التضخم السوداني يواصل جموحه التاريخي

التضخم السوداني  يواصل جموحه التاريخي
TT

التضخم السوداني يواصل جموحه التاريخي

التضخم السوداني  يواصل جموحه التاريخي

قال جهاز الإحصاء المركزي في السودان إن معدل التضخم السنوي في البلاد ارتفع إلى مستوى قياسي في فبراير (شباط) الماضي حيث بلغ 330.78 في المائة، بزيادة 26.45 نقطة عن الشهر السابق له الذي سجل 304.33 في المائة، وهو أعلى معدل يسجل في البلاد.
وعزا الجهاز في بيان صحافي أمس ارتفاع معدلات التضخم إلى زيادة المواد الغذائية والمشروبات، إضافة إلى الزيادة في السلع المستوردة في سلة الاستهلاك. وأشار إلى تصاعد معدل التضخم للسلع الاستهلاكية والخدمية في جميع ولايات البلاد إلى مستويات عالية، وارتفاع في التغير للتضخم في المناطق الحضرية والريفية بأكثر من 10 نقاط.
واعتمدت الحكومة السودانية الشهر الماضي سياسة سعر الصرف الموحد، لوقف التدهور الكبير في قيمة الجنيه مقابل العملات الأجنبية، لخفض معدلات التضخم في البلاد، وأدت هذه السياسة إلى ركود ملحوظ في حركة البيع والشراء في أسواق العملة الموازية (السوداء).
وتعول الحكومة على جذب مدخرات السودانيين العاملين بالخارج والتي تقدر بحوالي 6 مليارات دولار سنويا، لتشكل احتياطي نقدي في البنك المركزي يساهم في استقرار قيمة العملة الوطنية.
ويحذر خبراء اقتصاديون من سياسة التخفيض المتواصل لقيمة الجنيه، الذي تتضرر منه القطاعات الإنتاجية في البلاد، ويؤدي إلى ارتفاع معدلات التضخم وأسعار السلع، وتفاقم الأوضاع المعيشية.
وتأتي خطوة توحيد سعر الصرف ضمن سلسلة من الإجراءات التي بدأتها الحكومة السودانية لإصلاح التشوهات الهيكلية في الاقتصاد، وتتبعها سعر الدولار الجمركي. وتستهدف موازنة 2021 خفض التضخم بنسبة كبيرة، تصل إلى 95 في المائة بنهاية العام.
ويقدر العجز الكلي من الناتج المحلي بحوالي 4.1 في المائة، أقل بكثير من العجز في موازنة العام الماضي، التي تأثرت بانعكاسات جائحة (كورونا) وأفقدت السودان 40 في المائة من الإيرادات العامة.
وأشاد صندوق النقد الدولي الأربعاء الماضي بالتقدم الملموس في سياسيات الحكومة السودانية للإصلاح الاقتصادي بالسودان، وخطوة توحيد سعر الصرف وإلغاء الدعم للمحروقات، لكنه دعا إلى ضرورة مراجعة إصلاح سعر الدولار الجمركي في إطار زمني معقول لزيادة الإيرادات والقدرة التنافسية.



بكين تتهم أوروبا بفرض «حواجز تجارية غير عادلة»

سيدة تتسوق في أحد المتاجر بمدينة ليانيونغانغ شرق الصين (أ.ف.ب)
سيدة تتسوق في أحد المتاجر بمدينة ليانيونغانغ شرق الصين (أ.ف.ب)
TT

بكين تتهم أوروبا بفرض «حواجز تجارية غير عادلة»

سيدة تتسوق في أحد المتاجر بمدينة ليانيونغانغ شرق الصين (أ.ف.ب)
سيدة تتسوق في أحد المتاجر بمدينة ليانيونغانغ شرق الصين (أ.ف.ب)

قالت الصين الخميس إن تحقيقاتها في ممارسات الاتحاد الأوروبي وجدت أن بروكسل فرضت «حواجز تجارية واستثمارية» غير عادلة على بكين، مما أضاف إلى التوترات التجارية طويلة الأمد.

وأعلنت بكين عن التحقيق في يوليو (تموز)، بعدما أطلق الاتحاد تحقيقات حول ما إذا كانت إعانات الحكومة الصينية تقوض المنافسة الأوروبية. ونفت بكين باستمرار أن تكون سياساتها الصناعية غير عادلة، وهددت باتخاذ إجراءات ضد الاتحاد الأوروبي لحماية الحقوق والمصالح القانونية للشركات الصينية.

