الإمارات: «قانون قيصر» الأميركي يحد من عودة دمشق إلى محيطها العربي

TT

الإمارات: «قانون قيصر» الأميركي يحد من عودة دمشق إلى محيطها العربي

أكد وزير الخارجية الإماراتي، الشيخ عبد الله بن زايد، أهمية عودة دمشق إلى محيطها، والحديث مع الإدارة الأميركية بشأن «قانون قيصر» الذي يمثل «التحدي الأكبر» أمام هذا الأمر.
وأوضح أن العلاقات الإماراتية - الروسية متطورة مستدامة، كما تجمع البلدين الصديقين شراكة استراتيجية قوية، مشيراً إلى أن روسيا أثبتت أنها شريك فعال يعتمد عليه، بالأخص في مجال مكافحة «كورونا»، معرباً عن ثقته في أن العلاقات الثنائية بين البلدين سوف تستمر في الازدهار في جميع المجالات.
جاء ذلك خلال المؤتمر الصحافي الذي عقده الشيخ عبد الله أمس مع سيرغي لافروف، وزير الخارجية الروسي، الذي بدأ جولته في المنطقة من الإمارات. وأكد وزير الخارجية أن دولة الإمارات تعد شراكتها مع جمهورية روسيا الاتحادية استراتيجية قوية مبنية على تاريخ من المصالح المشتركة، وقال: «بلادي ترى روسيا شريكاً مهماً أساسياً. وفي هذا الصدد، يعد توقيع الشراكة الاستراتيجية بين البلدين عام 2018 خطوة بارزة أسهمت في تعزيز علاقاتنا الثنائية».
وأضاف: «أثبتت جمهورية روسيا الاتحادية الصديقة أنها شريك فعال يعتمد عليه، بالأخص في مجال مكافحة (كورونا)... تؤمن بلادي بأهمية تعزيز علاقتها الدولية في شتى المجالات، وزيادة تعاونها مع دول العالم أجمع، ونؤمن كذلك بأن هناك إمكانيات ومجالات كثيرة للاستمرار في تحسين تعاوننا المشترك، كالتعاون في مجالات الطاقة والأعمال المصرفية والعلوم والابتكار واستكشاف الفضاء والثقافة والصحة والتكنولوجيا».
وتابع: «كما أن هناك مجالاً في غاية الأهمية نتطلع إلى تطوير التعاون فيه مع روسيا، وهو الأمن الغذائي، فقد كانت هناك مشاركة مهمة من الجانب الروسي في معرض (جلفود) خلال الشهر الماضي، ونتطلع إلى أن يحظى هذا القطاع بمزيد من الاهتمام بين البلدين على صعيد القطاعين الحكومي والخاص».
وأكد الشيخ عبد الله، في رده على بعض الأسئلة حول الشأن السوري، على ضرورة التعاون والعمل الإقليمي، وقال إن «بدء مشوار عودة سوريا إلى محيطها أمر لا بد منه، والأمر لا يتعلق بمن يريد أو لا يريد، فالمسألة هي مسألة المصلحة العامة، مصلحة سوريا ومصلحة المنطقة». وأضاف: «هناك (منغصات) بين الأطراف المختلفة، لكن لا يمكن إلا العمل على عودة سوريا إلى محيطها الإقليمي، وبحث الأدوار المهمة التي تعود فيها سوريا إلى الجامعة العربية، وهو ما يتطلب جهداً من الجانب السوري، وأيضاً من زملائنا في الجامعة العربية».
وتحدث عن أن «التحدي الأكبر اليوم الذي يواجه التنسيق والعمل المشترك مع سوريا هو (قانون قيصر)، وأنه لا بد من وجود مجالات تفتح الباب للعمل المشترك مع سوريا لنا جميعاً، وإبقاء (قانون قيصر) كما هو اليوم يجعل الأمر في غاية الصعوبة، ليس لنا كدول فقط، وإنما أيضاً للقطاع الخاص. وأعتقد أن هذا لا بد أن يكون الحوار الذي نتحدث فيه بشكل واضح مع أصدقائنا في الولايات المتحدة».
ومن جانبه، أكد لافروف، وزير الخارجية الروسي، أهمية الشراكة الاستراتيجية الإماراتية - الروسية، مشيراً إلى الحرص على تعزيز الجهود من أجل تطوير التعاون، والعمل على مشاريع مشتركة جديدة بين البلدين. وقال: «منذ زيارة الرئيس فلاديمير بوتين إلى دولة الإمارات في عام 2019، ونحن نعمل على تعزيز شراكتنا، وهناك زيادة في التبادل التجاري بين البلدين بنسبة 80 في المائة، ونعمل بديناميكية من أجل تعزيز الزيادة المستمرة في حجم التبادل التجاري، ولدينا خطط مشتركة من أجل مشاريع مستقبلية في قطاعات عدة، مثل القطاع المصرفي والصحي والمياه والكهرباء والقطاع الزراعي».
ولفت لافروف إلى وجود مشاركة مثمرة من الجانب الروسي في كثير من الفعاليات العالمية التي تنظمها دولة الإمارات، مثل معرض «جلفود دبي».
وأوضح أن زيارته للإمارات تطرقت إلى الأوضاع في منطقة الشرق الأوسط، وعدد من الأمور الإقليمية، مثل اليمن وسوريا وليبيا، بالإضافة إلى الاتفاق الإبراهيمي للسلام بين دولة الإمارات ودولة إسرائيل، مؤكداً ترحيب روسيا بمعاهدات السلام التي يتم توقيعها بين دول المنطقة ودولة إسرائيل، وتطلعها إلى المساهمة في الحوار المباشر الفلسطيني - الإسرائيلي.



