السودان يلاحق وزراء سابقين بتهم قتل وفساد

إحدى جلسات محاكمة البشير وأركان نظامه في الخرطوم في يناير الماضي (أ.ف.ب)
إحدى جلسات محاكمة البشير وأركان نظامه في الخرطوم في يناير الماضي (أ.ف.ب)
TT

السودان يلاحق وزراء سابقين بتهم قتل وفساد

إحدى جلسات محاكمة البشير وأركان نظامه في الخرطوم في يناير الماضي (أ.ف.ب)
إحدى جلسات محاكمة البشير وأركان نظامه في الخرطوم في يناير الماضي (أ.ف.ب)

أعلنت النيابة العامة السودانية ملاحقة مجموعة جديدة من مسؤولي نظام الرئيس المعزول عمر البشير باتهامات تتنوع بين القتل والفساد والتعذيب، بينهم وزراء سابقون أحدهم الأمين العام السابق لـ«الحركة الإسلامية» التي شكلت عماد النظام.
وقالت النيابة العامة إنها أحالت 5 قضايا قتل في مدينة عطبرة على يد أمن نظام البشير، أثناء الاحتجاجات التي شهدتها المدينة خلال الانتفاضة التي أدت إلى إطاحة النظام، مشيرة إلى أن الجهاز القضائي حدد مواعيد جلسات المحاكمة.
كما أعلنت اكتمال التحريات في واقعة قتل تحت التعذيب أثناء احتجاز الضحية بواسطة قوات الدعم السريع في ديسمبر (كانون الأول) الماضي، وأوضحت أن البلاغ سيحال للجهاز القضائي خلال أيام. وكشفت عن تسلم النائب العام تاج السر علي الحبر تقارير الطب العدلي التي أعقبت عمليات النبش والتشريح لـ«شهداء كجبار»، وبناء على تلك التقارير دونت النيابة البلاغ تحت مواد تهمتي الاشتراك الجنائي والقتل العمد.
وقتلت قوات الأمن التابعة لنظام البشير بالرصاص في منطقة كجبار بشمال السودان في 2007 أربعة أشخاص أثناء مشاركتهم في مسيرة سلمية تندد ببناء سد كجبار الذي كان يهدد مناطقهم بالغرق.
وقال البيان إن النائب العام تسلم من الطب العدلي تقارير تشريح جثامين مجهولين عثر عليها في مشرحة بمدينة ود مدني وسط البلاد، يرجح أنهم لقوا مصرعهم إبان الثورة.
ويواجه وزيرا المالية السابقان علي محمود عبد الرسول والزبير أحمد الحسن الذي كان يشغل منصب الأمين العام لـ«الحركة الإسلامية» وآخرون، بلاغات فساد تتعلق ببيع هيئة النقل النهري الحكومية، بحسب بيان النيابة.
كما دونت النيابة بلاغ فساد بمواجهة الحسن وآخرين، على خلفية التصرف في حق هبوط الخطوط الجوية السودانية في مطار هيثرو اللندني، فضلاً عن بلاغ ضد الوزيرين عوض أحمد الجاز وعبد الحليم المتعافي وآخرين على خلفية الفساد في مصنع «سكر مشهور»، والوالي السابق الحاج عطا المنان و«بنك النيل» في بلاغ فساد يتعلق بالبنك.
وذكر التقرير أن نيابة الجرائم الموجهة ضد الدولة ومكافحة الإرهاب، دونت 34 بلاغاً تتعلق بالاتجار بالنقد الأجنبي خارج النظام المصرفي، وتزييف العملة وشبكات التزوير، صدرت أحكام قضائية بالإدانة في عدد منها، إضافة إلى عدد آخر من البلاغات تتعلق بقضايا فساد ومخالفات مالية.
ومنذ سقوط نظام البشير وتشكيل الحكومة الانتقالية، تعمل النيابة العامة على قضايا وبلاغات عدة لمحاسبة النظام على جرائمه. وأدين الرئيس المعزول في جريمة فساد، ويخضع ورفاقه للمحاكمة بتهمة تدبير الانقلاب الذي أطاح الحكومة الديمقراطية المنتخبة بقيادة رئيس الوزراء الراحل الصادق المهدي.



هوكستين: القوات الإسرائيلية ستنسحب قبل انتشار الجيش اللبناني في الجنوب

المبعوث الأميركي آموس هوكستين متحدثاً إلى الصحافة خلال زيارته لبيروت الأسبوع الماضي (أ.ف.ب)
المبعوث الأميركي آموس هوكستين متحدثاً إلى الصحافة خلال زيارته لبيروت الأسبوع الماضي (أ.ف.ب)
TT

هوكستين: القوات الإسرائيلية ستنسحب قبل انتشار الجيش اللبناني في الجنوب

المبعوث الأميركي آموس هوكستين متحدثاً إلى الصحافة خلال زيارته لبيروت الأسبوع الماضي (أ.ف.ب)
المبعوث الأميركي آموس هوكستين متحدثاً إلى الصحافة خلال زيارته لبيروت الأسبوع الماضي (أ.ف.ب)

أكد المبعوث الأميركي، آموس هوكستين، الأربعاء، أن القوات الإسرائيلية ستنسحب من المناطق الجنوبية قبل انتشار الجيش اللبناني، وذلك غداة إعلان التوصل إلى اتفاق لوقف إطلاق النار بين إسرائيل و«حزب الله».

