أسماء الأسد... كيف استفادت «ماري أنطوانيت الدمشقية» من الحرب السورية؟

بشار وأسماء الأسد خلال تلقيها العلاج
بشار وأسماء الأسد خلال تلقيها العلاج
TT

أسماء الأسد... كيف استفادت «ماري أنطوانيت الدمشقية» من الحرب السورية؟

بشار وأسماء الأسد خلال تلقيها العلاج
بشار وأسماء الأسد خلال تلقيها العلاج

تناولت مجلة «ذي إيكونوميست» البريطانية حياة أسماء الأسد زوجة الرئيس السوري بشار الأسد، معتبرة صورة للسيدة الأولى في سوريا على وسائل التواصل الاجتماعي الصيف الماضي، بينما كانت القوات الحكومية في شمال غربي سوريا تقصف آخر جيوب مقاومة المتمردين للنظام، خير معبر عما آلت إليه أسماء في الفترة الأخيرة.
وأظهرت الصورة أسماء الأسد وزوجها الرئيس السوري بشار الأسد وأطفالهما الثلاثة وهم يقفون على قمة تل عال ويحيط بهم جنود في ملابس مموهة، ويبدو بشار، الذي كان يرتدي «أنوراك»، وحذاءً رياضياً وقميص «بولو» واقفاً متظاهراً بالصلابة بين الجنود، بينما تقف أسماء بصلابة أكبر، وذراعاها على جانبيها، مرتدية الجينز الأبيض، ومنتعلةً حذاءً رياضياً، وواضعة نوعاً من النظارات الشمسية التي يحبها «رجال الشرق الأوسط الأقوياء»، بينما يتكئ الرئيس السوري على كتفها.
وشرح التقرير، أن أسماء أقوى مما كانت عليه في أي وقت مضى، بعدما كانت رحلتها إلى السيادة على هذه الأرض المنكوبة رحلة «متعرجة»، باعتقادها أن الإصلاح الاجتماعي سيعمل على تحديث «دولة منبوذة»، وظهرت كأنها «ماري أنطوانيت الدمشقية» تتسوق بينما بلدها يحترق، وتكافح السرطان بينما تسحق قوات زوجها المتمردين.
ويسأل التقرير، أين ستنتهي الرحلة؟
لم يعد صعود أسماء في بلاط عائلة الأسد مجرد مادة لإثارة القيل والقال لمراقبي سوريا. ففي العام الماضي، وصفت الحكومة الأميركية أسماء بأنها من «أسوأ المستفيدين من الحرب» في سوريا. حتى أن هناك الآن همسات بأنها قد تخلف زوجها في يوم من الأيام في منصب الرئيس.
وقطعت أسماء الأسد بالتأكيد شوطاً طويلاً من المنزل على أطراف أحياء لندن الغنية، حيث ترعرعت، حتى وصلت إلى مكانتها الحالية في النظام السوري.
وتحدث التقرير عن نشأة السيدة التي ولدت عام 1975 في أكتون، وهي منطقة في غرب لندن على حدود الأحياء الأكثر ثراءً. ومثل معظم السوريين والداها من المسلمين السنة. عندما حصل انقلاب، كان والد بشار، حافظ الأسد، جزءاً منه، وأعلن نفسه رئيساً عام 1970.
يضيف التقرير أن أسرتها محافظة ثقافياً. وعُرفت أسماء باسم «إيما» في مدرستها الابتدائية المحلية، وهي واحدة من أقدم مدارس البنات الخاصة في بريطانيا «كوينز كوليدج» على مسافة أمتار قليلة من عيادة والدها الطبية الخاصة في شارع «هارلي». وحصلت على درجة علمية في علوم الحاسوب، ويتذكرها كل من الأصدقاء والمنتقدين بأنها ذكية وتعمل بجد.
لا يتذكر أحد أنها أبدت أي اهتمام بالشرق الأوسط، وفي زياراتها إلى دمشق مع والديها، كانت تمضي وقتها بجانب المسبح في فندق الشيراتون. قال صديق للعائلة «كانت إنجليزية للغاية، ويبدو أنها لا تريد أي علاقة لها بسوريا».
ويكمل التقرير، أنها حصلت على وظيفة في بنك «جي بي مورغان» الاستثماري. حيث يعمل الموظفون لمدة تصل إلى 48 ساعة أسبوعياً، حتى أن بعضهم ينام في المكتب (لشدة الإرهاق). يتذكر بول غيبز، الذي كان مديراً لأسماء، أنها «رشيقة ومهذبة ومطيعة»، وإنها اعتادت ارتداء بدلات سوداء رائعة، وتخصصت في عمليات الاندماج والاستحواذ (وهي تجربة أثبتت فائدتها لاحقاً في سوريا).
قام عم والدة أسماء سحر بمساعدة حافظ الأسد في الاستيلاء على السلطة، واستخدمت سحر مكانة عمها للحصول على وظيفة في السفارة السورية في لندن. كما حرصت على الترتيب لمقابلات بين أسماء وبشار نجل حافظ الثاني، بحسب سام داغر، مؤلف كتاب «أسد أو نحرق البلد»، حيث التقى الاثنان مرات عدة عندما كان بشار طالب طب في لندن في التسعينات. وعندما توفي شقيقه باسل في حادث سيارة عام 1994، سقط مصير سلالة الأسد فجأة على كتفي بشار.
توفي حافظ الأسد عام 2000 في الوقت الذي انتقلت فيه أسماء إلى دمشق، لكن إرثه كان موجوداً في كل مكان، من الهندسة المعمارية على الطراز السوفياتي إلى اللوحات الإعلانية التي تحمل وجهه. وأدى دعمه لمنظمات مسلحة في جميع أنحاء المنطقة إلى عزل سوريا عن الغرب، فكان صعود بشار فرصة لإعادة العلاقات.
بدت أسماء رفيقة واعدة للزعيم السوري الجديد، وجعلت حزب البعث العلماني السوري أكثر قبولاً من بعض الدول العربية لتولي المرأة أدواراً عامة. وقال وفيق سعيد، الثري السوري الذي أقام صداقة مع الزوجين: «اعتقدت أن الجمع بين هذين الأمرين سيجعل سوريا جنة».
وقال أيمن عبد النور، مستشار بشار في ذلك الوقت، إن أفراد عائلة بشار «كرهوها... أبقوها داخل المنزل لسنوات». لم تكن أسماء تتحدث اللغة العربية بطلاقة. عندما اجتمعت الأسرة لتناول الطعام، حرصوا على التحدث بلكنتهم العلوية التي لا تستطيع هي فهمها.
لم تكن بقية النخبة الحاكمة أكثر وداً، وواجهت إصلاحات بشار – في أول عهده - معوقات، لا سيما من حلفاء والده السابقين. وفي غضون أشهر، أصبح من الواضح أن وعود بشار بالإصلاح كانت واهية، وقد تم تقديمها جزئياً لتعزيز الدعم لخلافته أبيه. وقال وفيق: «سيخبرك بشار بالضبط ما تريد أن تسمعه ثم لا يفعل شيئاً على الإطلاق».
وبالفعل، سرعان ما تراجع بشار عن إصلاحاته الموعودة، وتم سجن الأكاديميين، ووُضع صور لبشار أكبر من تلك الخاصة بوالده، وأصبح الحق في التجمع العام مقيداً لدرجة أن الأزواج اضطروا إلى الحصول على تصريح حكومي لإقامة حفلة زفاف في فندق.
وتلاشت الآمال في إمكان تغيير سوريا بشكل أكبر بعد الهجمات الإرهابية في11 سبتمبر (أيلول) 2001، وقدم بشار للأميركيين تسهيلات لاستجواب الإرهابيين المشتبه بهم. لكن إدارة بوش صممت على «نشر الديمقراطية» وتررد كلام بأن سوريا ستكون الهدف التالي بعد أن دفع العراق النظام السوري إلى تغيير المسار الصديق للأميركيين، وأرسل بشار متطرفين محليين عبر الحدود لدعم التمرد العراقي ضد الأميركيين.

