ميركل تقنع أوباما بالتمهل نحو روسيا

الرئيس الأميركي: العقوبات الاقتصادية أثرت كثيرًا على الروس.. وملتزمون بسيادة ووحدة أوكرانيا

الرئيس الأميركي باراك أوباما لدى استقباله المستشارة الألمانية أنجيلا ميركل في البيت الأبيض أمس، إذ أكد أنه لم يتخذ قرارا بعد بشأن إرسال أسلحة إلى أوكرانيا لمساعدتها في قتالها ضد الانفصاليين الموالين لروسيا (إ.ب.أ)
الرئيس الأميركي باراك أوباما لدى استقباله المستشارة الألمانية أنجيلا ميركل في البيت الأبيض أمس، إذ أكد أنه لم يتخذ قرارا بعد بشأن إرسال أسلحة إلى أوكرانيا لمساعدتها في قتالها ضد الانفصاليين الموالين لروسيا (إ.ب.أ)
TT

ميركل تقنع أوباما بالتمهل نحو روسيا

الرئيس الأميركي باراك أوباما لدى استقباله المستشارة الألمانية أنجيلا ميركل في البيت الأبيض أمس، إذ أكد أنه لم يتخذ قرارا بعد بشأن إرسال أسلحة إلى أوكرانيا لمساعدتها في قتالها ضد الانفصاليين الموالين لروسيا (إ.ب.أ)
الرئيس الأميركي باراك أوباما لدى استقباله المستشارة الألمانية أنجيلا ميركل في البيت الأبيض أمس، إذ أكد أنه لم يتخذ قرارا بعد بشأن إرسال أسلحة إلى أوكرانيا لمساعدتها في قتالها ضد الانفصاليين الموالين لروسيا (إ.ب.أ)

