الحكومة السودانية: تعهد سعودي باستثمار 3 مليارات دولار في صندوق مشترك

حمدوك يدعو لمواجهة «المسكوت عنه» في العلاقات مع مصر

TT

الحكومة السودانية: تعهد سعودي باستثمار 3 مليارات دولار في صندوق مشترك

كشفت الحكومة السودانية عن تعهد سعودي بإقامة صندوق استثماري مشترك برأسمال مبدئي قدر بـ3 مليارات دولار أميركي في السودان، تدفع من قبل الحكومة السعودية، ودعوة الأطراف الأخرى للمشاركة في الصندوق، وفي الوقت ذاته جددت المملكة التزامها بإكمال منحة سابقة قدمتها لدعم الانتقال في السودان، البالغة 1.5 مليار دولار أميركي.
وقال وزير مجلس الوزراء خالد عمر يوسف، في مؤتمر صحافي عقب عودة رئيس الوزراء عبد الله حمدوك من زيارة لمصر استمرت يومين، إن زيارة وفد رئيس الوزراء للمملكة العربية السعودية، التي سبقت زيارته إلى القاهرة، شهدت تقدماً في الكثير من الملفات المشتركة، أكدت خلالها الرياض دعم الانتقال في السودان. ووصف الوزير الزيارتين إلى الرياض والقاهرة بأنهما ناجحتان، وأن العاصمة السعودية شهدت لقاءات على مستوى رفيع بين وفد رئيس الوزراء والمسؤولين السعوديين، التقى خلالها ولي العهد السعودي الأمير محمد بن سلمان، رئيس الوزراء ووفده، أثمرت اتفاقات سياسية في العديد من الملفات المشتركة، تتضمن أمن وسلامة البلدين وأمن البحر الأحمر، وتحقيق التكامل بين البلدين.
وقال يوسف إن ولي العهد السعودي، أرسل إشارة واضحة بدعم الانتقال في السودان لتجاوز صعوبات الانتقال كافة، فيما أكد الجانب السعودي التزامه بإيفاء متبقي المنحة السعودية للسودان والمقرة سابقاً، والبالغ 1.5 مليار دولار أميركي، وتشجيع الاستثمار في السودان بعد خروجه من قائمة الدول الراعية للإرهاب.
وقال إن الخرطوم والرياض اتفقتا على إنشاء «شراكة سودانية سعودية» للاستثمار في العديد من المجالات، وإن الجانب السعودي، بإشارة مباشرة من ولي العهد، التزم بوضع 3 مليارات دولار بدايةً مبدئيةً للشراكة الاستثمارية، ودعا الآخرين للمشاركة في الشراكة. وفي تفصيله لكيفية إكمال متبقي المنحة، أكد أن المشاورات جارية بين الطرفين لكيفية توظيف مبلغ المنح في الإيفاء باحتياجات السودان وأولوياته، وقال: «هناك لجان مشتركة تعمل على تسريع العملية، لتخاطب أولويات السودان».
وقال يوسف إن وفد رئيس الوزراء إلى مصر وجد استقبالاً حافلاً تضمن لقاءً بينه ووفده، والرئيس عبد الفتاح السيسي، قبل أن تتواصل المباحثات بين وزراء الدولتين في مجلس الوزراء استؤنفت فيه البلدان التي بدأت أغسطس (آب) الماضي، وأضاف: «كانت اللقاءات جيدة للغاية، تناولت معظم القضايا المشتركة بين مصر والسودان، وسبل تعزيز علاقات التعاون بينهما».
وحسب المسؤول السوداني، فإن المباحثات تضمنت «الربط الكهربائي بين مصر والسودان، ورفع تزويد السودان بالكهرباء إلى 240 كيلو واط من 60 كيلو واط حالياً، إلى جانب ربط البلدين بشبكة سكك حديدية، وشبكات نقل بري، وتشجيع التجارة والاستثمار والزراعة، والتعاون في المجالات الصحية، لا سيما في مكافحة جائحة (كورونا)، وتقديم العلاج لمصابي ثورة ديسمبر (كانون الأول) 2018، الذين وصل أول فوج منهم لمصر لتلقي العلاج في أكاديمية ناصر الطبية».
وتضمنت الاتفاقات - قال يوسف - زيارات متبادلة بين رجال الأعمال في البلدين، وإتاحة المزيد من التسهيلات للمستثمرين في البلدين، والتوافق على «أمن البحر».
