الجزائر: تحفظات على «تسييس» المجتمع المدني لإقحامه في انتخابات البرلمان

جانب من مظاهرات طلاب الجامعات وسط العاصمة للمطالبة بتغيير النظام أول من أمس (أ.ب)
جانب من مظاهرات طلاب الجامعات وسط العاصمة للمطالبة بتغيير النظام أول من أمس (أ.ب)
TT

الجزائر: تحفظات على «تسييس» المجتمع المدني لإقحامه في انتخابات البرلمان

جانب من مظاهرات طلاب الجامعات وسط العاصمة للمطالبة بتغيير النظام أول من أمس (أ.ب)
جانب من مظاهرات طلاب الجامعات وسط العاصمة للمطالبة بتغيير النظام أول من أمس (أ.ب)

عبّر أهم حزب معارض في الجزائر عن تحفظه إزاء إقحام تنظيمات من المجتمع المدني في ترتيبات الانتخابات التشريعية المرتقبة بعد أشهر، ودعا إلى إبعادها من «الوظيفة السياسية». وجاء ذلك بعد أن أطلقت الرئاسة تكتلاً يتكون من عشرات الجمعيات؛ بغرض تشكيل كتلة نيابية كبيرة، تكون داعمة لسياسات الرئيس عبد المجيد تبون.
وقالت «حركة مجتمع السلم» (معارضة إسلامية)، أمس في بيان، أصدرته عقب اجتماع «مكتبها التنفيذي»، إن «من خصائص المجتمع المدني المفيد أن يكون متعاوناً مع محيطه الرسمي، وغير الرسمي. ولكن ضمن وظيفته المجتمعية التشاركية، وليس الوظيفة السياسية التمثيلية». مبرزاً أن المجتمع المدني «لا يستفيد من الدولة إلا ضمن قوانين مناسبة لحرية التأسيس والمبادرة، وضمن دعم يكون على أساس عقود برامجية شفافة، تمنح حسب الفاعلية لصالح المجتمع، وليس لأغراض سياسية تفسده وتفسد المجتمع».
ولم يوضح الحزب الإسلامي من يقصد بكلامه بالضبط، لكن قياديين منه أكدوا لـ«الشرق الأوسط»، أن الأمر يتعلق بـ«نداء الجزائر»، الذي تم إطلاقه منذ أسبوع، برعاية مستشار بالرئاسة مكلف المجتمع المدني، والذي يضم العشرات من التنظيمات الثقافية والفنية والاتحادات المهنية، ونقابات تمثل مختلف القطاعات، وذلك تحت عنوان عريض «تشبيب النخب».
ويثير إطلاق «نداء الجزائر» تهافتاً كبيراً في المناطق الداخلية والمدن الكبرى؛ وذلك لاعتقاد الكثيرين أنه الحصان الرابح في الانتخابات البرلمانية المبكرة، التي لم يعلن عن تاريخ تنظيمها.
يشار إلى أن الرئيس تبون حل الشهر الماضي «المجلس الشعبي الوطني» (الغرفة البرلمانية الأولى)، وقال، إن ذلك «يلبّي أهم مطالب الحراك». لكن المتظاهرون عبّروا في احتجاجات الجمعة الماضي عن رفضهم مسعى الاقتراع المبكر؛ لأن البرلمان الجديد سيكون في نظرهم «نسخة طبق الأصل لبرلمان بوتفليقة»، وفق ما جاء في أحد الشعارات التي رفعت في المظاهرات.
وبحسب «مجتمع السلم»، فإن «الممارسات المتكررة في التسخير السياسي لبعض منظمات المجتمع المدني، خصوصاً بعد اقتراب موعد الانتخابات، ومحاولات تشكيل قوى ومبادرات جديدة بتشجيع من أطراف تتحدث باسم الدولة، مركزياً ومحلياً، هو ممارسة مكشوفة تذكرنا بأجواء سابقة معروفة العواقب، حيث ستفرز مرة أخرى فقاعات من الزبونية والسلوكيات الطفيلية والانتهازية، التي لم ينفع البلد نظيراتها في وقت سابق، والمضرة بالعملية السياسية والمنفرة من الانتخابات، والخطيرة على حاضر ومستقبل البلاد». في إشارة إلى ممارسات مشابهة ميّزت فترة حكم الرئيس السابق عبد العزيز بوتفليقة، وذلك بإطلاق «لجان مساندة لبرنامج الرئيس»، كانت أحد أساسات حكم بوتفليقة، وقوة ضاربة خلال حملاته في انتخابات الرئاسة، كما كانت دعامة للأحزاب الموالية للسلطة، التي سيطرت على البرلمان لمدة 20 سنة.
وبشأن شعار «تشبيب النخب الحاكمة»، الذي ترفعه السلطة، والذي يعتقد بأن مشروع «نداء الجزائر»، هو إحدى آليات تجسيده، قال بيان «مجتمع السلم»، إن «إنصاف الشباب والعناية بهم يُضمَن بتحقيق التنمية وتوفير مناصب الشغل، ورفع مستوى التعليم وإحداث فرص التطوير الذاتي للشباب، وتحسين ظروفهم المعيشية والعلمية والفكرية والنفسية، وبتأهيلهم العقلاني للقيادة والريادة، والمساهمة في التشييد والتطوير».
إلى ذلك، احتج الناشط السياسي البارز رشيد نكاز، على منعه من طرف قوات الدرك من عقد مؤتمر صحافي، أمس، كان مقرراً بالضاحية الشرقية للعاصمة. مشيراً إلى أن الدرك التقط صوراً له في الشارع «بطريقة غير قانونية». وأعلن نكاز بأن دفاعه سيرفع شكوى للقضاء بسبب هذا المنع.
وغادر الناشط السجن نهاية الشهر الماضي، في إطار عفو رئاسي عن معتقلي الحراك، بعد أن قضى فيه أكثر من عام دون محاكمة.