*من سيدة منزل إلى شريك في الحكم
وعندما عزز بشار سلطته، قامت أسماء بدور سيدة المنزل بإخلاص، وأنجبت ثلاثة أطفال سريعاً، وكانت لا تزال ترتدي زياً مصرفياً رزيناً. وبالنسبة لبشار فقد ساعدت زوجته البريطانية في استرضاء الحكومات الغربية. ولقبت بـ«السيدة الأولى» (بدأت وسائل الإعلام الرسمية في سوريا باستخدام المصطلح فقط بعد وفاة أنيسة الأسد عام 2016). وفازت أسماء أخيراً بمقعد إلى طاولة الحكم في سوريا.
بعد شهرين من اغتيال رئيس الوزراء اللبناني الأسبق رفيق الحريري، في أبريل (نيسان) 2005، وقفت أسماء إلى جانب زوجها في جنازة البابا يوحنا بولس الثاني. قلة كانوا حريصين على مصافحة بشار، لكن أسماء، التي كانت متألقة بحجاب من الدانتيل الأسود، كانت أكثر جاذبية. كانت هذه لحظة محورية للزوجين. فحتى ما قبل تلك اللحظة، كانت أسماء، الزوجة الأجنبية، على الهامش. وبعدها جاءت لتلعب دوراً مركزياً في «إعادة التأهيل الدولي» لبشار.
يقول عبد النور، مستشار بشار السابق: «كانت سفيرة له في جميع البلدان التي لم يكن بإمكانه الاختلاط معها».
زادت أسماء الاهتمام بمظهرها الخاص، بمساعدة مصفف شعر جديد. وزادت حجم مجوهراتها وأقراطها بضع بوصات؛ وتم تقليم أظافرها ورسمها. وعلى الرغم من أنها لم تكن هي ولا بشار يضعان خاتم الزواج، فإن العقيق الملكي ظهر معلقاً على رقبتها.
ويتذكر موظفو الخطوط الجوية السورية في لندن سيلاً لا ينتهي من الصناديق التي تحتوي على ملابس من أرقى المتاجر في لندن. وقد أطلق دبلوماسيون سوريون عليها اسم «إميلدا ماركوس»، على اسم السيدة الأولى الفلبينية التي تدمن الأحذية.
مشروع أسماء التالي كان سوريا نفسها. بعد عقود من التخطيط المركزي والقيود المفروضة على الاستيراد، أرادت تجديد شباب سوريا. وأقنعت أسماء زوجها باستخدام المصطلحات المالية ودفعت القطاع المصرفي للانفتاح على الشركات الخاصة والأجنبية. ولسوء الحظ، هدد الإصلاح الاقتصادي مصالح بعض أقوى الفئات في سوريا.
فلتغيير الطريقة التي تتم بها الأعمال التجارية، كان على أسماء مواجهة رامي مخلوف، ابن خال بشار، الذي سيطرت شركاته على أكثر من نصف الاقتصاد السوري. وحاولت أسماء تحدي سيادته عام 2007 من خلال إنشاء شركة قابضة خاصة بها، لكنها لم تتمكن من جذب ما يكفي من الشركات ذات الثقل في سوريا للانضمام إليه.
سرعان ما وجدت أسماء طريقة جديدة لتوسيع نفوذها، فعملت على توحيد مشاريعها في منظمة واحدة: «الأمانة السورية للتنمية». وكانت تسعى إلى جعل هذه المؤسسة القناة الأساسية التي من خلالها تواجه سوريا العالم، وتجنيد الناطقين باللغة الإنجليزية من السوريين الذين يعيشون في الخارج، ومسؤولين سابقين في الأمم المتحدة.
واعتبرت أسماء أن سوريا يجب أن تكون وجهة سياحية مرغوبة مع مناظرها الطبيعية الجبلية الجميلة، وثرواتها الأثرية. وجندت أمناء متحف اللوفر والمتحف البريطاني لإعادة تصميم وسط دمشق... وتم التخطيط لخط سكة حديد جديد لربط دمشق بالمدن الآشورية القديمة في الشمال الشرقي.

*تأييد غربي
أيد الدبلوماسيون الغربيون في دمشق بكل سرور خطوات أسماء، حتى أنها جذبت الاتحاد الأوروبي والأمم المتحدة والبنك الدولي وقطر، وجمعت ملايين الدولارات لتمويل رؤيتها، واحتفت سلسلة من المقالات الصحافية بـ«النهضة الثقافية» في دمشق، كما تسميها أسماء. وأيد بشار زوجته بقوله «هكذا تحارب التطرف، من خلال الفن».
استعانت أسماء شركات علاقات عامة في بريطانيا وأميركا لتحسين صورتها، وجاء المشاهير إلى دمشق، من بينهم أنجلينا جولي وبراد بيت وستينغ.
وأقام المستشارون الأجانب التابعون للصندوق الذي أسسته أسماء في فقاعة مطلية بالذهب في دمشق: لقد طلبوا السوشي من خدمة الغرف وتقاضوا رواتب كبيرة.
وقال سمير عيطة، مستشار وزارة المالية: «لم يكن لدى العديد من القرى نظام صرف صحي مناسب أو كهرباء، بينما ظهرت أسماء مع مستشاريها وتحدثت عن ريادة الأعمال والمجتمع المدني والتنمية المستدامة والتدريب على صناعة الجبن». اعتقدت أسماء «أن صندوق سوريا يمكن أن ينقذ كل شيء».
تحسنت صورة سوريا الدولية مع صعود نجم أسماء، فعاد المسؤولون الأميركيون لزيارة دمشق، خاصة بعد انتخاب باراك أوباما عام 2008، وكان الفرنسيون أكثر تعاطفاً. وطارد المصورون عائلة الأسد عندما زاروا باريس. وأشادت مجلة «باري ماتش» بأسماء لإشراقتها ووصفتها بأنها «الضوء في بلد مليء بالظلال».
في الشهرين الأول والثاني من عام 2011، كانت الحالة المزاجية في الشرق الأوسط متوترة للغاية. واندلعت الاحتجاجات من تونس إلى ليبيا، ومن الجزائر إلى البحرين، وأطاحت احتجاجات حاشدة في القاهرة الرئيس حسني مبارك.

