعم الهزيمة في مباراة الديربي عندما خسر برايتون أمام كريستال بالاس في المرحلة الخامسة والعشرين. لقد استحوذ برايتون على مجريات اللعب تماماً، لكن من الواضح أن الفريق كان يفتقر إلى اللمسة الأخيرة أمام المرمى. وبعد الهزيمة من ليستر في المرحلة السابعة والعشرين وفوز فولهام على ليفربول أصبح برايتون يبتعد عن المراكز المؤدية للهبوط لدوري الدرجة الأولى بفارق الأهداف فقط. ويؤكد اللاعب الأرجنتيني أن هناك ثقة تامة بالمدير الفني غراهام بوتر، قائلاً: «إنه موهوب للغاية. نحن في وضع سيئ، لكن يمكننا تحقيق أشياء كبيرة. إن برايتون قادر على تجنب الهبوط رغم ترتيبه المتأخر في جدول الدوري».
ودائماً ما كان ماك أليستر على قدر التحدي. لقد كان يتعرض للركل عندما كان مراهقاً في أرجنتينوس جونيورز، لكنه رد بقوة وساعد الفريق على الصعود للدوري الأرجنتيني الممتاز. والآن، يواجه النجم الأرجنتيني ضغوطاً كبيرة لمساعدة برايتون على البقاء في الدوري الإنجليزي الممتاز، لكنه يتحلّى بنفس الروح القتالية التي يتحلّى بها مواطنه كارلوس تيفيز، الذي يقول عنه: «لديه علاقة جيدة للغاية بالشعب الأرجنتيني، لأنه يلعب بقلبه. لقد جاء من منطقة فقيرة وحقق أشياء كثيرة، وهو مثال يحتذي به جميع اللاعبين».


مقالات ذات صلة

بعد 3 هزائم متتالية... هل مانشستر سيتي في أزمة؟

رياضة عالمية لا يمكن الهروب من حقيقة أن السيتي خسر ثلاث مرات خلال الأسبوع الماضي (أ.ب)

بعد 3 هزائم متتالية... هل مانشستر سيتي في أزمة؟

بعد هزيمة مانشستر سيتي أمام سبورتينغ لشبونة بنتيجة 4 - 1 مساء الثلاثاء قال برناردو سيلفا إن فريقه «في مكان مظلم» على الرغم من أن بيب غوارديولا لم يوافقه الرأي

The Athletic (لشبونة)
رياضة عالمية تشابي ألونسو (رويترز)

ألونسو: علينا أن نتعلّم من الخسارة الكبيرة أمام ليفربول

قال تشابي ألونسو، المدير الفني لفريق باير ليفركوزن الألماني لكرة القدم، إن فريقه سيتعلّم من الخسارة الكبيرة صفر-4 التي تعرّض لها الفريق أمام ليفربول.

«الشرق الأوسط» (ليفربول)
رياضة عالمية بنجامين ميندي (أ.ف.ب)

الفرنسي ميندي يربح جزئياً قضية مستحقات لدى مانشستر سيتي

حقق المُدافع السابق لمانشستر سيتي بنجامين ميندي، اليوم الأربعاء، انتصاراً جزئياً في قضيته ضد النادي المنافس بالدوري الإنجليزي الممتاز لكرة القدم.

«الشرق الأوسط» (لندن)
رياضة عالمية أرني سلوت (إ.ب.أ)

سلوت: العمل الجاد سر تألق ليفربول هذا الموسم

ربما يجعل فريق ليفربول الإنجليزي لكرة القدم الأمور تبدو سهلة، بعدما حقق انتصاره الرابع عشر في 16 مباراة.

«الشرق الأوسط» (لندن)
رياضة عالمية أموريم عالياً بعد الفوز على سيتي (أ.ب)

أموريم يرسم البسمة على وجوه مشجعي سبورتنغ ويونايتد

في حين رفع لاعبو سبورتنغ مدربهم أموريم عالياً بعد الفوز الكبير على مانشستر سيتي بدوري أبطال أوروبا الثلاثاء، ارتسمت على محيا مشجعي مانشستر يونايتد ابتسامة عريضة

«الشرق الأوسط» (لشبونة)

«مخاوف أمنية» تهدد بنقل المباريات الآسيوية إلى خارج إيران

ملعب الاستقلال في طهران سيستضيف مباراة النصر المقررة 22 اكتوبر المقبل (الشرق الأوسط)
ملعب الاستقلال في طهران سيستضيف مباراة النصر المقررة 22 اكتوبر المقبل (الشرق الأوسط)
TT

«مخاوف أمنية» تهدد بنقل المباريات الآسيوية إلى خارج إيران

ملعب الاستقلال في طهران سيستضيف مباراة النصر المقررة 22 اكتوبر المقبل (الشرق الأوسط)
ملعب الاستقلال في طهران سيستضيف مباراة النصر المقررة 22 اكتوبر المقبل (الشرق الأوسط)

كشفت مصادر مطلعة لـ«الشرق الأوسط»، الأربعاء، عن فتح الاتحاد الآسيوي لكرة القدم ملفاً طارئاً لمتابعة الوضع الحالي المتعلق بالمباريات التي ستقام في إيران في الفترة المقبلة، وذلك بسبب الأحداث الأخيرة التي شهدتها المنطقة.

