«حزام ولادة» يروي طقوس الحوامل خلال العصور الوسطى

TT

«حزام ولادة» يروي طقوس الحوامل خلال العصور الوسطى

كشف «حزام ولادة» في إنجلترا يعود إلى القرن الخامس عشر، عن أدلة بيولوجية داعمة لطقوس كانت تمارسها النساء بهدف حماية المرأة من الموت خلال وضعها الجنين؛ مما يشكّل شهادة نادرة عن طرق الولادة في العصور الوسطى.
ويذكر أن الحزام عبارة عن قطعة من جلد خروف أصابها الاهتراء، لكنها محفوظة بشكل جيد، نُفشت عليها دعوات وصور، من بينها صليب يبدو أنه لُمِس مراراً، وفق هذه الدراسة التي نشرت أمس (الأربعاء) في مجلة «سوساييتي أوبن ساينس» العلمية. وبحسب الباحثين، كان هذا الحزام الذي يبلغ عرضه عشرة سنتيمترات وطوله أكثر من ثلاثة أمتار يلف حول بطون النساء لمنحهن الحماية، مثل تعويذة. وبفضل تقنية دقيقة للتحليل الجزيئي الحيوي، تمكن فريق من الباحثين من اكتشاف آثار عسل وحليب وبيض وحبوب، وكذلك سوائل مهبلية؛ ما يشير بوضوح إلى «استخدامه النشط أثناء الولادة»، على ما قالت المعدّة الرئيسية للدراسة سارة فيديمينت من معهد ماكدونالد للآثار في جامعة كمبردج لـ«وكالة الصحافة الفرنسية».
وهذه المرة الأولى التي يتمكن فيها باحثون من إثبات أن هذا الحزام المعروف منذ زمن طويل، استخدم أثناء الحمل وحتى الولادة فيما كانت معدلات وفيات الأطفال الحديثي الولادة مرتفعة وتبلغ ما بين 30 و60 في المائة، بحسب الدراسة.
ويقدم هذا الاكتشاف شهادة ملموسة نادرة على صحة النساء والقبالة في وقت كانت «تقارير الولادة مكتوبة من قبل الرجال» كما علق المؤلف المشارك ماثيو كولينز من جامعة كوبنهاغن.



علماء يرصدون نجماً يبتلع كوكباً

نجم يلتهم أحد كواكبه (أ.ف.ب)
نجم يلتهم أحد كواكبه (أ.ف.ب)
TT

علماء يرصدون نجماً يبتلع كوكباً

نجم يلتهم أحد كواكبه (أ.ف.ب)
نجم يلتهم أحد كواكبه (أ.ف.ب)

شهد نجم، يقع بالقرب من كوكبة العقاب، تضخّماً طبيعياً غير متناسق؛ نظراً إلى كونه قديماً، جعله يبتلع الكوكب، الذي كان قريباً منه، وفقاً لـ«وكالة الصحافة الفرنسية».
وسبق لعلماء فلك أن رصدوا مؤشرات لمثل هذا الحدث، ولمسوا تبِعاته. وقال الباحث في «معهد كافلي» بـ«معهد ماساتشوستس للتكنولوجيا (إم آي تي)»، والمُعِدّ الرئيسي للدراسة، التي نُشرت، الأربعاء، في مجلة «نيتشر»، كيشالاي دي، إن ما كان ينقصهم هو «ضبط النجم في هذه اللحظة خاصة، عندما يشهد كوكبٌ ما مصيراً مماثلاً». وهذا ما ينتظر الأرض، ولكن بعد نحو 5 مليارات سنة، عندما تقترب الشمس من نهاية وجودها بصفتها قزماً أصفر وتنتفخ لتصبح عملاقاً أحمر. في أحسن الأحوال، سيؤدي حجمها ودرجة حرارتها إلى تحويل الأرض إلى مجرّد صخرة كبيرة منصهرة. وفي أسوأ الأحوال، ستختفي بالكامل.
بدأ كل شيء، في مايو (أيار) 2020، عندما راقب كيشالاي دي، بكاميرا خاصة من «مرصد كالتك»، نجماً بدأ يلمع أكثر من المعتاد بمائة مرة، لمدة 10 أيام تقريباً، وكان يقع في المجرّة، على بُعد نحو 12 ألف سنة ضوئية من الأرض.
وكان يتوقع أن يقع على ما كان يبحث عنه، وهو أن يرصد نظاماً نجمياً ثنائياً يضم نجمين؛ أحدهما في المدار المحيط بالآخر. ويمزق النجم الأكبر غلاف الأصغر، ومع كل «قضمة» ينبعث نور.
وقال عالِم الفلك، خلال عرض للدراسة شارك فيها مُعِدّوها الآخرون، التابعون لمعهديْ «هارفارد سميثسونيان»، و«كالتك» الأميركيين للأبحاث، إن «الأمر بدا كأنه اندماج نجوم»، لكن تحليل الضوء، المنبعث من النجم، سيكشف عن وجود سُحب من الجزيئات شديدة البرودة، بحيث لا يمكن أن تأتي من اندماج النجوم.
وتبيَّن للفريق خصوصاً أن النجم «المشابه للشمس» أطلق كمية من الطاقة أقلّ بألف مرة مما كان سيُطلق لو اندمج مع نجم آخر. وهذه الكمية من الطاقة المكتشَفة تساوي تلك الخاصة بكوكب مثل المشتري.
وعلى النطاق الكوني، الذي يُحسب ببلايين السنين، كانت نهايته سريعة جداً، وخصوصاً أنه كان «قريباً جداً من النجم، فقد دار حوله في أقل من يوم»، على ما قال دي.
وبيّنت عملية الرصد أن غلاف الكوكب تمزّق بفعل قوى جاذبية النجم، لبضعة أشهر على الأكثر، قبل امتصاصه. وهذه المرحلة الأخيرة هي التي أنتجت وهجاً مضيئاً لمدة 10 أيام تقريباً.