*شرارة درعا
فوجئ الكثير من السوريين مما رأوه، لكن الخوف منع معظمهم من النزول إلى الشوارع. وفي إحدى الليالي في فبراير (شباط) في درعا، جنوب دمشق، قامت مجموعة من تلاميذ المدارس برش كتابات على أحد الجدران «حان دورك يا دكتور». وكان رئيس الأمن المحلي أحد أقرباء بشار، فجمع رجاله الأطفال وعذبوهم. وعندما طالب آباؤهم بالإفراج عنهم، عرض رئيس الأمن منحهم المزيد من الأطفال إذا أرسلوا زوجاتهم. مما أدى إلى تجمع حشود أمام مساجد درعا للمطالبة بالكرامة والحرية، فأطلق الجنود النيران عليهم.
وأعلن بشار أن «سوريا تواجه مؤامرة كبيرة»، ووصف اللقطات التي تظهر فيها قوات الأمن وهي تطلق النار على المتظاهرين بأنها «معلومات كاذبة»، ورفض الدعوات للإصلاح قائلاً إنها غطاء لمؤامرة أجنبية. وتزايدت التظاهرات من حيث العدد والحجم كل أسبوع. وهكذا بدأت دورة متصاعدة من الجنازات والاحتجاجات والعنف. على مدار شهر، أصبح رد فعل النظام أكثر شراسة: الشرطة أولاً، ثم القناصة، ثم المدفعية الثقيلة.
وانزلقت سوريا إلى الفوضى، وانهارت قلاع أسماء في الهواء. تم إلغاء حفلة بمناسبة إعادة إطلاق المتحف الوطني. لم تتحقق مشاريع التجديد الثقافي الخاصة بها. بعد سبع سنوات من التخطيط، ظل متحف الاكتشاف، الذي تم تصميمه على غرار متحف العلوم في لندن، عبارة عن هيكل خرساني.
قال وفيق سعيد لبشار: «الشعب يحبكما أنت وزوجتك، فأنت لست مثل مبارك. لا تفوّت هذه الفرصة لتصبح أعظم زعيم في العالم العربي. فقط امنحهم بعض الحقوق، وقليلاً من الكرامة، ويمكن أن تكون محبوباً إلى الأبد».
لكن مسار بشار كان مختلفاً. في خطاب ثان، في يونيو (حزيران)، شبّه المتظاهرين بـ«الجراثيم». فكان فصل مظلم على وشك أن يبدأ.
يقول الأشخاص الذين تحدثوا مع أسماء على انفراد في الأيام الأولى للأزمة، إنها تمسكت بصرامة بالرواية الرسمية القائلة إن «الانتفاضة كانت مؤامرة أجنبية». من الناحية النظرية، كان من الممكن أن تذهب إلى لندن. كانت هناك عروض للممر الآمن، فقد صرحت الحكومة البريطانية مراراً وتكراراً، بصفتها مواطنة بريطانية، بأنها لا تستطيع منعها من دخول البلاد، وهو ما فسره بعض المراقبين على أنه عرض سري للحماية.
حتى في لندن، كان الجو غير جذاب. تجمع المتظاهرون خارج منزل عائلتها في أكتون وقاموا بتلطيخ الباب باللون الأحمر. وحذفت كلية كوينز اسمها من قائمة المتخرّجات المكرمات.
توقفت أسماء عن إجراء المقابلات لأشهر عدة، وركزت على تجديد المنزل. في السنة الأولى من الانتفاضة، أنفقت 250 ألف جنيه إسترليني على الأثاث. وللتحايل على العقوبات، أرسلت مصفف شعرها للتسوق في دبي واستخدمت اسماً مستعاراً عند طلب منتجات من متجر هارودز. وبعد فترة وجيزة، أصدرت أسماء أول بيان رسمي لها منذ بداية الانتفاضة: «الرئيس هو رئيس كل سوريا، وليس رئيس فصيل من السوريين، والسيدة الأولى تدعمه في هذا الدور».
وتم نشر صور على «فيسبوك» تؤرخ الأنشطة الرسمية للعائلة، ففي إحدى الصور ظهرت أسماء وزوجها جالسين على شرفة مزينة بالورد مع تعليق كُتب عليها «الحب بلد يقوده أسد قضى على المؤامرات، والسيدة الأولى تدعمه». وعلق أحد المستخدمين أسفل الصورة «ألا تخجل؟ شعبك يُذبح وأنت تراقب، بل والأسوأ من ذلك... تطلب الأحذية».
يقول التقرير، إن فساتين «شانيل» والأحذية ذات الكعب العالي التي اقتنتها أسماء على مر السنين لا تتناسب مع ما تشهده البلاد من حرب أهلية، لأن الواقع الجديد في سوريا يتطلب «أسماء جديدة»، فتخلصت من الكعب العالي والسترات والمجوهرات. وجاءت الأحذية المسطحة والقمصان والسراويل التي كشفت ذراعيها الهزيلتين وجسدها النحيل.
عام 2018 تم تشخيص أسماء بسرطان الثدي. لكن المرض لم يمنعها من إدارة صورتها العامة بعناية، أو التأكد من أن الجميع يعرف أنها بقيت في سوريا لتلقي العلاج. وتم توثيق «نضالها» ضد المرض بالتفصيل من قبل وسائل الإعلام الحكومية وعلى قنوات التواصل الاجتماعي التابعة للرئاسة. وتم تصويرها وهي تدخل غرفة العمليات على عجلات.
وعندما تساقط شعرها، تم تصويرها وهي تضع حجاباً أنيقاً، مما يدل على الضعف والقوة. قال أحد المحاورين التلفزيونيين «تهانينا على انتصارك على السرطان». أجابت أسماء «شكراً»، وأضافت «وآمل أن نحتفل قريباً بانتصار سوريا». حتى قبل أن تتعافى تماماً، أظهرت وسائل الإعلام الموالية للحكومة أسماء تشارك في حزن سوريا. برفقة طواقم التصوير، طرقت الأبواب في قرى المرتفعات الفقيرة، وعانقت أمهات الشهداء وقدمت لهن هبات.
بذلت أسماء جهداً لإخفاء هويتها البريطانية. عملت بجد على لغتها العربية لدرجة أن السوريين لم يعد بإمكانهم اكتشاف اللهجة الإنجليزية. وتجاهلت طلبات إجراء مقابلات من وسائل الإعلام الغربية، ولم تقبل سوى لقاءات مع وسائل إعلام روسية ومحلية. وعلى الرغم من أن أسماء أدارت ظهرها للغرب، فإن محاولات مؤسساتها مع المانحين الدوليين استمرت. لكن جف دخل مؤسستها الخيرية «سوريا ترست»، بعد أن فرض الاتحاد الأوروبي عقوبات عليها عام 2012.
حصلت أسماء كرئيسة لـ«سوريا ترست» على أكثر من مجرد ثروة. فمن خلال توجيه مساعدات الأمم المتحدة، طورت شبكة واسعة من المحسوبية التي شملت أمراء الحرب السوريين. وبحسب ما ورد، أظهر الناس امتنانهم لحمايتها وإحسانها في شكل حقائب مليئة بالنقود تم تسليمها إلى المنظمات المرتبطة بها.
واستفادت أسماء من اقتصاد الحرب بشكل مباشر أيضاً. فحازت شركة ارتبطت بها بعقد حكومي لإدارة مدفوعات البطاقات الذكية. وأطلقت أيضاً موزعاً للهواتف المحمولة يسمى «إيما تل»، على اسم طفولتها. وتم تسجيل كل هذا باسم «خضر علي طاهر»، الذي أشار إليه أحد رجال الأعمال باسم «واجهة أسماء لكل شيء».
وأصبحت عائلة أسماء ذات نفوذ متزايد في الاقتصاد السوري. وتقول مواقع إخبارية سورية (بعضها تابع للمعارضة)، إن شقيقها فراس وابن عمها مهند الدباغ يديران شركة البطاقات الذكية نيابة عنها. ووصف تقرير حديث الموظف السابق في السفارة الأميركية في دمشق طريف الأخرس، ابن عم أسماء، بأنه «من أبرز الشخصيات الاقتصادية للنظام».
ويقول زملاء بشار السابقون، إنه سعيد بالنجاح المالي لزوجته وممتن لمساعدتها: لقد سئم بعد حرب استمرت عقداً من الزمان - ولم يكن الاقتصاد أبداً يناسبه؛ ولذا فقد أصبحت أسماء «مستشاره الاقتصادي الرئيسي».
في أواخر العام الماضي، لاحظ سكان حي دمشق، حيث تعيش أسماء، تغيراً سريالياً في المشهد. فأضيف تمثال جديد: تمثال ضخم لرأس حصان، وذلك بتوجيه من شركاء أعمال أسماء. واشتكى السكان المحليون من الإسراف. وبحسب تقارير، قامت السلطات بخلع رأس الحصان. وبعد ساعات عاد الرأس لمكانه وكانت الرسالة واضحة: في سوريا ما بعد الحرب، «أسماء هي صاحبة القرار».
ومع الانقلاب على مخلوف ورحيل أخت بشار ووالدته، لم يعد لدى أسماء سوى عدد قليل من المنافسين الأساسيين داخل الدائرة الضيقة لبشار الأسد، حيث يشغل العديد من أقرب مستشاريها المناصب العليا في مكتب الرئيس. وقال رجل أعمال يسافر بين دمشق وأوروبا «إنها تسيطر على المعينين من القصر... يمكنها أن ترشح من تريد».

*«تود أن تكون رئيسة»
يشير تقرير «ذي إيكونميست» إلى أن في كل من دمشق والعواصم الأجنبية، يتكهن السوريون علانية بما إذا كانت لأسماء طموحات سياسية في الصعود إلى القمة. إذا أصبح بشار في موقف عسير، فهل يمكن لـ«الرئيس أسماء» أن يقدم خدمة للأغلبية السنية في البلاد مع الحفاظ على الاستمرارية؟ حتى أن هناك شائعات بأن أحد أفراد الأسرة التقى مؤخراً مسؤولين أميركيين للحصول على دعم لهذا المخطط. ويقول دبلوماسي سوري سابق: «بشار وأسماء يفكران في هذا الأمر. إنها تود أن تكون رئيسة وكلاهما يعتبر ذلك حلاً ثورياً لإنقاذ النظام».
وعلى الرغم من الإدانة الصارخة لعائلة الأسد، لم تسحب الحكومة البريطانية جنسية أسماء أبداً، كما فعلت مع شميمة بيغوم، الطالبة التي سافرت إلى سوريا للانضمام إلى تنظيم «داعش» عام 2015 عندما كانت لا تزال مراهقة.
ومن غير المرجح أن يدعم المتشددون العلويون أي محاولة من جانب أسماء لتولي الرئاسة. ربما يكون أقوى خصم محتمل لها هو ماهر، الأخ الأصغر لبشار، الذي لا يزال يقود الفرقة الرابعة المدرعة في الجيش. قال تاجر سوري على صلة جيدة في دبي: «سيتآمر الجيش والطائفة لمنعها من أن تكون رئيسة».
إنها أقوى من أي وقت مضى، لكنها أيضاً أكثر ضعفاً. حتى الحديث عن طموحات رئاسية قد يكون خطيراً على أسماء، يقول وفيق سعيد «أنا قلق عليها». لكن كما أدركت أسماء منذ فترة طويلة: لا عودة إلى الوراء.



الجيش الأميركي يدمّر زورقاً حوثياً مسيّراً وطائرة من دون طيار

عناصر حوثيون خلال حشد في صنعاء دعا إليه زعيمهم عبد الملك الحوثي (إ.ب.أ)
عناصر حوثيون خلال حشد في صنعاء دعا إليه زعيمهم عبد الملك الحوثي (إ.ب.أ)
TT

الجيش الأميركي يدمّر زورقاً حوثياً مسيّراً وطائرة من دون طيار

عناصر حوثيون خلال حشد في صنعاء دعا إليه زعيمهم عبد الملك الحوثي (إ.ب.أ)
عناصر حوثيون خلال حشد في صنعاء دعا إليه زعيمهم عبد الملك الحوثي (إ.ب.أ)

مع تمسك الجماعة الحوثية بالتصعيد البحري في شهره السادس، أعلن الجيش الأميركي، الجمعة، تدمير زورق مسيّر وطائرة من دون طيار بالتزامن مع فشل هجوم صاروخي استهدف سفينة شحن في خليج عدن.