وفي ملف «سد النهضة الإثيوبي»، قال الوزير السوداني، إن موقف البلدين «شبه متطابق» من الإعلان الإثيوبي بالشروع في الملء الأحادي في يوليو (تموز) المقبل، وأضاف: «نحن الاثنان ضد الملء الأحادي من قبل دولة إثيوبيا الشقيقة، ويجب ألا يتم قبل توقيع اتفاق ملزم لكل الأطراف».
وحذر يوسف من مخاطر عميمة تهدد السودان حال شروع إثيوبي في الملء الثاني الذي تخطط له، بقوله: «حجم الملء الثاني يماثل ثلاثة أضعاف الملء الأول الذي حدث العام الماضي»، والسودان سيتضرر منه بشكل مباشر، ويتأثر به التوليد الكهربائي على السدود السودانية، مثلما تتضرر منه حياة الناس الذين يعيشون على ضفاف نهر النيل.
وأوضح أن الموقف السوداني بتوسيع الوساطة الحالية من وساطة الاتحاد الأفريقي إلى الوساطة الرباعية التي يشارك فيها الاتحاد الأوروبي والولايات المتحدة الأميركية، يجد الدعم من الحكومة المصرية، وأضاف: «تم التواصل مع رئيس الكونغو الرئيس الحالي للاتحاد الأفريقي، لتوصيل الموقف المشترك السوداني المصري للطرف الثالث».
وأشار يوسف إلى اللقاء الذي أجراه رئيس الوزراء عبد الله حمدوك مع عدد من المثقفين والمفكرين المصريين في «مركز الأهرام»، وتناول فيه الرؤية الاستراتيجية للعلاقة بين مصر والسودان، وكيفية إسهام تطوير علاقات البلدين ليكون رافعة لدورهما في الإقليم، الذي يتجاوز القضايا العالقة بينهما لمصلحة الشعبين ولمصلحة المنطقة.
وقال يوسف إن رئيس الوزراء دعا بوضوح لتناول ما أطلق عليه «المسكوت عنه في علاقات البلدين»، باعتباره أحد أنجح سبل بناء العلاقات الاستراتيجية، بما في ذلك قضية النزاع الحدودي على منطقتي حلايب وشلاتين.
وقطع بأن النزاع الحدودي مع مصر ليس في أجندة الزيارة، بيد أنه عاد ليقول إن قضية النزاع على حلايب وشلاتين على الطاولة السودانية المصرية باستمرار، وأضاف: «الجديد أن رئيس الوزراء، عبر عن الموقف بصورة معلنة لإيجاد حل للقضية بصيغة من الصيغ، وألا تترك معلقة لتستخدم سياسياً في أوقات توتر علاقات البلدين، حين تسوء العلاقة يتم اللجوء لها، وحين تكون العلاقة جيدة يسكت عنها، بل يجب نقاشها بقلب مفتوح للوصول لمعالجة عادلة للقضية».
وكشف المسؤول السوداني البارز عن لقاءات أمنية تمت بين رئيسي المخابرات في البلدين مع رئيس الوزراء، تناول المهددات الأمنية، وتطوير التعاون الأمني بينهما بمواجهة المهددات المشتركة الداخلية والخارجية. وفيما يتعلق بأنصار نظام البشير الذين يقيمون بمصر، قال يوسف: «هناك طلب مستمر من السودان لمصر بتسليم المطلوبين في مصر؛ مطلوبين في اتهامات جنائية، أو من يقومون بنشاط سياسي معادٍ للسودان»، وتابع: «هو طلب مستمر تم التأكيد عليه في الزيارة».
وعاد رئيس الوزراء السوداني عبد الله حمدوك، أمس، من زيارة إلى مصر استمرت يومين، رافقه خلالها عدد من كبار المسؤولين، على رأسهم وزراء مجلس الوزراء الخارجية، المالية، المخابرات العامة، وغيرهم، التقى خلالها الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي، ورئيس الوزراء مصطفى مدبولي، وذلك بعد يوم واحد من الزيارة التي قام بها وفد سوداني برئاسته للمملكة العربية السعودية استمرت يومين هي الأخرى، وبرفقته وزراء مجلس الوزراء ووزيرة الخارجية، وزير المالية، مدير المخابرات العامة، وعدد آخر من كبار المسؤولين، واستقبله خلالها ولي العهد السعودي.



