تلسكوب فضائي روسي تحت الماء لرصد «أشباح الكون»

تلسكوب فضائي روسي تحت الماء لرصد «أشباح الكون»
TT

تلسكوب فضائي روسي تحت الماء لرصد «أشباح الكون»

تلسكوب فضائي روسي تحت الماء لرصد «أشباح الكون»

انتقلت المنافسة الفضائية بين الولايات المتحدة وروسيا إلى مجال آخر، وهو الكشف عن «أشباح الكون»، والمعروفة باسم «النيوترينوات»، وهي جسيمات كونية من الصعب اكتشافها، ويعد الجليد وسيلة فعالة للقيام بذلك.
وتملك أميركا مرصداً تحت جليد القطب الجنوبي يسمى «مكعب الثلج» لرصد جسيمات النيوترينوات الشبحية، وتسعى روسيا للدخول لهذا المجال بإطلاق أحد أكبر التلسكوبات الفضائية تحت الماء في العالم للتعمق في الكون من المياه النقية لبحيرة بايكال.
و«النيوترينو»، هو نوع من الجسيمات التي تُنتج في الأجزاء الداخلية من الشمس، وفي أحداث عنيفة مثل الانفجارات النجمية في المراحل الأخيرة لحياة النجوم (السوبرنوفا)، وتستطيع اختراق كل شيء يعترض مسارها من دون أن تتأثر، وتتعرض الأرض إلى قصف متواصل منها وتقتحم المنازل، والحيوانات، وأجسام البشر، وكل شيء، وتُعرف بـ«الجسيمات الشبحية» لأنّها نادراً ما تتفاعل مع المادة، ويعد الجليد هو الوسيلة الوحيدة لكشفها، فأحياناً عندما تتصادم مع الذرات الموجودة فيه تنشأ جسيمات مشحونة تصدر بدورها إشعاعات يُمكن كشفها باستخدام الوحدات البصرية الرقمية عالية الحساسية.
وعلى غرار مرصد مكعب الثلج الأميركي الذي يملك مثل هذه الوحدات عالية الحساسية، أُطلق أول من أمس التلسكوب الروسي، الذي كان قيد الإنشاء منذ عام 2015.
يقول تقرير نشرته، وكالة الصحافة الفرنسية، إنّه تم غمر التلسكوب، الذي أطلق عليه اسم (بايكال - جي في دي) في المياه المتجمدة لبحيرة بايكال على عمق 750 - 1300 متر (2500 - 4300 قدم)، وأُنزل بعناية في المياه المتجمدة من خلال ثقب مستطيل في الجليد، وهو يتكون من خيوط ذات زجاج كروي ووحدات فولاذية مقاومة للصدأ ملحقة به.
ووفق ديمتري نعوموف من المعهد المشترك للأبحاث النووية بروسيا، فإنّ التلسكوب بحجم نصف كيلومتر مكعب، وسيتم توسيعه خلال عدة سنوات ليقيس كيلومتراً مكعباً واحداً.
ويضيف أنّ تلسكوب بايكال سوف ينافس «مكعب الثلج» الأميركي، الذي يعد أكبر كاشف للنيوترينو في نصف الكرة الشمالي، وتعد وبحيرة بايكال - أكبر بحيرة للمياه العذبة في العالم - مثالية لإيواء هذا المرصد العائم.
وبسبب العمق، فإنّ بحيرة بايكال هي البحيرة الوحيدة التي يمكن نشر التلسكوب فيها، كما يؤكد بير شويبونوف من المعهد المشترك للأبحاث النووية. ويضيف: «إلى جانب العمق، فإنّ المياه العذبة مهمة، ووضوح المياه مهم أيضاً، وحقيقة وجود غطاء جليدي لمدة شهرين إلى شهرين ونصف هو أيضاً عامل أكثر أهمية». يذكر أنّ التلسكوب هو نتيجة تعاون بين علماء من جمهورية التشيك وألمانيا وبولندا وروسيا وسلوفاكيا.


مقالات ذات صلة

الذكاء الاصطناعي نجح في إنجاز محرك صاروخي متطور في 3 أسابيع

علوم الذكاء الاصطناعي نجح في إنجاز محرك صاروخي متطور في 3 أسابيع

الذكاء الاصطناعي نجح في إنجاز محرك صاروخي متطور في 3 أسابيع

نجح الذكاء الاصطناعي في تصنيع محرك صاروخي متطور بالطباعة التجسيمية.

جيسوس دياز (واشنطن)
يوميات الشرق رسم توضيحي فني لنجم نيوتروني ينبعث منه شعاع راديوي (إم تي آي نيوز)

كشف مصدر إشارة راديو غامضة سافرت 200 مليون سنة ضوئية لتصل إلى الأرض

اكتشف علماء انفجاراً راديوياً غامضاً من الفضاء عام 2022، وقع في المجال المغناطيسي لنجم نيوتروني فائق الكثافة على بُعد 200 مليون سنة ضوئية.

