نيزك «صحراء الجزائر» يسبق الأرض بـ4.6 مليار سنة

قطعة من النيزك
قطعة من النيزك
TT

نيزك «صحراء الجزائر» يسبق الأرض بـ4.6 مليار سنة

قطعة من النيزك
قطعة من النيزك

اكتشف فريق من الباحثين المنتسبين إلى العديد من المؤسسات في فرنسا، وواحدة في اليابان، أن نيزك «الأكوندريت» الذي عثر عليه العام الماضي في الصحراء الكبرى بالجزائر، عمره حوالي 4.6 مليار سنة قبل الأرض، أي أنه تشكل بعد مليوني عام فقط من ولادة النظام الشمسي.
و«الأكوندريت» هي أنواع من النيازك التي كانت ذات يوم جزءا من كوكب أولي، وللوصول إلى الأرض، فإن الكوكب الذي كانوا ينتمون إليه ذات يوم قد تحطم أثناء اصطدامه بجسم آخر.
وحتى الآن، تم العثور على بضعة آلاف فقط من الأكوندريت ودراستها، ومعظمها بازلتي، ولكن الأكوندريت الجديد المكتشف بالجزائر، والمسمى (EC 002) مختلف، حيث وجد الباحثون في الدراسة التي تنشرها دورية «بروسيدنج أوف ذا ناشيونال أكاديمي أوف ساينس» في 16 مارس (آذار) الحالي، ونشرت إلكترونيا أول من أمس، أنه مصنوع في الغالب من الصخور البركانية «أنديسايت» الغنية بالصوديوم والحديد والمغنيسيوم.
وعلى الأرض، يوجد «الأنديسايت» عموماً في مناطق الاندساس، وهي حدود تكتونية للصفائح حيث تتلاقى صفيحتان، ويندفع أحد اللوحين أسفل الآخر، وينتج عن هذه العملية مخاطر جغرافية، مثل الزلازل والبراكين، وهذا يشير إلى أن الأكوندريت المكتشف بالجزائر، جاء من قشرة كوكب أولي مبكر جداً.
ومن خلال دراسة نظائر المغنيسيوم والألمنيوم بالصخرة، نجح الباحثون في تأريخ الصخرة، وحددوا أن عمرها حوالي 4.6 مليار سنة، قبل الأرض، كما أظهروا في دراسة إضافية للصخرة أن الأمر استغرق ما يقرب من 100 ألف عام حتى تبرد وتتصلب.
ووصف الباحثون هذه العينة بأنها اكتشاف نادر جداً، حيث لم يتم العثور على عينة أخرى مثلها على الأرض، وقالوا إنها أقدم صخرة مغناطيسية تمت ملاحظتها على الإطلاق، وعندما نظروا إلى الأجرام السماوية الأخرى، مع التركيز على أطوالها الموجية، لم يجدوا شيئا يضاهي الطول الموجي المنعكس من هذه الصخرة.
ويقترح الباحثون أن مزيداً من الدراسة حول «الأكوندريت» المكتشف بالجزائر يمكن أن يؤدي إلى فهم أفضل لكيفية تشكل الكواكب.


مقالات ذات صلة

التلسكوب «جيمس ويب» يلتقط «زِينة شجرة ميلاد مُعلَّقة في الكون»

يوميات الشرق ألوانُها كأنه العيد في الفضاء (ناسا)

التلسكوب «جيمس ويب» يلتقط «زِينة شجرة ميلاد مُعلَّقة في الكون»

التقط التلسكوب الفضائي «جيمس ويب» التابع لـ«ناسا»، للمرّة الأولى، صورة لِما بدت عليه مجرّتنا في الوقت الذي كانت تتشكَّل فيه؛ جعلت علماء الفضاء يشعرون بسعادة.

«الشرق الأوسط» (لندن)
يوميات الشرق الكويكبات الجديدة رُصدت بواسطة تلسكوب جيمس ويب الفضائي (معهد ماساتشوستس للتكنولوجيا)

رصد 138 كويكباً صغيراً جديداً

تمكن فريق من علماء الفلك في معهد ماساتشوستس للتكنولوجيا بالولايات المتحدة من رصد 138 كويكباً صغيراً جديداً.

«الشرق الأوسط» (القاهرة )
الولايات المتحدة​ باميلا ميلروي نائبة مدير «ناسا» وبيل نيلسون مدير «ناسا» خلال مؤتمر صحافي في واشنطن (أ.ف.ب)

«ناسا» تعلن تأجيلات جديدة في برنامج «أرتميس» للعودة إلى القمر

أعلن مدير إدارة الطيران والفضاء (ناسا)، بيل نيلسون، تأجيلات جديدة في برنامج «أرتميس» الذي يهدف إلى إعادة رواد الفضاء إلى القمر لأول مرة منذ 1972.