الحوثيون يتبنّون هجمات بالمسيّرات ضد أهداف إسرائيلية

صورة وزّعها الإعلام الحوثي تظهر صواريخ وطائرات من دون طيار (رويترز)
صورة وزّعها الإعلام الحوثي تظهر صواريخ وطائرات من دون طيار (رويترز)
TT

الحوثيون يتبنّون هجمات بالمسيّرات ضد أهداف إسرائيلية

صورة وزّعها الإعلام الحوثي تظهر صواريخ وطائرات من دون طيار (رويترز)
صورة وزّعها الإعلام الحوثي تظهر صواريخ وطائرات من دون طيار (رويترز)

تبنت الجماعة الحوثية المدعومة من إيران هجمات جديدة بالطائرات المسيّرة ضد أهداف إسرائيلية، الجمعة، إلى جانب تبنّى هجمات بالاشتراك مع فصائل عراقية موالية لطهران، دون أن يعلق الجيش الإسرائيلي على الفور بخصوص آثار هذه العمليات.

وتشن الجماعة المدعومة من إيران منذ أكثر من عام هجمات ضد السفن في البحر الأحمر وخليج عدن، فضلاً عن إطلاق الصواريخ والمسيّرات باتجاه إسرائيل تحت مزاعم نصرة الفلسطينيين في غزة.

صاروخ أطلقه الحوثيون باتجاه إسرائيل من نوع «فلسطين 2» (إعلام حوثي)

وخلال حشد حوثي في ميدان السبعين بصنعاء، الجمعة، ادعى المتحدث العسكري باسم الجماعة يحيى سريع أن قوات جماعته نفذت عمليتين عسكريتين استهدفت الأولى هدفاً عسكرياً في عسقلان، فيما استهدفت الثانية هدفاً في تل أبيب.

وزعم المتحدث الحوثي أن العمليتين تم تنفيذهما بطائرتين مسيّرتين تمكنتا من تجاوز المنظومات الاعتراضية والوصول إلى هدفيهما.

إلى ذلك، قال سريع إن قوات جماعته نفذت بالاشتراك مع ما وصفها بـ«المقاومة الإسلامية في العراق» عمليةً عسكريةً ضد أهداف حيوية جنوب إسرائيل، وذلك بعدد من الطائرات المسيّرة، زاعماً أن العملية حققت أهدافها بنجاح.

وتوعد المتحدث الحوثي بالاستمرار في تنفيذ الهجمات ضد إسرائيل حتى توقف الحرب على غزة ورفع الحصار عنها.

19 صاروخاً ومسيّرة

في أحدث خطبة لزعيم الجماعة عبد الملك الحوثي، الخميس، قال إن جماعته أطلقت باتجاه إسرائيل خلال أسبوع 19 صاروخاً باليستياً ومجنحاً وطائرة مسيّرة، زاعماً أنها استهدفت تل أبيب وأسدود وعسقلان.

كما ادعى الحوثي استهداف خمس سفن أميركية في خليج عدن، منها: بارجتان حربيتان، وهدد بالاستمرار في الهجمات، وقال إن جماعته نجحت في تدريب وتعبئة أكثر من 600 ألف شخص للقتال خلال أكثر من عام.