وكان زعيم الجماعة الموالية لإيران عبد الملك الحوثي، تبنّى في أحدث خطبه، الخميس، تنفيذ هجمات ضد 102 سفينة خلال 200 يوم، أي منذ بدء التصعيد البحري في 19 نوفمبر (تشرين الثاني) الماضي، حيث تزعم الجماعة أنها تناصر الفلسطينيين في غزة.

مدمّرة أميركية تطلق صاروخاً لاعتراض صاروخاً أطلقه الحوثيون (أ.ب)

وفي حين يشترط الحوثيون لوقف هجماتهم إنهاء الحرب في غزة وفك الحصار عنها، تقول الحكومة اليمنية إن الجماعة تنفذ أجندة إيران في المنطقة وتتخذ من القضية الفلسطينية ذريعة للهروب من استحقاقات السلام الذي تقوده الأمم المتحدة.

وأوضحت القيادة المركزية الأميركية أنه في الساعة 9:52 صباحاً (بتوقيت صنعاء) في 25 أبريل (نيسان) تم إطلاق صاروخ باليستي مضاد للسفن إلى خليج عدن من المناطق التي يسيطر عليها الحوثيون المدعومون من إيران، ولم يتم الإبلاغ عن وقوع إصابات أو أضرار من قبل السفن الأميركية أو التحالف أو السفن التجارية.

وأضاف البيان الأميركي أنه، بشكل منفصل بين الساعة 12:19 ظهراً والساعة 4:17 مساءً (بتوقيت صنعاء)، نجحت القوات في الاشتباك وتدمير قارب حوثي مسيّر وطائرة من دون طيار في المناطق التي يسيطر عليها الحوثيون.

وتقرر أن الصواريخ الحوثية والطائرات من دون طيار – بحسب البيان - تمثل تهديداً وشيكاً للسفن الأميركية والتحالف والسفن التجارية في المنطقة، وأنه يتم اتخاذ الإجراءات لحماية حرية الملاحة وجعل المياه الدولية أكثر أماناً.

وكان المتحدث العسكري باسم الجماعة الحوثية يحيى سريع، تبنى مساء الخميس، عقب خطبة زعيم الجماعة عبد الملك الحوثي، استهداف سفينة إسرائيلية في خليج عدن، وأهداف أخرى في إيلات، وفق زعمه.

وادعى المتحدث الحوثي أن قوات جماعته استهدفت السفينة الإسرائيلية «إم إس سي دارون» في خليج عدن بصواريخ بحرية مناسبة وطائرات مسيّرة، وأنها حققت أهدافها، كما ادعى قصف إيلات بعدد من الصواريخ الباليستية والمجنحة.

وفي قت سابق، قالت هيئة العمليات البريطانية في تقرير على منصة «إكس» إن قبطان سفينة شحن أبلغ عن سماع دويّ قويّ ورؤية ارتطام بالماء وتصاعُد للدخان من البحر على بُعد نحو 15ميلاً بحرياً إلى الجنوب الغربي من ميناء عدن اليمني. وأضافت أن السفينة وطاقمها بخير، وأن جهات عسكرية تقدم لها الدعم.

ويوم الأربعاء الماضي، كانت الجماعة الحوثية تبنت تنفيذ ثلاث عمليات عسكرية في خليج عدن والمحيط الهندي، استهدفت سفينتين أميركيتين إحداهما عسكرية، وسفينة إسرائيلية. وفق بيان للمتحدث العسكري باسمها يحيى سريع.

وزعم سريع أن قوات جماعته البحرية استهدفت سفينة «ميرسك يورك تاون» الأميركية في خليج عدن، بعدد من الصواريخ البحرية المناسبة وكانت الإصابة دقيقة. كما زعم أن جماعته استهدفت مدمّرة حربية أميركية في خليج عدن وسفينة «إم إس سي فيراكروز» الإسرائيلية في المحيط الهندي بعدد من الطائرات المسيّرة.

رؤية يمنية للحل

في حين يرى مجلس القيادة الرئاسي اليمني أن الضربات الغربية ضد الحوثيين غير مجدية، وأن الحل الأنجع دعم القوات الحكومية لاستعادة الأراضي كافة، بما فيها الحديدة وموانئها، جدد وزير الدفاع اليمني محسن الداعري التأكيد على هذه الرؤية في حديثه مع قائد المهمة الأوروبية (أسبيدس) المشاركة في حماية السفن في البحر الأحمر.

وزير الدفاع اليمني محسن الداعري أجرى اتصالاً مع قائد المهمة الأوروبية «أسبيدس» (سبأ)

وذكر الإعلام الرسمي أن الوزير الداعري عقد اجتماعاً مع قائد عملية «أسبيدس» فاسيليوس جريباريس عبر تقنية الاتصال المرئي لمناقشة مستجدات الأوضاع في البحر الأحمر، واطلع على طبيعة المهمة التي أطلقها الاتحاد الأوروبي في البحر الأحمر والإجراءات المتبعة لحماية السفن التجارية من الهجمات الحوثية.

وطبقاً لوكالة «سبأ»، أكد الفريق الداعري أن الحل الأنجع لتأمين البحر الأحمر وباب المندب وطرق الملاحة الدولية هو دعم الحكومة والقوات المسلحة في بلاده لتحرير المناطق الخاضعة للحوثيين والقيام بتأمين هذا الممر الحيوي المهم.

وكانت واشنطن أطلقت تحالفاً دولياً، في ديسمبر (كانون الأول) الماضي، سمَّته «حارس الازدهار»، لحماية الملاحة في البحر الأحمر، وخليج عدن، قبل أن تشنّ ضرباتها على الأرض. وانضم لها الاتحاد الأوروبي ضمن عملية «أسبيدس».

ومنذ تدخل الولايات المتحدة عسكرياً، نفَّذت أكثر من 400 غارة على الأرض ابتداءً من 12 يناير (كانون الثاني) الماضي لتحجيم قدرات الحوثيين العسكرية، أو لمنع هجمات بحرية وشيكة. وشاركتها بريطانيا في 4 موجات من الضربات الواسعة.

وأُصيبت نحو 16 سفينة خلال الهجمات الحوثية، إلى جانب قرصنة «غالاكسي ليدر»، واحتجاز طاقمها، وتسببت إحدى الهجمات، في 18 فبراير (شباط) الماضي، في غرق السفينة البريطانية «روبيمار» بالبحر الأحمر بالتدريج.

حشد من أتباع الجماعة الحوثية في ميدان السبعين بصنعاء (إ.ب.أ)

وأدى هجوم صاروخي حوثي في 6 مارس (آذار) الماضي إلى مقتل 3 بحّارة، وإصابة 4 آخرين، بعد أن استهدف في خليج عدن سفينة «ترو كونفيدنس»، في وقت أقرّت فيه الجماعة بمقتل 34 عنصراً من مسلحيها جراء الضربات الأميركية والبريطانية.

وأثرت هجمات الحوثيين على مصالح أكثر من 55 دولة، وهدّدت التدفق الحر للتجارة عبر البحر الأحمر، الذي هو حجر الأساس للاقتصاد العالمي، حيث دفعت الهجمات أكثر من عشر شركات شحن كبرى إلى تعليق عبور سفنها عبر البحر الأحمر؛ ما تسبب في ارتفاع أسعار التأمين على السفن في المنطقة. بحسب ما ذكرته القيادة المركزية الأميركية.

هروب من السلام

بالتوازي مع اتهامات الحكومة اليمنية للجماعة الحوثية بالتهرب من استحقاقات السلام التي يقودها المبعوث الأممي هانس غروندبرغ بدعم إقليمي، نفت الجماعة وجود أي عودة للمفاوضات.

وزعمت الجماعة في بيان لخارجيتها الانقلابية أنه لم يقدم لها أي موضوع بخصوص عودة المفاوضات، وأن الأمم المتحدة توحي لها بين الفترة والأخرى بأنه لا يمكن أن تسمح أميركا وبريطانيا بأي اتفاق خلال هذه الفترة؛ بسبب تصعيد الجماعة البحري.

رئيس الحكومة اليمنية أحمد عوض بن مبارك مجتمعا في عدن مع السفيرة الفرنسية (سبأ)

وعلى وقع هروب الجماعة من دعم خريطة الطريق الأممية، تواصل في الوقت نفسه التصعيد على خطوط التماس من القوات الحكومية، لا سيما في جبهات تعز، مع حشد المزيد من عناصرها باتجاه مأرب والضالع ولحج.

وقال الجيش اليمني إن عناصر الجماعة هاجموا، مساء الخميس مواقعه شرق مدينة تعز، بالهاون بالتزامن مع اشتباكات متقطعة في عقبة منيف شرقي المدينة.