«الشرق الأوسط» (واشنطن)
علوم رائدا الفضاء سونيتا ويليامز وباري ويلمور (أ.ب)

مرور 6 أشهر على رائدَي فضاء «ناسا» العالقين في الفضاء

مرّ ستة أشهر على رائدَي فضاء تابعين لوكالة الفضاء والطيران الأميركية (ناسا) عالقين في الفضاء، مع تبقي شهرين فقط قبل العودة إلى الأرض.

«الشرق الأوسط» (نيويورك)
يوميات الشرق رحلة ولادة الكسوف الاصطناعي (أ.ب)

«عرض تكنولوجي» فضائي يمهِّد لولادة أول كسوف شمسي اصطناعي

انطلق زوج من الأقمار الاصطناعية الأوروبية إلى الفضاء، الخميس، في أول مهمّة لإنشاء كسوف شمسي اصطناعي من خلال تشكيل طيران فضائي مُتقن.

«الشرق الأوسط» (كيب كانافيرال فلوريدا )

علماء يرصدون نجماً يبتلع كوكباً

نجم يلتهم أحد كواكبه (أ.ف.ب)
نجم يلتهم أحد كواكبه (أ.ف.ب)
TT

علماء يرصدون نجماً يبتلع كوكباً

نجم يلتهم أحد كواكبه (أ.ف.ب)
نجم يلتهم أحد كواكبه (أ.ف.ب)

شهد نجم، يقع بالقرب من كوكبة العقاب، تضخّماً طبيعياً غير متناسق؛ نظراً إلى كونه قديماً، جعله يبتلع الكوكب، الذي كان قريباً منه، وفقاً لـ«وكالة الصحافة الفرنسية».
وسبق لعلماء فلك أن رصدوا مؤشرات لمثل هذا الحدث، ولمسوا تبِعاته. وقال الباحث في «معهد كافلي» بـ«معهد ماساتشوستس للتكنولوجيا (إم آي تي)»، والمُعِدّ الرئيسي للدراسة، التي نُشرت، الأربعاء، في مجلة «نيتشر»، كيشالاي دي، إن ما كان ينقصهم هو «ضبط النجم في هذه اللحظة خاصة، عندما يشهد كوكبٌ ما مصيراً مماثلاً». وهذا ما ينتظر الأرض، ولكن بعد نحو 5 مليارات سنة، عندما تقترب الشمس من نهاية وجودها بصفتها قزماً أصفر وتنتفخ لتصبح عملاقاً أحمر. في أحسن الأحوال، سيؤدي حجمها ودرجة حرارتها إلى تحويل الأرض إلى مجرّد صخرة كبيرة منصهرة. وفي أسوأ الأحوال، ستختفي بالكامل.
بدأ كل شيء، في مايو (أيار) 2020، عندما راقب كيشالاي دي، بكاميرا خاصة من «مرصد كالتك»، نجماً بدأ يلمع أكثر من المعتاد بمائة مرة، لمدة 10 أيام تقريباً، وكان يقع في المجرّة، على بُعد نحو 12 ألف سنة ضوئية من الأرض.
وكان يتوقع أن يقع على ما كان يبحث عنه، وهو أن يرصد نظاماً نجمياً ثنائياً يضم نجمين؛ أحدهما في المدار المحيط بالآخر. ويمزق النجم الأكبر غلاف الأصغر، ومع كل «قضمة» ينبعث نور.
وقال عالِم الفلك، خلال عرض للدراسة شارك فيها مُعِدّوها الآخرون، التابعون لمعهديْ «هارفارد سميثسونيان»، و«كالتك» الأميركيين للأبحاث، إن «الأمر بدا كأنه اندماج نجوم»، لكن تحليل الضوء، المنبعث من النجم، سيكشف عن وجود سُحب من الجزيئات شديدة البرودة، بحيث لا يمكن أن تأتي من اندماج النجوم.
وتبيَّن للفريق خصوصاً أن النجم «المشابه للشمس» أطلق كمية من الطاقة أقلّ بألف مرة مما كان سيُطلق لو اندمج مع نجم آخر. وهذه الكمية من الطاقة المكتشَفة تساوي تلك الخاصة بكوكب مثل المشتري.
وعلى النطاق الكوني، الذي يُحسب ببلايين السنين، كانت نهايته سريعة جداً، وخصوصاً أنه كان «قريباً جداً من النجم، فقد دار حوله في أقل من يوم»، على ما قال دي.
وبيّنت عملية الرصد أن غلاف الكوكب تمزّق بفعل قوى جاذبية النجم، لبضعة أشهر على الأكثر، قبل امتصاصه. وهذه المرحلة الأخيرة هي التي أنتجت وهجاً مضيئاً لمدة 10 أيام تقريباً.