البيئة في مجلات الشهر: كوارث من صنع البشر واستثمارات لإنقاذ الأرض

البيئة في مجلات الشهر: كوارث من صنع البشر واستثمارات لإنقاذ الأرض
TT

البيئة في مجلات الشهر: كوارث من صنع البشر واستثمارات لإنقاذ الأرض

البيئة في مجلات الشهر: كوارث من صنع البشر واستثمارات لإنقاذ الأرض

تناولت الإصدارات الجديدة للمجلات العلمية في مطلع شهر مارس (آذار) 2021 مراجعة لأهم الكوارث التي تنتج عن النشاط البشري غير المستدام، والاستثمارات المطلوبة لإنقاذ كوكب الأرض عبر مجموعة من الحلول المبتكرة، بما فيها الاستفادة من المخلّفات الصلبة والصرف الصحي وفائض الطاقة.
- «ناشيونال جيوغرافيك»
«كوارث من صنع البشر» كانت إحدى المقالات البارزة في ناشيونال جيوغرافيك (National Geographic). وتدعو المجلة إلى توصيف الحرائق والعواصف والفيروسات الناتجة عن تغيُّر المناخ بما هي عليه فعلاً، أي من صنع البشر. ولا يقتصر الأمر على تغيُّر المناخ، فمن خلال إزالة الغابات وحفر المناجم وبناء المدن، غيَّر البشر استخدامات نصف مساحة اليابسة غير المغطاة بالجليد. كما تقوم مصانع الأسمدة حول العالم بتصنيع كميات من الآزوت تزيد عما تنتجه جميع النظم البيئية على اليابسة. ومن حيث الكتلة الحيوية، يبلغ عدد سكان العالم ثمانية أضعاف عدد الثدييات البرية. كما تلعب الأنشطة البشرية دوراً مرجِّحاً في تطور وانتشار الأمراض الناشئة، بما فيها «كوفيد - 19».
- «نيو ساينتِست»
بالتعاون مع برنامج الأمم المتحدة للبيئة (يونيب)، طرحت نيو ساينتِست (New Scientist) في أعدادها الأخيرة مجموعة من الأفكار حول إنقاذ كوكب الأرض، وعرضت بعضاً من الاستثمارات المطلوبة لإنجاز ذلك. ففي مجال تأهيل الغابات، تقترح المجلة إعادة زراعة الأشجار المحلية واسترجاع النظم البرية الحيوانية والنباتية. وفي مجال المياه العذبة، تدعو إلى وضع قيود على حفر الآبار والصيد وأعمال التعدين واستعادة تدفقات المياه إلى الأراضي الرطبة ومعالجة الصرف الصحي. وفي مجال التوسّع الحضري، تؤكد على وضع قواعد تخطيط صارمة وتنظيف المجاري المائية والمواقع الصناعية المهجورة وإنشاء مساحات خضراء وأراضٍ رطبة حضرية. وتشير المجلة إلى أن كل دولار يُصرف على إعادة تأهيل النُظم البيئية يجلب عائداً تتراوح قيمته ما بين 3 و75 دولاراً.
- «ساينتفك أميركان»
اقترحت ساينتفك أميركان (Scientific American) على الإدارة الأميركية توظيف المزيد من العلماء ضمن السلك الدبلوماسي للولايات المتحدة. وتستذكر المجلة دور بنجامين فرانكلين عندما كان سفيراً للولايات المتحدة لدى فرنسا، حيث حفّزت سمعته كعالم فيزياء شعبيته في أوروبا وساعدته في تأمين دعم فرنسا للأمة الأميركية الوليدة. وترى المجلة أن الحاجة إلى العلماء في الدبلوماسية الأميركية لا تستند فقط إلى خبرتهم، وإنما أيضاً إلى مهاراتهم وشبكات علاقاتهم وطرق تفكيرهم في حل المشكلات. ورغم أن موقف الرأي العام من الولايات المتحدة وصل إلى أدنى مستوياته في بعض البلدان، فإن العلوم والبراعة الأميركية لا تزالان تحظيان باحترام كبير في كل مكان، حتى في الدول التي تعتبرها «عدواً» وفقاً للمجلة.