بينما تواصل أنجيلا ميركل، مستشارة ألمانيا، مساعيها لإنهاء القتال في شرق أوكرانيا بين الحكومة الأوكرانية والمعارضة المسلحة التي تؤيدها روسيا، وبعد أن زارت موسكو، وستزور أوكرانيا غدا، استطاعت إقناع الرئيس باراك أوباما بالتمهل قليلا قبل أن يعلن إرسال أسلحة ثقيلة إلى حكومة أوكرانيا، يتوقع أن تزيد الوضع تدهورا، وتهدد بمواجهة بين القوات الروسية وقوات حكومة أوكرانيا.
وأمس، في مؤتمر صحافي بعد محادثات استمرت ساعة ونصف ساعة في البيت الأبيض، قال الرئيس أوباما إنه لم يتخذ قرارا حول إرسال الأسلحة الثقيلة. وقالت ميركل إنها تعمل لإعطاء الروس «فرصة أخرى».
وقال أوباما إن الولايات المتحدة لا تريد مواجهة مباشرة بين القوات الأوكرانية والقوات الروسية، وإن الهدف ليس هزيمة روسيا، لكنه قال إن الولايات المتحدة ملتزمة بسيادة ووحدة أوكرانيا. وفي سؤال، أثناء المؤتمر الصحافي، إذا وضع أوباما تاريخا معينا، قال إن التاريخ المعين يعتمد على ردود فعل الروس لوساطة ميركل. وقال إن العقوبات الاقتصادية أثرت كثيرا على الروس، وإن ذلك ربما سيدفع الروس لتقليل تشددهم نحو أوكرانيا.
وقال أوباما إنه لم يتخذ قرارا بعدُ بشأن إرسال أسلحة إلى أوكرانيا لمساعدتها في قتالها ضد الانفصاليين الموالين لروسيا.
وأوضح أوباما الذي يواجه دعوات متزايدة من منتقدين داخل بلاده لتزويد الجيش الأوكراني بمزيد من الأسلحة لدعم دفاعاته المتداعية، إنه لا يزال يفكر في الخيارات. وصرح أوباما في مؤتمر صحافي مشترك مع المستشارة الألمانية أنجيلا ميركل بأن «احتمال الدفاع الفتاك هو أحد الخيارات التي يتم درسها، ولكنني لم أتخذ قرارا بشأن ذلك بعد».
وتعتقد ميركل وكثير من الدول الأوروبية أن الأسلحة لن تغير انعدام التوازن العسكري بين أوكرانيا والانفصاليين الموالين لروسيا، ولكنها ستصعد النزاع الذي خلف 5400 قتيل خلال أقل من عام. وحذر أوباما من أن الغرب لن يسمح لروسيا بإعادة ترسيم حدود أوروبا «تحت تهديد السلاح». وقالت ميركل إن العقوبات على إيران برهنت على نجاحها، وأنها تأمل أن تنجح العقوبات على روسيا.
ويختلف الأوروبيون والأميركيون، أيضا، حول إرسال قوات من حلف الناتو إلى أوكرانيا، والمغامرة بمواجهة عسكرية مع روسيا، أو الدخول في محادثات سلام، رغم أنها قد تكون غير مضمونة النتائج. وفي سؤال خلال المؤتمر الصحافي، سأل صحافي الرئيس أوباما عن ضغوط سياسية يواجهها من الداخل لتزويد الجيش الأوكراني بأسلحة ثقيلة، وخصوصا من قادة الحزب الجمهوري الذين دعا بعضهم إلى مواجهة مباشرة بين قوات من حلف الناتو وقوات المعارضة الأوكرانية، رغم احتمال أن تتطور هذه إلى مواجهة بين قوات الناتو والقوات الروسية. وقال أوباما إنه لم يتخذ قرارا نهائيا، وإن «كل الخيارات على الطاولة»، وإنه يتشاور مع مستشاريه، ومع أعضاء الكونغرس.
في الجانب الآخر، قالت ميركل في المؤتمر الصحافي، إن كثيرا من الدول الأوروبية، ومن بينها ألمانيا، تعتقد أن السلاح لن يقدر على تغيير المعادلة على الأرض بين قوات الحكومة الأوكرانية وقوات المعارضة التي تدعمها روسيا.
وإنها ستسافر من هنا لحضور قمة رباعية يوم الأربعاء غدا في مينسك بين الرئيس الروسي بوتين، والرئيس الأوكراني بترو بوروشنكو، والرئيس الفرنسي فرنسوا هولاند، وهي. وقالت ميركل إن القمة الرباعية خطط لها مسبقا، وهي المرحلة الثالثة في مراحل بدأت بوساطة ألمانية فرنسية مع الروس، ثم مشورة أميركية، ثم وساطة ألمانية فرنسية مع الروس والحكومة الأوكرانية.
وفي المؤتمر الصحافي، قللت ميركل من أهمية تصريحات بأن بوتين وضع شروطا قاسية يمكن أن تعرقل وساطتها والرئيس الفرنسي. وكان بوتين قال إنه سيتعين، قبل الاتفاق مع حكومة أوكرانيا، الاتفاق على «عدد من النقاط» تتعلق بخطة مستقبلية لأوكرانيا. ويعتقد أنه يريد حكما ذاتيا كاملا لشرق أوكرانيا، ويريد منع حكومة أوكرانيا من التقارب مع الغرب، خصوصا التقارب العسكري مع حلف الناتو.
