الليرة اللبنانية تخسر 20% من قيمتها في 24 ساعة

ارتباك في الأسواق... والمتاجر تقفل أبوابها بعد قفزة الدولار

الليرة اللبنانية تخسر 20% من قيمتها في 24 ساعة
TT

الليرة اللبنانية تخسر 20% من قيمتها في 24 ساعة

الليرة اللبنانية تخسر 20% من قيمتها في 24 ساعة

خسرت الليرة اللبنانية 20 في المائة من قيمتها خلال الساعات الـ24 الماضية، في أخطر تدهور لقيمة العملة المحلية مقابل الدولار، ما أثار ارتباكاً في الأسواق، دفع بعض التجار إلى إغلاق متاجرهم، أو حصر البيع بالدولار، فيما نزل محتجون إلى الشوارع؛ اعتراضاً على هذا الواقع المستجد.
وتجاوز أمس سعر الدولار 12 ألف ليرة، بعدما كان قبل أيام قليلة بحدود 10 آلاف، ما يعني دخول لبنان مرحلة جديدة من مراحل انهيار قيمة الليرة اللبنانية تتسم بسرعة وتيرتها، بحسب ما رأى الخبير الاقتصادي وليد أبو سليمان، مشيراً، في حديث مع «الشرق الأوسط»، إلى أن هذا الأمر ستنتج عنه بطبيعة الحال «فوضى بالتسعير لدى التجار، فهم لا يعرفون على أي سعر صرف يحددون سعر بضائعهم، فضلاً عن تقويض القدرة الشرائية وإقفال عدد أكبر من المؤسسات التي لن تستطيع الاستمرار».
وتوقف عدد من التجار، أمس، عن البيع حتى لا يتكبدوا المزيد من الخسائر، إذ إن ما أقفل عليه صندوقهم أول من أمس فقد في ليلة واحدة 20 في المائة من قيمته، ما يعني عدم قدرتهم على شراء بضائع جديدة، إلا إذا رفعوا السعر أكثر من القيمة التي خسروها، مع إضافة هامش الربح. ولكن حتى هذا الأمر بات غير ممكن أيضاً، بحسب ما يشير صاحب أحد المحال التجارية، قائلاً إن «سعر الدولار يرتفع كل ساعتين، لذلك لا يستطيع التسعير، وبالتالي أوقف البيع»، شارحاً أنه وعلى سبيل المثال اشترى، أول من أمس، علب السجائر بقيمة 5 ملايين ليرة وباعها بـ5500، ولكنه وبعد ارتفاع الدولار صباح أمس، بات يحتاج إلى 6 ملايين لشراء الكمية نفسها، وإلى 6 ملايين ونصف المليون بعد ارتفاعه أكثر ظهراً. كما اشترط عدد من التجار الدفع بالدولار مقابل أي بضائع، مشيرين إلى أن الموزعين توقفوا عن تسليم البضائع أمس، ما لم يكن الدفع بالدولار فقط.
واعتبر أبو سليمان أن ارتفاع سعر الدولار في السوق الموازية يعود إلى طريقة تعامل المعنيين مع الأزمة الاقتصادية والمالية منذ أكثر من عام، إلا أن سبب ارتفاعه بهذه الوتيرة أمس «يعود بشكل مباشر إلى عدم وجود سيولة بالدولار في الأسواق، وذلك نتيجة القرار الذي اتخذته السلطات اللبنانية مؤخراً والمتعلق بملاحقة الصرافين، فبات المضطر للحصول على الدولار يشتريه من أفراد عاديين، أي غير صرافين يحددون السعر الذي يرونه مناسباً والذي بالتأكيد يكون مرتفعا». ولفت إلى أن هذا الأمر «سَمَحَ بالتلاعب بالسوق وخلق مقابل السوق الموازية أسواقاً إضافية».
وكان اجتماع عُقد في بعبدا مطلع الأسبوع الجاري، طالب الأجهزة الأمنية بضبط جميع الأشخاص الذين يخالفون أحكام قانون النقد والتسليف وقانون تنظيم مهنة الصرافة سواء كانوا من الصرافين المرخصين أو غير المرخصين الذين يمارسون المضاربة، كما تم تكليف الأجهزة الأمنية العمل على استكمال إقفال المنصات والمجموعات الإلكترونية غير الشرعية المحلية التي تحدد أسعار الدولار تجاه الليرة اللبنانية.
واشتكى عدد من التجار، أمس، من عدم القدرة على الحصول على الدولار، إذ توقف الصرافون الذين يتعاملون معهم عن بيعه فاضطروا إلى شرائه من أفراد وبأسعار مختلفة تتجاوز 12 ألفاً، محذرين من ارتفاع أسعار البضائع بنسبة كبيرة حتى يتمكنوا من المحافظة على رأس مالهم المخصص لشراء البضائع.
وأشار أبو سليمان إلى أن الدولار سيستمر بالارتفاع حتى بعد تشكيل الحكومة، ما لم تتدخل السلطة بالطريقة المطلوبة التي تؤمن الشفافية في السوق بشكل يكون بيع الدولار من مصادر معروفة مثل الصرافين أو المصارف.



حملة ابتزاز حوثية تستهدف كسارات وناقلات الحجارة

كسارة حجار أغلقها الحوثيون في إحدى مناطق سيطرتهم (فيسبوك)
كسارة حجار أغلقها الحوثيون في إحدى مناطق سيطرتهم (فيسبوك)
TT

حملة ابتزاز حوثية تستهدف كسارات وناقلات الحجارة

كسارة حجار أغلقها الحوثيون في إحدى مناطق سيطرتهم (فيسبوك)
كسارة حجار أغلقها الحوثيون في إحدى مناطق سيطرتهم (فيسبوك)

فرضت الجماعة الحوثية خلال الأيام الماضية إتاوات جديدة على مُلاك مناجم الحجارة وسائقي ناقلات الحصى المستخدم في الخرسانة المسلحة في العاصمة المختطفة صنعاء ومدن أخرى؛ ما تَسَبَّبَ أخيراً في ارتفاع أسعارها، وإلحاق أضرار في قطاع البناء والتشييد، وزيادة الأعباء على السكان.

