بدء تطعيم العمال الفلسطينيين من حملة التصاريح

أكثر من ألفي إصابة يومية بـ{كورونا}

عامل فلسطيني يتلقى لقاح «موديرنا» أمس (أ.ب)
عامل فلسطيني يتلقى لقاح «موديرنا» أمس (أ.ب)
TT

بدء تطعيم العمال الفلسطينيين من حملة التصاريح

عامل فلسطيني يتلقى لقاح «موديرنا» أمس (أ.ب)
عامل فلسطيني يتلقى لقاح «موديرنا» أمس (أ.ب)

بدأت إسرائيل، أمس (الاثنين)، حملة تطعيم للوقاية من «كوفيد-19» لعشرات آلاف عمال الضفة الغربية الفلسطينيين الذين يعملون لديها في قطاعات مختلفة، منها الزراعة والإنشاءات. وقال منسق أعمال الحكومة الإسرائيلية في المناطق الفلسطينية، كميل أبو ركن: «أطلقنا اليوم حملة التطعيمات ضد فيروس كورونا لصالح العمال الفلسطينيين الذين يشتغلون في إسرائيل».
وأضاف في بيان: «الحديث يدور عن مصلحة صحية واقتصادية مشتركة، كوننا نعيش في البيئة الوبائية نفسها، ويجب علينا جميعاً المساهمة في الجهد الرامي إلى الحد من تفشي فيروس كورونا في المنطقة، مع الحفاظ على صحة الجمهور، وعلى أداء المرافق الاقتصادية. هكذا فقط سنتمكن من التغلب على كورونا، ومن استعادة مجرى الحياة الاعتيادي».
وأوضح البيان: «ستستمر الحملة في الأسبوعين المقبلين، وسيستطيع كل عامل معني بتلقي التطعيم القيام بذلك في أحد المجمعات، على أن ينسق صاحب عمله الأمر مع الوزارات المختصة». وقال شاهر سعد، أمين عام اتحاد العمال الفلسطينيين، لوكالة رويترز: «اليوم (أمس) تم تطعيم نحو 4 آلاف عامل على المعابر من الجانب الإسرائيلي، من خلال طواقم طبية إسرائيلية، وقد سبق تطعيم نحو 2800 في الأيام الماضية في مواقع العمل».
وأضاف: «مع نهاية حملة تطعيم العمال، نتوقع أن يصل العدد إلى 92 ألف عامل من العاملين في إسرائيل، إضافة إلى أن 32 ألف عامل يعملون في المستوطنات سيحصلون على اللقاح بدءاً من الثلاثاء». ودعا سعد «العمال كافة إلى الحصول على هذا اللقاح من أجل صحتهم وصحة عائلاتهم، إضافة إلى أنه قد يكون شرط الوصول إلى أماكن العمل أن يكون العامل قد حصل على اللقاح».
وكانت وزيرة الصحة الفلسطينية، مي الكيلة، قد أعلنت أمس تسجيل 2003 إصابات جديدة بفيروس كورونا، و22 وفاة، بين الفلسطينيين خلال الساعات الأربع والعشرين الماضية. وبدأ أول من أمس تطبيق إغلاق شامل في بعض المحافظات لمدة يوم أو يومين، يمتد في بعض المحافظات الأخرى أسبوعاً، لمواجهة انتشار الفيروس.
وتفرض الحكومة الفلسطينية إغلاقاً جزئياً في الضفة الغربية، من الساعة السابعة مساء حتى السادسة صباحاً، يومياً من الأحد إلى الخميس، وإغلاقاً كلياً يومي الجمعة والسبت، لمواجهة انتشار فيروس كورونا، كما تمنع إقامة حفلات الزفاف وتجمعات العزاء.
وقالت الوزيرة، في بيان صحافي، إن قطاع غزة سجل 123‬ إصابة من مجمل الإصابات الجديدة. وتفيد قاعدة بيانات وزارة الصحة بأن إجمالي عدد المصابين بالفيروس منذ ظهور الجائحة في مارس (آذار) الماضي بلغ 225492، تعافى منهم 200162، وتوفي 2377.
ومن جهة أخرى، وصل عدد الحاصلين على جرعة واحدة على الأقل من لقاح مضاد لفيروس كورونا في إسرائيل إلى 5 ملايين شخص، أمس (الاثنين). وكانت جانيت لافي - أزولاي، وهي سيدة حامل من تل أبيب، الشخص رقم 5 ملايين الذي يحصل على اللقاح. وقد قالت لوكالة الأنباء الألمانية إنها متحمسة للغاية، وأضافت أنها لم تشعر أن تلقي التطعيم في أثناء الحمل يعرضها للخطر، ورأت أن «الفيروس أخطر بكثير».
وتنصح السلطات الصحية في إسرائيل السيدات الحوامل بالحصول على اللقاح. وحتى الآن، تلقى نحو 8.‏3 مليون شخص الجرعة الثانية من اللقاح في إسرائيل.
وكان رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو حاضراً خلال إعطائها اللقاح، وقال إنه سيكون قريباً من الممكن تطعيم الأطفال. وبدأت إسرائيل التي يبلغ عدد سكانها 3.‏9 مليون نسمة حملتها للتلقيح ضد كورونا في ديسمبر (كانون الأول) الماضي. ويعد برنامجها أحد أكثر البرامج نجاحاً حول العالم. ويرجع ذلك لأسباب من بينها أن إسرائيل تمتلك نظام رعاية صحية رقمياً، وحصلت على إمدادات كافية من اللقاح. وتهدف الحكومة إلى تطعيم 2.‏6 مليون شخص على الأقل. وتجدر الإشارة إلى أن ثلث سكان إسرائيل تحت سن 16 عاماً، وهي فئة لا يمكن بعد تطعيمها.


