المغرب وفرنسا يقلبان صفحة الجفاء ويعودان إلى حاضنة «العلاقات الاستثنائية»

الرئيس هولاند والعاهل المغربي يلتقيان عصر اليوم في قصر الإليزيه

المغرب وفرنسا يقلبان صفحة الجفاء ويعودان إلى حاضنة «العلاقات الاستثنائية»
TT

المغرب وفرنسا يقلبان صفحة الجفاء ويعودان إلى حاضنة «العلاقات الاستثنائية»

المغرب وفرنسا يقلبان صفحة الجفاء ويعودان إلى حاضنة «العلاقات الاستثنائية»

أخيرا ستسدل الستارة عصر اليوم على آخر فصول الجفاء بين المغرب وفرنسا، الذي أثقل الأجواء بين البلدين المعروف عنهما تقليديا التقارب الشديد واللذين تربطهما «علاقات استثنائية».
والتوتر الذي ساد علاقات البلدين منذ نحو عام سينتهي اليوم بمناسبة لقاء الرئيس الفرنسي فرنسوا هولاند وملك المغرب محمد السادس الموجود في فرنسا في «زيارة خاصة» منذ أكثر من أسبوع في قصر الإليزيه.
ويأتي هذا اللقاء الذي يتوج عودة المياه إلى مجاريها بين باريس والرباط بعد «إشارات» متبادلة عن رغبة الطرفين في استعادة الود المفقود بسبب ما تصفه مصادر فرنسية بـ«سوء تقدير» أو «سوء فهم».
ومعلوم أن نقطة الانطلاق تعود إلى العشرين من شهر فبراير (شباط) الماضي عندما سعى أفراد من الشرطة لتبليغ رئيس جهاز المخابرات المغربية عبد اللطيف حموشي الذي كان موجودا عندها في بيت السفير المغربي في باريس دعوة للمثول أمام القضاء في قضية اتهام بالمشاركة في التعذيب. وبعد أقل من شهر، تعرض وزير الخارجية صلاح الدين مزوار لعملية تفتيش غير لائقة خلال توقفه في مطار رواسي - شارل ديغول متوجها إلى الرباط، مما زاد الطين بلة وجعل الأمور تسوء.
وعمدت الرباط إلى تعليق التعاون القضائي بين البلدين فيما بدا التوتر في العلاقات بينهما على أكثر من صعيد. ورغم صدور إشارات متوالية من فرنسا لجهة رغبتها في إعادة وصل ما انقطع بين البلدين، بقيت الرباط متشددة في موقفها. وبرز التشدد في مناسبتين متقاربتين؛ الأولى: عندما رفض مزوار الذي جاء لباريس للتعزية بحادثة «شارلي إيبدو» المشاركة في المسيرة «المليونية»، والثانية: عندما ألغى بشكل مفاجئ ومن غير تفسير زيارة كان من المقرر أن يقوم بها إلى العاصمة الفرنسية يوم 23 يناير (كانون الثاني) الماضي.
بيد أن الأمور تسارعت في الأيام الأخيرة عندما أعلن عن توصل وزيري العدل في البلدين بعد محادثات دامت يومين إلى تفاهم من أجل إعادة العمل بالتعاون القضائي بين باريس والرباط.
لكن العلامة الفارقة التي دلت على قرب إغلاق ملف التنافر كانت إعلان القصر الملكي عن منح 3 رجال دين ولدوا في المغرب ويقيمون في فرنسا التي يحملون جنسيتها، وسام العرش الملكي. وحصل الاحتفال في معهد العالم العربي في الأول من الشهر الجاري بحضور رئيس الحكومة مانويل فالس ومجموعة واسعة من الوزراء والسياسيين والجاليتين المغربية واليهودية في فرنسا. وقامت الأميرة للا مريم، شقيقة الملك محمد السادس، بتسليم الأوسمة لمستحقيها.
تقول مصادر دبلوماسية في باريس إن الطرفين بحاجة لعودة التعاون بينهما، ليس فقط في المجال القضائي ولكن خصوصا في المجال الأمني والاستخباري؛ فمن جهة، تخوض باريس حربا على الإرهاب وهي بحاجة لما يستطيع المغرب أن يقدمه لأجهزتها. ومن الجانب الآخر، يحتاج المغرب للدعم الفرنسي في منطقة تعاني من موضوع الإرهاب واستفحاله في بلدان الساحل فضلا عن الملف الليبي.
كذلك يحتاج المغرب لفرنسا ولدبلوماسيتها في ملف الصحراء، فضلا عن الملفات الاقتصادية والتجارية والعلاقة مع الاتحاد الأوروبي.
لكل هذه الأسباب يعد لقاء اليوم بين رئيسي الدولتين حدثا مهما لا يطوي فقط فترة الجفاء بين باريس والرباط، ولكنه يضع حدا للتكهنات التي دارت في الأشهر الأخيرة لجهة تحول في الخيارات الفرنسية في البلدان المغاربية وتعديل العلاقة على حساب المغرب ولصالح الجزائر.