انتهاكات حوثية تستهدف قطاع التعليم ومنتسبيه

إجبار طلبة المدارس على المشاركة في فعاليات حوثية طائفية (إعلام حوثي)
إجبار طلبة المدارس على المشاركة في فعاليات حوثية طائفية (إعلام حوثي)
TT

انتهاكات حوثية تستهدف قطاع التعليم ومنتسبيه

إجبار طلبة المدارس على المشاركة في فعاليات حوثية طائفية (إعلام حوثي)
إجبار طلبة المدارس على المشاركة في فعاليات حوثية طائفية (إعلام حوثي)

ارتكبت جماعة الحوثيين في اليمن موجةً من الانتهاكات بحق قطاع التعليم ومنتسبيه شملت إطلاق حملات تجنيد إجبارية وإرغام المدارس على تخصيص أوقات لإحياء فعاليات تعبوية، وتنفيذ زيارات لمقابر القتلى، إلى جانب الاستيلاء على أموال صندوق دعم المعلمين.

وبالتوازي مع احتفال الجماعة بما تسميه الذكرى السنوية لقتلاها، أقرَّت قيادات حوثية تتحكم في العملية التعليمية بدء تنفيذ برنامج لإخضاع مئات الطلبة والعاملين التربويين في مدارس صنعاء ومدن أخرى للتعبئة الفكرية والعسكرية، بحسب ما ذكرته مصادر يمنية تربوية لـ«الشرق الأوسط».

طلبة خلال طابور الصباح في مدرسة بصنعاء (إ.ب.أ)

ومن بين الانتهاكات، إلزام المدارس في صنعاء وريفها ومدن أخرى بإحياء ما لا يقل عن 3 فعاليات تعبوية خلال الأسبوعين المقبلين، ضمن احتفالاتها الحالية بما يسمى «أسبوع الشهيد»، وهي مناسبة عادةً ما يحوّلها الحوثيون كل عام موسماً جبائياً لابتزاز وقمع اليمنيين ونهب أموالهم.

وطالبت جماعة الحوثيين المدارس المستهدفة بإلغاء الإذاعة الصباحية والحصة الدراسية الأولى وإقامة أنشطة وفقرات تحتفي بالمناسبة ذاتها.

وللأسبوع الثاني على التوالي استمرت الجماعة في تحشيد الكوادر التعليمية وطلبة المدارس لزيارة مقابر قتلاها، وإرغام الموظفين وطلبة الجامعات والمعاهد وسكان الأحياء على تنفيذ زيارات مماثلة إلى قبر رئيس مجلس حكمها السابق صالح الصماد بميدان السبعين بصنعاء.

وأفادت المصادر التربوية لـ«الشرق الأوسط»، بوجود ضغوط حوثية مُورِست منذ أسابيع بحق مديري المدارس لإرغامهم على تنظيم زيارات جماعية إلى مقابر القتلى.

وليست هذه المرة الأولى التي تحشد فيها الجماعة بالقوة المعلمين وطلبة المدارس وبقية الفئات لتنفيذ زيارات إلى مقابر قتلاها، فقد سبق أن نفَّذت خلال الأعياد الدينية ومناسباتها الطائفية عمليات تحشيد كبيرة إلى مقابر القتلى من قادتها ومسلحيها.

حلول جذرية

دعا المركز الأميركي للعدالة، وهو منظمة حقوقية يمنية، إلى سرعة إيجاد حلول جذرية لمعاناة المعلمين بمناطق سيطرة جماعة الحوثي، وذلك بالتزامن مع دعوات للإضراب.

وأبدى المركز، في بيان حديث، قلقه إزاء التدهور المستمر في أوضاع المعلمين في هذه المناطق، نتيجة توقف صرف رواتبهم منذ سنوات. لافتاً إلى أن الجماعة أوقفت منذ عام 2016 رواتب موظفي الدولة، بمن في ذلك المعلمون.

طفل يمني يزور مقبرة لقتلى الحوثيين في صنعاء (إ.ب.أ)

واستحدث الحوثيون ما يسمى «صندوق دعم المعلم» بزعم تقديم حوافز للمعلمين، بينما تواصل الجماعة - بحسب البيان - جني مزيد من المليارات شهرياً من الرسوم المفروضة على الطلبة تصل إلى 4 آلاف ريال يمني (نحو 7 دولارات)، إلى جانب ما تحصده من عائدات الجمارك، دون أن ينعكس ذلك بشكل إيجابي على المعلم.

واتهم البيان الحقوقي الحوثيين بتجاهل مطالب المعلمين المشروعة، بينما يخصصون تباعاً مبالغ ضخمة للموالين وقادتهم البارزين، وفقاً لتقارير حقوقية وإعلامية.

وأكد المركز الحقوقي أن الإضراب الحالي للمعلمين ليس الأول من نوعه، حيث شهدت العاصمة اليمنية المختطفة صنعاء إضرابات سابقة عدة قوبلت بحملات قمع واتهامات بالخيانة من قِبل الجماعة.

من جهته، أكد نادي المعلمين اليمنيين أن الأموال التي تجبيها جماعة الحوثي من المواطنين والمؤسسات الخدمية باسم صندوق دعم المعلم، لا يستفيد منها المعلمون المنقطعة رواتبهم منذ نحو 8 سنوات.

وطالب النادي خلال بيان له، الجهات المحلية بعدم دفع أي مبالغ تحت مسمى دعم صندوق المعلم؛ كون المستفيد الوحيد منها هم أتباع الجماعة الحوثية.