وبحسب مصدر عسكري نقلت عنه وكالة «سبأ» الحكومية، تزامن هذا التصعيد مع فشل محاولات مسلحي الجماعة التسلل إلى منطقة القحيفة بمديرية مقبنة غرب تعز عقب اشتباكات تكبدت خلالها خسائر بشرية ومادية فادحة.

وكان المبعوث الأممي إلى اليمن هانس غروندبرغ حضّ الحوثيين على التهدئة وخفض التصعيد، في لقائه الأخير في مسقط مع المتحدث باسمهم وكبير مفاوضيهم محمد عبد السلام، وسط مخاوف المبعوث من عودة القتال على نطاق واسع.


اليمنيون يحجمون عن إلحاق أبنائهم بمخيمات الحوثيين الصيفية

أطفال يحملون الأسلحة في تجمع للحوثيين (أ.ف.ب)
أطفال يحملون الأسلحة في تجمع للحوثيين (أ.ف.ب)
TT

اليمنيون يحجمون عن إلحاق أبنائهم بمخيمات الحوثيين الصيفية

أطفال يحملون الأسلحة في تجمع للحوثيين (أ.ف.ب)
أطفال يحملون الأسلحة في تجمع للحوثيين (أ.ف.ب)

لم يعد باستطاعة «أم محمد» تحمل فقدان ابنها الأخير، بعد سقوط شقيقيه قتيلين بسبب استقطاب الجماعة الحوثية لهما، وإخضاعهما إلى جانب آخرين على نحو مكثف للتعبئة الفكرية في المعسكرات الصيفية المغلقة التي تنفق الجماعة مبالغ ضخمة من أجل إقامتها في كل عام.

وتفيد «أم محمد» التي تقطن حي السنينة في صنعاء، «الشرق الأوسط»، باستدراج أحد مشرفي الجماعة الحوثية ابنها عمار (14 عاماً) وهو المتبقي لها، إلى مدرسة حكومية تقام فيها ما يُسمى بالدورات الصيفية بالحي ذاته، بغرض إخضاعه لتلقي دروس ذات منحى طائفي، كما فعلت الجماعة سابقاً مع ولديها السابقين علاء وسامح.

طفل يمني يحمل سلاحاً خلال تجمع حوثي في صنعاء (غيتي)

وتشير إلى أن ابنها علاء قُتل قبل سنوات قليلة في جبهة الساحل الغربي، بينما لقي شقيقه سامح مصرعه في جبهات مأرب، وذلك بعد تلقيهما دروساً تحرض على القتل والطائفية في مخيمات صيفية.

ودشنت الجماعة الانقلابية قبل أيام حملة تجنيد واسعة تحت مسمى «المخيمات الصيفية»، وحوّلت نحو 6 آلاف مدرسة حكومة وأهلية إلى معسكرات توقعت الجماعة أن تستقطب إليها عشرات الآلاف من طلبة المدارس لغسل عقولهم بالأفكار المتطرفة.

عزوف مجتمعي

فور تلقي «أم محمد» نبأ استقطاب ولدها وإلحاقه بمخيم صيفي، سارعت على الفور لزيارة المدرسة، وطلبت تسلم ابنها، ثم عادت به للمنزل، دون أن يُحرك أتباع الجماعة أي ساكن، وفق قولها.

وأكدت «أم محمد» التي فقدت مُعيلها قبل سنوات قليلة جراء حادث أليم، أنها غير مستعدة لتقديم ولدها كبش فداء للجماعة وزعيمها، معبرة عن طموحها بأن يكمل ولدها تعليمه، كما يستمر في عمله المعهود في الإجازة الصيفية بمسح السيارات بأحد شوارع صنعاء لمساعدتها في تأمين لقمة العيش.

وفي هذا السياق أفادت مصادر محلية في صنعاء، «الشرق الأوسط»، بعزوف مجتمعي واسع منذ بدء التدشين وحتى اللحظة للمشاركة في معسكرات الجماعة الصيفية، نظراً لمعرفة الأهالي الجيدة والمسبقة بخطورتها على أبنائهم.

ويأتي الاستهداف الحوثي للأطفال والنشء بالتوازي مع تحذير ناشطين وتربويين من خطورة هذه المراكز التي تقيمها الجماعة، ودعوتهم أولياء الأمور إلى الحفاظ على أبنائهم، وعدم إلحاقهم بتلك المعسكرات.

أطفال يخضعون للتطييف في المراكز الصيفية الحوثية (إعلام محلي)

وسبق أن وثقت تقارير صادرة عن منظمات دولية وأخرى محلية في العام الماضي وقوع عمليات تجنيد حوثي لآلاف الأطفال والشبان عبر المراكز الصيفية، بالإضافة إلى رصد تعرض عدد آخر منهم للاعتداء، لا سيما في المعسكرات المغلقة.

ورغم التحضير الحوثي المبكر والمكثف لإطلاق المعسكرات الصيفية لهذا العام لاستقطاب الأطفال والشبان وتجنيدهم، فإن مصادر تربوية في صنعاء، تحدثت لـ«الشرق الأوسط»، عن خيبة أمل كبيرة مُنيت به الجماعة نتيجة تراجع أعداد الطلبة المشاركين في تلك المخيمات على مستوى صنعاء ومدن أخرى تحت سيطرة الجماعة.

وذكرت المصادر التربوية أن غالبية الأسر وأولياء الأمور في صنعاء وريفها ومحافظات أخرى امتنعوا هذه العام ومنذ أول يوم من انطلاق تلك المعسكرات الصيفية عن إرسال أبنائهم إليها، في رسالة رفض مجتمعي واضحة لمعسكرات التعبئة والتجنيد.

وكانت الحكومة اليمنية جددت على لسان وزير الإعلام معمر الإرياني التحذير من مخاطر المراكز الصيفية التي تستغلها الجماعة لنشر أفكارها، وغسل عقول الأطفال بشعاراتها الطائفية، وتحويلهم إلى أدوات للقتل والتدمير، ووقود لمعاركها التي لا تنتهي، وقنابل موقوتة تمثل خطراً على النسيج الاجتماعي اليمني، والأمن والسلم الإقليميَّين والدوليَّين.

عناصر حوثيون في صنعاء يشرفون على تجنيد الأطفال (إعلام محلي)

ووصف الإرياني، في تصريحات رسمية، هذه المراكز، بـ«المعسكرات» التي تأتي بعد حملات الحشد والتعبئة التي تنفذها الجماعة الحوثية منذ شهور «مستغلةً مسرحياتها في البحر الأحمر ومزاعم نصرة غزة»، بينما تقتل اليمنيين وتدمر بلادهم وتتحرك بصفتها أداةً إيرانيةً لزعزعة الأمن والاستقرار في المنطقة، وتهديد المصالح الدولية، وفق تعبيره.

واتهم الإرياني، الجماعة، بتجنيد غالبية مقاتليها من الأطفال من هذه المراكز التي تسببت بأغلب جرائم «قتل الأقارب» التي انتشرت في السنوات الماضية في مناطق سيطرة الجماعة، متمنياً من عائلات الطلبة الحفاظ عليهم، وعدم تقديمهم قرابين لزعيم الجماعة، «وأسياده في طهران»، مناشداً المنظمات المعنية والمثقفين والإعلاميين ونشطاء حقوق الإنسان التوعية بمخاطر ذلك.


جماعة «الحوثي» تعلن مهاجمة سفينة إسرائيلية وقصف أهداف في إيلات 

مدمرة أميركية في البحر الأحمر لحماية السفن من هجمات الحوثيين (الجيش الأميركي)
مدمرة أميركية في البحر الأحمر لحماية السفن من هجمات الحوثيين (الجيش الأميركي)
TT

جماعة «الحوثي» تعلن مهاجمة سفينة إسرائيلية وقصف أهداف في إيلات 

مدمرة أميركية في البحر الأحمر لحماية السفن من هجمات الحوثيين (الجيش الأميركي)
مدمرة أميركية في البحر الأحمر لحماية السفن من هجمات الحوثيين (الجيش الأميركي)

قال متحدث عسكري باسم جماعة «الحوثي»، يوم الخميس، إن عناصره استهدفت سفينة إسرائيلية في خليج عدن.

وأوضح يحيى سريع، المتحدث العسكري باسم جماعة «الحوثي»، في بيان، أن جماعته استهدفت السفينة الإسرائيلية «إم إس سي داروين» في خليج عدن بعدد من الصواريخ والطائرات المسيرة.

وأضاف أن جماعته استهدفت بعدد من الصواريخ الباليستية والمجنحة «عدداً من الأهداف التابعة للعدو الإسرائيلي في منطقة أم الرشراش (إيلات)» جنوب إسرائيل.

وأكد البيان على استمرار جماعة الحوثي في «منع الملاحة الإسرائيلية في البحر الأحمر والمحيط الهندي»، وتعهد بتنفيذ مزيد من العمليات العسكرية ضد أهداف إسرائيلية.

