الحكومة المغربية تصادق على «تقنين» القنب الهندي

ابن كيران يعلن قطع علاقاته بالعثماني وبعض قيادات «العدالة والتنمية»

TT

الحكومة المغربية تصادق على «تقنين» القنب الهندي

صادقت الحكومة المغربية، أمس، على مشروع قانون يتعلق بـ«الاستعمالات المشروعة للقنب الهندي»، بعدما جرى تأجيل المصادقة عليه مرتين خلال آخر اجتماعين لمجلس الحكومة.
وجاء في بيان حكومي أمس أن أشغال المجلس «خصصت لاستكمال تدارس والمصادقة على مشروع قانون متعلق بالاستعمالات المشروعة للقنب الهندي، تقدم به وزير الداخلية، وذلك بعد الأخذ بعين الاعتبار الملاحظات المثارة بشأنه»، من دون توضيح طبيعة هذه الملاحظات.
وكان هذا المشروع قد أثار جدلا واسعا داخل حزب العدالة والتنمية (مرجعية إسلامية)، متزعم الائتلاف الحكومي، وصل إلى حد استقالة إدريس الأزمي من رئاسة المجلس الوطني للحزب (أعلى هيئة تقريرية فيه بعد المؤتمر)، احتجاجا على مشروع القانون، وتهديد عبد الإله ابن كيران، الأمين العام السابق للحزب ورئيس الحكومة السابق، بمغادرة الحزب إذا صوت الفريق البرلماني للحزب عليه، وتجميد عضويته في الحزب إذا وافقت الأمانة العامة للحزب عليه.
وأجل مجلس الحكومة مرتين المصادقة على هذا المشروع، منذ طرحه في 25 من فبراير (شباط) الماضي بسبب الخلافات داخل «العدالة والتنمية». وأعلنت الأمانة العامة للحزب أنها مع إنجاز «دراسة» حول «أثر تقنين القنب الهندي»، ودعت لفتح «نقاش مجتمعي عمومي» حوله. لكن المراقبين يرون أن هذا الموقف ليس سوى محاولة لامتصاص الغضب داخل الحزب.
ولم يؤثر هذا الموقف على مسار مصادقة الحكومة، التي يقودها «العدالة والتنمية» على المشروع. ويرى معارضو المشروع داخل الحزب أنه من غير الملائم طرح تقنين القنب الهندي في نهاية الولاية التشريعية والحكومية، خاصة أن البرنامج الحكومي لم يتضمن هذا المشروع، علما بأن الحزب سبق أن ناهض دعوات سابقة لتقنين القنب الهندي، تبناها حزبا الأصالة والمعاصرة والاستقلال المعارضين.
واعتمدت «اللجنة الوطنية للمخدرات»، التابعة لوزارة الداخلية، التي انعقدت في 11 من فبراير 2020 توصيات منظمة الصحة العالمية، وخاصة تلك المتعلقة «بإزالة القنب الهندي من الجدول الرابع للمواد المخدرة» ذات الخصائص الشديدة الخطورة، والتي لها قيمة علاجية كبيرة.
وينتظر بعد مصادقة الحكومة على المشروع أن يحال إلى مجلس النواب (الغرفة الأولى في البرلمان). ويتوقع مراقبون أن يوجد فريق «العدالة والتنمية» في المجلس نفسه في موقف محرج إذا ما اختار التصويت بالرفض، أو الامتناع ضد موقف الحكومة.
في غضون ذلك، وبعد تهديد عبد الإله ابن كيران، رئيس الحكومة السابق، والأمين العام السابق لحزب العدالة والتنمية، بالاستقالة من الحزب إذا صادق نواب حزبه على مشروع القانون المتعلق بالاستعمالات المشروعة للقنب الهندي، وبعد زيارة سعد الدين العثماني، رئيس الحكومة له في بيته مساء الثلاثاء لتهدئته، فاجأ ابن كيران حزبه أمس بإعلان تجميد عضويته في الحزب، مباشرة بعد مصادقة الحكومة على مشروع القانون المثير للجدل أمس، بل إنه أعلن قطع علاقته بعدد من الشخصيات ووزراء الحزب، وعلى رأسهم سعد الدين العثماني رئيس الحكومة. وأعلن ابن كيران في رسالة مكتوبة بخط يده، نشرها في حسابه في «فيسبوك» أمس، أنه «تبعا لمرور قانون القنب الهندي (الكيف) في المجلس الحكومي يوم 11 مارس (آذار) 2021 فإنه يعلن قطع علاقته بكل من سعد الدين العثماني، ومصطفى الرميد، وزير الدولة المكلف حقوق الإنسان، ولحسن الداودي، الوزير السابق وعضو الأمانة العامة ومن المدافعين عن تقنين القنب الهندي)، إضافة إلى عزيز رباح، وزير الطاقة والمعادن، ومحمد امكراز (وزير الشغل والادماج المهني)». كما جاء في الرسالة أنه يعلن تجميد عضويته في حزب العدالة والتنمية.



