أعادت حركة «حماس» انتخاب يحيى السنوار مسؤولاً لها في قطاع غزة، بعد مخاض عسير وتنافس شرس نتج منه في الجولة الأولى تقدم أحد أبرز مسؤولي الحركة السياسيين، وهو نزار عوض الله، قبل أن تلجأ الحركة لإعادة 3 جولات أخرى.
وأعلن رئيس المكتب السياسي لـ«حماس» إسماعيل هنية فوز السنوار رسمياً. وقال هنية في بيان تلقت «الشرق الأوسط» نسخة عنه، إنه يبارك «للأخوين المجاهدين يحيى السنوار وم. نزار عوض الله وجميع الإخوة الذين نالوا ثقة إخوانهم» خلال الانتخابات الداخلية في «حماس»، متمنياً التوفيق لـ«الأخ الحبيب المجاهد أبو إبراهيم يحيى السنوار في مهمته في قيادة غزة الأبية، وأن يعينه وإخوانه على أداء مهامهم الحركية والوطنية ومع إخواننا في الضفة والخارج في مختلف المستويات لتحقيق أهداف وتطلعات شعبنا في الحرية والعودة والاستقلال».
ووصف هنية ما حدث بـ«محطة سامية» لـ«حماس» في تاريخها وهي «تختار قياداتها في غزة بشكل يعكس أصالة وشورية راسخة».
واعتبر أن متابعة انتخابات الحركة «من قبل أبناء شعبنا وأمتنا، بل وحتى من قبل دوائر صناعة القرار لدى العدو الصهيوني» تحمل ثلاث دلالات مهمة، وهي «موقع ومكانة الحركة في الخريطة السياسية الفلسطينية كشريك في قيادة المشروع الوطني. وأن انتخابات الحركة التي يشارك فيها عشرات الآلاف من الإخوة والأخوات وفق لوائح ونظم داخلية وتحت إشراف لجان انتخابية ورقابة قضائية هي انتخابات حقيقية وليست صورية. وإن التزام الحركة بدورية انتخاباتها الداخلية كل أربعة أعوام يؤكد الإيمان العميق بمبدأ تداول السلطة والاحتكام للصندوق؛ ما يؤكد جدية الحركة في الانتخابات التشريعية القادمة والرئاسية والمجلس الوطني الفلسطيني».وفاز السنوار أمس في الجولة الرابعة الفاصلة بحصوله على 167 صوتاً من أصل 280. وقالت مصادر لـ«الشرق الأوسط»، إن التنافس كان صعباً ومحتدماً حتى اللحظة الأخيرة، وأن أياً من الطرفين لم يقبل التنازل.
ولم تنجح 3 جولات إعادة يوم الثلاثاء في حسم منصب رئيس حركة «حماس» في قطاع غزة بعد منافسة شديدة، بين عوض الله الذي تقدم على السنوار في الجولة الأولى قبل أن تلجأ الحركة لجولات إعادة بسبب تقارب الأصوات واعتراض السنوار على عدم وصول عوض الله إلى نسبة الحسم.
ويمثل عوض الله جناح السياسيين بخلاف السنوار الذي يمثل جناح العسكر في الحركة، ويعد أحد «صقور» كتائب القسام.
وانتخب السنوار للمرة الأولى على رأس «حماس» في غزة عام 2017 خلفاً لإسماعيل هنية، الذي تولى منصب القائد العام للحركة (رئيس المكتب السياسي)، بديلاً لخالد مشعل.
والسنوار هو أحد المحررين في صفقة تبادل الأسرى بين «حماس» وإسرائيل عام 2011، وكان أحد أعضاء «كتائب القسام» قبل اعتقاله وصعد سريعاً بعد ذلك إلى سدة الحكم في الحركة.
وانضم السنوار إلى «كتائب عز الدين القسام»، الذراع العسكرية لـ«حماس»، عام 1988 وفي عام 2015 أعلنت وزارة الخارجية الأميركية، إدراجها إياه مع عدد من قادة «حماس» على لائحتها السوداء، حيث اتهمتهم بأنهم «إرهابيون دوليون». ويومذاك ضمت القائمة كلاً من صديقه المقرّب روحي مشتهى، وقائد «القسام» محمد الضيف، ووزير الداخلية السابق في «حماس» فتحي حماد، وأمين عام «الجهاد الإسلامي» الراحل رمضان شلح، ونائبه الأمين العام الحالي زياد النخالة.