ملاهي سوريا وحاناتها تعيد فتح أبوابها بحذر بعد انتصار فصائل المعارضة

سوري يصب شراباً محلياً في سوق باب توما بدمشق (رويترز)
سوري يصب شراباً محلياً في سوق باب توما بدمشق (رويترز)
TT

ملاهي سوريا وحاناتها تعيد فتح أبوابها بحذر بعد انتصار فصائل المعارضة

سوري يصب شراباً محلياً في سوق باب توما بدمشق (رويترز)
سوري يصب شراباً محلياً في سوق باب توما بدمشق (رويترز)

احتفل سكان دمشق بسقوط نظام بشار الأسد بعد حرب وحشية استمرت 13 عاماً، لكن أصحاب أماكن السهر في المدينة اعتراهم القلق وهم يعيدون فتح أبواب حاناتهم وملاهيهم.

فقد قادت «هيئة تحرير الشام» فصائل المعارضة التي أطاحت بنظام الأسد، وكانت هناك خشية لدى بعض الناس من أن تمنع الهيئة شرب الكحول.

ظلت حانات دمشق ومحلات بيع الخمور فيها مغلقة لأربعة أيام بعد دخول مقاتلي «هيئة تحرير الشام» المدينة، دون فرضهم أي إجراءات صارمة، والآن أعيد فتح هذه الأماكن مؤقتاً.

ما يريده صافي، صاحب «بابا بار» في أزقة المدينة القديمة، من الجميع أن يهدأوا ويستمتعوا بموسم عيد الميلاد الذي يشهد إقبالاً عادة.

مخاوف بسبب وسائل التواصل

وفي حديث مع «وكالة الصحافة الفرنسية» في حانته، اشتكى صافي، الذي لم يذكر اسم عائلته حتى لا يكشف عن انتمائه الطائفي، من حالة الذعر التي أحدثتها وسائل التواصل الاجتماعي.

فبعدما انتشرت شائعات أن المسلحين المسيطرين على الحي يعتزمون شن حملة على الحانات، توجه إلى مركز الشرطة الذي بات في أيدي الفصائل في ساحة باب توما.

وقال صافي بينما كان يقف وخلفه زجاجات الخمور: «أخبرتهم أنني أملك حانة وأود أن أقيم حفلاً أقدم فيه مشروبات كحولية».