- «ذا ساينتست»
استعرضت ذا ساينتست (The Scientist) التقنيات الجديدة التي يجري تطويرها حالياً لاستعادة الشعاب المرجانية حول العالم. وتسمح هذه التقنيات بتفريخ شعاب مرجانية في الموقع، ناضجة ومرنة بيئياً في غضون خمس سنوات بدلاً من عشرات السنين. وكانت سواحل فلوريدا خسرت 90 في المائة من شعابها المرجانية منذ ستينات القرن الماضي، كما فقد الحيد المرجاني العظيم في أستراليا ما لا يقل عن 50 في المائة من مساحته خلال بضعة عقود. ويرتبط ابيضاض الشعاب المرجانية وموتها بعوامل كثيرة، كتفشي الأمراض وتدهور الموائل وزيادة حرارة المحيطات وارتفاع حموضتها.
- «بي بي سي وايلدلايف»
النظام البيئي للصحراء الكبرى كان موضع اهتمام بي بي سي وايلدلايف (BBC Wildlife) عبر إحدى مقالاتها المصورة. وتشغل الصحراء الكبرى نحو ثلث مساحة قارة أفريقيا، ولا تزال مهملة بشكل كبير رغم غناها بالأنواع الحية. وتنتشر الصحراء الكبرى ضمن حدود 11 دولة تواجه معظمها نوعاً من عدم الاستقرار السياسي أو الاجتماعي، مما يحول دون تطبيق إجراءات الحفاظ على الأنواع الحية والموائل في المنطقة، بما في ذلك إنجاز الأفلام الوثائقية التي تساهم في دعم تدابير الحماية.
- «بي بي سي ساينس فوكَس»
عرضت بي بي سي ساينس فوكَس (BBC Science Focus) مجموعة من الحلول المبتكرة للاستفادة من المخلّفات بجميع أشكالها، كالنفايات الصلبة والصرف الصحي والطاقة الفائضة. ومن التجارب الناجحة في هذا المجال المفاعلات البيولوجية، التي تستفيد من المغذيات الموجودة في الصرف الصحي من أجل توليد الطاقة وتصنيع البلاستيك الحيوي. كما استفادت آيسلندا من مياه التبريد المستخدمة في محطات الحرارة الأرضية في تشكيل بحيرات من المياه الساخنة لأغراض الترفيه.
- «هاو إت ووركس»
الضباب الدخاني ومخاطره كان أحد مواضيع هاو إت ووركس (How It Works). ويتكوّن الضباب الدخاني من امتزاج ملوثات الهواء مع الضباب الطبيعي الناتج عن تكاثف الهواء الرطب. كما يوجد نوع آخر من الضباب الدخاني ينشأ عن تفاعل الغازات المنبعثة من السيارات والمصانع مع طاقة ضوء الشمس، مما يؤدي إلى تشكيل الأوزون الأرضي. ويعدّ الأوزون الأرضي من الملوثات الخطيرة على صحة الإنسان، إذ يتسبب بتلف أنسجة الرئة وتهيّج الجلد والربو. ووفقاً لباحثي ناسا، تراجعت نسبة ثاني أوكسيد النيتروجين في الهواء العالمي بمقدار 20 في المائة بسبب جائحة «كوفيد - 19»، مما أنقص الضباب الدخاني وجعل السماء أكثر صفاءً ونظافة.
- «ساينس إيلوستريتد»
دعوة لإنقاذ الحشرات أطلقتها ساينس إيلوستريتد (Science Illustrated) في عددها الجديد. وكان فريق دولي أجرى تحليلاً لـ166 دراسة تغطي ما يقرب من 1700 موقع حول العالم، وخلُص إلى أن التعداد العام للحشرات انخفض بمقدار 25 في المائة منذ سنة 1990. وتمثّل الحشرات حجر زاوية في النُظم البيئية العالمية، حتى إن بعض العلماء يعتقدون انقراض الجنس البشري في غضون بضعة أشهر إذا اختفت الحشرات. ويُرجّح أن عدد أنواع الحشرات على كوكب الأرض يبلغ نحو 5.5 مليون نوع، من بينها مليون نوع فقط مكتشَف وموصَّف.


