15 نقطة سورية و3 قواعد روسية شمال الحسكة

البوابة الشرقية لبلدة تل تمر في ريف الحسكة (الشرق الاوسط)
البوابة الشرقية لبلدة تل تمر في ريف الحسكة (الشرق الاوسط)
TT

15 نقطة سورية و3 قواعد روسية شمال الحسكة

البوابة الشرقية لبلدة تل تمر في ريف الحسكة (الشرق الاوسط)
البوابة الشرقية لبلدة تل تمر في ريف الحسكة (الشرق الاوسط)

على طرفي الطريق السريعة التي توصل بلدتي أبو راسين وتل تمر الواقعتين بريف الحسكة شمال شرقي سوريا؛ تظهر سواتر ترابية ونقاط قوات الحكومة السورية وأعلام روسية تحول المنطقة إلى ثكنات عسكرية تحيطها الخنادق والأكياس الرملية.
وشُوهدت 15 نقطة عسكرية تابعة للقوات الحكومية إلى جانب ثلاث قواعد للجيش الروسي، أكبرها كانت في محطة الأبقار الواقعة غرب تل تمر، في حين كانت القرى المنتشرة بمحيط المنطقة خالية من سكانها وأبواب المنازل موصدة وشبابيكها محطمة جراء العمليات العسكرية التي دارت قبل عامين، بعد سيطرة الجيش التركي وفصائل سورية مسلحة موالية لعملية «نبع السلام» على مدينة رأس العين المجاورة وقسم من ريفها، وتحولت الأراضي الزراعية إلى مساحات مهجورة ويخشى الفلاحون من زراعتها أو الاقتراب منها.
وانسحبت القوات الروسية نهاية الشهر الماضي سرعان ما عادت إلى مواقعها لـ«الضغط على (قوات سوريا الديمقراطية)» (قسد) لتسليم المنطقة لحلفائها، في وقت انتشرت قوات الحكومة على خطوط التماس الفاصلة بين المناطق الخاضعة للجيش التركي والفصائل الموالية لها غرب الطريق، وتلك التي تبسط عليها «قسد» باتجاه الشرق.
كما تشهد هذه المناطق مناوشات عسكرية مستمرة بين «قسد» وفصائل المعارضة الموالية لتركيا، وتعرضت نقاط تمركز القوات الروسية ومواقع الجيش النظامي في بلدتي تل تمر وأبو راسين لنيران هجمات الجيش التركي.
وقال آداي ربو قائد «المجلس السرياني العسكري» إحدى تشكيلات «قسد» وتنتشر قواتها في حدود التماس والقرى الأشورية غرب تل تمر، إن الهجمات العسكرية تستهدف ناحية زركان وريفها خاصة قرى «الدردارا» و«تل الورد»، و«أم حرمل»، و«الربيعات»، إلى جانب قرى أم الكيف وأم الخير وتل كيفجي وتل طويل، وقال: «يتم قصف هذه القرى بالمدافع والأسلحة الثقيلة؛ نظراً لأهميتها ووقوعها على خطوط الجبهة، كما تحلق طائرات استطلاع مسيرة تابعة لجيش الاحتلال التركي في سماء المنطقة وتستهدف نقاطنا»، وتعليقاً على صمت الروس والنظام حيال الهجمات المتكررة التي طالت نقاطها، أضاف قائلاً: «الروس والجيش النظامي لم يردا حتى الآن على مصادر النيران، فهذه القوات موجودة في المنطقة شكلياً».
وذكر سكان محليون أن القوات الروسية تسير دوريات بشكل شبه يومي على طول مناطق التماس، وتسعى موسكو من خلال تحركاتها بفرض مشهد عسكري وميداني جديد في شمال شرقي سوريا، وإحداث خرق لصالح قوات الحكومة على حساب «قسد» المدعومة من واشنطن.
وأشار سلام حسين، من مكتب علاقات «مجلس سوريا الديمقراطية»، إلى أن محاولات روسيا بالضغط على «قوات سوريا الديمقراطية» تهدف إلى «الرضوخ لمطالبها لتسليم مناطقها للقوات النظامية الموالية للأسد. وقواتنا العسكرية لم ترضخ لمطالبهم نتيجة تمسكها بأرضها، فهي تمتلك مشروعاً وطنيّاً يركّز على وحدة سوريا وإيجاد حلول سياسية داخل الأراضي السورية»، وصف الانسحاب الروسي بمثابة «ابتزاز» واختتم حديثه ليقول: «رسالة روسيا مفادها إذا لم تحققوا مطالبنا فسنترك المجال مفتوحاً أمام تركيا لاحتلال المزيد من الأراضي».



