«اللجنة الثورية» تعين قياديا حوثيا مديرا لمكتب الرئاسة.. وتستعد لإخضاع مأرب والبيضاء

خلافات في صعدة حول اختيار رئيس ونواب للبرلمان * حالة «إحباط» في الشارع اليمني إزاء المواقف الإقليمية والدولية من «الانقلاب»

مسلح تابع لجماعة الحوثي أمام عربة عسكرية مدرعة خارج القصر الرئاسي اليمني في صنعاء أمس (رويترز)
مسلح تابع لجماعة الحوثي أمام عربة عسكرية مدرعة خارج القصر الرئاسي اليمني في صنعاء أمس (رويترز)
TT

«اللجنة الثورية» تعين قياديا حوثيا مديرا لمكتب الرئاسة.. وتستعد لإخضاع مأرب والبيضاء

مسلح تابع لجماعة الحوثي أمام عربة عسكرية مدرعة خارج القصر الرئاسي اليمني في صنعاء أمس (رويترز)
مسلح تابع لجماعة الحوثي أمام عربة عسكرية مدرعة خارج القصر الرئاسي اليمني في صنعاء أمس (رويترز)

فرض عشرات المسلحين، أمس، أحد القيادات الحوثية مديرا لمكتب الرئاسة، هو محمود الجنيد، بدلا عن الدكتور أحمد عوض بن مبارك الذي اختطفه الحوثيون لأسابيع، قبل إطلاق سراحه بضغوط دولية، شرط مغادرة اليمن إلى المنفى. في حين تستعد الجماعة لشن طلعات جوية على محافظتي مأرب والبيضاء، اللتين تقعان خارج سيطرتها، بحجة قتال العناصر «التكفيرية».
وجاء تعيين مدير جديد لمكتب الرئاسة الكائن جوار القصر الجمهوري بين شارع الزبيري وميدان التحرير في العاصمة صنعاء، في ظل فراغ رئاسي وحكومي منذ استقالة الرئيس عبد ربه منصور هادي وحكومة الكفاءات، إثر استخدام الحوثيين للقوة المسلحة للسيطرة على دار الرئاسة والقصر الجمهوري ومعسكرات الحماية العسكرية، التي باتت تحت يد «اللجنة الثورية»، كما تسمى، برئاسة محمد علي الحوثي، أحد أقرباء زعيم الجماعة، عبد الملك الحوثي. وينتظر أن تقوم اللجنة خلال الأيام المقبلة بتشكيل «المجلس الوطني» (البرلمان)، الذي سيختار بدوره مجلسا رئاسيا مؤقتا، تصادق عليه «اللجنة الثورية» نفسها. ومثل مدير مكتب الرئاسة الجديد محمود الجنيد، الحوثيين ضمن فريقهم في مؤتمر الحوار الوطني الذي جرى العام قبل الماضي، في اليمن.
وعلمت «الشرق الأوسط» من مصادر سياسية يمنية أن الحوثيين يستعدون لشن طلعات جوية على محافظتي مأرب والبيضاء، بحجة قتال العناصر «التكفيرية»، في حين تشير المصادر إلى أن «المسألة لا تعدو عن كونها محاولة لإخضاع المحافظتين لسيطرة الجماعة الانقلابية»، وقالت مصادر في صنعاء إن الحوثيين المسيطرين على القوات الجوية طلبوا معلومات من الأرصاد الجوية بشأن الأحوال الجوية، وتوقعت هذه المصادر الاستعداد لشن غارات جوية على مأرب والبيضاء تحت ستار القوات المسلحة، وهو الأمر الذي كان الرئيس المستقيل، عبد ربه منصور هادي رفض القيام به بناء على طلب الحوثيين، قبل استقالته.
وأفاد قبلي في مأرب لـ«الشرق الأوسط» أنهم «مستعدون لصد أي هجوم يستهدف المحافظة وبنيتها التحتية». وأقام أكثر من 15 ألف مقاتل من أبناء القبائل في مأرب، معسكرات مؤقتة، أو مطارح، كما تسمى قبليا، لحماية المحافظة والمنشآت النفطية من أي «عدوان» قد يستهدفها من قبل الحوثيين. ودعا المصدر «أبناء القوات المسلحة والأمن إلى عدم الانصياع إلى أوامر الانقلابيين وشن حروب ضد أبناء وطنهم».