مقالات ذات صلة

«كوفيد طويل الأمد»: حوار طبي حول أحدث التطورات

صحتك «كوفيد طويل الأمد»: حوار طبي حول أحدث التطورات

«كوفيد طويل الأمد»: حوار طبي حول أحدث التطورات

يؤثر على 6 : 11 % من المرضى

ماثيو سولان (كمبردج (ولاية ماساشوستس الأميركية))
صحتك أطباء يحاولون إسعاف مريضة بـ«كورونا» (رويترز)

«كورونا» قد يساعد الجسم في مكافحة السرطان

كشفت دراسة جديدة، عن أن الإصابة بفيروس كورونا قد تساعد في مكافحة السرطان وتقليص حجم الأورام.

«الشرق الأوسط» (نيويورك)
أوروبا الطبيب البريطاني توماس كوان (رويترز)

سجن طبيب بريطاني 31 عاماً لمحاولته قتل صديق والدته بلقاح كوفيد مزيف

حكم على طبيب بريطاني بالسجن لأكثر من 31 عاماً بتهمة التخطيط لقتل صديق والدته بلقاح مزيف لكوفيد - 19.

«الشرق الأوسط» (لندن )
الاقتصاد السعودية تصدرت قائمة دول «العشرين» في أعداد الزوار الدوليين بـ 73 % (واس)

السعودية الـ12 عالمياً في إنفاق السياح الدوليين

واصلت السعودية ريادتها العالمية بقطاع السياحة؛ إذ صعدت 15 مركزاً ضمن ترتيب الدول في إنفاق السيّاح الدوليين.

«الشرق الأوسط» (الرياض)
صحتك تم تسجيل إصابات طويلة بـ«كوفيد- 19» لدى أشخاص مناعتهم كانت غير قادرة على محاربة الفيروس بشكل كافٍ (رويترز)

قرار يمنع وزارة الصحة في ولاية إيداهو الأميركية من تقديم لقاح «كوفيد»

قرر قسم الصحة العامة الإقليمي في ولاية إيداهو الأميركية، بأغلبية ضئيلة، التوقف عن تقديم لقاحات فيروس «كوفيد-19» للسكان في ست مقاطعات.

