أميركا تزيد قيود «هواوي» وتقيّم سوق الرقائق

وضعت الإدارة الأميركية شروطاً أكثر صرامة على توريد منتجات لشركة «هواوي» الصينية (رويترز)
وضعت الإدارة الأميركية شروطاً أكثر صرامة على توريد منتجات لشركة «هواوي» الصينية (رويترز)
TT

أميركا تزيد قيود «هواوي» وتقيّم سوق الرقائق

وضعت الإدارة الأميركية شروطاً أكثر صرامة على توريد منتجات لشركة «هواوي» الصينية (رويترز)
وضعت الإدارة الأميركية شروطاً أكثر صرامة على توريد منتجات لشركة «هواوي» الصينية (رويترز)

وسط اهتمام بالغ للإدارة الأميركية بسوق الرقائق الإلكترونية العالمية التي تسيطر عليها الصين إلى حد كبير، جنباً إلى جنب مع سياسات التنافس الاقتصادي العنيف بين البلدين، إضافة إلى النظرة السلبية تجاه بعض شركات التقنية الصينية المتهمة بالتعاون مع الجيش الصيني، أبلغت إدارة الرئيس الأميركي جو بايدن بعض الشركات التي تقوم بتوريد منتجات لشركة «هواوي تكنولوجيز» الصينية، بوضع شروط أكثر صرامة على تراخيص تصدير تم اعتمادها في وقت سابق، وذلك بحسب مصادر مطلعة على الأمر.
وذكرت المصادر، أن الشروط الجديدة تشمل فرض حظر على تصدير منتجات يمكن استخدامها في أجهزة خاصة بشبكات الجيل الخامس للاتصالات. وأضافت المصادر، التي فضلت عدم الكشف عن هويتها، أن هذا الحظر الذي فرضته واشنطن على تصدير منتجات شبكات الجيل الخامس لشركة «هواوي» سيدخل حيز التنفيذ اعتباراً من هذا الأسبوع.
وتفرض الشروط الجديدة حظراً أكثر وضوحاً على تصدير مكونات لـ«هواوي»، مثل أشباه الموصلات والهوائيات والبطاريات الخاصة بأجهزة شبكات الجيل الخامس. وكانت شركات تلقت في وقت سابق تراخيص تسمح لها بالاحتفاظ بشحن مكونات لشركة «هواوي» الصينية، التي لربما استخدمتها بعد ذلك في معدات شبكات الجيل الخامس، بينما كانت الشركات الأخرى تخضع بالفعل لقيود أشد.
واشتكت الشركات من القواعد غير الواضحة بعد أن أضافت إدارة الرئيس السابق دونالد ترمب «هواوي» إلى قائمة الكيانات الممنوعة من الحصول على مكونات مصنوعة في الولايات المتحدة، وطالبت الشركات الأميركية بالحصول على تراخيص حكومية إذا أرادت بيع التكنولوجيا الأميركية والملكية الفكرية إلى شركة معدات الاتصالات الصينية العملاقة. ويعتبر المسؤولون الأميركيون الشركة الصينية تهديداً للأمن القومي. وبحسب «بلومبرغ»، تعد هذه الخطوة أيضاً إشارة على أن إدارة بايدن تعتزم المضي قدماً في ضوابط التصدير الأكثر صرامة التي كانت مطبقة في عهد ترمب. كما تشير على نطاق أوسع إلى أن المسؤولين الأميركيين ملتزمون بتعهداتهم بتبني نهج صارم تجاه الصين. وفي مقابلة مع شبكة «إم إس إن بي سي» في وقت سابق الشهر الحالي، وعدت وزيرة التجارة الأميركية جينا ريموندو بمواصلة التنفيذ الكامل لقائمة الكيانات.
وفي سياق موازٍ، تسعى وزارة التجارة الأميركية إلى الحصول على رأي العامة بشأن المخاطر في تصنيع أشباه الموصلات وسلسلة توريد التغليف المتقدم، حيث تدرس الالتزام بالأمر التنفيذي للرئيس جو بايدن الصادر الشهر الماضي. وذكرت «بلومبرغ»، أن الأمر التنفيذي الصادر في 24 فبراير (شباط)، يلزم الوزارة بتقديم تقرير في غضون 100 يوم عن المخاطر والتوصيات المتعلقة بصناعة الرقائق. كما طالب مشروع قانون السياسة الدفاعية الأميركية وزارة التجارة بتقييم قدرات القاعدة الصناعية الأميركية للإلكترونيات الدقيقة لدعم الدفاع الوطني.
وفي خضم جائحة فيروس كورونا، شهد مصنعو الإلكترونيات زيادة في الطلب على منتجات، كأجهزة الكومبيوتر المحمولة، مع انتقال المزيد من الحياة اليومية إلى الإنترنت. وفي فبراير الماضي، دعت مجموعات ضغط بصناعات السيارات والاتصالات والتكنولوجيا إدارة بايدن للعمل مع الكونغرس لتوفير تمويل إضافي لأبحاث وإنتاج الرقائق المحلية.
وكانت غرفة التجارة الأميركية، قد أصدرت تقريراً توضح فيه حجم الخسائر التي ستتكبدها الولايات المتحدة من حربها التجارية مع الصين والتي قدرت الخسائر بنحو تريليون دولار من الناتج المحلي الإجمالي، فضلاً عن خسائرها من صناعات مثل الطيران وأشباه الموصلات.
وتُستخدم أشباه الموصلات، لتشغيل الإلكترونيات بما في ذلك الهواتف والمركبات الكهربائية وحتى بعض المستلزمات الطبية. وقال زعيم الأغلبية في مجلس الشيوخ، تشاك شومر، إن «تصنيع أشباه الموصلات يمثل نقطة ضعف خطيرة في اقتصادنا وأمننا القومي».
وتلقت سلسلة توريد أشباه الموصلات ضربة مبكرة في جائحة «كوفيد»؛ لأن معظم رقائق العالم يتم تصنيعها في أماكن مثل الصين وتايوان. وسلطت الأزمة الصحية الضوء على المشكلات المتعلقة باعتماد الولايات المتحدة على سلاسل التوريد الخارجية في العديد من المجالات، وعلى رأسها صناعة أشباه الموصلات. ووفقاً لجمعية صناعة أشباه الموصلات، وهو تحالف مدعوم من قبل العديد من صانعي الرقائق، تمثل الولايات المتحدة فقط نحو 12.5 في المائة من تصنيع أشباه الموصلات.