​انخفاض صادرات العسل في اليمن بنسبة 50 %‎

نحّال يمني بمحافظة تعز حيث تسبب حصار الحوثيين في تراجع إنتاج العسل (أ.ف.ب)
نحّال يمني بمحافظة تعز حيث تسبب حصار الحوثيين في تراجع إنتاج العسل (أ.ف.ب)
TT

​انخفاض صادرات العسل في اليمن بنسبة 50 %‎

نحّال يمني بمحافظة تعز حيث تسبب حصار الحوثيين في تراجع إنتاج العسل (أ.ف.ب)
نحّال يمني بمحافظة تعز حيث تسبب حصار الحوثيين في تراجع إنتاج العسل (أ.ف.ب)

انخفض إنتاج وتصدير العسل في اليمن خلال السنوات الخمس الأخيرة بنسبة تصل إلى 50 في المائة بسبب تغيرات المناخ، وارتفاع درجة الحرارة، إلى جانب آثار الحرب التي أشعلها الحوثيون، وذلك طبقاً لما جاء في دراسة دولية حديثة.

وأظهرت الدراسة التي نُفّذت لصالح اللجنة الدولية للصليب الأحمر أنه خلال السنوات الخمس الماضية، وفي المناطق ذات الطقس الحار، انخفض تعداد مستعمرات النحل بنسبة 10 - 15 في المائة في حين تسبب الصراع أيضاً في انخفاض إنتاج العسل وصادراته بأكثر من 50 في المائة، إذ تركت سنوات من الصراع المسلح والعنف والصعوبات الاقتصادية سكان البلاد يكافحون من أجل التكيف، مما دفع الخدمات الأساسية إلى حافة الانهيار.

100 ألف أسرة يمنية تعتمد في معيشتها على عائدات بيع العسل (إعلام محلي)

ومع تأكيد معدّي الدراسة أن تربية النحل ليست حيوية للأمن الغذائي في اليمن فحسب، بل إنها أيضاً مصدر دخل لنحو 100 ألف أسرة، أوضحوا أن تغير المناخ يؤثر بشدة على تربية النحل، مما يتسبب في زيادة الإجهاد الحراري، وتقليل إنتاج العسل.

وأشارت الدراسة إلى أن هطول الأمطار غير المنتظمة والحرارة الشديدة تؤثران سلباً على مستعمرات النحل، مما يؤدي إلى انخفاض البحث عن الرحيق وتعطيل دورات الإزهار، وأن هذه التغييرات أدت إلى انخفاض إنتاج العسل في المناطق الأكثر حرارة، وأدت إلى إجهاد سبل عيش مربي النحل.

تغيرات المناخ

في حين تتفاقم الأزمة الإنسانية في اليمن، ويعتمد 70 في المائة من السكان على المساعدات، ويعيش أكثر من 80 في المائة تحت خط الفقر، توقعت الدراسة أن يؤدي تغير المناخ إلى ارتفاع درجات الحرارة في هذا البلد بمقدار 1.2 - 3.3 درجة مئوية بحلول عام 2060، وأن تزداد درجات الحرارة القصوى، حيث ستصبح الأيام الأكثر سخونة بحلول نهاية هذا القرن بمقدار 3 - 7 درجات مئوية عما هي عليه اليوم.