وتستهدف جماعة «الحوثي» منذ أشهر سفناً تقول إنها متجهة إلى إسرائيل، وبعض السفن الحربية الموجودة في المنطقة، وتقول إنها تنفذ تلك العمليات دعماً للفلسطينيين في غزة.

وتشنّ القوات الجوية الأميركية والبريطانية من آنٍ لآخر عمليات قصف جوي ضد أهداف تابعة لجماعة «الحوثي» في اليمن.


موقع في غزة يتعرض لإطلاق نار أثناء زيارة فريق من الأمم المتحدة

موقع الرصيف البحري ومنطقة انطلاق عمليات المساعدات البحرية (أ.ب)
موقع الرصيف البحري ومنطقة انطلاق عمليات المساعدات البحرية (أ.ب)
TT

موقع في غزة يتعرض لإطلاق نار أثناء زيارة فريق من الأمم المتحدة

موقع الرصيف البحري ومنطقة انطلاق عمليات المساعدات البحرية (أ.ب)
موقع الرصيف البحري ومنطقة انطلاق عمليات المساعدات البحرية (أ.ب)

قال ستيفان دوجاريك المتحدث باسم الأمم المتحدة، الخميس، إن فريقاً تابعاً للمنظمة الدولية في قطاع غزة كان يتفقد موقع الرصيف البحري ومنطقة انطلاق عمليات المساعدات البحرية اضطر إلى البحث عن مأوى «لبعض الوقت»، الأربعاء، بعدما تعرضت المنطقة لإطلاق نار.

وأضاف المتحدث أن قذيفتين سقطتا على بعد نحو 100 متر، لكن لم تقع إصابات، وتمكن الفريق في النهاية من مواصلة الجولة.


ملك الأردن يحذر من خطورة اجتياح رفح

العاهل الأردني الملك عبد الله الثاني (رويترز)
العاهل الأردني الملك عبد الله الثاني (رويترز)
TT

ملك الأردن يحذر من خطورة اجتياح رفح

العاهل الأردني الملك عبد الله الثاني (رويترز)
العاهل الأردني الملك عبد الله الثاني (رويترز)

حذّر العاهل الأردني الملك عبد الله الثاني، اليوم (الخميس)، من خطورة اجتياح مدينة رفح الفلسطينية، وأكّد على ضرورة التوصل إلى وقف فوري ودائم لإطلاق النار في قطاع غزة.

وذكر بيان للديوان الملكي الأردني أن الملك عبد الله أكد للرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون خلال اتصال هاتفي تلقاه منه ضرورة بذل الجهود لخفض التصعيد والحيلولة دون توسيع دائرة الصراع في المنطقة.

كما أكد العاهل الأردني أيضا أهمية «إيجاد أفق سياسي لتحقيق السلام العادل والشامل على أساس حل الدولتين، الذي يضمن حصول الشعب الفلسطيني على كامل حقوقه المشروعة».


قصف إسرائيلي يستهدف عناصر دفاع مدني لبناني أثناء إخمادهم حريقاً

المدفعية الإسرائيلية تستهدف عناصر من فرق الإطفاء أثناء تأدية عملهم (أ.ف.ب)
المدفعية الإسرائيلية تستهدف عناصر من فرق الإطفاء أثناء تأدية عملهم (أ.ف.ب)
TT

قصف إسرائيلي يستهدف عناصر دفاع مدني لبناني أثناء إخمادهم حريقاً

المدفعية الإسرائيلية تستهدف عناصر من فرق الإطفاء أثناء تأدية عملهم (أ.ف.ب)
المدفعية الإسرائيلية تستهدف عناصر من فرق الإطفاء أثناء تأدية عملهم (أ.ف.ب)

أفادت الوكالة الوطنية للإعلام في لبنان اليوم (الخميس) بأن المدفعية الإسرائيلية استهدفت عناصر من فرق الإطفاء التابعة لاتحاد بلديات بنت جبيل أثناء إطفاء حريق؛ لكنها قالت إنهم نجوا من القصف.

وبحسب وكالة «أنباء العالم العربي»، ذكرت الوكالة أن الحريق الذي كانت العناصر تعمل على إطفائه كان قد اشتعل نتيجة استخدام القوات الإسرائيلية قذائف فوسفورية وضوئية.

وقالت إن القوات الإسرائيلية أطلقت عدة قذائف مدفعية «لترهيب عناصر الإطفاء».

وكان أفيخاي أدرعي، المتحدث باسم الجيش الإسرائيلي، قال إن طائرات حربية تابعة لسلاح الجو استهدفت مبنى عسكرياً تابعاً لجماعة «حزب الله» في منطقة علما الشعب، ومنصات لإطلاق القذائف الصاروخية، وبنى تحتية تابعة للجماعة في منطقة كفر شوبا.

وذكر أدرعي عبر منصة (إكس) أن القوات الإسرائيلية نفذت هجمات أيضاً «لإزالة التهديد في عدة مناطق بجنوب لبنان»، مشيراً إلى رصد إطلاق ثلاث قذائف صاروخية عبرت من الأراضي اللبنانية باتجاه منطقة عرب العرامشة، وأربع قذائف صاروخية أخرى باتجاه منطقة جبل الروس دون وقوع إصابات.

من جهة أخرى، قالت جماعة «حزب الله» اللبنانية إنها شنت ‌‌‏اليوم هجوماً بطائرة مسيرة على مقر عين مرغليوت للمدفعية الإسرائيلية «وأصابت ‏هدفها... رداً على ‏استهداف القرى الجنوبية».

وفي وقت سابق اليوم، قال الجيش الإسرائيلي في بيان إن صفارات الإنذار دوت في عرب العرامشة بشمال إسرائيل، قرب الحدود مع لبنان، لكنه لم يذكر في بيانه أي تفاصيل أخرى.

كان الجيش الإسرائيلي قد ذكر فجر اليوم أنّ مقاتلاته قصفت ما وصفها بأنها بنية تحتية لـ«حزب الله» في منطقة مارون الراس جنوب لبنان، إضافة لنقطة مراقبة تابعة للحزب في منطقة مركبا.

ويتبادل الجيش الإسرائيلي وجماعة «حزب الله» اللبنانية القصف عبر الحدود بشكل شبه يومي منذ اندلاع الحرب بقطاع غزة في السابع من أكتوبر (تشرين الأول) الماضي.


واشنطن تعترض هجمات حوثية... وزعيم الجماعة يتبنى قصف 102 سفينة

طائرة حوثية من دون طيار أطلقت من مكان غير معروف لمهاجمة السفن في البحر الأحمر (رويترز)
طائرة حوثية من دون طيار أطلقت من مكان غير معروف لمهاجمة السفن في البحر الأحمر (رويترز)
TT

واشنطن تعترض هجمات حوثية... وزعيم الجماعة يتبنى قصف 102 سفينة

طائرة حوثية من دون طيار أطلقت من مكان غير معروف لمهاجمة السفن في البحر الأحمر (رويترز)
طائرة حوثية من دون طيار أطلقت من مكان غير معروف لمهاجمة السفن في البحر الأحمر (رويترز)

بعد هدوء نسبي، عادت الجماعة الحوثية لتنفيذ هجماتها البحرية ضد السفن، في الشهر السادس منذ بدء التصعيد في 19 نوفمبر (تشرين الثاني) الماضي، حيث أكد الجيش الأميركي اعتراض وتدمير صاروخ وأربع مسيرات، كما أكد الجيش اليوناني تدمير مسيرة خامسة.

وتبنت الجماعة الموالية لإيران، الأربعاء، مهاجمة ثلاث سفن في خليج عدن والمحيط الهندي، ليرتفع عدد السفن التي هاجمتها إلى 102 سفينة، وفق زعيمها عبد الملك الحوثي، في حين أبلغت هيئة بريطانية عن هجوم آخر استهدف سفينة على مقربة من جنوب غربي ميناء عدن، الخميس، دون أضرار.

وأفادت هيئة العمليات البريطانية في تقرير على منصة «إكس» بأن قبطان سفينة شحن أبلغ عن سماع دويّ قويّ ورؤية ارتطام بالماء وتصاعُد للدخان من البحر على بُعد نحو 15 ميلاً بحرياً إلى الجنوب الغربي من ميناء عدن اليمني. وأضافت أن السفينة وطاقمها بخير، وأن جهات عسكرية تقدم لها الدعم.

الإبلاغ عن الحادث جاء غداة إعلان الجماعة الحوثية تنفيذ ثلاث عمليات عسكرية في خليج عدن والمحيط الهندي، استهدفت سفينتين أميركيتين إحداهما عسكرية، وسفينة إسرائيلية. وفق بيان للمتحدث العسكري باسم الجماعة يحيى سريع.

