بعد الانقلاب الذي حصل في لهجة رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، وخطابه السياسي الموجه إلى المواطنين العرب (فلسطينيي 48)، ووضعهم على أجندته اليومية والقيام بزيارات إلى بلداتهم وحتى بيوتهم، أطلقت «القائمة المشتركة» للأحزاب العربية برئاسة النائب أيمن عودة، حملة واسعة ضده اختارت لها العنوان «على مين»، وراحت تلاحقه أينما حل لتذكير العرب بسياسته الحقيقية، مثل قانون القومية وهدم البيوت.
وكان نتنياهو قد اتخذ موقفاً عدائياً من العرب في المعارك الانتخابية الثلاث التي جرت في السنتين الأخيرتين، فراح يحرّض اليهود ضدهم، قائلاً إن «العرب يتدفقون إلى صناديق الاقتراع بحافلات من تمويل خارجي»، وطالب بوضع كاميرات في صناديق الاقتراع في البلدات العربية «لأنهم يزورون الانتخابات»، وسنّ قانون القومية اليهودية «لأن السياسيين العرب يهددون المكانة اليهودية للدولة»، وسنّ قانوناً خاصاً لهدم عشرات آلاف البيوت في البلدات العربية يدعى «قانون كامنتس» لإرضاء الناخبين اليهود. كما أدار حملة شرسة ضد شرعية الأحزاب العربية وضد تشكيل حكومة تكون مسنودة من «القائمة المشتركة»، ولو من خارج الائتلاف.
غير أن نتنياهو أحدث انعطافاً في الانتخابات الحالية، وأطلق حملته لكسب أصوات عربية منذ أكثر من شهر، بشكل مكثف. وصار يتباهى بأن العرب يطلقون عليه اسم «أبو يائير». وقال إنه «متأثر للغاية» وفي بعض الأحيان تدمع عيناه وهو يسمع العرب يستقبلونه بـ«أهلاً أبا يائير». وأقام حساباً خاصاً في الشبكات الاجتماعية باللغة العربية وضع عنواناً له «أبو يائير»، وراح يضمّن زياراته الميدانية بلدات عربية، فزار الناصرة وأم الفحم والطيرة، ولم يتردد في زيارة بلدة عربية في النقب، حتى عندما كانت جرافاته تهدم بيوتاً عربية فيها.
وقد بدأت استطلاعات الرأي تشير إلى أن هذه الحملة قوبلت باهتمام إيجابي لدى بضع عشرات آلاف العرب؛ إذ دلت نتائجها على أنه يمكن أن يحصل على مقعد وربما مقعدين فقط من أصوات العرب، علماً بأن كل مقعد يحتاج إلى 30 ألف صوت على الأقل.
إثر ذلك، خرجت «القائمة المشتركة» بحملة مضادة في الأيام الأخيرة، فنشرت لافتات ضخمة في الشوارع تقول «بيقول إنه بحب العرب؟ على مين يا أبو يائير. من الذي يهدم بيوت العرب؟»، و«بيقول إنه يؤمن بالمساواة؟ على مين يا أبو يائير، من سن قانون القومية؟»، و«بيقول إنه يهتم بالبدو؟ على مين يا يا أبو يائير، من يمنع تطور البلدات البدوية؟».
وتجند الفنان محمد جبارين لبرنامج «كاميرا خفية» وظهر في الشوارع بصفة ناشط من «الليكود» يعرض على المواطنين التوقيع على عريضة تأييد لنتنياهو، فتعرض للسباب والشتم. وتنظم «المشتركة» مظاهرة ضد نتنياهو في كل مكان يصل إليه.
ويقول النائب عودة، إن حملة نتنياهو مع العرب «ستفشل حتماً لأن الجمهور العربي مجرب ولا تنطلي عليه الأحاييل الانتخابية». وأضاف أن «نتنياهو يستمد التشجيع من الانقسام الذي حصل في القائمة المشتركة بسبب انشقاق الحركة الإسلامية عنها، ولكننا ندير حملة مسؤولة نوضح فيها لجمهورنا بأن الطريق الوحيدة لتحصيل الحقوق في إسرائيل هي القوة في ظهورنا. فإن كنا أقوياء يحترموننا وإن كنا ضعفاء يأكلوننا».
وأشار عودة إلى التصريحات التي يدلي بها رئيس المعارضة يائير لبيد، رئيس حزب «يش عتيد» (يوجد مستقبل)، وفيها يؤكد أنه معني بتشكيل ائتلاف مع «القائمة المشتركة»، ويؤكد آخرون من رفاق لبيد أنهم يريدون رؤية نواب من «المشتركة» وزراء في الحكومة المقبلة. وقال «هذا الاعتراف بوجودنا ومكانتنا، بغض النظر عن موقفنا من الائتلاف، هو تطور جديد يدل على أننا فرضنا وجودنا واحترامنا بفضل قوتنا السياسية».
المعروف أن الانتخابات الإسرائيلية ستجرى الثلاثاء بعد المقبل. ويشكل العرب نسبة 15 في المائة من أصحاب حق الاقتراع فيها. وهم ممثلون اليوم بـ15 مقعداً. وتتوقع الاستطلاعات، أن تفشل القائمة المنشقة لـ«الحركة الإسلامية” في تجاوز نسبة الحسم (3.25 في المائة) وعندها سيهبط تمثيلهم إلى 8 - 9 مقاعد، وفي حال نجاحها سيهبط عددهم إلى 12 - 13 مقعداً. وتسعى كل الأحزاب، وليس فقط «الليكود»، لملء الفراغ الناشئ.
نتنياهو ينافس «المشتركة» على أصوات العرب
بعد الانقلاب في خطاب رئيس الوزراء الإسرائيلي تجاههم
نتنياهو ينافس «المشتركة» على أصوات العرب
لم تشترك بعد
انشئ حساباً خاصاً بك لتحصل على أخبار مخصصة لك ولتتمتع بخاصية حفظ المقالات وتتلقى نشراتنا البريدية المتنوعة