محافظ الأنبار: اعتقال منفذ جريمة قتل اثنين من أبناء العشائر

الراوي كشف لـ«الشرق الأوسط» أن المتهم عميد في قوات الحشد الشعبي

محافظ الأنبار: اعتقال منفذ جريمة قتل اثنين من أبناء العشائر
TT

محافظ الأنبار: اعتقال منفذ جريمة قتل اثنين من أبناء العشائر

محافظ الأنبار: اعتقال منفذ جريمة قتل اثنين من أبناء العشائر

اعتقلت قيادة عمليات الأنبار أحد المشتبه في قتلهم اثنين من أبناء العشائر بعد اعتقالهما واقتيادهما إلى مركز أمني في الرمادي، مركز المحافظة، الجمعة الماضي.
أكد ذلك محافظ الأنبار صهيب الراوي في تصريح «الشرق الأوسط».
وقال الراوي بأن قيادة عمليات الأنبار «ألقت القبض على المجرم جبار نايف محمد، منفذ جريمة المغدورين في الرمادي». وطالب الراوي «ذوي المغدورين بتقديم شكاوى أمام المحاكم لينال المجرم جزاءه».
وقرر مجلس محافظة الأنبار عقد جلسة طارئة لمناقشة حادثة القتل. وقال مجلس المحافظة في بيان إن «أعضاء المجلس عقدوا جلسة طارئة لمناقشة حادثة مقتل مدنيين اثنين من أبناء إحدى عشائر الرمادي على أيدي قوات الحشد الشعبي». وأضاف البيان أن «مجلس الأنبار طالب الجهات الأمنية بفتح تحقيق حول هذه الحادثة» التي وصفها بأنها «سابقة خطيرة». وتابع البيان أن «مجلس الأنبار يحمل القوات الأمنية مسؤولية تدهور وتردي الوضع الأمني في المحافظة».
وأقدم عقيد ينتمي إلى الحشد الشعبي (المتطوعين الشيعة) على قتل المواطنين داخل مقر قيادة عمليات الأنبار. وأفاد مصدر أمني مطلع بأن العقيد المذكور «قام بفعلته في الساعة العاشرة والنصف من مساء الجمعة بحق المواطن رافع حسن الجابري والمواطن وسام أمطيران سعود الجابري اللذين تم اعتقالهما من دون مذكرة قبض، بالإضافة إلى عدم وجود تهم ضدهما».
ويشهد مقر قيادة عمليات الأنبار حالة هستيرية بين الضباط والمراتب من أهالي المحافظة جراء هذا الفعل، ويحذر هؤلاء من تداعيات انتشار هذه الميليشيات، لا سيما في الأنبار التي تغلي على صفيح ساخن.
وبحسب المصادر الأمنية، فإنه بعد خضوع المعتقلين إلى التحقيق فإنهما قتلا طعنا بالحراب وذبحا، وألقيت جثتاهما أمام مقر اللواء الركن قاسم محمد صالح المحمدي قائد عمليات الأنبار، الذي منع أي أحد من الاقتراب من الجثتين بانتظار قرار من القائد العام للقوات المسلحة رئيس الوزراء حيدر العبادي الذي أمر أول من أمس بإجراء تحقيق في الواقعة.
وقال رئيس مجلس محافظة الأنبار صباح كرحوت لـ«الشرق الأوسط» إن العبادي «وصف الجريمة بأنها تهدف لزرع الفتنة بين المواطنين وإشغالهم والقوات الأمنية عن مقاتلة تنظيم داعش».
من جهته، أكد الشيخ زيدان الجابري، شيخ عشيرة البوجابر التي ينتمي إليها الضحيتان، أن الميليشيات التي اختطفتهما من منطقة السجارية، 10 كلم شرق مدينة الرمادي، فعلت ذلك لمجرد انتمائهما إلى العشيرة، متهمين إياها بالتعاون مع تنظيم داعش. وأضاف الجابري قائلا لـ«الشرق الأوسط» إن الميليشيات قتلتهما «من أجل زرع الفتنة بين أبناء الوطن الواحد»، داعيا أبناء العشائر في المحافظة إلى ضبط النفس والتحلي بالصبر، متعهدا بإحالة منفذي الجريمة إلى القضاء «لينالوا جزاءهم العادل».
بدوره، قال الشيخ عمر العلواني، أحد شيوخ عشيرة البوعلوان، لـ«الشرق الأوسط» إن «هناك غضبا عشائريا واسعا في الأنبار»، لافتا إلى أن العشائر ستعقد اجتماعا طارئا لاتخاذ قرارات مهمة حيال هذه الحادثة.