مقالات ذات صلة

5 قضايا مناخية رئيسة أمام المحاكم عام 2025

علوم 5 قضايا مناخية رئيسة أمام المحاكم عام 2025

5 قضايا مناخية رئيسة أمام المحاكم عام 2025

دعاوى مشروعة للدول الفقيرة وأخرى ارتدادية من الشركات والسياسيين

جيسيكا هولينغر (واشنطن)
بيئة أنثى «الحوت القاتل» الشهيرة «أوركا» أنجبت مجدداً

«أوركا» تنجب مجدداً... والعلماء قلقون

قالت شبكة «سكاي نيوز» البريطانية إن أنثى الحوت القاتل (التي يُطلق عليها اسم أوركا)، التي اشتهرت بحملها صغيرها نافقاً لأكثر من 1000 ميل في عام 2018 قد أنجبت أنثى

«الشرق الأوسط» (لندن)
يوميات الشرق المَعْلم الشهير كان يميّز الطريق (مواقع التواصل)

«تخريب رهيب» للفيل البرتقالي الضخم و«الآيس كريم» بإنجلترا

أُزيل فيل برتقالي ضخم كان مثبتاً على جانب طريق رئيسي بمقاطعة ديفون بجنوب غرب إنجلترا، بعد تخريبه، وفق ما نقلت «بي بي سي» عن مالكي المَعْلم الشهير.

«الشرق الأوسط» (لندن)
الاقتصاد جانب من المؤتمر الصحافي الختامي لمؤتمر «كوب 16» بالرياض (الشرق الأوسط)

صفقات تجاوزت 12 مليار دولار في مؤتمر «كوب 16»

يترقب المجتمع البيئي الإعلان عن أهم القرارات الدولية والمبادرات والالتزامات المنبثقة من مؤتمر الأطراف السادس عشر لاتفاقية الأمم المتحدة لمكافحة التصحر (كوب 16).

عبير حمدي (الرياض)
يوميات الشرق تكريم الفائزين الثلاثة ضمن مبادرة «حلول شبابية» بالتزامن مع «كوب 16» (واس)

منصّتان وشركة... «حلول شبابية» سعودية مبتكرة لمختلف التحديات البيئية

لم تكن الحلول التي قُدِّمت في مؤتمر «كوب 16» للقضايا البيئية والمناخيّة الملحّة، وقضايا تدهور الأراضي والجفاف، قصراً على الحكومات والجهات الخاصة ذات الصلة.

غازي الحارثي (الرياض)

فضلات الطيور قد تساعد على التنبؤ بالجائحة القادمة

فضلات الطيور قد تساعد على التنبؤ بالجائحة القادمة
TT

فضلات الطيور قد تساعد على التنبؤ بالجائحة القادمة

فضلات الطيور قد تساعد على التنبؤ بالجائحة القادمة

أفاد باحثون بأن فضلات الطيور قد تساعد على التنبؤ بالجائحة القادمة، إذ إنه مع انتشار فيروس إنفلونزا خطير، هو «إتش 5 إن1»، بين قطعان الأبقار والدواجن في الولايات المتحدة هذا العام، يراقب العلماء الأوضاع لمعرفة ما إذا كان التهديد سيتصاعد.

وأفاد تقرير لشبكة «سي إن إن» بأن مئات الآلاف من الطيور الساحلية المهاجرة تهبط على شواطئ خليج ديلاوير في أميركا؛ لتتغذى على البيض الغني بالبروتين والدهون. وعلى مدار الأسبوع، تضاعف بعض الطيور وزنها استعداداً لاستئناف رحلاتها بين أميركا الجنوبية ومناطق تكاثرها الصيفية في القطب الشمالي. يتوقف هناك ما يصل إلى 25 نوعاً مختلفاً من الطيور كل ربيع. وعدَّ الباحثون أن هذه الطيور كنز ثمين للعلماء الذين يتطلعون إلى وقف الوباء التالي.

وفي هذا الصدد، قالت الدكتورة باميلا ماكنزي، مشيرةً إلى شريكها البحثي، باتريك سيلر: «إنه كنز ثمين هنا». وماكنزي وسيلر جزء من فريق مموَّل من المعاهد الوطنية للصحة في مستشفى (سانت غود) لأبحاث الأطفال والذي كان يأتي إلى الشواطئ القريبة من هنا منذ ما يقرب من 40 عاماً لجمع فضلات الطيور.