«الشرق الأوسط» (لندن)
يوميات الشرق يتم رصد القمر وكوكب الزهرة في السماء فوق المجر (إ.ب.أ)

هواة مراقبة النجوم يشهدون كوكب الزهرة بجانب الهلال

يبدو أن شهر يناير (كانون الثاني) سيكون شهراً مميزاً لرؤية الظواهر السماوية النادرة.

«الشرق الأوسط» (لندن)
يوميات الشرق أجسام محترقة رصدها مستخدمو مواقع التواصل الاجتماعي جنوب السعودية

أجسام غامضة في سماء السعودية... هذا تفسيرها

تناقل رواد مواقع التواصل الاجتماعي، مساء الخميس، مقاطع فيديو لظهور ما يشبه أجسام محترقة في سماء مدينة جازان (جنوب السعودية).

جبير الأنصاري (الرياض)
يوميات الشرق عرض سماوي مبهر يحدث مرّة كل 80 عاماً (غيتي)

بعد انتظار 80 عاماً... علماء الفلك يستعدون لعرض سماوي مبهر وقصير

وتنتج هذه الظاهرة الفلكية عن التفاعل بين نجمين يدوران حول بعضهما بعضاً.

«الشرق الأوسط» (لندن)

الذكاء الصناعي قيد التحقيق والضحية المستهلك

مراجعة لسوق الذكاء الصناعي للتأكد من حماية المستهلكين (غيتي)
مراجعة لسوق الذكاء الصناعي للتأكد من حماية المستهلكين (غيتي)
TT

الذكاء الصناعي قيد التحقيق والضحية المستهلك

مراجعة لسوق الذكاء الصناعي للتأكد من حماية المستهلكين (غيتي)
مراجعة لسوق الذكاء الصناعي للتأكد من حماية المستهلكين (غيتي)

تطلق هيئة مراقبة المنافسة في المملكة المتحدة مراجعة لسوق الذكاء الصناعي للتأكد من حماية المستهلكين، حسب (بي بي سي). وسوف ينظر التحقيق في البرنامج الكامن خلف روبوتات الدردشة مثل «شات جي بي تي».
وتواجه صناعة الذكاء الصناعي التدقيق في الوتيرة التي تعمل بها على تطوير التكنولوجيا لمحاكاة السلوك البشري.
وسوف تستكشف هيئة المنافسة والأسواق ما إذا كان الذكاء الصناعي يقدم ميزة غير منصفة للشركات القادرة على تحمل تكاليف هذه التكنولوجيا.
وقالت سارة كارديل، الرئيسة التنفيذية لهيئة المنافسة والأسواق، إن ما يسمى بنماذج التأسيس مثل برنامج «شات جي بي تي» تملك القدرة على «تحويل الطريقة التي تتنافس بها الشركات فضلا عن دفع النمو الاقتصادي الكبير».
إلا أنها قالت إنه من المهم للغاية أن تكون الفوائد المحتملة «متاحة بسهولة للشركات والمستهلكين البريطانيين بينما يظل الناس محميين من قضايا مثل المعلومات الكاذبة أو المضللة». ويأتي ذلك في أعقاب المخاوف بشأن تطوير الذكاء الصناعي التوليدي للتكنولوجيا القادرة على إنتاج الصور أو النصوص التي تكاد لا يمكن تمييزها عن أعمال البشر.
وقد حذر البعض من أن أدوات مثل «شات جي بي تي» -عبارة عن روبوت للدردشة قادر على كتابة المقالات، وترميز البرمجة الحاسوبية، بل وحتى إجراء محادثات بطريقة أشبه بما يمارسه البشر- قد تؤدي في نهاية المطاف إلى إلغاء مئات الملايين من فرص العمل.
في وقت سابق من هذا الأسبوع، حذر جيفري هينتون، الذي ينظر إليه بنطاق واسع باعتباره الأب الروحي للذكاء الصناعي، من المخاطر المتزايدة الناجمة عن التطورات في هذا المجال عندما ترك منصبه في غوغل.
وقال السيد هينتون لهيئة الإذاعة البريطانية إن بعض المخاطر الناجمة عن برامج الدردشة بالذكاء الصناعي كانت «مخيفة للغاية»، وإنها قريبا سوف تتجاوز مستوى المعلومات الموجود في دماغ الإنسان.
«في الوقت الحالي، هم ليسوا أكثر ذكاء منا، على حد علمي. ولكنني أعتقد أنهم قد يبلغون ذلك المستوى قريبا». ودعت شخصيات بارزة في مجال الذكاء الصناعي، في مارس (آذار) الماضي، إلى وقف عمل أنظمة الذكاء الصناعي القوية لمدة 6 أشهر على الأقل، وسط مخاوف من التهديدات التي تشكلها.
وكان رئيس تويتر إيلون ماسك وستيف وزنياك مؤسس شركة آبل من بين الموقعين على الرسالة المفتوحة التي تحذر من تلك المخاطر، وتقول إن السباق لتطوير أنظمة الذكاء الصناعي بات خارجا عن السيطرة.