تقرير أممي: تدهور الأراضي الزراعية سيفقد اليمن 90 مليار دولار

اليمن يخسر سنوياً 5‎ % من أراضيه الزراعية بسبب التصحر (إعلام محلي)
اليمن يخسر سنوياً 5‎ % من أراضيه الزراعية بسبب التصحر (إعلام محلي)
TT

تقرير أممي: تدهور الأراضي الزراعية سيفقد اليمن 90 مليار دولار

اليمن يخسر سنوياً 5‎ % من أراضيه الزراعية بسبب التصحر (إعلام محلي)
اليمن يخسر سنوياً 5‎ % من أراضيه الزراعية بسبب التصحر (إعلام محلي)

وضع برنامج الأمم المتحدة الإنمائي سيناريو متشائماً لتأثير تدهور الأراضي الزراعية في اليمن إذا ما استمر الصراع الحالي، وقال إن البلد سيفقد نحو 90 مليار دولار خلال الـ16 عاماً المقبلة، لكنه وفي حال تحقيق السلام توقع العودة إلى ما كان قبل الحرب خلال مدة لا تزيد على عشرة أعوام.

وفي بيان وزعه مكتب البرنامج الأممي في اليمن، ذكر أن هذا البلد واحد من أكثر البلدان «عُرضة لتغير المناخ على وجه الأرض»، ولديه أعلى معدلات سوء التغذية في العالم بين النساء والأطفال. ولهذا فإنه، وفي حال استمر سيناريو تدهور الأراضي، سيفقد بحلول عام 2040 نحو 90 مليار دولار من الناتج المحلي الإجمالي التراكمي، وسيعاني 2.6 مليون شخص آخر من نقص التغذية.

اليمن من أكثر البلدان عرضة لتغير المناخ على وجه الأرض (إعلام محلي)

وتوقع التقرير الخاص بتأثير تدهور الأراضي الزراعية في اليمن أن تعود البلاد إلى مستويات ما قبل الصراع من التنمية البشرية في غضون عشر سنوات فقط، إذا ما تم إنهاء الصراع، وتحسين الحكم وتنفيذ تدابير التنمية البشرية المستهدفة.

وفي إطار هذا السيناريو، يذكر البرنامج الأممي أنه، بحلول عام 2060 سيتم انتشال 33 مليون شخص من براثن الفقر، ولن يعاني 16 مليون شخص من سوء التغذية، وسيتم إنتاج أكثر من 500 مليار دولار من الناتج الاقتصادي التراكمي الإضافي.

تحذير من الجوع

من خلال هذا التحليل الجديد، يرى البرنامج الأممي أن تغير المناخ، والأراضي، والأمن الغذائي، والسلام كلها مرتبطة. وحذّر من ترك هذه الأمور، وقال إن تدهور الأراضي الزائد بسبب الصراع في اليمن سيؤثر سلباً على الزراعة وسبل العيش، مما يؤدي إلى الجوع الجماعي، وتقويض جهود التعافي.

وقالت زينة علي أحمد، الممثلة المقيمة لبرنامج الأمم المتحدة الإنمائي في اليمن، إنه يجب العمل لاستعادة إمكانات اليمن الزراعية، ومعالجة عجز التنمية البشرية.