وزعم سريع أن قوات جماعته البحرية استهدفت سفينة «ميرسك يورك تاون» الأميركية في خليج عدن، بعدد من الصواريخ البحرية المناسبة، وكانت الإصابة دقيقة. كما زعم أن جماعته استهدفتْ مدمرة حربية أميركية في خليج عدن وسفينة «إم إس سي فيراكروز» الإسرائيلية في المحيط الهندي بعدد من الطائرات المسيرة.

تصدٍّ أميركي ويوناني

أفاد الجيش الأميركي، في بيان، الخميس، باعتراض الهجمات الحوثية وتدمير صاروخ مضاد للسفن وأربع مسيرات، كما أبلغ الجيش اليوناني عن اعتراض مدمرة تابعة له طائرتين من غير طيار.

وأوضحت القيادة الأميركية المركزية، في بيان على منصة «إكس»، أنه في الساعة 11:51 صباحاً (بتوقيت صنعاء) يوم 24 أبريل (نيسان) ، نجحت سفينة تابعة للتحالف في التصدي لصاروخ باليستي مضاد للسفن فوق خليج عدن تم إطلاقه من المناطق التي يسيطر عليها الحوثيون المدعومون من إيران.

ورجح البيان أن الصاروخ كان يستهدف السفينة «إم في يورك تاون»، وهي سفينة تملكها وتديرها الولايات المتحدة وترفع علمها، وتضم طاقماً مكوناً من 18 أميركياً وأربعة يونانيين.

وفي حين لم يتم الإبلاغ عن وقوع إصابات أو أضرار من قبل السفن العسكرية والتجارية، أضاف البيان الأميركي أنه بشكل منفصل، بين الساعة 12:07 والساعة 1:26 ظهراً، نجحت القوات في الاشتباك وتدمير أربع طائرات دون طيار فوق المناطق التي يسيطر عليها الحوثيون.

وطبقاً للجيش الأميركي، تقرر أن الصاروخ المضاد للسفن والطائرات من دون طيار كانت تمثل تهديداً وشيكاً للولايات المتحدة والتحالف والسفن التجارية في المنطقة، وأنه يتم اتخاذ الإجراءات لحماية حرية الملاحة وجعل المياه الدولية أكثر أماناً.

إلى ذلك، نقلت «رويترز» عن مسؤولين في وزارة الدفاع اليونانية، الخميس، قولهم إن سفينة حربية يونانية تشارك في المهمة البحرية للاتحاد الأوروبي في البحر الأحمر اعترضت طائرتين مسيرتين أطلقهما الحوثيون من اليمن صوب سفينة تجارية.

وبحسب مسؤول يوناني تحدث للوكالة، أطلقت الفرقاطة اليونانية «هايدرا»، التي كانت ترافق سفينة تجارية في خليج عدن النار على طائرتين مسيرتين، حيث دمرت واحدة بينما ابتعدت الأخرى».

وتشارك اليونان بفرقاطتها ضمن مهمة الاتحاد الأوروبي «أسبيدس» لحماية الملاحة من الهجمات الحوثية، لكن دون المشاركة في ضربات مباشرة على الأرض ضد الجماعة، كما تفعل الولايات المتحدة وبريطانيا.

الجنرال روبرت بريجر رئيس اللجنة العسكرية للاتحاد الأوروبي يتحدث إلى وسائل الإعلام (أ.ب)

وفي وقت سابق، قال قائد المهمة الأوروبية الأدميرال اليوناني فاسيليوس غريباريس إن سفن الاتحاد اعترضت 9 طائرات حوثية مُسيَّرة، وقارباً مُسيَّراً، وأربعة صواريخ باليستية.

ولدى الاتحاد 4 سفن عسكرية، ومن بين دوله المشاركة في المهمة: فرنسا، وألمانيا، وإيطاليا، واليونان، وبلجيكا، إلى جانب فرقاطة دنماركية عادت من المهمة إلى قاعدتها؛ إثر تعرضها لعطل في نظام الأسلحة إثر هجوم حوثي. كما عادت فرقاطة ألمانية إلى قواعدها في انتظار إرسال أخرى بديلة.

مهاجمة 102 سفينة

تبنى زعيم الحوثيين عبد الملك الحوثي، الخميس، في خطبة بثتها قناة «المسيرة» الذراع الإعلامية للجماعة، مهاجمة 102 سفينة خلال 200 يوم، وفق زعمه، مشيراً إلى أن جماعته تسعى لتوسيع الهجمات في المحيط الهندي.

وتربط الجماعة الموالية لإيران وقف هجماتها البحرية بإنهاء الحرب الإسرائيلية على الفلسطينيين في غزة وإنهاء حصارها، في حين تقول الحكومة اليمنية إن الجماعة تنفذ أجندة إيران في المنطقة، وتتخذ من قضية فلسطين ذريعة للمزايدة.

ويرى مجلس القيادة الرئاسي اليمني أن الضربات الغربية ضد الحوثيين غير مجدية، وأن الحل الأنجع هو من خلال دعم القوات الحكومية لاستعادة كل الأراضي اليمنية، بما فيها الحديدة وموانئها.

عنصر حوثي يرفع لافتة تمجد إيران حيث تتهم الجماعة بتنفيذ أجندة طهران في المنطقة (إ.ب.أ)

ويقول الجيش الأميركي إن الحوثيين هاجموا السفن في 122 مناسبة، وإن قواته نفذت قرابة 50 ضربة على الأرض لتقليص قدرات الجماعة ابتداء من 12 يناير (كانون الثاني) الماضي.

وأثرت هجمات الحوثيين على مصالح أكثر من 55 دولة، وهدّدت التدفق الحر للتجارة عبر البحر الأحمر، الذي هو حجر الأساس للاقتصاد العالمي، حيث دفعت الهجمات أكثر من عشر شركات شحن كبرى إلى تعليق عبور سفنها عبر البحر الأحمر؛ ما تسبب في ارتفاع أسعار التأمين على السفن في المنطقة. بحسب ما ذكرته القيادة المركزية الأميركية.

وكانت واشنطن أطلقت تحالفاً دولياً، في ديسمبر (كانون الأول) الماضي، سمَّته «حارس الازدهار»؛ لحماية الملاحة في البحر الأحمر، وخليج عدن، قبل أن تشنّ ضرباتها على الأرض. وانضم لها الاتحاد الأوروبي ضمن عملية «أسبيدس».

ومنذ تدخل الولايات المتحدة عسكرياً، نفَّذت أكثر من 400 غارة على الأرض، ابتداء من 12 يناير الماضي لتحجيم قدرات الحوثيين العسكرية، أو لمنع هجمات بحرية وشيكة. وشاركتها بريطانيا في 4 موجات من الضربات الواسعة.

مدمرة أميركية تشارك في حماية السفن في البحر الأحمر (الجيش الأميركي)

وأُصيب نحو 16 سفينة خلال الهجمات الحوثية، إلى جانب قرصنة «غالاكسي ليدر»، واحتجاز طاقمها، وتسببت إحدى الهجمات، في 18 فبراير (شباط) الماضي، في غرق السفينة البريطانية «روبيمار» بالبحر الأحمر بالتدريج.

وأدى هجوم صاروخي حوثي في 6 مارس (آذار) الماضي إلى مقتل 3 بحّارة، وإصابة 4 آخرين، بعد أن استهدف في خليج عدن سفينة «ترو كونفيدنس»، في وقت أقرت فيه الجماعة بمقتل 34 عنصراً من مسلحيها جراء الضربات الأميركية والبريطانية.


نحو 100 ألف فلسطيني من غزة وصلوا مصر منذ بدء الحرب

متطوعون بـ«الهلال الأحمر المصري» يستقبلون المرضى الفلسطينيين (الهلال الأحمر المصري)
متطوعون بـ«الهلال الأحمر المصري» يستقبلون المرضى الفلسطينيين (الهلال الأحمر المصري)
TT

نحو 100 ألف فلسطيني من غزة وصلوا مصر منذ بدء الحرب

متطوعون بـ«الهلال الأحمر المصري» يستقبلون المرضى الفلسطينيين (الهلال الأحمر المصري)
متطوعون بـ«الهلال الأحمر المصري» يستقبلون المرضى الفلسطينيين (الهلال الأحمر المصري)

قال السفير الفلسطيني في القاهرة دياب اللوح لـ«وكالة الصحافة الفرنسية» اليوم (الخميس) إن 80 ألفا إلى 100 ألف فلسطيني وصلوا مصر من غزة منذ بدء الحرب بين اسرائيل و«حماس» في السابع من أكتوبر (تشرين الأول).

ويعد معبر رفح بين مصر وقطاع غزة المنفذ الوحيد لقطاع غزة إلى العالم الخارجي غير الخاضع لسيطرة إسرائيل. لكن إسرائيل لها الحق في مراقبة عبور الأشخاص والبضائع. ومن خلال هذا المعبر تمر المساعدات الإنسانية إلى غزة ببطء شديد.