والمشروع هو من بنات أفكار الدكتور روبرت وبستر، عالم الفيروسات النيوزيلندي الذي كان أول من فهم أن فيروسات الإنفلونزا تأتي من أمعاء الطيور. ويقول ويبستر، الذي يبلغ من العمر الآن 92 عاماً ومتقاعد ولكنه لا يزال يشارك في رحلة جمع الطيور عندما يستطيع: «لقد أذهلنا الأمر إلى حد كبير. فبدلاً من أن يكون الفيروس موجوداً في الجهاز التنفسي، حيث كنا نعتقد، فإنه يتكاثر في الجهاز المعوي، وكانت الطيور تتبرزه في الماء وتنشره».

وتمتلئ فضلات الطيور المصابة بالفيروسات. ومن بين جميع الأنواع الفرعية المعروفة من الإنفلونزا، تم العثور على جميع الأنواع الفرعية باستثناء نوعين في الطيور. أما النوعان الفرعيان الآخران فقد تم العثور عليهما في الخفافيش فقط.

في أول رحلة له إلى خليج ديلاوير في عام 1985، وجد ويبستر وفريقه أن 20 في المائة من عينات فضلات الطيور التي أحضروها معهم تحتوي على فيروسات الإنفلونزا، وأدركوا أن المنطقة كانت مرصداً مثالياً لتتبع فيروسات الإنفلونزا في أثناء انتقالها بين الطيور على طول مسار الطيران الأطلسي، الذي يمتد بين أميركا الجنوبية والدائرة القطبية الشمالية في شمال كندا. وأفاد التقرير بأن العثور على فيروس إنفلونزا جديد قد يعطي العالم إنذاراً مبكراً بالعدوى القادمة.

وأصبح هذا المشروع واحداً من أطول مشاريع أخذ عينات الإنفلونزا من نفس مجموعات الطيور في أي مكان في العالم، كما قال الدكتور ريتشارد ويبي، الذي تولى إدارة المشروع الذي بدأه ويبستر. ويدير ويبي مركز التعاون التابع لمنظمة الصحة العالمية للدراسات حول بيئة الإنفلونزا في الحيوانات في «سانت غود».

ويوضح ويبي أن التنبؤ بالأوبئة يشبه إلى حد ما محاولة التنبؤ بالأعاصير. ويقول ويبي: «للتنبؤ بالأشياء السيئة، سواء كانت إعصاراً أو جائحة، عليك أن تفهم الوضع الطبيعي الآن. ومن هناك يمكننا اكتشاف متى تكون الأشياء مختلفة، ومتى تغير المضيفين وما الذي يحرّك هذه التحولات».

فيروس يظهر لأول مرة في الأبقار

وقبل بضعة أشهر من وصول فريق «سانت غود» إلى كيب ماي، هذا العام، ظهر فيروس «إتش 5 إن1» لأول مرة في الأبقار الحلوب في تكساس، ولقد أدى اكتشاف أن الفيروس يمكن أن يصيب الأبقار إلى وضع خبراء الإنفلونزا، بمن في ذلك ويبي، في حالة تأهب. لم تنتشر فيروسات الإنفلونزا من النوع أ مثل «إتش 5 إن1» من قبل بين الأبقار.

وتابع العلماء فيروس «إتش 5 إن1» لأكثر من عقدين من الزمان. بعض فيروسات الإنفلونزا لا تسبب أي أعراض أو أعراض خفيفة فقط عندما تصيب الطيور. تسمى هذه الفيروسات إنفلونزا الطيور منخفضة الضراوة. الذي يجعل الطيور مريضة للغاية، يسمى HPAI، وهو يدمر قطعان الطيور التي تتم تربيتها في المزارع مثل الدجاج والديك الرومي. في الولايات المتحدة، يتم إعدام القطعان المصابة بمجرد التعرف على الفيروس، لمنع انتشار العدوى وتخفيف معاناة الطيور.