وأضاف هوكستين في تصريحات تلفزيونية لوسائل إعلام لبنانية: «(حزب الله) انتهك القرار 1701 لأكثر من عقدين وإذا انتهك القرارات مجدداً سنضع الآليات اللازمة لذلك».

وأعلن الرئيس الأميركي جو بايدن، أمس، وقفاً لإطلاق النار بين إسرائيل و«حزب الله» دخل حيّز التنفيذ في الرابعة صباحاً بالتوقيت المحلّي.

وقال رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو إن الاتفاق سيسمح لبلاده التي ستحتفظ «بحرية التحرّك» في لبنان، وفق قوله، بـ«التركيز على التهديد الإيراني»، وبـ«عزل» حركة «حماس» في قطاع غزة.

وقال الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون إن اتفاق وقف النار في لبنان يجب أن «يفتح الطريق أمام وقف للنار طال انتظاره» في غزة.

وأعلن الجيش اللبناني، اليوم، أنه بدأ نقل وحدات عسكرية إلى قطاع جنوب الليطاني، ليباشر تعزيز انتشاره في القطاع، بالتنسيق مع قوة الأمم المتحدة المؤقتة في لبنان (يونيفيل)، وذلك بعد اتفاق وقف إطلاق النار مع إسرائيل، الذي بدأ سريانه منذ ساعات.

وقال الجيش في بيان إن ذلك يأتي «استناداً إلى التزام الحكومة اللبنانية بتنفيذ القرار (1701) الصادر عن مجلس الأمن بمندرجاته كافة، والالتزامات ذات الصلة، لا سيما ما يتعلق بتعزيز انتشار الجيش والقوى الأمنية كافة في منطقة جنوب الليطاني».

وأضاف أن الوحدات العسكرية المعنية «تجري عملية انتقال من عدة مناطق إلى قطاع جنوب الليطاني؛ حيث ستتمركز في المواقع المحددة لها».

وكان رئيس الحكومة اللبنانية نجيب ميقاتي قد أعلن في وقت سابق أن لبنان سيعزز انتشار الجيش في الجنوب في إطار تنفيذ اتفاق وقف إطلاق النار.

وقال ميقاتي بعد جلسة حكومية إن مجلس الوزراء أكّد الالتزام بقراره «رقم واحد، تاريخ 11/10/2014، في شقه المتعلق بالتزام الحكومة اللبنانية تنفيذ قرار مجلس الأمن رقم 1701... بمندرجاته كافة لا سيما فيما يتعلق بتعزيز انتشار الجيش والقوى الأمنية كافة في منطقة جنوب الليطاني».

وطالب في الوقت نفسه «بالتزام العدو الإسرائيلي بقرار وقف إطلاق النار والانسحاب من كل المناطق والمواقع التي احتلها، تنفيذا للقرار 1701 كاملا».

وأرسى القرار 1701 وقفا للأعمال الحربية بين إسرائيل و«حزب الله» بعد حرب مدمّرة خاضاها في صيف 2006.

وينصّ القرار كذلك على انسحاب إسرائيل الكامل من لبنان، وتعزيز انتشار قوة الامم المتحدة الموقتة في لبنان (يونيفيل) وحصر الوجود العسكري في المنطقة الحدودية بالجيش اللبناني والقوة الدولية.وأعرب ميقاتي في الوقت نفسه عن أمله بأن تكون الهدنة «صفحة جديدة في لبنان... تؤدي إلى انتخاب رئيس جمهورية» بعد عامين من شغور المنصب في ظلّ الخلافات السياسية الحادة بين «حزب الله» حليف إيران، وخصومه السياسيين.

من جهته، دعا رئيس البرلمان اللبناني وزعيم حركة أمل نبيه بري النازحين جراء الحرب بين إسرائيل و«حزب الله»، للعودة إلى مناطقهم مع بدء سريان وقف إطلاق النار. وقال في كلمة متلفزة «أدعوكم للعودة إلى مسقط رؤوسكم الشامخة... عودوا إلى أرضكم التي لا يمكن أن تزداد شموخاً ومنعة إلا بحضوركم وعودتكم إليها».ودعا كذلك إلى «الإسراع في انتخاب رئيس للجمهورية» بعد عامين من شغور المنصب.

ومن المنتظر أن تتولى الولايات المتحدة وفرنسا فضلاً عن قوة الأمم المتحدة المؤقتة في لبنان (اليونيفيل) الإشراف على تنفيذ اتفاق وقف إطلاق النار، وقال هوكستين إن بلاده ستدعم الجيش اللبناني الذي سينتشر في المنطقة. وأكد: «سندعم الجيش اللبناني بشكل أوسع، والولايات المتحدة هي الداعم الأكبر له، وسنعمل مع المجتمع الدولي جنبا إلى جنب».