هنيدة صيرفي تُبدِع أزياء معاصرة ممزوجة بعبق التراث السعودي

هنيدة صيرفي
هنيدة صيرفي
TT

هنيدة صيرفي تُبدِع أزياء معاصرة ممزوجة بعبق التراث السعودي

هنيدة صيرفي
هنيدة صيرفي

تمكّنت النساء السعوديات من حجز مكانة لهن في عالم الموضة والأزياء، وأظهرت كثيرات منهنّ موهبة وتميزاً، الأمر الذي لفت إليهنّ أنظار صُنّاع الموضة وعشاقها ومتابعيها.
ومن هؤلاء المصممة السعودية هنيدة صيرفي، التي بدأ شغفها بالموضة منذ نعومة أظفارها، حين كان حب التصميم يعتمل في مخيلتها، واستمرت في تنمية موهبتها وصقلها، ما ساعدها على التميز والإبداع في مختلف أنواع الفنون، فأسست لاحقاً علامتها التجارية للملابس ‏الجاهزة (‏Honayda‏) في لبنان عام 2016، وصممت أزياء مميزة ارتدتها ‏شخصيات شهيرة في المنطقة والعالم، مثل بريانكا شوبرا، وشاي ‏ميتشل، ودوف كاميرون وأنغام.
ونجحت صيرفي في تقديم أزياء معاصرة، نهلت في تصميمها من مخزون تراثي غني، وكان أكبر مصدر إلهام لها في تصاميمها البيئة السعودية التي نشأت فيها، وطبيعتها الغنية بالثقافة والتاريخ. واعتمدت هنيدة على تصاميم مستوحاة من سير نساء خلّد ذكرهنّ التاريخ، ومن مواقف تشهد على تمكين المرأة في التاريخ الحديث، ‎وعبّرت عنها بخطوط ونقوش من وحي التراث الثري.
تقول هنيدة صيرفي لـ«الشرق الأوسط»: «قبل سنوات، كان المجتمع السعودي هدفاً سهلاً للعلامات التجارية العالمية، بسبب ثقافة الاستهلاك، واهتمام أغلب النساء بالمظهر الجميل والبحث عن كل جديد وعصري. ولكن، بفضل التغيرات الاجتماعية الأخيرة، ودخول المؤسسات الحكومية على الخط، أصبح هناك اهتمام أكبر بقطاع الأزياء. فهناك حالياً تشجيع واضح للفن بكل أنواعه، وهو ما شجع المصممات السعوديات على إبراز ما لديهن من تصاميم ومواهب وأفكار، خصوصاً أن لدينا على المستوى الثقافي والتاريخي والسياحي الكثير ليلهمنا لصناعة الجمال».
‎وأضافت صيرفي: «نحن نتطلع لمساحة أكبر من المشاركة في المستقبل، وهذا ما ستحققه (رؤية 2030)، وأرى أن صناعة الأزياء تشهد طوال الوقت تطوراً في كل النواحي، خصوصاً أن لها أثراً كبيراً على الوضع الاقتصادي. والسعودية من أولى الدول المؤثرة في موازين الاقتصادي العالمي. وإذا نظرنا إلى حجم سوق الأزياء في العالم، سنجد أن السعودية تشارك فيه بقيمة تقدر بـ15 مليار دولار، من واقع 1.7 تريليون دولار هي قيمة السوق العالمية، ولذلك فإن صناعة الأزياء في رأيي لديها فرص كبيرة في المستقبل لأن تصبح أضخم وأنجح».
‎وتضيف: «بالنسبة إلى علامة (هنيدة)، فمنذ صغري وأنا أحب الفن بأشكاله، ولكن اهتمامي بالموضة تحديداً كان السبب الأساسي في سعيي لتحقيق كيانٍ لي في هذا المجال، فحرصت على دراسة الفنون عامة، ثم بعدها دراسة الأزياء تحديداً، في باريس، ثم اتجهتُ للتصميم}.
كثير من القطع، حتى أخذتُ القرار منذ ست سنوات بإطلاق علامتي التجارية الخاصة التي سمّيتها (HONAYDA)، وبدأت ترويجها على مستوى كبير. وقد اخترت لها أن تحمل اسمي، ‎لأن اسمي في حد ذاته كان مثار فضول وتساؤل أينما ذهبت. فهو اسم غير مألوف، رغم أنه اسم عربي أصيل. فكان الناس يسألونني عن معناه، فأقول لهم إن هنيدة هو تدليل اسم هند، وهو غمد السيف المرقش والمزين بالرسومات الزخرفية والأحجار الكريمة. وبسبب ارتباط هذا الاسم بالزينة والجمال، قررت إطلاقه على علامتي التجارية».
وقد عملت هنيدة على أن تكون كل تصاميمها ذات طابع يعكس اهتمامها بقضيتين: الأولى هي التراث السعودي، والذي تجد له طوال الوقت مساحة ضمن التصميمات العصرية، والأخرى هي تمكين المرأة ومنحها الفرص لتقلُّد المناصب التي تستحق، خصوصاً أنها تريد للنساء أن يكُنَّ واعيات لأهمية قدراتهنّ، وأن يعبّرن عن أنفسهن، ويجدن المكانة التي تليق بهنَّ في المجتمع، حسب قولها.