ويتابع الاتحاد الآسيوي، الأمر من كثب لتحديد مصير المباريات الآسيوية سواء المتعلقة بالمنتخب الإيراني أو الأندية المحلية في بطولات آسيا المختلفة.

ومن المتوقع أن يصدر الاتحاد الآسيوي بياناً رسمياً خلال الأيام القليلة المقبلة بشأن هذا الموضوع، لتوضيح الوضع الراهن والموقف النهائي من إقامة المباريات في إيران.

وحاولت «الشرق الأوسط» الاتصال بالاتحاد الآسيوي للرد على السيناريوهات المتوقعة لكنه لم يرد.

وفي هذا السياق، يترقب نادي النصر السعودي موقف الاتحاد الآسيوي بشأن مصير مباراته مع فريق استقلال طهران الإيراني، التي من المقرر إقامتها في إيران ضمن منافسات الجولة الثالثة من دور المجموعات في دوري أبطال آسيا النخبة.

ومن المقرر أن تقام مباراة النصر الثالثة أمام نادي الاستقلال في معقله بالعاصمة الإيرانية طهران في الثاني والعشرين من الشهر الحالي فيما سيستضيف باختاكور الأوزبكي في 25 من الشهر المقبل.

ومن حسن حظ ناديي الهلال والأهلي أن مباراتيهما أمام الاستقلال الإيراني ستكونان في الرياض وجدة يومي 4 نوفمبر (تشرين الثاني) و2 ديسمبر (كانون الأول) المقبلين كما سيواجه الغرافة القطري مأزقاً أيضاً حينما يواجه بيرسبوليس الإيراني في طهران يوم 4 نوفمبر المقبل كما سيستضيف النصر السعودي يوم 17 فبراير (شباط) من العام المقبل في طهران.

وتبدو مباراة إيران وقطر ضمن تصفيات الجولة الثالثة من تصفيات آسيا المؤهلة لكأس العالم 2026 المقررة في طهران مهددة بالنقل في حال قرر الاتحاد الدولي لكرة القدم باعتباره المسؤول عن التصفيات نقلها لمخاوف أمنية بسبب هجمات الصواريخ المضادة بين إسرائيل وإيران وسيلتقي المنتخبان الإيراني والقطري في منتصف الشهر الحالي.

ويدور الجدل حول إمكانية إقامة المباراة في إيران أو نقلها إلى أرض محايدة، وذلك بناءً على المستجدات الأمنية والرياضية التي تتابعها لجنة الطوارئ في الاتحاد الآسيوي لكرة القدم.

في الوقت ذاته، علمت مصادر «الشرق الأوسط» أن الطاقم التحكيمي المكلف بإدارة مباراة تركتور سازي تبريز الإيراني ونظيره موهون بوغان الهندي، التي كان من المفترض أن تقام أمس (الأربعاء)، ضمن مباريات دوري آسيا 2 لا يزال عالقاً في إيران بسبب توقف حركة الطيران في البلاد.

الاتحاد الآسيوي يراقب الأوضاع في المنطقة (الاتحاد الآسيوي)

الاتحاد الآسيوي يعمل بجهد لإخراج الطاقم التحكيمي من الأراضي الإيرانية بعد تعثر محاولات السفر بسبب الوضع الأمني.

وكان الاتحاد الآسيوي لكرة القدم قد ذكر، الثلاثاء، أن فريق موهون باجان سوبر جاينت الهندي لن يسافر إلى إيران لخوض مباراته أمام تراكتور في دوري أبطال آسيا 2 لكرة القدم، بسبب مخاوف أمنية في المنطقة.

وكان من المقرر أن يلتقي الفريق الهندي مع تراكتور الإيراني في استاد ياديجار إمام في تبريز ضمن المجموعة الأولى أمس (الأربعاء).

وقال الاتحاد الآسيوي عبر موقعه الرسمي: «ستتم إحالة الأمر إلى اللجان المختصة في الاتحاد الآسيوي لكرة القدم؛ حيث سيتم الإعلان عن تحديثات إضافية حول هذا الأمر في الوقت المناسب».

وذكرت وسائل إعلام هندية أن الفريق قد يواجه غرامة مالية وربما المنع من المشاركة في دوري أبطال آسيا 2. وذكرت تقارير أن اللاعبين والمدربين أبدوا مخاوفهم بشأن الجوانب الأمنية.

وأطلقت إيران وابلاً من الصواريخ الباليستية على إسرائيل، الثلاثاء، ثأراً من حملة إسرائيل على جماعة «حزب الله» المتحالفة مع طهران، وتوعدت إسرائيل بالرد على الهجوم الصاروخي خلال الأيام المقبلة.

وكان الاتحاد الآسيوي لكرة القدم، قد أعلن في سبتمبر (أيلول) 2023 الماضي، أن جميع المباريات بين المنتخبات الوطنية والأندية التابعة للاتحادين السعودي والإيراني لكرة القدم، ستقام على أساس نظام الذهاب والإياب بدلاً من نظام الملاعب المحايدة الذي بدأ عام 2016 واستمر حتى النسخة الماضية من دوري أبطال آسيا.