تقلبات الطقس تؤثر على الإنسان والنباتات والثروة الحيوانية في اليمن (إعلام محلي)

بدورها، ذكرت منظمة الأمم المتحدة للأغذية والزراعة (فاو) أن النصف الثاني من شهر ديسمبر (كانون الأول) الحالي يُنذر بظروف جافة في اليمن مع هطول أمطار ضئيلة في المناطق الساحلية على طول البحر الأحمر وخليج عدن، كما ستتقلب درجات الحرارة، مع ليالٍ باردة مع احتمالية الصقيع في المرتفعات، في حين ستشهد المناطق المنخفضة والساحلية أياماً أكثر دفئاً وليالي أكثر برودة.

ونبهت المنظمة إلى أن أنماط الطقس هذه قد تؤدي إلى تفاقم ندرة المياه، وتضع ضغوطاً إضافية على المحاصيل والمراعي، وتشكل تحديات لسبل العيش الزراعية، وطالبت الأرصاد الجوية الزراعية بضرورة إصدار التحذيرات في الوقت المناسب للتخفيف من المخاطر المرتبطة بالصقيع.

ووفق نشرة الإنذار المبكر والأرصاد الجوية الزراعية التابعة للمنظمة، فإن استمرار الظروف الجافة قد يؤدي إلى تفاقم ندرة المياه، وزيادة خطر فترات الجفاف المطولة في المناطق التي تعتمد على الزراعة.

ومن المتوقع أيضاً - بحسب النشرة - أن تتلقى المناطق الساحلية والمناطق الداخلية المنخفضة في المناطق الشرقية وجزر سقطرى القليل جداً من الأمطار خلال هذه الفترة.

تقلبات متنوعة

وبشأن تقلبات درجات الحرارة وخطر الصقيع، توقعت النشرة أن يشهد اليمن تقلبات متنوعة في درجات الحرارة بسبب تضاريسه المتنوعة، ففي المناطق المرتفعة، تكون درجات الحرارة أثناء النهار معتدلة، تتراوح بين 18 و24 درجة مئوية، بينما قد تنخفض درجات الحرارة ليلاً بشكل حاد إلى ما بين 0 و6 درجات مئوية.

وتوقعت النشرة الأممية حدوث الصقيع في مناطق معينة، خاصة في جبل النبي شعيب (صنعاء)، ومنطقة الأشمور (عمران)، وعنس، والحدا، ومدينة ذمار (شرق ووسط ذمار)، والمناطق الجبلية في وسط البيضاء. بالإضافة إلى ذلك، من المتوقع حدوث صقيع صحراوي في المناطق الصحراوية الوسطى، بما في ذلك محافظات الجوف وحضرموت وشبوة.

بالسلام يمكن لليمن أن يعود إلى ما كان عليه قبل الحرب (إعلام محلي)

ونبهت النشرة إلى أن هذه الظروف قد تؤثر على صحة الإنسان والنباتات والثروة الحيوانية، وسبل العيش المحلية في المرتفعات، وتوقعت أن تؤدي الظروف الجافة المستمرة في البلاد إلى استنزاف رطوبة التربة بشكل أكبر، مما يزيد من إجهاد الغطاء النباتي، ويقلل من توفر الأعلاف، خاصة في المناطق القاحلة وشبه القاحلة.

وذكرت أن إنتاجية محاصيل الحبوب أيضاً ستعاني في المناطق التي تعتمد على الرطوبة المتبقية من انخفاض الغلة بسبب قلة هطول الأمطار، وانخفاض درجات الحرارة، بالإضافة إلى ذلك، تتطلب المناطق الزراعية البيئية الساحلية التي تزرع محاصيل، مثل الطماطم والبصل، الري المنتظم بسبب معدلات التبخر العالية، وهطول الأمطار المحدودة.

وفيما يخص الثروة الحيوانية، حذّرت النشرة من تأثيرات سلبية لليالي الباردة في المرتفعات، ومحدودية المراعي في المناطق القاحلة، على صحة الثروة الحيوانية وإنتاجيتها، مما يستلزم التغذية التكميلية والتدخلات الصحية.