وفي المؤتمر الصحافي، نوه الرئيس أوباما بشكوك أميركية عميقة في نيات بوتين، وأن بوتين يستغل هذه المحادثات للمماطلة بعدما فشل في تنفيذ اتفاق سلام سابق في نفس مدينة مينسك، في سبتمبر (أيلول) الماضي.
وأشار أوباما إلى جهود نائبه جو بايدن، خلال جولة في أوروبا في الأسبوع الماضي، إذ حضر بايدن مؤتمر الأمن الأوروبي في ميونيخ. وأمس حضر بايدن المؤتمر الصحافي، بعد أن اشترك في المفاوضات بين أوباما وميركل.
وكان بايدن قال في ميونيخ: «نحن نحكم على أفعال روسيا وليس على خطابها». وأضاف، موجها كلامه إلى الرئيس الروسي: «لا تقولوا لنا، بل برهنوا لنا».
وكما نقلت وكالة الصحافة الفرنسية، قال بايدن إن «بوتين وعد مرات كثيرة بالسلام، لكن انتهى به الأمر إلى إرسال المدرعات والجنود والسلاح». ولم يوضح بايدن إذا ما كانت واشنطن تريد تزويد القوات الحكومية الأوكرانية بالسلاح الثقيل، لكنه شدد على حق أوكرانيا في الدفاع عن نفسها أمام الانفصاليين الموالين لروسيا. وهو الرأي الذي ركز عليه أوباما في المؤتمر الصحافي أمس.
وفي المؤتمر الصحافي أشار أوباما إلى احتمال فرض عقوبات إضافية على روسيا. وأشار إلى أن وزراء خارجية الاتحاد الأوروبي وافقوا مؤخرا على توسيع العقوبات، وزيادة عدد الأشخاص المستهدفين فيها. وقال أوباما إن الولايات المتحدة لن تقدم أي تنازلات في إجراءات المقاطعة، وإن المقاطعة «أثرت تأثيرا كبيرا» على الاقتصاد الروسي.
وفي نفس يوم زيارة ميركل إلى واشنطن، أعلنت حكومة أوكرانيا أن 9 جنود أوكرانيين، و7 مدنيين، قتلوا خلال الـ24 ساعة التي سبقت الإعلان، وأن القتال كان أشرس حول بلدة ديبالتسيف. وفي المؤتمر الصحافي، كررت ميركل ما كانت قالت سابقا، في مؤتمر ميونيخ للأمن الأوروبي، بأنه ليس مؤكدا أن يثمر المزيد من المفاوضات مع بوتين عن اتفاق، لكنها كررت أنه «لا بد من متابعة فرص التوصل إلى حل دبلوماسي».
بالنسبة إلى منتقدي الرئيس أوباما، قال السناتور الجمهوري جون مكين في تصريحات صحافية، أول من أمس: «لا بطاطين بعد اليوم... الأوكرانيون يذبحون، ونحن نرسل إليهم بطاطين. لكن لا تجدي البطاطين أمام الأسلحة الروسية».
وأعرب جمهوريون عن تقديرهم لجهود ميركل، لكنهم أضافوا أن ميركل تبدو متساهلة نحو الرئيس. وأشار بعضهم إلى أنها ربما متأثرة بخلفيتها. لم يتهمها جمهوري بمحاباة بوتين، لكن قال بعضهم إنها قد تجامله. وذلك لأن ميركل تتحدث اللغة الروسية بطلاقة، إذ نشأت في ألمانيا الشرقية سابقا. وفي العام الماضي، تحدثت مع بوتين عشرات المرات هاتفيا، كما كانت التقت به في روسيا، وأستراليا، وإيطاليا، غير لقاء الأسبوع الماضي.
وأمس، وفي نقس يوم زيارة ميركل لواشنطن، نقلت وكالة «رويترز» تصريحات مسؤول روسي بأن بوتين «لن يقبل لغة الإنذارات». وقال ديمتري بيسكوف، المتحدث باسم الكرملين، لإذاعة «جوفوريت موسكفا»، حين سئل عن تقارير إعلامية تحدثت عن توجيه ميركل إنذارا إلى بوتين خلال محادثاتها الأخيرة في موسكو: «لم يتحدث أحد قط إلى الرئيس بلغة الإنذارات، ولا يستطيع حتى إذا أراد ذلك».
وقالت «رويتزر» إن أوباما لديه على مكتبه توصيات بالسلبيات والإيجابيات المتعلقة بتزويد أوكرانيا بأسلحة فتاكة مثل الأسلحة المضادة للدبابات. ويساند هذا الاتجاه بعض كبار مستشاريه. من بين هؤلاء، أشتون كارتر، الذي اختاره أوباما وزيرا للدفاع خلفا لتشاك هيغل. لكن سوزان رايس، مستشارة الرئيس أوباما للأمن القومي، قالت إن الرئيس «يدرس» إمدادات الأسلحة الثقيلة. وأشارت إلى أهمية الحذر، والمحافظة على الصف مع الحلفاء الأوروبيين. وأضافت بأن مثل هذه الخطوة ستتخذ «فقط بعد التشاور عن كثب، وبعد التنسيق مع شركائنا الذين كان اتحادهم معنا حتى الآن عنصرا أساسيا لقوتنا في الرد على العدوان الروسي».