وأصدرت اللجنة الأمنية بمأرب بيانا، حصلت «الشرق الأوسط» على نسخة منه، أكد أن ما أقدم عليه الحوثيون يعد انقلابا على الشرعية والجمهورية، وأكدت اللجنة اتخاذ التدابير الكفيلة بحماية المحافظة والمنشآت النفطية وغيرها.
كما علمت «الشرق الأوسط» من مصادر عليمة أن خلافات حادة تدور داخل «اللجنة الثورية» وبقية القيادات الحوثية المقربة من عبد الملك الحوثي، في إطار الاستعداد لإعلان أسماء أعضاء «المجلس الوطني» الذي يفترض أن يكون بديلا للبرلمان، حسب الإعلان الدستوري الذي أصدره الحوثيون. وتنصب الخلافات حول أسماء أعضاء المجلس، حيث لدى «اللجنة الثورية» شحة كبيرة في أسماء من سيتم اختيارهم لتمثيل المحافظات الجنوبية ومحافظات تعز ومأرب والبيضاء والحديدة، وهي المحافظات التي رفضت، حتى اللحظة، الانصياع لأوامر وهيمنة الحوثيين وسيطرتهم على السلطة، وهو ما يبرر تكرار الحوثيين، أمس، الدعوة لأعضاء مجلس النواب الذي حلوه بالمشاركة في «المجلس الوطني»، في الوقت الذي تشير المصادر إلى بدء ترتيبات حوثية لتحويل مقر مجلس النواب (البرلمان) إلى مقر لما سمي «المجلس الوطني»، والذي يفترض به انتخاب مجلس رئاسي من خمسة أشخاص، بعد مصادقة «اللجنة الثورية» التي تتحكم بدفة الأمور في اليمن، حاليا.
وقالت مصادر خاصة إن الحوثيين «عرضوا منصب الرئاسة على أكثر من شخصية يمنية بارزة، إلا أنهم فوجئوا برفض الكثير من تلك الشخصيات واشتراط البعض اشتراطات كثيرة، لم يوافق عليها الحوثيون»، ومن أبزر الشخصيات المرشحة للرئاسة، الرئيس الجنوبي الأسبق، علي ناصر محمد، الذي اشترط أن يقبل المنصب في ضوء نتائج مؤتمر القاهرة، الذي عقد قبل سنوات، والذي يقوم على أساس دولة من إقليمين، شمالي وجنوبي، فيما هناك اشتراطات كثيرة وضعت عليهم، تتعلق بسحب ميليشياتهم من العاصمة وعواصم المحافظات ورفع أيديهم عن المعسكرات والقوات المسلحة والأمن بصورة شاملة، وذكرت المصادر أن «معظم الشخصيات لم تقبل بأن تنقاد تحت إشراف ما تسمى (اللجنة الثورية) وأن تكون عضويتها في مجلس الرئاسة أو رئاسة البلاد صورية»، غير أن ذات المصادر لم تستبعد أن «يجد الحوثيون شخصيات ضعيفة وهزيلة لتملأ بها المواقع الشاغرة في السلطة»، وتشير ذات المصادر إلى أن «الانقلابيين الحوثيين لا يبالون بالمواقف الإقليمية أو الدولية إزاء تطورات الأوضاع في اليمن، فلديهم وعود من إيران بالدعم، رغم أنهم لم يدفعوا رواتب الموظفين في كل المؤسسات للشهر الماضي»، وأنهم يراهنون على عدم فرض عقوبات اقتصادية على اليمن «بسبب حرص المجتمع الإقليمي والدولي على عدم تعريض الشعب اليمني لمزيد من المعاناة الاقتصادية فوق التي يعيشها، حاليا».
ويواصل الحوثيون وضع الرئيس المستقيل عبد ربه منصور هادي تحت الإقامة الجبرية في منزله وتمنع عنه حتى الاتصالات، وقد حاولت «الشرق الأوسط» الاتصال به، إلا أنها لم تتمكن من الحديث إليه لأسباب وذرائع كثيرة ساقها عامل الهاتف، وتؤكد مصادر في أحزاب (اللقاء المشترك) أن الحوثيين يرفضون السماح لهادي بمغادرة اليمن إلى الولايات المتحدة لتلقي العلاج. وأتاحت التطورات التي ساق الحوثيون اليمن للوصول إليها، الفرصة لخصوم هادي لانتقاد فترة حكمه الانتقالية، وبالأخص من قبل الرئيس الأسبق علي عبد الله صالح وقيادات حزبه، وشمل الانتقاد كافة الإجراءات التي تلت الثورة الشعبية التي قامت ضد صالح عام 2011. وأطاحت بنظامه وجاءت بالمبادرة الخليجية والرئيس هادي وحكومة محمد سالم باسندوة.
