تركيا: مقرّب من نجل إردوغان رئيساً تنفيذياً للصندوق السيادي

TT

تركيا: مقرّب من نجل إردوغان رئيساً تنفيذياً للصندوق السيادي

عيّن الرئيس التركي رجب طيب إردوغان، أمس (الثلاثاء)، رئيساً تنفيذياً جديداً لصندوق الثروة السيادي بعد استقالة رئيسه التنفيذي ظفر سونماز بعد يوم واحد فقط من استقالة المدير العام لبورصة إسطنبول محمد هاكان أتيلا، الذي سبق محاكمته في أميركا في إطار قضية انتهاك مصرف «خلق بنك» التركي العقوبات الأميركية على إيران والتي يتواصل نظرها خلال مارس (آذار) الحالي.
وتم تعيين سالم أردا أرموط بدلاً عن سونماز بحسب ما نشرت الجريدة الرسمية التركية أمس. ويعرف أرموط بأنه صديق مقرب من بلال إردوغان نجل الرئيس التركي منذ مرحلة الدراسة معاً في ثانوية الأئمة والخطباء في إسطنبول حيث تخرجا منها معاً عام 1999، قبل أن يتخرج في قسم العلوم السياسية والعلاقات الدولية بجامعة بوغازيتشي عام 2004، ويبدأ حياته المهنية مستشاراً للصحافة والعلاقات العامة في رئاسة الوزراء عام 2005، حيث كان إردوغان رئيساً للوزراء.
وكان أرموط، عضواً في مجلس إدارة الخطوط الجوية التركية، بعد إشراف شركة والده «أردا أرموط» على إدارة الخطوط الجوية التركية. وشغل بالإضافة إلى ذلك مناصب متعددة في الشركة، مثل رئيس قسم الجودة، ورئيس إدارة الإيرادات، ورئيس قسم المبيعات، ومدير المشتريات، ومدير الحسابات الخارجية، ومدير التسويق، ومدير المقصورة، وكذلك رئيس قسم مبيعات البلقان الأوروبية.
وكان كل من مدير البورصة والرئيس التنفيذي لصندوق الثروة السيادي المستقيلين من المقربين لصهر إردوغان وزير الخزانة والمالية السابق برات البيراق، الذي استقال من منصبه في نوفمبر (تشرين الثاني) الماضي وسط موجة انتقادات حادة للتدهور في المؤشرات الاقتصادية ونزيف الاحتياطي النقدي وعجزه عن اتخاذ إجراءات لعلاج المشاكل الاقتصادية وانهيار الليرة التركية.
من ناحية أخرى، استعادت الليرة التركية القليل من خسائرها، وسجلت ارتفاعاً طفيفاً أمام الدولار في تعاملات أمس، وذلك بعد أن سجلت أضعف سعر لها منذ منتصف ديسمبر (كانون الأول) الماضي، وسط توقعات بأن يرفع البنك المركزي أسعار الفائدة من مستوها الحالي البالغ 17 في المائة الأسبوع المقبل.
وكشفت إحصاءات رسمية، أمس، عن فقد الاحتياطي النقدي الأجنبي للبنك المركزي التركي نحو 23 مليار دولار خلال عام واحد، ضمن محاولاته لإنقاذ الليرة المتراجعة. وتراجع صافي الاحتياطي في نهاية فبراير (شباط) الماضي إلى 54.4 مليار دولار، مقابل 77.4 مليار دولار في الفترة ذاتها من العام الماضي.
وتواجه تركيا احتمالات تصاعد أزمة شح النقد الأجنبي خلال الأشهر المقبلة، مع استمرار ضعف قطاع الصادرات من جهة، واستمرار جمود القطاع السياحي من جهة أخرى؛ إذ تعد السياحة والصادرات من أبرز مقومات توفير الدولار محلياً.
وأقر البنك المركزي التركي بأن النشاط في قطاعات الخدمات والقطاعات الإنتاجية، والشكوك المحيطة بالتوقعات على المدى القصير، يسيطر عليها السلبية والتباطؤ مقارنة مع الفترة التي سبقت تفشي وباء كورونا.
وتزايدت عمليات «الدولرة» في السوق التركية من جانب المتعاملين أفراداً وشركات، بفعل ضعف ثقتهم بالليرة التركية، التي أدى تراجعها الحاد خلال العام الماضي إلى تآكل ودائع المواطنين، مع التقلبات في أسعار الصرف.
وزادت حاجة تركيا إلى النقد الأجنبي خلال الأشهر الماضية، خصوصاً مع الهبوط الحاد في سعر صرف العملة المحلية (الليرة) أمام الدولار لمستويات تاريخية غير مسبوقة بلغت 8.58 ليرة للدولار. وخلال العام الماضي شهدت تركيا نقصاً حاداً في وفرة النقد الأجنبي لأسباب عدة، أبرزها تراجع النقد الأجنبي الوافد بسبب تراجع الصادرات ونمو طفيف في الواردات، إلى جانب جمود في صناعة السياحة الوافدة إلى البلاد.



