«سد النهضة»: مصر والسودان يبحثان «خيارات مشتركة» بديلة

الرئيس السيسي ورئيس الوزراء السوداني عبد الله حمدوك في الخرطوم أول من أمس (أ.ف.ب)
الرئيس السيسي ورئيس الوزراء السوداني عبد الله حمدوك في الخرطوم أول من أمس (أ.ف.ب)
TT

«سد النهضة»: مصر والسودان يبحثان «خيارات مشتركة» بديلة

الرئيس السيسي ورئيس الوزراء السوداني عبد الله حمدوك في الخرطوم أول من أمس (أ.ف.ب)
الرئيس السيسي ورئيس الوزراء السوداني عبد الله حمدوك في الخرطوم أول من أمس (أ.ف.ب)

تبحث مصر والسودان خيارات مشتركة بديلة، في نزاعهما مع إثيوبيا بشأن «سد النهضة»، بعد رفض الأخيرة مقترحاً بـ«وساطة رباعية»، تشمل الولايات المتحدة والأمم المتحدة والاتحاد الأوروبي، إلى جانب الاتحاد الأفريقي، الذي يرعى المفاوضات منذ عدة أشهر، من دون نتائج. ووفق مصدر مصري، تحدث لـ«الشرق الأوسط»، فإن الزيارة المرتقبة لرئيس الوزراء السوداني عبد الله حمدوك، للقاهرة، سوف تبحث «خيارات مشتركة للدولتين، للرد على التعنت الإثيوبي، والذي لا يمثل أي مفاجأة»، على حد قوله. ومن المقرر أن يبدأ حمدوك زيارة للعاصمة المصرية غداً (الخميس)، على رأس وفد رفيع المستوى يضم عدداً من الوزراء منهم وزراء الداخلية والزراعة والكهرباء. وتأتي زيارة حمدوك، ضمن سلسلة زيارات ثنائية متبادلة جرت مؤخراً بين الجانبين، وأظهرت تنسيقاً وتفاهماً في الموقف المصري والسوداني تجاه القضايا المشركة، خصوصاً ملف سد النهضة.
كان الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي، قد زار السودان السبت الماضي، والتقى رئيس مجلس السيادة عبد الفتاح البرهان، وأكد الجانبان ضرورة التوصل إلى اتفاق قانوني ملزم ومتوازن حول ملء وتشغيل سد النهضة. كما أبدت مصر دعمها لمقترح السودان تشكيل رباعية دولية للتوسط في هذا الملف. بدورها، أعلنت الخارجية الإثيوبية، أمس، رفضها لمقترح «الوساطة الرباعية»، وشددت في المقابل على تمسكها بالوساطة الأفريقية.
ونقلت صفحة الوزارة على موقع «فيسبوك» عن المتحدث باسم الخارجية دينا مفتي: «يمكن حل قضية سد النهضة تحت رعاية المفاوضات الجارية بقيادة الاتحاد الأفريقي، والتي لا تتطلب مشاركة طرف آخر في القضية كوسيط».
وقال إن «إثيوبيا تؤمن إيماناً قوياً بإمكانية حل المشكلات الأفريقية من خلال الحلول الأفريقية، وإن الاتحاد الأفريقي وجمهورية الكونغو (الرئيس الحالي للاتحاد الأفريقي) قادران تماماً على التوصل إلى حلول تصب في مصلحة الجميع».
وأضاف أن بلاده أكدت للوفد الكونغولي الذي زارها مؤخراً في إطار زيارات مشابهة شملت جنوب أفريقيا ومصر والسودان، أن «لها الحق الطبيعي والقانوني في استخدام مواردها المائية بشكل عادل ومنصف ودون التسبب في ضرر كبير لدول المصب». وقال إنه تم الرد بشكل ملائم على الأسئلة المتعلقة بسلامة السد وتبادل المعلومات، التي أثارها الجانب السوداني، ورأى المتحدث أن «هذه لا يمكن أن تكون أسباباً للشكوى على الإطلاق». وأضاف أن «الرغبة في التمسك بالوضع القائم لاتفاقيات الحقبة الاستعمارية تحت مسمى التوصل إلى اتفاقيات ملزمة هو أمر غير مقبول». ويثير السد، الذي تدشنه إثيوبيا منذ عام 2011، على الرافد الرئيسي لنهر النيل، مخاوف من تأثيره على تدفقات المياه إلى مصر والسودان.