مقالات ذات صلة

حاكم تكساس الأميركية يأمر أجهزة الولاية بوقف الاستثمار في الصين

الولايات المتحدة​ حاكم ولاية تكساس غريغ أبوت يتحدث خلال فعالية (رويترز-أرشيفية)

حاكم تكساس الأميركية يأمر أجهزة الولاية بوقف الاستثمار في الصين

أمر حاكم ولاية تكساس الأميركية الذي ينتمي إلى الحزب الجمهوري غريغ أبوت، الأجهزة المعنية بوقف استثمار أموال الولاية في الصين، وبيع هذه الاستثمارات في أقرب فرصة.

«الشرق الأوسط» (أوستن (تكساس))
الاقتصاد إعلان توظيف على نافذة مطعم «شيبوتل» في نيويورك (رويترز)

الطلبات الأسبوعية لإعانات البطالة الأميركية تنخفض على غير المتوقع

انخفض، الأسبوع الماضي، على غير المتوقع عدد الأميركيين الذين تقدموا بطلبات جديدة للحصول على إعانات بطالة.

«الشرق الأوسط» (واشنطن)
الاقتصاد مبنى الاحتياطي الفيدرالي في واشنطن (رويترز)

مقترحات ترمب الاقتصادية تعيد تشكيل سياسة «الفيدرالي» بشأن الفائدة

قبل بضعة أسابيع، كان المسار المتوقع لبنك الاحتياطي الفيدرالي واضحاً. فمع تباطؤ التضخم وإضعاف سوق العمل، بدا أن البنك المركزي على المسار الصحيح لخفض الفائدة.