أميركا وأوروبا ودول أخرى ترفع التمويل المناخي للدول النامية إلى 300 مليار دولار

رجل يحمل حقيبة سفر بالقرب من مدخل مكان انعقاد مؤتمر الأمم المتحدة لتغير المناخ COP29 في باكو (رويترز)
رجل يحمل حقيبة سفر بالقرب من مدخل مكان انعقاد مؤتمر الأمم المتحدة لتغير المناخ COP29 في باكو (رويترز)
TT

أميركا وأوروبا ودول أخرى ترفع التمويل المناخي للدول النامية إلى 300 مليار دولار

رجل يحمل حقيبة سفر بالقرب من مدخل مكان انعقاد مؤتمر الأمم المتحدة لتغير المناخ COP29 في باكو (رويترز)
رجل يحمل حقيبة سفر بالقرب من مدخل مكان انعقاد مؤتمر الأمم المتحدة لتغير المناخ COP29 في باكو (رويترز)

وافق الاتحاد الأوروبي والولايات المتحدة ودولاً غنية أخرى، خلال قمة الأمم المتحدة المعنية بتغير المناخ (كوب29) على زيادة عرضها لهدف التمويل العالمي إلى 300 مليار دولار سنوياً بحلول عام 2035. وفق وكالة «رويترز» نقلاً عن مصادر مطلعة.

وكان من المقرر اختتام القمة الجمعة، لكنها امتدت لوقت إضافي مع سعي مفاوضين من نحو 200 دولة للتوصل إلى اتفاق بشأن خطة التمويل المناخي العالمية في العقد المقبل. ولا بد من حدوث توافق بين المفاوضين من أجل اعتماد أي اتفاق.

جاء هذا التحول في المواقف بعد أن رفضت الدول النامية يوم الجمعة اقتراحاً صاغته أذربيجان التي تستضيف المؤتمر لاتفاق ينص على تمويل قيمته 250 مليار دولار، ووصفته تلك الدول بأنه قليل بشكل مهين.

ولم يتضح بعد ما إذا كانت الدول النامية في مؤتمر (كوب29) قد أُبلغت بالموقف الجديد للدول الغنية، ولم يتضح كذلك ما إذا كان الموقف كافياً للفوز بدعم الدول النامية.

وقالت خمسة مصادر مطلعة على المناقشات المغلقة إن الاتحاد الأوروبي أبدى موافقته على قبول المبلغ الأعلى. وذكر مصدران أن الولايات المتحدة وأستراليا وبريطانيا وافقت أيضاً.

وأحجم المتحدثان باسم المفوضية الأوروبية والحكومة الأسترالية عن التعليق على المفاوضات. ولم يرد وفد الولايات المتحدة في المؤتمر أو وزارة الطاقة البريطانية بعد على طلب للتعليق.

وتترقب الوفود المشاركة في (كوب29) في باكو بأذربيجان مسودة جديدة لاتفاق عالمي بشأن تمويل المناخ يوم السبت، بعد أن واصل المفاوضون العمل خلال ساعات الليل.

وكشفت محادثات (كوب29) عن الانقسامات بين الحكومات الغنية المقيدة بموازنات محلية صارمة وبين الدول النامية التي تعاني من خسائر مادية هائلة نتيجة العواصف والفيضانات والجفاف، وهي ظواهر ناجمة عن تغير المناخ.

ومن المزمع أن يحل الهدف الجديد محل تعهدات سابقة من الدول المتطورة بتقديم تمويل مناخي بقيمة 100 مليار دولار سنوياً للدول الفقيرة بحلول عام 2020. وتم تحقيق الهدف في 2022 بعد عامين من موعده وينتهي سريانه في 2025.