3.5 مليون يمني من دون مستندات هوية وطنية

المهمشون في اليمن يعيشون على هامش المدن والحياة الاقتصادية والسياسية منذ عقود (إعلام محلي)
المهمشون في اليمن يعيشون على هامش المدن والحياة الاقتصادية والسياسية منذ عقود (إعلام محلي)
TT

3.5 مليون يمني من دون مستندات هوية وطنية

المهمشون في اليمن يعيشون على هامش المدن والحياة الاقتصادية والسياسية منذ عقود (إعلام محلي)
المهمشون في اليمن يعيشون على هامش المدن والحياة الاقتصادية والسياسية منذ عقود (إعلام محلي)

على الرغم من مرور ستة عقود على قيام النظام الجمهوري في اليمن، وإنهاء نظام حكم الإمامة الذي كان يقوم على التمايز الطبقي، فإن نحو 3.5 مليون شخص من المهمشين لا يزالون من دون مستندات هوية وطنية حتى اليوم، وفق ما أفاد به تقرير دولي.

يأتي هذا فيما كشف برنامج الأغذية العالمي أنه طلب أكبر تمويل لعملياته الإنسانية في اليمن خلال العام المقبل من بين 86 دولة تواجه انعدام الأمن الغذائي.

لا يزال اليمن من أسوأ البلاد التي تواجه الأزمات الإنسانية في العالم (إعلام محلي)

وذكر المجلس النرويجي للاجئين في تقرير حديث أن عناصر المجتمع المهمش في اليمن يشكلون 10 في المائة من السكان (نحو 3.5 مليون شخص)، وأنه رغم أن لهم جذوراً تاريخية في البلاد، لكن معظمهم يفتقرون إلى أي شكل من أشكال الهوية القانونية أو إثبات جنسيتهم الوطنية، مع أنهم عاشوا في اليمن لأجيال عدة.

ويؤكد المجلس النرويجي أنه ومن دون الوثائق الأساسية، يُحرم هؤلاء من الوصول إلى الخدمات الأساسية، بما في ذلك الصحة، والتعليم، والمساعدات الحكومية، والمساعدات الإنسانية. ويواجهون تحديات في التحرك بحرية عبر نقاط التفتيش، ولا يمكنهم ممارسة الحقوق المدنية الأخرى، بما في ذلك تسجيل أعمالهم، وشراء وبيع وتأجير الممتلكات، والوصول إلى الأنظمة المالية والحوالات.

ووفق هذه البيانات، فقد أفاد 78 في المائة من المهمشين الذين شملهم استطلاع أجراه المجلس النرويجي للاجئين بأنهم لا يمتلكون بطاقة هوية وطنية، في حين يفتقر 42 في المائة من أطفال المهمشين إلى شهادة ميلاد.

ويصف المجلس الافتقار إلى المعلومات، وتكلفة الوثائق، والتمييز الاجتماعي بأنها العقبات الرئيسة التي تواجه هذه الفئة الاجتماعية، رغم عدم وجود أي قوانين تمييزية ضدهم أو معارضة الحكومة لدمجهم في المجتمع.

وقال إنه يدعم «الحصول على الهوية القانونية والوثائق المدنية بين المهمشين» في اليمن، بما يمكنهم من الحصول على أوراق الهوية، والحد من مخاطر الحماية، والمطالبة بفرص حياة مهمة في البلاد.