«الشرق الأوسط» (أيداهو)

أحياء منكوبة بلا مياه وكهرباء بسبب القصف الإسرائيلي في مدينة صور الساحلية

جانب من الدمار الذي طال المباني في مدينة صور الساحلية جنوب لبنان (رويترز)
جانب من الدمار الذي طال المباني في مدينة صور الساحلية جنوب لبنان (رويترز)
TT

أحياء منكوبة بلا مياه وكهرباء بسبب القصف الإسرائيلي في مدينة صور الساحلية

جانب من الدمار الذي طال المباني في مدينة صور الساحلية جنوب لبنان (رويترز)
جانب من الدمار الذي طال المباني في مدينة صور الساحلية جنوب لبنان (رويترز)

قرب ركام مبنى ما زال الدخان يتصاعد منه في مدينة صور، تحمل عائلة حقائب وتصعد على سلم مظلم إلى شقة خُلعت أبوابها ونوافذها، ولا يوجد فيها ماء ولا كهرباء، بعد أن استهدف القصف الإسرائيلي البنى التحتية والطرق، إضافة إلى الأبنية والمنازل.

في اليوم الثاني من سريان وقف إطلاق النار بين «حزب الله» وإسرائيل، كانت مئات العائلات صباح الخميس تتفقّد منازلها في أحياء استهدفتها الغارات الإسرائيلية، وحوّلتها إلى منطقة منكوبة.

لم تسلم سوى غرفة الجلوس في شقة عائلة نجدة. تقول ربّة المنزل دنيا نجدة (33 عاماً)، وهي أم لطفلين، لـ«وكالة الصحافة الفرنسية»، بينما تقف على شرفتها المطلة على دمار واسع: «لم نتوقّع دماراً إلى هذا الحدّ. رأينا الصور لكن وجدنا الواقع مغايراً وصعباً».

وغطّى الزجاج أسرّة أطفالها وألعابهم، في حين تناثرت قطع من إطارات النوافذ الحديدية في كل مكان. وتضيف دنيا نجدة: «عندما وصلنا، وجدنا الدخان يتصاعد من المكان، وبالكاد استطعنا معاينة المنزل».

على الشرفة ذاتها، يقف والد زوجها سليمان نجدة (60 عاماً)، ويقول: «نشكو من انقطاع المياه والكهرباء... حتى المولدات الخاصة لا تعمل بعد انقطاع خطوط الشبكات».

ويقول الرجل، الذي يملك استراحة على شاطئ صور، الوجهة السياحية التي تجذب السكان والأجانب: «صور ولبنان لا يستحقان ما حصل... لكن الله سيعوضنا، وستعود المدينة أفضل مما كانت عليه».

وتعرّضت صور خلال الشهرين الماضيين لضربات عدّة؛ دمّرت أو ألحقت أضراراً بمئات الوحدات السكنية والبنى التحتية، وقطعت أوصال المدينة.

وأنذرت إسرائيل، خلال الأسابيع القليلة الماضية، مراراً سكان أحياء بأكملها بإخلائها، ما أثار الرعب وجعل المدينة تفرغ من قاطنيها، الذين كان عددهم يتجاوز 120 ألفاً.

لن يحصل بنقرة

خلال جولة في المدينة؛ حيث تعمل آليات على رفع الردم من الطرق الرئيسة، يحصي رئيس بلدية صور واتحاد بلدياتها، حسن دبوق لـ«وكالة الصحافة الفرنسية»: «أكثر من 50 مبنى، مؤلفة من 3 إلى 12 طابقاً دُمّرت كلياً جراء الغارات الإسرائيلية»، غير تضرّر عشرات الأبنية في محيطها، بنسبة تصل إلى 60 في المائة. ويضيف: «يمكن القول إنه يكاد لم يبقَ أي منزل بمنأى عن الضرر».