الإعدامات ليست الحل... الفيروسات تطوِّر نفسها

وهذه ليست المرة الأولى التي يضطر فيها المزارعون الأميركيون إلى التعامل مع إنفلونزا الطيور شديدة العدوى. ففي عام 2014، جلبت الطيور المهاجرة من أوروبا فيروسات «إتش 5 إن8» إلى أميركا الشمالية. وأوقفت عمليات الإعدام العدوانية، التي أسفرت عن نفوق أكثر من 50 مليون طائر، تفشي هذا الفيروس وظلت الولايات المتحدة خالية من فيروسات إنفلونزا الطيور شديدة العدوى لسنوات.

ولكن نفس الاستراتيجية لم توقف انتشار فيروس «إتش 5 إن1»، فقد وصل الفيروس إلى الولايات المتحدة في أواخر عام 2021، وعلى الرغم من عمليات الإعدام لقطعان الدواجن المصابة، فقد استمر الفيروس في الانتشار. وفي العامين الماضيين، طوَّرت فيروسات «إتش 5 إن1» أيضاً القدرة على إصابة مجموعة متنامية من الثدييات مثل القطط والثعالب وثعالب الماء وأسود البحر، مما يجعلها أقرب إلى الانتشار بسهولة بين البشر.

يمكن لفيروسات «إتش 5 إن1» أن تصيب البشر، لكن هذه العدوى لا تنتقل من شخص إلى آخر حتى الآن؛ لأن الخلايا في أنفنا وحلقنا ورئتينا لها مستقبلات مختلفة قليلاً عن الخلايا التي تبطن رئات الطيور، ولكن الأمر لن يتطلب الكثير لتغيير ذلك. فقد وجدت دراسة حديثة نشرت في مجلة «ساينس» أن تغييراً رئيسياً واحداً في الحمض النووي للفيروس من شأنه أن يسمح له بالالتحام بخلايا في الرئتين البشرية، وفق «سي إن إن».

ولم يسبق لفريق كيب ماي أن وجد فيروس «إتش 5 إن1» في الطيور التي أخذوا عينات منها هناك. ولكن مع انتشار الفيروس بين الأبقار في عدة ولايات، تساءلوا: أين قد يكون موجوداً في مكان آخر. هل وصل إلى هذه الطيور أيضاً؟

خطا ماكنزي وسيلر بحذر شديد على الشاطئ الموحل في الربيع الماضي مرتديين أحذية وقفازات وأقنعة للوجه. وكانت جيوبهما مليئة بعشرات المسحات التي استخدماها لاستخراج ذرق الطيور الأبيض الطازج من الرمال ووضعه في قوارير بلاستيكية حشراها بمهارة بين أصابعهما. ثم عادت القوارير إلى صَوَانٍ تم تكديسها بدقة في مبرِّد بيج اللون حمله سيلر على كتفه في أثناء تحركه على طول الشاطئ. وعلى مدار أسبوع، جمع الفريق ما بين 800 و1000 عينة.

سيتم تسلسل أي فيروسات إنفلونزا في العينات -ستتم قراءة الأحرف الدقيقة للرمز الجيني للفيروسات- وتحميلها إلى قاعدة بيانات دولية، وهي نوع من مكتبة مرجعية تساعد العلماء على تتبع سلالات الإنفلونزا في أثناء دورانها حول العالم.

يتمثل هدف الباحثين في فحص العينات في الميدان بسرعة لمعرفة ما إذا كانت تحتوي على فيروسات الإنفلونزا أم لا. كل عام، تحتوي نحو 10 في المائة من العينات التي يحضرونها على فيروسات الإنفلونزا. إذا تمكنت من إرسال العينات الإيجابية فقط إلى المختبر، فيمكن معالجتها بشكل أسرع.

ويخلص الباحثون إلى أن الطيور البرِّية تشكل مستودعاً ناشئاً للفيروس في أميركا الشمالية، وأن مراقبة الطيور المهاجرة تشكل أهمية بالغة لمنع تفشي المرض في المستقبل.

ويقول ويبي وفريقه إنهم يخططون لمواصلة عمليات المراقبة. وفي مايو (أيار)، عندما يشرق القمر المكتمل الأول فوق خليج ديلاوير، سوف يعودون لفعل نفس الشيء مرة أخرى.