وبالقدر الذي أدى «انقلاب» الحوثيين على السلطة في اليمن إلى انشقاقات في معظم الأوساط السياسية والاجتماعية والقبلية، إلا أنه، بحسب المراقبين، أدى إلى توحد الكثير من المناطق والأقاليم والقبائل لمواجهة الحوثيين ورغبتهم في التمدد بطريقة مذهبية، حيث تجري مشاورات قبلية واسعة النطاق بين قبائل شمالية – شمالية وجنوبية – جنوبية وجنوبية – شمالية، من أجل «وقف زحف الحوثيين على مناطقهم»، ويعتقد المحللون السياسيون أن «نظرة رجال القبائل إلى ما يجري تختلف كثيرا عن نظرة الأحزاب والسياسيين، حيث لا يرى رجل القبيلة في خصمه الذي يرغب في السيطرة عليه، سوى غاز ومحتل، وهنا تنتفض أعراف القبيلة وسالفها الرافض لذلك».
ينظر المواطنون اليمنيون إلى أن المواقف التي اتخذت عقب «انقلاب» وسيطرة الحوثيين على مقاليد السلطة في اليمن، غير كافية وليست بالقوة المتوقعة لردع الانقلابيين وإيقاف تماديهم في السيطرة على السلطة بنهم غزير، حسب تعبير عدد من المواطنين الذين تحدثت إليهم «الشرق الأوسط» في العاصمة صنعاء، حيث يرى اليمنيون أن «قناع الحوثيين سقط، فبعد ادعاءاتهم بأن تحركاتهم هي لإسقاط الجرعة السعرية التي أقدمت عليها الحكومة وغيرها من المزاعم التي تمس المواطنين ومشاعرهم، ها هم اليوم يكشفون زيف ادعاءاتهم وينقضون على السلطة ومفاصل الدولة، ولم يعد هناك ما يهمهم من شيء سوى السيطرة»، وحمل المواطنون الحوثيين «مسؤولية انهيار الوضع الأمني في البلاد وتردي الأوضاع الاقتصادية والسيطرة على مقدرات الدولة وممتلكاتها ووثائقها التاريخية»، واعتبر بعض المواطنين أن الحوثيين «يريدون إعادة اليمن إلى فترة الحروب المذهبية التي جرت في اليمن القرن الماضي، أيام الإمامة التي يأتون من نسلها ويريدون إعادتها إلى اليمن بلبوس جمهوري».
وقال مصدر قيادي في حزب المؤتمر الشعبي العام لـ«الشرق الأوسط»، رفض الكشف عن هويته، إن التطورات الأخيرة و«الخطوات المتهورة التي أقدم عليها الحوثيون، أعادت الزخم إلى شعبية حزبه وإلى الرئيس الأسبق علي عبد الله صالح وحكمه الذي امتد لأكثر من ثلاثة عقود»، وأضاف المصدر أن «الناس الآن يترحمون على فترة حكم صالح التي لم يتعرض فيها الناس لما يتعرضون له الآن من صنوف التنكيل على يد الميليشيات»، حسب تعبير المصدر، الذي أكد أن حزبه «سيعيد حساباته والنظر في عضوية الكثير من أعضائه الذين لم يلتزموا بالقرارات التنظيمية والتحقوا بالحوثيين لتحقيق انقلابهم على الشرعية الدستورية»، وتؤكد الكثير من الأوساط اليمنية أن الحوثيين «انقلبوا» على صالح بعد سيطرتهم على السلطة في اليمن، رغم التنسيق والتحالف الذي كان قائما بين الطرفين في الآونة الأخيرة، للإطاحة بنظام الرئيس عبد ربه منصور هادي.
ورغم الظروف الصعبة التي يمر بها اليمنيون، فإنهم يجدون الوقت الكافي للتندر على الأوضاع القائمة، فبعد نشر صورة محمد علي الحوثي، رئيس «اللجنة الثورية» لأول مرة، امتلأت مواقع التواصل الاجتماعي بالنكات والتعليقات على الرجل الذي يحكم اليمن، فبعض التعليقات اعتبرته «بائع قات»، وأخرى بشرت الشعب اليمني بتوزيع مسحوق «الشمة» التي يتناولها بعض اليمنيين وهي مادة مطحونة من التبغ وتوضع تحت اللسان كمادة مكيفة.