وأضاف أنهم أجابوه: «افتحوا المكان، لا مشكلة. لديكم الحق أن تعملوا وتعيشوا حياتكم الطبيعية كما كانت من قبل»، فيما كانت الموسيقى تصدح في المكان.

ولم تصدر الحكومة، التي تقودها «هيئة تحرير الشام» أي بيان رسمي بشأن الكحول، وقد أغلق العديد من الأشخاص حاناتهم ومطاعمهم بعد سقوط العاصمة.

لكن الحكومة الجديدة أكدت أيضاً أنها إدارة مؤقتة وستكون متسامحة مع كل الفئات الاجتماعية والدينية في سوريا.

وقال مصدر في «هيئة تحرير الشام»، لـ«وكالة الصحافة الفرنسية»، طلب عدم كشف هويته، إن «الحديث عن منع الكحول غير صحيح». وبعد الإلحاح عليه بالسؤال شعر بالغضب، مشدداً على أن الحكومة لديها «قضايا أكبر للتعامل معها».

وأعيد فتح «بابا بار» وعدد قليل من الحانات القريبة، لكن العمل محدود ويأمل صافي من الحكومة أن تطمئنهم ببيان يكون أكثر وضوحاً وقوة إلى أنهم آمنون.

في ليلة إعادة الافتتاح، أقام حفلة حتى وقت متأخر حضرها نحو 20 شخصاً، ولكن في الليلة الثانية كانت الأمور أكثر هدوءاً.

وقال إن «الأشخاص الذين حضروا كانوا في حالة من الخوف، كانوا يسهرون لكنهم في الوقت نفسه لم يكونوا سعداء».

وأضاف: «ولكن إذا كانت هناك تطمينات (...) ستجد الجميع قد فتحوا ويقيمون حفلات والناس مسرورون، لأننا الآن في شهر عيد الميلاد، شهر الاحتفالات».

وفي سوريا أقلية مسيحية كبيرة تحتفل بعيد الميلاد، مع تعليق الزينات في دمشق.

في مطعم العلية القريب، كان أحد المغنين يقدم عرضاً بينما يستمتع الحاضرون بأطباق من المقبلات والعرق والبيرة.

لم تكن القاعة ممتلئة، لكن الدكتور محسن أحمد، صاحب الشخصية المرحة والأنيقة، كان مصمماً على قضاء وقت ممتع.

وقال لـ«وكالة الصحافة الفرنسية»: «كنا نتوقع فوضى عارمة في الموقف»، فيما كانت الأضواء تنعكس على ديكورات المطعم، مضيفاً: «لكننا عدنا سريعاً إلى حياتنا، حياتنا الليلية، وحقوقنا».

حفلة مع مغنٍ

وقال مدير المطعم يزن شلش إن مقاتلي «هيئة تحرير الشام» حضروا في ليلة إعادة الافتتاح ولم يغلقوا المكان.

وأضاف: «بدأنا العمل أمس. كانت الأمور جيدة جداً. كانت هناك حفلة مع مغنٍ. بدأ الناس بالتوافد، وفي وسط الحفلة حضر عناصر من (هيئة تحرير الشام)»، وأشار إلى أنهم «دخلوا بكل أدب واحترام وتركوا أسلحتهم في الخارج».

وبدلاً من مداهمة المكان، كانت عناصر الهيئة حريصين على طمأنة الجميع أن العمل يمكن أن يستمر.

وتابع: «قالوا للناس: لم نأتِ إلى هنا لنخيف أو نرهب أحداً. جئنا إلى هنا للعيش معاً في سوريا بسلام وحرية كنا ننتظرهما منذ فترة طويلة».

وتابع شلش: «عاملونا بشكل حسن البارحة، نحن حالياً مرتاحون مبدئياً لكنني أخشى أن يكون هذا الأمر آنياً ولا يستمر».

ستمارس الحكومة الانتقالية الجديدة في سوريا بقيادة «هيئة تحرير الشام» عملها حتى الأول من مارس (آذار). بعد ذلك، لا يعرف أصحاب الحانات ماذا يتوقعون.