شابة يمنية تروج لأحد أنواع العسل في مهرجان بصنعاء (إعلام محلي)

وإذ ينبه معدّو الدراسة إلى أن اليمن سيشهد أحداثاً جوية أكثر شدة، بما في ذلك الفيضانات الشديدة، والجفاف، وزيادة وتيرة العواصف؛ وفق ما ذكر مركز المناخ، ذكروا أنه بالنسبة لمربي النحل في اليمن، أصبحت حالات الجفاف وانخفاض مستويات هطول الأمطار شائعة بشكل زائد. وقد أدى هذا إلى زيادة ندرة المياه، التي يقول مربو النحل إنها التحدي المحلي الرئيس لأي إنتاج زراعي، بما في ذلك تربية النحل.

ووفق بيانات الدراسة، تبع ذلك الوضع اتجاه هبوطي مماثل فيما يتعلق بتوفر الغذاء للنحل، إذ يعتمد مربو النحل على النباتات البرية بصفتها مصدراً للغذاء، والتي أصبحت نادرة بشكل زائد في السنوات العشر الماضية، ولم يعد النحل يجد الكمية نفسها أو الجودة من الرحيق في الأزهار.

وبسبب تدهور مصادر المياه والغذاء المحلية، يساور القلق - بحسب الدراسة - من اضطرار النحل إلى إنفاق مزيد من الطاقة والوقت في البحث عن هذين المصدرين اللذين يدعمان الحياة.

وبحسب هذه النتائج، فإن قيام النحل بمفرده بالبحث عن الماء والطعام والطيران لفترات أطول من الزمن وإلى مسافات أبعد يؤدي إلى قلة الإنتاج.

وذكرت الدراسة أنه من ناحية أخرى، فإن زيادة حجم الأمطار بسبب تغير المناخ تؤدي إلى حدوث فيضانات عنيفة بشكل متكرر. وقد أدى هذا إلى تدمير مستعمرات النحل بأكملها، وترك النحّالين من دون مستعمرة واحدة في بعض المحافظات، مثل حضرموت وشبوة.

برنامج للدعم

لأن تأثيرات تغير المناخ على المجتمعات المتضررة من الصراع في اليمن تشكل تحدياً عاجلاً وحاسماً لعمل اللجنة الدولية للصليب الأحمر الإنساني، أفادت اللجنة بأنها اتخذت منذ عام 2021 خطوات لتوسيع نطاق سبل العيش القائمة على الزراعة للنازحين داخلياً المتضررين من النزاع، والعائدين والأسر المضيفة لمعالجة دعم الدخل، وتنويع سبل العيش، ومن بينها مشروع تربية النحل المتكامل.

الأمطار الغزيرة تؤدي إلى تدمير مستعمرات النحل في اليمن (إعلام محلي)

ويقدم البرنامج فرصة لدمج الأنشطة الخاصة بالمناخ التي تدعم المجتمعات لتكون أكثر قدرة على الصمود في مواجهة تغير المناخ، ومعالجة تأثير الصراع أيضاً. ومن ضمنها معلومات عن تغير المناخ وتأثيراته، وبعض الأمثلة على تدابير التكيف لتربية النحل، مثل استخدام الظل لحماية خلايا النحل من أشعة الشمس، وزيادة وعي النحالين بتغير المناخ مع المساعدة في تحديث مهاراتهم.

واستجابة لارتفاع درجات الحرارة الناجم عن تغير المناخ، وزيادة حالات الجفاف التي أسهمت في إزالة الغابات والتصحر، نفذت اللجنة الدولية للصليب الأحمر أيضاً برنامجاً لتعزيز قدرة المؤسسات المحلية على تحسين شبكة مشاتل أنشطة التشجير في خمس محافظات، لإنتاج وتوزيع أكثر من 600 ألف شتلة لتوفير العلف على مدار العام للنحل.