«الشرق الأوسط» (واشنطن)
الاقتصاد غوتام أداني وزوجته يرفعان إصبعيهما الملطخ بالحبر بعد الإدلاء بصوتيهما في أحمد آباد في 7 مايو 2024 (رويترز)

الملياردير الهندي غوتام أداني متهم في الولايات المتحدة بالرشوة

وجهت النيابة الفيدرالية في نيويورك اتهامات إلى الملياردير الهندي غوتام أداني بشأن مخطط مزعوم استمر لسنوات طويلة لرشوة مسؤولين هنود.

«الشرق الأوسط» (نيويورك)
الاقتصاد شاشة تعرض شعار شركة «غلوبال فاوندريز» خلال طرحها للاكتتاب العام في «ناسداك ماركتسايت» (رويترز)

أميركا تمنح «غلوبال فاوندريز» 1.5 مليار دولار لتوسيع إنتاج أشباه الموصلات

أعلنت وزارة التجارة الأميركية، الأربعاء، عن إتمام تخصيص منحة حكومية بقيمة 1.5 مليار دولار لشركة «غلوبال فاوندريز» لدعم توسيع إنتاج أشباه الموصلات.

«الشرق الأوسط» (واشنطن)

حاكم تكساس يأمر الوكالات المحلية ببيع أصولها في الصين

أبراج إدارية وخدمية في الضاحية المالية بالعاصمة الصينية بكين (أ.ف.ب)
أبراج إدارية وخدمية في الضاحية المالية بالعاصمة الصينية بكين (أ.ف.ب)
TT

حاكم تكساس يأمر الوكالات المحلية ببيع أصولها في الصين

أبراج إدارية وخدمية في الضاحية المالية بالعاصمة الصينية بكين (أ.ف.ب)
أبراج إدارية وخدمية في الضاحية المالية بالعاصمة الصينية بكين (أ.ف.ب)

في تصعيد مبكر قبيل تولي الرئيس الأميركي المنتخب دونالد ترمب مهامه الرئاسية في يناير (كانون الثاني) المقبل، أمر حاكم ولاية تكساس الأميركية وكالات الولاية بالتوقف عن الاستثمار في الصين، وبيع أصول هناك في أقرب وقت ممكن، مستشهداً بالمخاطر المالية والأمنية، في إشارة إلى أن التوترات المتنامية بين الولايات المتحدة والصين بدأت تؤثر في تدفقات رأس المال العالمية.

وفي رسالة إلى وكالات الولاية بتاريخ 21 نوفمبر (تشرين الثاني)، نُشرت على موقعه على الإنترنت، قال الحاكم الجمهوري غريغ أبوت إن «الأفعال العدائية» للحزب الشيوعي الحاكم في الصين زادت من المخاطر على استثمارات تكساس في الصين، وحث المستثمرين على الخروج، وتابع: «أوجه الكيانات الاستثمارية في تكساس بأنه يُحظر عليكم القيام بأي استثمارات جديدة لصناديق الدولة في الصين. وبقدر ما لديكم من استثمارات حالية في الصين، فأنتم مطالبون بالتخلص منها في أول فرصة متاحة».

وتتخذ تكساس موقفاً نشطاً بشكل متنامٍ في استثمارات وكالاتها، بعد أن قيدت سابقاً صناديق التقاعد العامة من التعامل مع شركات «وول ستريت» التي تبنت مبادئ بيئية واجتماعية وحوكمة.

وتشمل وكالاتها الحكومية نظام تقاعد المعلمين في تكساس، الذي كان لديه 210.5 مليار دولار تحت الإدارة في نهاية أغسطس (آب) الماضي، وفقاً لتقريره السنوي.