أكبر تمويل

طلبت الأمم المتحدة أعلى تمويل لعملياتها الإنسانية للعام المقبل لتغطية الاحتياجات الإنسانية لأكثر من 17 مليون شخص في اليمن يواجهون انعدام الأمن الغذائي الحاد، بمبلغ قدره مليار ونصف المليار دولار.

وأفاد برنامج الأغذية العالمي في أحدث تقرير له بأن التمويل المطلوب لليمن هو الأعلى على الإطلاق من بين 86 بلداً حول العالم، كما يُعادل نحو 31 في المائة من إجمالي المبلغ المطلوب لعمليات برنامج الغذاء العالمي في 15 بلداً ضمن منطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا وشرق أوروبا، والبالغ 4.9 مليار دولار، خلال العام المقبل.

الحوثيون تسببوا في نزوح 4.5 مليون يمني (إعلام محلي)

وأكد البرنامج أنه سيخصص هذا التمويل لتقديم المساعدات الإنسانية المنقذة للحياة في اليمن، حيث خلّف الصراع المستمر والأزمات المتعددة والمتداخلة الناشئة عنه، إضافة إلى الصدمات المناخية، 17.1 مليون شخص يعانون من انعدام الأمن الغذائي الحاد.

وأشار البرنامج إلى وجود 343 مليون شخص حول العالم يعانون من انعدام الأمن الغذائي الحاد، بزيادة قدرها 10 في المائة عن العام الماضي، وأقل بقليل من الرقم القياسي الذي سجل أثناء وباء «كورونا»، ومن بين هؤلاء «نحو 1.9 مليون شخص على شفا المجاعة، خصوصاً في غزة والسودان، وبعض الجيوب في جنوب السودان وهايتي ومالي».

أزمة مستمرة

أكدت مفوضية الأمم المتحدة لشؤون اللاجئين أن اليمن لا يزال واحداً من أسوأ البلاد التي تواجه الأزمات الإنسانية على مستوى العالم، حيث خلقت عشر سنوات من الصراع تقريباً نقاط ضعف، وزادت من تفاقمها، وتآكلت القدرة على الصمود والتكيف مع ذلك.

وذكرت المفوضية الأممية في تقرير حديث أن اليمن موطن لنحو 4.5 مليون نازح داخلياً، وأكثر من 60 ألف لاجئ وطالب لجوء. وهؤلاء الأفراد والأسر المتضررة من النزوح معرضون للخطر بشكل خاص، مع انخفاض القدرة على الوصول إلى الخدمات الأساسية وسبل العيش، ويواجهون كثيراً من مخاطر الحماية، غالباً يومياً.

التغيرات المناخية في اليمن ضاعفت من أزمة انعدام الأمن الغذائي (إعلام محلي)

ونبّه التقرير الأممي إلى أن كثيرين يلجأون إلى آليات التكيف الضارة للعيش، بما في ذلك تخطي الوجبات، والانقطاع عن الدراسة، وعمل الأطفال، والحصول على القروض، والانتقال إلى مأوى أقل جودة، والزواج المبكر.

وبيّنت المفوضية أن المساعدات النقدية هي من أكثر الطرق سرعة وكفاءة وفاعلية لدعم الأشخاص الضعفاء الذين أجبروا على الفرار من ديارهم وفي ظروف صعبة، لأنها تحترم استقلال الشخص وكرامته من خلال توفير شعور بالطبيعية والملكية، مما يسمح للأفراد والأسر المتضررة بتحديد ما يحتاجون إليه أكثر في ظروفهم.

وذكر التقرير أن أكثر من 90 في المائة من المستفيدين أكدوا أنهم يفضلون الدعم بالكامل أو جزئياً من خلال النقد، لأنه ومن خلال ذلك تستطيع الأسر شراء السلع والخدمات من الشركات المحلية، مما يعزز الاقتصاد المحلي.