وذكرت مصادر محلية في صنعاء لـ«الشرق الأوسط»، أن قيادات حوثية تُدير شؤون هيئة المساحة الجيولوجية والثروات المعدنية الخاضعة لسيطرة الجماعة، فرضت زيادة سعرية مفاجئة على ناقلات الحصى تتراوح ما بين 300 و330 دولاراً (ما بين 160 ألفاً و175 ألف ريال) لكل ناقلة.

ووصل إجمالي السعر الذي يُضطر مُلاك مناجم الحجارة وسائقو الناقلات إلى دفعه للجماعة إلى نحو 700 دولار (375 ألف ريال)، بعد أن كان يقدر سعرها سابقاً بنحو 375 دولاراً (200 ألف ريال)، حيث تفرض الجماعة سعراً ثابتاً للدولار بـ 530 ريالاً.

مالكو الكسارات في مناطق سيطرة الجماعة الحوثية يشتكون من الابتزاز والإتاوات (فيسبوك)

وتذهب الزيادة المفروضة، وفقاً للمصادر، لمصلحة أحد المشرفين الحوثيين، الذي يُكنى بـ«الجمل»، ويواصل منذ أيام شن مزيد من الحملات التعسفية ضد مُلاك كسارات وسائقي ناقلات بصنعاء وضواحيها، لإرغامهم تحت الضغط والترهيب على الالتزام بتعليمات الجماعة، وتسديد ما تقره عليهم من إتاوات.

واشتكى مُلاك كسارات وسائقو ناقلات في صنعاء لـ«الشرق الأوسط»، من حملات الابتزاز الحوثي لفرض الزيادة المفاجئة في أسعار بيع ونقل الخرسانة المستخدمة في البناء والتشييد، ما يزيد من أعبائهم ومعاناتهم.

وقال بعضهم إن الجماعة لم تكتفِ بذلك، لكنها فرضت إتاوات أخرى عليهم تحت أسماء متعددة منها تمويل تنظيم الفعاليات بما تسمى ذكرى قتلاها في الحرب، ورسوم نظافة وتنمية مجتمعية وأجور مشرفين في الجماعة بذريعة تنفيذ الرقابة والمتابعة والإشراف على السلامة البيئية.

وتحدث مالك كسارة، اشترط إخفاء اسمه، عن لجوئه وآخرين يعملون في ذلك القطاع، لتقديم عدة شكاوى لسلطة الانقلاب للمطالبة بوقف الإجراءات التعسفية المفروضة عليهم، لكن دون جدوى، وعدّ ذلك الاستهداف لهم ضمن مخطط حوثي تم الإعداد له مسبقاً.

الإتاوات الجديدة على الكسارة وناقلات الحصى تهدد بإلحاق أضرار جديدة بقطاع البناء (فيسبوك)

ويتهم مالك الكسارة، المشرف الحوثي (الجمل) بمواصلة ابتزازهم وتهديدهم بالتعسف والإغلاق، عبر إرسال عناصره برفقة سيارات محملة بالمسلحين لإجبارهم بالقوة على القبول بالتسعيرة الجديدة، كاشفاً عن تعرُّض عدد من سائقي الناقلات خلال الأيام الماضية للاختطاف، وإغلاق نحو 6 كسارات لإنتاج الحصى في صنعاء وضواحيها.

ويطالب مُلاك الكسارات الجهات الحقوقية المحلية والدولية بالتدخل لوقف التعسف الحوثي المفروض على العاملين بذلك القطاع الحيوي والذي يهدد بالقضاء على ما تبقى من قطاع البناء والتشييد الذي يحتضن عشرات الآلاف من العمال اليمنيين.

وسبق للجماعة الحوثية، أواخر العام قبل الفائت، فتح مكاتب جديدة تتبع هيئة المساحة الجيولوجية والثروات المعدنية الخاضعة لها، في أغلبية مناطق سيطرتها بغية التضييق على مُلاك الكسارات وسائقي ناقلات الحصى، ونهب أموالهم.

وأغلقت الجماعة الحوثية عبر حملة استهداف سابقة نحو 40 كسارة في محافظات صنعاء وعمران وحجة وإب والحديدة وذمار، بحجة مخالفة قانون المناجم، رغم أنها كانت تعمل منذ عقود وفق القوانين واللوائح المنظِّمة لهذا القطاع.

إتاوات جديدة فرضتها الجماعة الحوثية على ناقلات الحصى المستخدم في الخرسانة المسلحة (فيسبوك)

وسبق أن فرضت الجماعة في ديسمبر (كانون الأول) من العام قبل الماضي، على مُلاك المناجم في صنعاء وبقية المناطق رسوماً تقدر بـ 17 دولاراً (8900 ريال) على المتر الواحد المستخرج من الحصى، والذي كان يباع سابقاً بـ5 دولارات ونصف الدولار (2900 ريال) فقط.

وتفيد المعلومات بإقدامها، أخيراً، على مضاعفة الرسوم المفروضة على سائقي ناقلات الحصى، إذ ارتفعت قيمة الرسوم على الناقلة بحجم 16 متراً، من 181 دولاراً (64 ألف ريال)، إلى 240 دولاراً (128 ألف ريال)، في حين ارتفع سعر الحمولة ليصل إلى 750 دولاراً، (400 ألف ريال).