بلينكن يبدأ جولة في 3 دول لاتينية يحكمها رؤساء يساريون

وزير الخارجية الأميركي أنتوني بلينكن (أ.ب)
وزير الخارجية الأميركي أنتوني بلينكن (أ.ب)
TT

بلينكن يبدأ جولة في 3 دول لاتينية يحكمها رؤساء يساريون

وزير الخارجية الأميركي أنتوني بلينكن (أ.ب)
وزير الخارجية الأميركي أنتوني بلينكن (أ.ب)

وصل وزير الخارجية الأميركي أنتوني بلينكن، الاثنين، إلى كولومبيا في مستهل جولة تشمل أيضاً تشيلي والبيرو، في محاولة لترسيخ شراكات الولايات المتحدة في أميركا اللاتينية التي تعد فناءها الخلفي الجيوسياسي، في مواجهة الطموحات الصينية المتزايدة في منطقة شهدت انتخاب عدد من الرؤساء اليساريين أخيراً.
وخلال جولته التي تستمر أسبوعاً في الدول الثلاث، سيحضر كبير الدبلوماسيين الأميركيين أيضاً قمة وزارية. ويقر المسؤولون في واشنطن بأن هناك ضرورة لإظهار اهتمام الولايات المتحدة بجيرانها الجنوبيين، «باعتبارهم أولوية سياسية رغم التركيز على قضايا جيوسياسية كبرى، مثل الحرب الروسية في أوكرانيا، وتهديد الصين لتايوان». وتأمل إدارة الرئيس جو بايدن في أن يحافظ الزعماء اليساريون الجدد في أميركا اللاتينية «على نهج صديق للمشروعات الحرة وتعزيز العلاقات مع الولايات المتحدة، وألا يجنحوا إلى الشغب الآيديولوجي في حكمهم».
وأفاد مساعد وزير الخارجية الأميركي براين نيكولز، في إحاطة للصحافيين، بأن بلينكن يزور ثلاث دول «كانت منذ فترة طويلة شريكة تجارية حيوية للولايات المتحدة، ولديها اتفاقات تجارة حرة مع الولايات المتحدة (…). نحن نركز على تعزيز علاقاتنا مع تلك الحكومات». وأعلنت وزارة الخارجية الأميركية، في بيان، أن بلينكن سيلتقي في بوغوتا الرئيس اليساري غوستافو بيترو، وهو متمرد سابق، ووزير الخارجية ألفارو ليفا لمناقشة الأولويات المشتركة بين البلدين، بما في ذلك «الدعوة إلى ديمقراطيات قوية في كل أنحاء المنطقة، ودعم السلام والمصالحة المستدامين، والتصدي للهجرة غير النظامية كأولوية إقليمية، ومكافحة الاتجار بالمخدرات، وتعزيز حقوق الإنسان وحمايتها، ومعالجة أزمة المناخ».
وأضافت أن بلينكن سيجدد دعم الولايات المتحدة لاتفاق السلام الكولومبي لعام 2016 خلال مناسبة مع نائبة الرئيس فرانسيا ماركيز، على أن يزور مركزاً لدمج المهاجرين في سياق دعم سياسة الوضع المحمي المؤقت في كولومبيا للمهاجرين الفنزويليين، الذي يعد نموذجاً في المنطقة. وكان بيترو، سخر خلال حملته، من الحرب التي تقودها الولايات المتحدة على المخدرات، معتبراً أنها «فاشلة»، علماً بأن هذه الدولة في أميركا الجنوبية هي أكبر منتج للكوكايين في العالم، ولطالما واجهت ضغوطاً من واشنطن للقضاء على محاصيل المخدرات. كما تحرك بيترو لإعادة التعامل دبلوماسياً واقتصادياً مع حكومة الرئيس الفنزويلي نيكولاس مادورو، رغم جهود الولايات المتحدة لعزل الدولة العضو في منظمة البلدان المصدرة للنفط (أوبك).
واستخدم مسؤولو إدارة بايدن نبرة تصالحية في الغالب حيال بيترو، مركزين على مجالات الاتفاق في شأن قضايا مثل تغير المناخ واستشهدوا بمناشداته لمادورو للعودة إلى المحادثات مع المعارضة الفنزويلية. وفيما يتعلق بدعوات بيترو لإنهاء الحرب على المخدرات، قال نيكولز إن واشنطن تدعم بقوة «النهج القائم على الصحة والعلم» لمكافحة المخدرات، مضيفاً أن هذا «ينعكس في سياستنا لدعم التنمية الريفية والأمن الريفي في كولومبيا. ونعتقد أن الرئيس بيترو يشارك بقوة في هذا الهدف». لكنّ مسؤولاً أميركياً أكد أن واشنطن تراقب عن كثب، ما إذا كان تواصل كولومبيا مع السلطات في فنزويلا المجاورة يخالف العقوبات الأميركية على حكومة مادورو.
وتأتي جولة بلينكن أيضاً، بعد عملية تبادل أسرى بين الولايات المتحدة وفنزويلا، ما يعكس تحسناً حذراً للعلاقات بين الدولتين، رغم عدم اعتراف واشنطن بإعادة انتخاب مادورو رئيساً لفنزويلا عام 2018... وقال نيكولز: «نحن لا نحكم على الدول على أساس موقعها في الطيف السياسي، بل على أساس التزامها بالديمقراطية وسيادة القانون وحقوق الإنسان».
ويحمل كبير الدبلوماسيين الأميركيين في رحلته هذه، جدول أعمال مثقلاً لمنظمة الدول الأميركية. ويتوجه الأربعاء إلى سانتياغو، حيث سيعقد اجتماعاً مع رئيس تشيلي اليساري غابرييل بوريتش البالغ 36 عاماً من العمر، الذي تولّى منصبه في مارس (آذار) الماضي. وأخيراً، يتوجه إلى ليما الخميس والجمعة، للقاء الرئيس الاشتراكي بيدرو كاستيو الذي ينتمي لليسار الراديكالي والمستهدف بتحقيقات عدة بشبهات فساد واستغلال السلطة منذ وصوله إلى الرئاسة قبل أكثر من عام. وسيشارك في الجمعية العامة السنوية لمنظمة الدول الأميركية. وسيدرس المجتمعون قراراً يطالب بإنهاء «العدوان الروسي على أوكرانيا»، رغم أن بعض الدول الأميركية اللاتينية عبرت عن تحفظها، بالإضافة إلى قرارات بشأن انتهاكات حقوق الإنسان في نيكاراغوا والوضع الاقتصادي والسياسي المتردّي في هايتي.