«الجبهة الوطنية»... حزب مصري جديد يثير تساؤلات وانتقادات

مصريون بمحافظة القاهرة يشاركون في حملة جمع توكيلات لحزب «الجبهة الوطنية» الجديد (صفحة الحزب - فيسبوك)
مصريون بمحافظة القاهرة يشاركون في حملة جمع توكيلات لحزب «الجبهة الوطنية» الجديد (صفحة الحزب - فيسبوك)
TT

«الجبهة الوطنية»... حزب مصري جديد يثير تساؤلات وانتقادات

مصريون بمحافظة القاهرة يشاركون في حملة جمع توكيلات لحزب «الجبهة الوطنية» الجديد (صفحة الحزب - فيسبوك)
مصريون بمحافظة القاهرة يشاركون في حملة جمع توكيلات لحزب «الجبهة الوطنية» الجديد (صفحة الحزب - فيسبوك)

ما زال حزب «الجبهة الوطنية» المصري الجديد يثير انتقادات وتساؤلات بشأن برنامجه وأهدافه وطبيعة دوره السياسي في المرحلة المقبلة، خاصة مع تأكيد مؤسسيه أنهم «لن يكونوا في معسكر الموالاة أو في جانب المعارضة».

وكان حزب «الجبهة الوطنية» مثار جدل وتساؤلات في مصر، منذ الكشف عن اجتماعات تحضيرية بشأنه منتصف الشهر الماضي، انتهت بإعلان تدشينه في 30 ديسمبر (كانون الأول) الماضي.

وتمحورت التساؤلات حول أسباب ظهوره في هذه المرحلة، وهل سيكون بديلاً لحزب الأغلبية في البرلمان المصري (مستقبل وطن)، لا سيما أن مصر مقبلة على انتخابات برلمانية نهاية العام الجاري.

هذه التساؤلات حاول اثنان من مؤسسي الحزب الإجابة عنها في أول ظهور إعلامي مساء السبت، ضمن برنامج «الحكاية» المذاع على قناة «إم بي سي»، وقال وكيل مؤسسي حزب «الجبهة الوطنية» ووزير الإسكان المصري السابق عاصم الجزار، إن «الحزب هو بيت خبرة هدفه إثراء الفكر وإعادة بناء الوعي المصري المعاصر»، مؤكداً أن الحزب «لا يسعى للأغلبية أو المغالبة، بل يستهدف التأثير النوعي وليس الكمي».

وأضاف: «هدفنا تشكيل تحالف من الأحزاب الوطنية القائمة، إذ لن نعمل وحدنا»، معلناً استعداد الحزب الجديد، الذي لا يزال يستكمل إجراءات تأسيسه رسمياً، للتحالف مع «أحزاب الأغلبية مستقبل وطن وحماة وطن والمعارضة والمستقلين أيضاً بهدف خدمة المصلحة الوطنية»، مستطرداً: «لن نكون أداة لتمرير قرارات، بل أداة للإقناع بها».

وشدد الجزار على أن «الحزب لا ينتمي لمعسكر الموالاة أو للمعارضة»، وإنما «نعمل لمصلحة الوطن».

وهو ما أكده رئيس «الهيئة العامة للاستعلامات» بمصر وعضو الهيئة التأسيسية لحزب «الجبهة الوطنية»، ضياء رشوان، الذي قال: «سنشكر الحكومة عندما تصيب ونعارضها عندما تخطئ»، مشيراً إلى أن «مصر ليس لها حزب حاكم حتى يكون هناك حديث عن موالاة ومعارضة».

الانتقادات الموجهة للحزب ارتبطت بتساؤلات حول دوره في ظل وجود نحو 87 حزباً سياسياً، وفق «الهيئة العامة للاستعلامات»، منها 14 حزباً ممثلاً في البرلمان الحالي، يتصدرها حزب «مستقبل وطن» بأغلبية 320 مقعداً، يليه حزب «الشعب الجمهور» بـ50 مقعداً، ثم حزب «الوفد» بـ39 مقعداً، وحزب «حماة الوطن» بـ27 مقعداً، وحزب «النور» الإسلامي بـ11 مقعداً، وحزب «المؤتمر» بـ8 مقاعد.

ورداً على سؤال للإعلامي عمرو أديب، خلال برنامج «الحكاية»، بشأن ما إذا كان الحزب «طامحاً للحكم ويأتي بوصفه بديلاً لحزب الأغلبية»، قال رشوان: «أي حزب سياسي يسعى للحكم، لكن من السذاجة أن نقول إن حزباً يعمل على إجراءات تأسيسه اليوم سيحصد الأغلبية بعد 8 أو 10 أشهر»، مشيراً إلى أن «الحزب لن يعيد تجارب (الهابطين من السماء)». واستطرد: «لن نسعى للأغلبية غداً، لكن قد يكون بعد غد».