إرغام تربويين في صنعاء على تلقي برامج تعبئة طائفية

مسؤولون تربويون في صنعاء يخضعون لتعبئة حوثية (إعلام حوثي)
مسؤولون تربويون في صنعاء يخضعون لتعبئة حوثية (إعلام حوثي)
TT

إرغام تربويين في صنعاء على تلقي برامج تعبئة طائفية

مسؤولون تربويون في صنعاء يخضعون لتعبئة حوثية (إعلام حوثي)
مسؤولون تربويون في صنعاء يخضعون لتعبئة حوثية (إعلام حوثي)

أوقفت الجماعة الحوثية عشرات القادة والمسؤولين التربويين في العاصمة المختطفة صنعاء عن العمل، وأحالتهم إلى المحاسبة تمهيداً لفصلهم من وظائفهم، بعد أن وجّهت إليهم تهماً برفض حضور ما تُسمى «برامج تدريبية» تُقيمها حالياً في صنعاء وتركّز على الاستماع إلى سلسلة محاضرات لزعيمها عبد الملك الحوثي.

وفي سياق سعي الجماعة لتعطيل ما تبقى من مؤسسات الدولة تحت سيطرتها، تحدّثت مصادر تربوية في صنعاء لـ«الشرق الأوسط»، عن إرغام الجماعة أكثر من 50 مسؤولاً وقيادياً تربوياً يشملون وكلاء قطاعات ومديري عموم في وزارة التعليم الحوثية على الخضوع لبرامج تعبوية تستمر 12 يوماً.

ملايين الأطفال في مناطق سيطرة الحوثيين عُرضة لغسل الأدمغة (رويترز)

وبموجب التعليمات، ألزمت الجماعة القادة التربويين بحضور البرنامج، في حين اتخذت إجراءات عقابية ضد المتغيبين، وكذا المنسحبون من البرنامج بعد انتهاء يومه الأول، لعدم قناعتهم بما يتمّ بثّه من برامج وأفكار طائفية.

وكشفت المصادر عن إحالة الجماعة 12 مديراً عاماً ووكيل قطاع تربوي في صنعاء ومدن أخرى إلى التحقيق، قبل أن تتخذ قراراً بإيقافهم عن العمل، بحجة تخلفهم عن المشاركة في برنامجها التعبوي.

وجاء هذا الاستهداف تنفيذاً لتعليمات صادرة من زعيم الجماعة وبناء على مخرجات اجتماع ترأسه حسن الصعدي المعيّن وزيراً للتربية والتعليم والبحث العلمي بحكومة الانقلاب، وخرج بتوصيات تحض على إخضاع التربويين لبرامج تحت اسم «تدريبية» على ثلاث مراحل، تبدأ بالتعبئة الفكرية وتنتهي بالالتحاق بدورات عسكرية.

توسيع التطييف

تبرّر الجماعة الحوثية إجراءاتها بأنها رد على عدم استجابة التربويين للتعليمات، ومخالفتهم الصريحة لما تُسمّى مدونة «السلوك الوظيفي» التي فرضتها سابقاً على جميع المؤسسات تحت سيطرتها، وأرغمت الموظفين تحت الضغط والتهديد على التوقيع عليها.

وأثار السلوك الحوثي موجة غضب في أوساط القادة والعاملين التربويين في صنعاء، ووصف عدد منهم في حديثهم لـ«الشرق الأوسط»، ذلك التوجه بأنه «يندرج في إطار توسيع الجماعة من نشاطاتها الطائفية بصورة غير مسبوقة، ضمن مساعيها الرامية إلى تطييف ما تبقى من فئات المجتمع بمن فيهم العاملون في قطاع التعليم».

عناصر حوثيون يرددون هتافات الجماعة خلال تجمع في صنعاء (إ.ب.أ)

واشتكى تربويون في صنعاء، شاركوا مكرهين في البرامج الحوثية، من إلزامهم يومياً منذ انطلاق البرنامج بمرحلته الأولى، بالحضور للاستماع إلى محاضرات مسجلة لزعيم الجماعة، وتلقي دروس طائفية تحت إشراف معممين جرى استقدام بعضهم من صعدة حيث المعقل الرئيس للجماعة.

ويأتي تحرك الجماعة الحوثية لتعبئة ما تبقى من منتسبي قطاع التعليم فكرياً وعسكرياً، في وقت يتواصل فيه منذ سنوات حرمان عشرات الآلاف من المعلمين من الحصول على مرتباتهم، بحجة عدم توفر الإيرادات.

ويتحدث ماجد -وهو اسم مستعار لمسؤول تعليمي في صنعاء- لـ«الشرق الأوسط»، عن تعرضه وزملائه لضغوط كبيرة من قبل مشرفين حوثيين لإجبارهم بالقوة على المشاركة ضمن ما يسمونه «برنامجاً تدريبياً لمحاضرات زعيم الجماعة من دروس عهد الإمام علي عليه السلام لمالك الأشتر».

وأوضح المسؤول أن مصير الرافضين الانخراط في ذلك البرنامج هو التوقيف عن العمل والإحالة إلى التحقيق وربما الفصل الوظيفي والإيداع في السجون.

يُشار إلى أن الجماعة الانقلابية تركز جُل اهتمامها على الجانب التعبوي، عوضاً الجانب التعليمي وسط ما يعانيه قطاع التعليم العمومي من حالة انهيار وتدهور غير مسبوقة.