وقالت وزارة التجارة، الخميس، إن تنفيذ الاتحاد الأوروبي للوائح الدعم الأجنبي (FSR) كان تمييزاً ضد الشركات الصينية، و«يشكل حواجز تجارية واستثمارية». ووفق الوزارة، فإن «التطبيق الانتقائي» للتدابير أدى إلى «معاملة المنتجات الصينية بشكل غير موات أثناء عملية التصدير إلى الاتحاد الأوروبي مقارنة بالمنتجات من دول أخرى».

وأضافت بكين أن النظام لديه معايير «غامضة» للتحقيق في الإعانات الأجنبية، ويفرض «عبئاً ثقيلاً» على الشركات المستهدفة، ولديه إجراءات غامضة أنشأت «حالة من عدم اليقين هائلة». ورأت أن تدابير التكتل، مثل عمليات التفتيش المفاجئة «تجاوزت بوضوح الحدود الضرورية»، في حين كان المحققون «غير موضوعيين وتعسفيين» في قضايا، مثل خلل الأسواق.

وأوضحت وزارة التجارة الصينية أن الشركات التي عدّت أنها لم تمتثل للتحقيقات واجهت أيضاً «عقوبات شديدة»، الأمر الذي فرض «ضغوطاً هائلة» على الشركات الصينية. وأكدت أن تحقيقات نظام الخدمة المالية أجبرت الشركات الصينية على التخلي عن مشاريع أو تقليصها، ما تسبب في خسائر تجاوزت 15 مليار يوان (2,05 مليار دولار).

وفي سياق منفصل، تباطأ التضخم في أسعار المستهلكين في الصين خلال شهر ديسمبر (كانون الأول) الماضي، فيما واصلت أسعار المنتجين الانكماش وسط ضعف الطلب الاقتصادي.

وألقت عوامل، تتضمن غياب الأمن الوظيفي، وأزمة قطاع العقارات المستمرة منذ فترة طويلة، وارتفاع الديون، وتهديدات الرئيس الأميركي المنتخب دونالد ترمب فيما يتعلق بالرسوم الجمركية، بظلالها على الطلب رغم جهود بكين المكثفة لتحفيز القطاع الاستهلاكي.

وأظهرت بيانات من المكتب الوطني للإحصاء، الخميس، أن مؤشر أسعار المستهلكين ارتفع 0.1 في المائة الشهر الماضي على أساس سنوي، بعد صعوده 0.2 في المائة في نوفمبر (تشرين الثاني) السابق عليه، مسجلاً أضعف وتيرة منذ أبريل (نيسان) الماضي. وجاءت البيانات متسقة مع توقعات الخبراء في استطلاع أجرته «رويترز».

وظل مؤشر أسعار المستهلكين ثابتاً على أساس شهري، مقابل انخفاض بواقع 0.6 في المائة في نوفمبر، وهو ما يتوافق أيضاً مع التوقعات. وارتفع التضخم الأساسي، الذي يستثني أسعار المواد الغذائية والوقود المتقلبة، 0.4 في المائة الشهر الماضي، مقارنة مع 0.3 في المائة في نوفمبر، وهو أعلى مستوى في خمسة أشهر.

وبالنسبة للعام ككل، ارتفع مؤشر أسعار المستهلكين 0.2 في المائة بما يتماشى مع وتيرة العام السابق، لكنه أقل من المستوى الذي تستهدفه السلطات عند نحو ثلاثة في المائة للعام الماضي، مما يعني أن التضخم أخفق في تحقيق الهدف السنوي للعام الثالث عشر على التوالي.

وانخفض مؤشر أسعار المنتجين 2.3 في المائة على أساس سنوي في ديسمبر، مقابل هبوط بواقع 2.5 في المائة في نوفمبر، فيما كانت التوقعات تشير إلى انخفاض بنسبة 2.4 في المائة. وبذلك انخفضت الأسعار عند بوابات المصانع للشهر السابع والعشرين على التوالي.

ورفع البنك الدولي في أواخر ديسمبر الماضي توقعاته للنمو الاقتصادي في الصين في عامي 2024 و2025، لكنه حذر من أن أموراً تتضمن ضعف ثقة الأسر والشركات، إلى جانب الرياح المعاكسة في قطاع العقارات، ستظل تشكل عائقاً.