من آثار مسيّرة حوثية انفجرت في مبنى سكني في جنوب تل أبيب الاثنين الماضي (أ.ف.ب)

وتبنّى الحوثيون على امتداد أكثر من عام إطلاق مئات الصواريخ والطائرات المسيّرة باتجاه إسرائيل، لكن لم يكن لها أي تأثير هجومي، باستثناء مسيّرة قتلت شخصاً بعد انفجارها بشقة في تل أبيب يوم 19 يوليو (تموز) الماضي.

واستدعت هذه الهجمات من إسرائيل الرد في 20 يوليو الماضي، مستهدفة مستودعات للوقود في ميناء الحديدة، وهو ما أدى إلى مقتل 6 أشخاص، وإصابة نحو 80 آخرين.

وتكرّرت الضربات الإسرائيلية في 29 سبتمبر (أيلول) الماضي، ضد مستودعات للوقود في كل من الحديدة ورأس عيسى. كما استهدفت محطتي توليد كهرباء في الحديدة، بالإضافة إلى مطار المدينة الخارج عن الخدمة منذ سنوات. وأسفرت هذه الغارات عن مقتل 4 أشخاص، وإصابة نحو 30 شخصاً، وفق ما أقر به الحوثيون.

أحدث الهجمات

أعلن الجيش الإسرائيلي، الاثنين الماضي، أن طائرة مسيّرة، يعتقد أنها انطلقت من اليمن، أصابت مبنى في جنوب تل أبيب، وفق ما نقلته وسائل إعلام غربية.

وقالت القناة «13» الإسرائيلية: «ضربت طائرة مسيّرة الطابق الـ15 من مبنى سكني في يفنه، ولحق دمار كبير بشقتين»، مشيرة إلى وصول قوات كبيرة إلى المكان.

وأفاد الجيش الإسرائيلي بورود «تقارير عن سقوط هدف جوي مشبوه في منطقة مدينة يفنه. ولم يتم تفعيل أي تحذير». وقالت نجمة داود الحمراء إنه لم تقع إصابات.

وأشارت قوات الإطفاء والإنقاذ، التي وصلت إلى مكان الحادث، إلى وقوع أضرار جسيمة في شقتين. كما نقل موقع «0404» الإسرائيلي اليوم عن متحدث باسم الجيش الإسرائيلي قوله: «يبدو أن الطائرة المسيّرة التي أصابت مبنى في يفنه قد انطلقت من اليمن»، مشيراً إلى أنه يجري التحقيق في الحادث.

مدمرة أميركية في البحر الأحمر تطلق صاروخاً ضد أهداف حوثية (رويترز)

وعلى صعيد الهجمات البحرية، كانت القيادة المركزية الأميركية أعلنت في بيان، الثلاثاء، الماضي، أنّ سفينتين عسكريّتين أميركيّتين صدّتا هجوماً شنّه الحوثيون بواسطة طائرات من دون طيّار وصاروخ كروز، وذلك في أثناء حراستهما ثلاث سفن تجارية في خليج عدن.

وقال البيان إن «المدمّرتين أحبطتا هجمات شُنّت بطائرات من دون طيار وبصاروخ كروز مضاد للسفن، لتضمنا بذلك سلامتهما وأفرادهما، وكذلك سلامة السفن المدنية وأطقمها».

وأوضح البيان أنّ «المدمرتين كانتا ترافقان ثلاث سفن تجارية تابعة للولايات المتحدة»، مشيراً إلى عدم وقوع إصابات أو إلحاق أضرار بأيّ سفن.

يشار إلى أن الهجمات الحوثية في البحر الأحمر أدت منذ 19 نوفمبر (تشرين الثاني) 2023 إلى غرق سفينتين وقرصنة ثالثة، كما أدت إلى مقتل 3 بحارة وإصابة آخرين في هجوم ضد سفينة ليبيرية.

وفي حين تبنى زعيم الحوثيين مهاجمة أكثر من 211 سفينة منذ بدء التصعيد، كانت الولايات المتحدة ومعها بريطانيا في أربع مرات على الأقل، نفذت منذ 12 يناير (كانون الثاني) الماضي أكثر من 800 غارة على أهداف للجماعة أملاً في الحد من قدرتها على تنفيذ الهجمات البحرية.