ويعرف الرجل وسط «حماس» بالحزم الشديد والبطش.
واتهمت عائلات في «حماس» السنوار سابقاً بتصفية أبنائهم بسبب شبهات مختلفة، كما أنه قضى فوراً على كل من ثبت تعاونه مع إسرائيل من دون محاكمات.
وكان السنوار قد حوكم عام 1989 في إسرائيل لقتله متعاونين فلسطينيين، وقضى 22 عاماً في السجون قبل إطلاق سراحه عام 2011.
واهتمت وسائل إعلام إسرائيلية بإعادة انتخاب السنوار على حساب من وصفته برجل الظل القوي عوض الله.
واحتفاظ السنوار بموقعه لـ4 سنوات إضافية، يعني أنه لن يتمكن من خوض المنافسة مرة ثالثة بحسب قوانين «حماس» الداخلية، لكن ذلك يؤهله للتنافس على منصب رئيس المكتب السياسي العام للحركة.
ومع انتخاب قائد لـ«حماس» في غزة يبقى انتخاب قائد للحركة في الخارج وكذلك في الضفة التي يعتقد أنها أنهت انتخاباتها وسط سرية شديدة قبل أن يتم انتخاب رئيس مكتب سياسي للحركة.
وتنهي «حماس» خلال أسبوع انتخابات المكتب السياسي العام ومجلس الشورى العام.
واختصرت «حماس» انتخاباتها هذه المرة وتم تسريع العملية بسبب الاستعداد للانتخابات العامة.
وعادة تستغرق انتخابات «حماس» الداخلية نحو 4 أشهر، لكن تم اختصار الوقت هذه المرة في أسابيع عدة.
وتجري «حماس» انتخابات في 4 مناطق وتختار مكتباً سياسياً عاماً كل 4 سنوات لكن وفق دورة طويلة ومعقدة بعض الشيء وفريدة ومختلفة عن باقي الفصائل ولا تقوم على الترشح.
وتم حتى الآن المضي في انتخابات متسلسلة عبر انتخاب هيئة إدارية صغرى في المناطق التنظيمية الصغرى، ثم هيئة إدارية كبرى لمناطق تنظيمية أكبر، ثم أعضاء للشورى الأوسط الذين انتخبوا وينتخبون المجلس السياسي المحلي مثل قطاع غزة أو الخارج أو الضفة.
ويفترض أن ينتخب المجلس السياسي المحلي أعضاء المكتب العام الذين ينتخبون في النهاية الهيئات العليا للمكتب العام والشورى الأعلى، مثل رئيس المكتب السياسي ونائبه والتسلل الإداري داخله، ومثله في مجلس الشورى الأعلى.
ويبرز اسم إسماعيل هنية بقوة من أجل البقاء في منصبه رئيساً للمكتب السياسي، لكن ينافسه أيضاً بارزون، مثل رئيس المكتب السابق خالد مشعل، ونائب هنية، صالح العاروري.
وبقاء السنوار يعتبر انتصاراً للجناح المسلح، الذي تمكن في آخر انتخابات من الصعود بشكل كبير إلى مركز صنع القرار في المكتب السياسي العام وفي المكاتب الأصغر (الضفة، غزة، الخارج، السجون).
وتشكل غزة قلعة «حماس» وقطاعها الأهم، وتعطي انطباعاً حول كيف تسير انتخابات «حماس» بشكل عام لجهة سيطرة العسكر على مواقع متقدمة في الحركة.
«حماس» تعيد انتخاب السنوار قائداً لها في غزة
تغلّب على منافسه «السياسي» بعد 4 جولات كادت تطيحه
«حماس» تعيد انتخاب السنوار قائداً لها في غزة
لم تشترك بعد
انشئ حساباً خاصاً بك لتحصل على أخبار مخصصة لك ولتتمتع بخاصية حفظ المقالات وتتلقى نشراتنا البريدية المتنوعة