وأضاف رشوان أن «الحزب يستهدف في الأساس إعادة بناء الحياة السياسية في مصر بعد فشل تجربة نظام الحزب الواحد في مصر منذ عام 1952»، مشيراً إلى أن «الحزب يستهدف إحياء تحالف 30 يونيو (حزيران)»، لافتاً إلى أن «التفكير فيه هو ثمرة للحوار الوطني الذي أثار زخماً سياسياً».

طوال ما يزيد على ساعة ونصف الساعة حاول الجزار ورشوان الإجابة عن التساؤلات المختلفة التي أثارها إعلان تدشين الحزب، والتأكيد على أنه «ليس سُلمة للوصول إلى البرلمان أو الوزارة»، وليس «بوابة للصعود»، كما شددا على أن «حزب الجبهة يضم أطيافاً متعددة وليس مقصوراً على لون سياسي واحد، وأنه يضم بين جنباته المعارضة».

وعقد حزب «الجبهة الوطنية» نحو 8 اجتماعات تحضيرية على مدار الأسابيع الماضي، وتعمل هيئته التأسيسية، التي تضم وزراء ونواباً ومسؤولين سابقين، حالياً على جمع التوكيلات الشعبية اللازمة لإطلاقه رسمياً.

ويستهدف الحزب، بحسب إفادة رسمية «تدشين أكبر تحالف سياسي لخوض الانتخابات البرلمانية المقبلة، عبر صياغة تفاهمات سياسية واسعة مع الأحزاب الموجودة»، إضافة إلى «لمّ الشمل السياسي في فترة لا تحتمل التشتت».

ومنذ إطلاق الحزب تم ربطه بـ«اتحاد القبائل والعائلات المصرية» ورئيسه رجل الأعمال إبراهيم العرجاني، حتى إن البعض قال إن «الحزب هو الأداة السياسية لاتحاد القبائل». وعزز هذه الأحاديث إعلان الهيئة التأسيسية التي ضمت رجل الأعمال عصام إبراهيم العرجاني.

وأرجع الجزار الربط بين الحزب والعرجاني إلى أن «الاجتماعات التحضيرية الأولى للحزب كانت تجري في مكتبه بمقر اتحاد القبائل؛ كونه أميناً عاماً للاتحاد»، مؤكداً أن «الحزب لا علاقة له باتحاد القبائل». وقال: «العرجاني واحد من عشرة رجال أعمال ساهموا في تمويل اللقاءات التحضيرية للحزب». وأضاف: «الحزب لا ينتمي لشخص أو لجهة بل لفكرة».

وحول انضمام عصام العرجاني للهيئة التأسيسية، قال رشوان إنه «موجود بصفته ممثلاً لسيناء، ووجوده جاء بترشيح من أهل سيناء أنفسهم».

وأكد رشوان أن «البعض قد يرى في الحزب اختراعاً لكتالوج جديد في الحياة السياسية، وهو كذلك»، مشيراً إلى أن «الحزب يستهدف إعادة بناء الحياة السياسية في مصر التي يقول الجميع إنها ليست على المستوى المأمول».

بينما قال الجزار: «نحن بيت خبرة يسعى لتقديم أفكار وحلول وكوادر للدولة، ونحتاج لكل من لديه القدرة على طرح حلول ولو جزئية لمشاكل المجتمع».

وأثارت تصريحات الجزار ورشوان ردود فعل متباينة، وسط تساؤلات مستمرة عن رؤية الحزب السياسية، التي أشار البعض إلى أنها «غير واضحة»، وهي تساؤلات يرى مراقبون أن حسمها مرتبط بالانتخابات البرلمانية المقبلة.

كما رأى آخرون أن الحزب لم يكن مستعداً بعد للظهور الإعلامي.

بينما أشار البعض إلى أن «الحزب ولد بمشاكل تتعلق بشعبية داعميه»، وأنه «لم يفلح في إقناع الناس بأنه ليس حزب موالاة».

وقال مستشار مركز الأهرام للدراسات السياسية والاستراتيجية الدكتور عمرو الشوبكي لـ«الشرق الأوسط» إن «الحزب قدم حتى الآن كلاماً عاماً دون تصور أو رؤية واضحة للإصلاح التدريجي»، موضحاً أنه «من حيث المبدأ من حق أي جماعة تأسيس حزب جديد».

وبينما أكد الشوبكي أن ما عرضه المسؤولون عن الحزب الجديد بشأن «عدم طموحه للحكم لا يختلف عن واقع الحياة السياسية في مصر الذي يترك للدولة تشكيل الحكومة»، مطالباً «بتفعيل دور الأحزاب في الحياة السياسية»، فالمشكلة على حد تعبيره «ليست في إنشاء حزب جديد، بل في المساحة المتاحة للأحزاب».