ويبلغ تعرض نظام تقاعد المعلمين في تكساس 1.4 مليار دولار لأصول اليوان الصيني ودولار هونغ كونغ، وجرى إدراج شركة «تينسنت» القابضة بوصفها عاشر أكبر مركز لها، بقيمة نحو 385 مليون دولار بالأسعار الحالية.

وقال أبوت في خطابه إنه أبلغ شركة إدارة الاستثمار بجامعة تكساس «إيه آند إم»، التي تدير استثمارات بما يقرب من 80 مليار دولار، بالتخلص من استثماراتها في الصين في وقت سابق من هذا العام.

وانخفضت الأسواق في الصين بشكل حاد، يوم الجمعة، حيث انخفض مؤشر شنغهاي المركب بنسبة 3 في المائة، وانخفضت أسهم تينسنت بنحو 2 في المائة في تعاملات بعد الظهر في هونغ كونغ. وقال المتعاملون إن التداول كان خفيفاً في هونغ كونغ، وأن المعنويات ضعيفة بالفعل، حيث خيبت السلطات الصينية التوقعات بشأن التحفيز الاقتصادي، لكن الأخبار أضافت إلى المزاج المتشائم.

وقال ستيفن ليونغ، المدير التنفيذي لشركة «يو أو بي كاي هيان» للسمسرة في هونغ كونغ: «على الرغم من أننا جميعاً نعلم أنه سيكون هناك مزيد ومزيد من السياسات ضد الصين من جانب الولايات المتحدة... كلما وردت أي أخبار مثل هذه، فإنها ستؤثر في المعنويات هنا».

وفي سياق منفصل على صلة بالحروب التجارية، قالت الصين، يوم الجمعة، إنها ستوسع نطاق تحقيقها بشأن مكافحة الدعم في واردات الألبان من الاتحاد الأوروبي لتغطية برامج الدعم الإضافية للاتحاد الأوروبي، وكذلك تلك الموجودة في الدنمارك وفرنسا وإيطاليا وهولندا.

وبدأ ثاني أكبر اقتصاد في العالم التحقيق في واردات بعض أنواع الجبن والحليب والقشدة من الاتحاد الأوروبي في أغسطس (آب) الماضي، في أعقاب خطة التعريفات الجمركية التي وضعها الاتحاد على السيارات الكهربائية المصنعة في الصين.

ودخلت التعريفات الجمركية الجديدة التي فرضها الاتحاد الأوروبي بنسبة تصل إلى 45.3 في المائة على واردات السيارات الكهربائية الصينية حيز التنفيذ في 30 أكتوبر (تشرين الأول)، حيث حثت الصين بعض حكومات دول الاتحاد الأوروبي على دفع المفوضية الأوروبية نحو حل مقبول لصناعات السيارات الكهربائية في كلا الجانبين.

وقالت وزارة التجارة الصينية، يوم الجمعة، إنها قررت إدراج أسئلة حول برامج الدعم الإضافية في الاستبيانات المرسلة إلى شركات الاتحاد الأوروبي بوصفها جزءاً من تحقيقها، وذلك في أعقاب طلب من صناعة الألبان الصينية. وقالت الوزارة في بيان إن الإضافة لا تشمل منتجات الألبان الجديدة، وتأخذ في الحسبان المطالبات التي قدمها أعضاء الاتحاد الأوروبي والمشاورات مع ممثلي الاتحاد الأوروبي.

وأضافت الوزارة أنه «في 19 نوفمبر، عقدت السلطات التحقيقية مشاورات مع ممثلي الاتحاد الأوروبي بشأن البرامج الجديدة التي ستجري إضافتها». وتظهر بيانات الجمارك الصينية أن الاتحاد الأوروبي كان ثاني أكبر مصدر لمنتجات الألبان للصين، بعد نيوزيلندا فقط. وأظهرت بيانات الاتحاد الأوروبي أن الصين كانت ثاني أكبر وجهة لمسحوق الحليب منزوع الدسم، العام الماضي، والرابعة لكل من الزبد ومسحوق الحليب كامل الدسم.