مصر تؤكد تمسكها باحترام سيادة الصومال ووحدة وسلامة أراضيه

الرئيس التركي رجب طيب إردوغان متوسطاً الرئيس الصومالي حسن شيخ محمود ورئيس الوزراء الإثيوبي آبي أحمد في أنقرة بعيد انتهاء المحادثات (رويترز)
الرئيس التركي رجب طيب إردوغان متوسطاً الرئيس الصومالي حسن شيخ محمود ورئيس الوزراء الإثيوبي آبي أحمد في أنقرة بعيد انتهاء المحادثات (رويترز)
TT

مصر تؤكد تمسكها باحترام سيادة الصومال ووحدة وسلامة أراضيه

الرئيس التركي رجب طيب إردوغان متوسطاً الرئيس الصومالي حسن شيخ محمود ورئيس الوزراء الإثيوبي آبي أحمد في أنقرة بعيد انتهاء المحادثات (رويترز)
الرئيس التركي رجب طيب إردوغان متوسطاً الرئيس الصومالي حسن شيخ محمود ورئيس الوزراء الإثيوبي آبي أحمد في أنقرة بعيد انتهاء المحادثات (رويترز)

قالت وزارة الخارجية المصرية، في بيان اليوم (الأحد)، إن الوزير بدر عبد العاطي تلقّى اتصالاً هاتفياً من نظيره الصومالي أحمد معلم فقي؛ لإطلاعه على نتائج القمة الثلاثية التي عُقدت مؤخراً في العاصمة التركية، أنقرة، بين الصومال وإثيوبيا وتركيا؛ لحل نزاع بين مقديشو وأديس أبابا.

ووفقاً لـ«رويترز»، جاء الاتصال، الذي جرى مساء أمس (السبت)، بعد أيام من إعلان مقديشو وإثيوبيا أنهما ستعملان معاً لحل نزاع حول خطة أديس أبابا لبناء ميناء في منطقة أرض الصومال الانفصالية، التي استقطبت قوى إقليمية وهدَّدت بزيادة زعزعة استقرار منطقة القرن الأفريقي.

وجاء في بيان وزارة الخارجية المصرية: «أكد السيد وزير خارجية الصومال على تمسُّك بلاده باحترام السيادة الصومالية ووحدة وسلامة أراضيها، وهو ما أمَّن عليه الوزير عبد العاطي مؤكداً على دعم مصر الكامل للحكومة الفيدرالية (الاتحادية) في الصومال الشقيق، وفي مكافحة الإرهاب وتحقيق الأمن والاستقرار».

وقال زعيما الصومال وإثيوبيا إنهما اتفقا على إيجاد ترتيبات تجارية للسماح لإثيوبيا، التي لا تطل على أي مسطح مائي، «بالوصول الموثوق والآمن والمستدام من وإلى البحر» بعد محادثات عُقدت يوم الأربعاء، بوساطة الرئيس التركي رجب طيب إردوغان.

وهذا الاجتماع هو الأول منذ يناير (كانون الثاني) عندما قالت إثيوبيا إنها ستؤجر ميناء في منطقة أرض الصومال الانفصالية بشمال الصومال مقابل الاعتراف باستقلال المنطقة.

ورفضت مقديشو الاتفاق، وهدَّدت بطرد القوات الإثيوبية المتمركزة في الصومال لمحاربة المتشددين الإسلاميين.

ويعارض الصومال الاعتراف الدولي بأرض الصومال ذاتية الحكم، والتي تتمتع بسلام واستقرار نسبيَّين منذ إعلانها الاستقلال في عام 1991.

وأدى الخلاف إلى تقارب بين الصومال ومصر، التي يوجد خلافٌ بينها وبين إثيوبيا منذ سنوات حول بناء أديس أبابا سداً مائيّاً ضخماً على نهر النيل، وإريتريا، وهي دولة أخرى من خصوم إثيوبيا القدامى.

وتتمتع تركيا بعلاقات وثيقة مع كل من إثيوبيا والصومال، حيث تُدرِّب قوات الأمن الصومالية، وتُقدِّم مساعدةً إنمائيةً مقابل موطئ قدم على طريق شحن عالمي رئيسي.

وأعلنت مصر وإريتريا والصومال، في بيان مشترك، في أكتوبر (تشرين الأول) أن رؤساء البلاد الثلاثة اتفقوا على تعزيز التعاون من أجل «تمكين الجيش الفيدرالي الصومالي الوطني من التصدي للإرهاب بصوره كافة، وحماية حدوده البرية والبحرية»، وذلك في خطوة من شأنها فيما يبدو زيادة عزلة إثيوبيا في المنطقة.

وذكر بيان وزارة الخارجية المصرية، اليوم (الأحد)، أن الاتصال بين الوزيرين تطرَّق أيضاً إلى متابعة نتائج القمة الثلاثية التي عُقدت في أسمرة في العاشر من أكتوبر.

وأضاف: «اتفق الوزيران على مواصلة التنسيق المشترك، والتحضير لعقد الاجتماع الوزاري الثلاثي بين وزراء خارجية مصر والصومال وإريتريا؛ تنفيذاً لتوجيهات القيادات السياسية في الدول الثلاث؛ لدعم التنسيق والتشاور بشأن القضايا الإقليمية ذات الاهتمام المشترك».

وفي سبتمبر (أيلول)، قال مسؤولون عسكريون واثنان من عمال المواني في الصومال إن سفينةً حربيةً مصريةً سلَّمت شحنةً كبيرةً ثانيةً من الأسلحة إلى مقديشو، تضمَّنت مدافع مضادة للطائرات، وأسلحة مدفعية، في خطوة من المرجح أن تفاقم التوتر بين البلدين من جانب، وإثيوبيا من جانب آخر.

وأرسلت القاهرة طائرات عدة محملة بالأسلحة إلى مقديشو بعد أن وقَّع البلدان اتفاقيةً أمنيةً مشتركةً في أغسطس (آب).

وقد يمثل الاتفاق الأمني مصدر إزعاج لأديس أبابا التي لديها آلاف الجنود في الصومال، يشاركون في مواجهة متشددين على صلة بتنظيم «القاعدة».