إعلام إسرائيلي: وفد مصري يزور إسرائيل غداً وسط جهود لوقف القتال في غزة والإفراج عن المحتجزين

البيت الأبيض: العالم يشعر بالقلق على مصير المحتجزين والمدنيين في قطاع غزة (أ.ف.ب)
البيت الأبيض: العالم يشعر بالقلق على مصير المحتجزين والمدنيين في قطاع غزة (أ.ف.ب)
TT

إعلام إسرائيلي: وفد مصري يزور إسرائيل غداً وسط جهود لوقف القتال في غزة والإفراج عن المحتجزين

البيت الأبيض: العالم يشعر بالقلق على مصير المحتجزين والمدنيين في قطاع غزة (أ.ف.ب)
البيت الأبيض: العالم يشعر بالقلق على مصير المحتجزين والمدنيين في قطاع غزة (أ.ف.ب)

ذكرت صحيفة «جيروزاليم بوست» الإسرائيلية (الخميس) أنّ وفداً مصرياً سيزور إسرائيل غداً (الجمعة) في إطار الجهود الجارية لوقف القتال في قطاع غزة والإفراج عن المحتجزين.

وبحسب «وكالة أنباء العالم العربي»، تأتي هذه الزيارة في أعقاب زيارة قام بها رئيس الأركان الإسرائيلي هرتسي هاليفي ورئيس جهاز الأمن العام (الشاباك) رونين بار إلى القاهرة أمس (الأربعاء).

وفي وقت سابق من اليوم، قال البيت الأبيض إن قادة 18 دولة بينها الولايات المتحدة طالبت بالإفراج الفوري عن جميع المحتجزين في قطاع غزة، بمن فيهم مواطنو تلك الدول.

وقال قادة الدول الثماني عشرة في بيان مشترك نشره البيت الأبيض إن العالم يشعر بالقلق على مصير المحتجزين والمدنيين في قطاع غزة «الذين يحميهم القانون الدولي».

وأضاف البيان أنّ الصفقة المطروحة لإطلاق سراح المحتجزين من شأنها أن تؤدّي إلى تهدئة فورية وطويلة الأمد في غزة، بما يسهل إيصال المزيد من المساعدات الضرورية إلى جميع أنحاء القطاع وإنهاء الأعمال القتالية.


مباحثات جديدة لـ«السداسي العربي» مع واشنطن والاتحاد الأوروبي في الرياض

سيكون الاجتماع السداسي الثالث من نوعه خلال أقل من 3 أشهر (واس)
سيكون الاجتماع السداسي الثالث من نوعه خلال أقل من 3 أشهر (واس)
TT

مباحثات جديدة لـ«السداسي العربي» مع واشنطن والاتحاد الأوروبي في الرياض

سيكون الاجتماع السداسي الثالث من نوعه خلال أقل من 3 أشهر (واس)
سيكون الاجتماع السداسي الثالث من نوعه خلال أقل من 3 أشهر (واس)

تستضيف العاصمة السعودية الرياض، مطلع الأسبوع المقبل اجتماعاً لـ«السداسي العربي» الوزاري، بمشاركة وزراء الخارجية في دول السعودية، وقطر، والإمارات، والأردن، ومصر، بالإضافة إلى أمين سر اللجنة التنفيذية لمنظمة التحرير الفلسطينية حسين الشيخ، وفقاً لمصدر عربي تحدث لـ«الشرق الأوسط».

وأفاد المصدر بأنه على هامش «المنتدى الاقتصادي العالمي» الذي سيعقد في الرياض يومي 28-29 أبريل (نيسان) الحالي، من المتوقع أن تجري عدد من الاجتماعات برعاية السعودية منها لقاء للسداسي العربي ومن ثم لقاء للسداسي العربي مع وزير الخارجية الأميركي أنتوني بلينكن سيكون هو الثالث من نوعه خلال أقل من 3 أشهر، بالإضافة إلى لقاء آخر لـ«السداسي العربي» مع الاتحاد الأوروبي.

الاعتراف بالدولة الفلسطينية

وأضاف المصدر لـ«الشرق الأوسط» أن ملف الاعتراف بالدولة الفلسطينية، سيكون أحد الملفات الرئيسية على طاولة الاجتماعات، وذلك بعدما كشف الأمير فيصل بن فرحان وزير الخارجية السعودي، (الاثنين)، عن «حديث بدأ يتبلوّر في أروقة الاتحاد الأوروبي، على الأقل عند بعض الدول، للاتجاه إلى الاعتراف بالدولة الفلسطينية»

الزيارة السابعة لبلينكن

ويزور أنتوني بلينكن وزير الخارجية الأميركي، المنطقة للمرة السابعة منذ اندلاع الحرب في غزة، بينما يُنتظر أن يلتقي بمسؤولين عرب وإقليميين، بالإضافة للرئيس الفلسطيني محمود عباس، على هامش حضورهما «المنتدى الاقتصادي العالمي» الذي سينعقد في الرياض يومي الأحد والاثنين 28-29 أبريل (نيسان) الحالي، وفقاً لما أفاد به المصدر لـ«الشرق الأوسط».

وكان «السداسي العربي» ناقش مع وزير الخارجية الأميركي في 20 مارس (آذار) الماضي، بالعاصمة المصرية، القاهرة، تصوّراً عربياً لخطة سلام إقليمي شامل، تبدأ بإنهاء الحرب على قطاع غزة ثم إطلاق مسار يقود إلى إقامة الدولة الفلسطينية، مقابل تطبيع عربي واسع مع إسرائيل، بالاستناد إلى مبادرة السلام العربية؛ وفقاً لمصدر فلسطيني تحدّث لـ«الشرق الأوسط» في حينه.

توجّه أوروبي للاعتراف بالدولة الفلسطينية

وفي حديث لوسائل الإعلام أعقب «المنتدى رفيع المستوى للأمن والتعاون الإقليمي» بين الاتحاد الأوروبي ومجلس التعاون لدول الخليج العربية، (الاثنين)، في لوكسمبورغ، كشف وزير الخارجية السعودي عن «تطوّر مهم جدّاً» تمثّل في توجّه لدى بعض الدول في الاتحاد الأوروبي للاعتراف بالدولة الفلسطينية، عادَّاً أن اجتماع مجلس التعاون الخليجي مع الاتحاد الأوروبي شكّل «فرصةً للضغط في هذا الاتجاه».

الاجتماع السابق في القاهرة الشهر الماضي (الخارجية المصرية)

بينما جدّد مجلس التعاون الخليجي، الدعوة إلى مؤتمر دولي تشارك فيه جميع الأطراف المعنية لمناقشة جميع المواضيع المتعلقة بالقضية الفلسطينية، والتوصل إلى حل يقوم على إنهاء الاحتلال الإسرائيلي وإقامة الدولة الفلسطينية المستقلة.

ورحّبت السعودية (الأربعاء)، بنتائج التقرير الصادر عن اللجنة المستقلة بشأن أداء وكالة غوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين (الأونروا)، معتبرةً أن نتائج التقرير تؤكد الدور الرئيسي للوكالة في دعم الجهود الإغاثية والإنسانية والتنموية للشعب الفلسطيني، كما أدانت الرياض، (الثلاثاء)، استمرار قوات الاحتلال الإسرائيلي في ارتكاب جرائم الحرب الشنيعة بغزة دون رادع، آخرها اكتشاف مقابر جماعية في مجمع ناصر الطبي بمدينة خان يونس جنوب القطاع، وأكدت في بيان للخارجية، أن إخفاق المجتمع الدولي في تفعيل آليات المحاسبة تجاه انتهاكات الاحتلال الإسرائيلي لقواعد القانون الدولي لن ينتج عنه سوى مزيد من الانتهاكات وتفاقم المآسي الإنسانية والدمار.

وجدّدت الرياض مطالبة المجتمع الدولي بالاضطلاع بمسؤوليته تجاه وقف اعتداءات الاحتلال الإسرائيلي على المدنيّين في غزة، ومحاسبته على المجازر التي ارتكبها.

الجولة السابعة لبلينكن في المنطقة (واس)

وتحتضن العاصمة السعودية الرياض يومي الأحد والاثنين المقبلين، الاجتماع الخاص للمنتدى الاقتصادي العالمي، تحت شعار: «التعاون الدولي والنمو والطاقة من أجل التنمية» برعاية الأمير محمد بن سلمان ولي العهد رئيس مجلس الوزراء السعودي، بحضور أكثر من 1000 مشارك من رؤساء الدول، وكبار المسؤولين والخبراء الدوليين وقادة الرأي والمفكرين، من القطاعات الحكومية والخاصة والمنظمات الدولية والمؤسسات الأكاديمية، لمناقشة مختلف القضايا والتطورات الاقتصادية العالمية.