وشهدت شوارع المدينة زحمة سير مع عودة المئات من السكان إلى أحيائهم، في حين أبقت المؤسسات والمحال التجارية والمطاعم أبوابها موصدة.

ويوضح دبوق: «يتفقّد السكان منازلهم خلال النهار، ثم يغادرون ليلاً بسبب انقطاع الماء عن أنحاء المدينة والكهرباء عن الأحياء التي تعرّضت لضربات إسرائيلية قاسية».

ويقول إن الأولوية اليوم «للإسراع في إعادة الخدمات إلى المدينة، وتأمين سُبل الحياة للمواطنين»، مقرّاً بأن ذلك «لن يحصل بنقرة، ويحتاج إلى تعاون» بين المؤسسات المعنية.

ويضيف: «من المهم أيضاً إزالة الردم لفتح الشوارع حتى يتمكّن الناس من العودة».

واستهدفت غارة إسرائيلية في 18 نوفمبر (تشرين الثاني) شركة مياه صور، ما أسفر عن تدميرها، ومقتل موظفيْن، وانقطاع المياه عن 30 ألف مشترك في المدينة ومحيطها، وفق ما قال رئيس مصلحة مياه صور وليد بركات.

ودمّرت الغارة مضخّات المياه وشبكة الأنابيب المتفرّعة منها، وفق ما شاهد مراسلو «وكالة الصحافة الفرنسية»، الخميس، في إطار جولة نظمها «حزب الله» للصحافيين في عدد من أحياء المدينة.

وتحتاج إعادة بنائها إلى فترة تتراوح بين 3 و6 أشهر، وفق بركات، الذي قال إن العمل جارٍ لتوفير خيار مؤقت يزوّد السكان العائدين بالمياه.

ويقول بركات: «لا صواريخ هنا، ولا منصات لإطلاقها، إنها منشأة عامة حيوية استهدفها العدوان الإسرائيلي».

قهر ومسكّنات

بحزن شديد، يعاين أنس مدللي (40 عاماً)، الخيّاط السوري المُقيم في صور منذ 10 سنوات، الأضرار التي لحقت بمنزله جراء استهداف مبنى مجاور قبل ساعة من بدء سريان وقف إطلاق النار. كانت أكوام من الركام تقفل مدخل المبنى الذي تقع فيه الشقة.

ويقول بأسى: «بكيت من القهر... منذ يوم أمس، وأنا أتناول المسكنات جراء الصدمة. أنظر إلى ألعاب أولادي والدمار وأبكي».

وغابت الزحمة، الخميس، عن سوق السمك في ميناء المدينة القديمة، الذي كان يعجّ بالزبائن قبل الحرب، بينما المراكب راسية في المكان منذ أكثر من شهرين، وينتظر الصيادون معجزة تعيدهم إلى البحر لتوفير قوتهم.

بين هؤلاء مهدي إسطنبولي (37 عاماً)، الذي يروي أنه ورفاقه لم يبحروا للصيد منذ أن حظر الجيش اللبناني في السابع من أكتوبر (تشرين الأول) حركة القوارب في المنطقة البحرية جنوب لبنان.

ويقول: «لم يسمح الجيش لنا بعد بالخروج إلى البحر حفاظاً على سلامتنا» باعتبار المنطقة «حدودية» مع إسرائيل.

ويقول إسطنبولي: «نراقب الوضع... وننتظر»، مضيفاً: «نحن خرجنا من أزمة، لكن الناس سيعانون الآن من أزمات نفسية» بعد توقف الحرب.

ويقول أب لأربعة أطفال: «أحياناً وأنا أجلس عند البحر، أسمع صوت الموج وأجفل... يتهيّأ لي أن الطيران يقصف. نعاني من الصدمة».