مقالات ذات صلة

3 سيّدات يروين لـ«الشرق الأوسط» رحلة الهروب من عنف أزواجهنّ

يوميات الشرق في عام 2023 قُتلت امرأة كل 10 دقائق على يد شريكها أو فرد من عائلتها (أ.ف.ب)

3 سيّدات يروين لـ«الشرق الأوسط» رحلة الهروب من عنف أزواجهنّ

«نانسي» و«سهى» و«هناء»... 3 أسماء لـ3 نساءٍ كدن يخسرن حياتهنّ تحت ضرب أزواجهنّ، قبل أن يخترن النجاة بأنفسهنّ واللجوء إلى منظّمة «أبعاد».

كريستين حبيب (بيروت)
شؤون إقليمية امرأتان تشربان الشاي في الهواء الطلق بمقهى شمال طهران (أ.ب)

إيران: عيادة للصحة العقلية لعلاج النساء الرافضات للحجاب

ستتلقى النساء الإيرانيات اللاتي يقاومن ارتداء الحجاب، العلاجَ في عيادة متخصصة للصحة العقلية في طهران.

«الشرق الأوسط» (لندن)
شمال افريقيا صورة جرى توزيعها في يناير 2024 لنساء وأطفال بمخيم زمزم للنازحين بالقرب من الفاشر شمال دارفور (رويترز)

شهادات «مروعة» لناجيات فررن من الحرب في السودان

نشرت «الأمم المتحدة»، الثلاثاء، سلسلة من شهادات «مروعة» لنساء وفتيات فررن من عمليات القتال بالسودان الذي يشهد حرباً منذ أكثر من عام.

«الشرق الأوسط» (نيويورك)
آسيا صورة من معرض الصور الفوتوغرافية «نو وومنز لاند» في باريس للتعرُّف إلى العالم الخاص للنساء الأفغانيات (أ.ف.ب)

معرض صور في باريس يلقي نظرة على حال الأفغانيات

يتيح معرض الصور الفوتوغرافية «نو وومنز لاند» في باريس التعرُّف إلى العالم الخاص للنساء الأفغانيات، ومعاينة يأسهن وما ندر من أفراحهنّ.

«الشرق الأوسط» (باريس)
آسيا امرأة يابانية مرتدية الزي التقليدي «الكيمونو» تعبر طريقاً وسط العاصمة طوكيو (أ.ب)

نساء الريف الياباني يرفضن تحميلهنّ وزر التراجع الديموغرافي

يعتزم رئيس الوزراء الياباني شيغيرو إيشيبا إعادة تنشيط الريف الياباني الذي انعكست هجرة السكان سلباً عليه.

«الشرق الأوسط» (هيتاشي (اليابان))

خطر احتراري يهدّد الحياة البحرية في «منطقة الشفق»

منطقة الشفق موطن حيوي للحياة البحرية (غيتي)
منطقة الشفق موطن حيوي للحياة البحرية (غيتي)
TT

خطر احتراري يهدّد الحياة البحرية في «منطقة الشفق»

منطقة الشفق موطن حيوي للحياة البحرية (غيتي)
منطقة الشفق موطن حيوي للحياة البحرية (غيتي)

يُحذر العلماء من أن تغير المناخ يمكن أن يقلل بشكل كبير من الحياة في أعمق أجزاء محيطاتنا التي تصل إليها أشعة الشمس، حسب (بي بي سي).
ووفقا لبحث جديد نُشر في مجلة «نيتشر كوميونيكشنز». فإن الاحترار العالمي يمكن أن يحد من الحياة فيما يسمى بمنطقة الشفق بنسبة تصل إلى 40 في المائة بنهاية القرن.
وتقع منطقة الشفق بين 200 متر (656 قدماً) و1000 متر (3281 قدماً) تحت سطح الماء.
وجد الباحثون أن «منطقة الشفق» تندمج مع الحياة، ولكنها كانت موطناً لعدد أقل من الكائنات الحية خلال فترات أكثر دفئاً من تاريخ الأرض.
وفي بحث قادته جامعة إكستر، نظر العلماء في فترتين دافئتين في ماضي الأرض، قبل نحو 50 و15 مليون سنة مضت، وفحصوا السجلات من الأصداف المجهرية المحفوظة.
ووجدوا عدداً أقل بكثير من الكائنات الحية التي عاشت في هذه المناطق خلال هذه الفترات، لأن البكتيريا حللت الطعام بسرعة أكبر، مما يعني أن أقل من ذلك وصل إلى منطقة الشفق من على السطح.
وتقول الدكتورة كاثرين كريشتون من جامعة إكستر، التي كانت مؤلفة رئيسية للدراسة: «التنوع الثري لحياة منطقة الشفق قد تطور في السنوات القليلة الماضية، عندما كانت مياه المحيط قد بردت بما يكفي لتعمل مثل الثلاجة، والحفاظ على الغذاء لفترة أطول، وتحسين الظروف التي تسمح للحياة بالازدهار».
وتعد منطقة الشفق، المعروفة أيضاً باسم المنطقة الجائرة، موطناً حيوياً للحياة البحرية. ويعد التخليق الضوئي أكثر خفوتاً من أن يحدث إلا أنه موطن لعدد من الأسماك أكبر من بقية المحيط مجتمعة، فضلاً عن مجموعة واسعة من الحياة بما في ذلك الميكروبات، والعوالق، والهلام، حسب مؤسسة «وودز هول أوشيانوغرافيك».
وهي تخدم أيضاً وظيفة بيئية رئيسية مثل بالوعة الكربون، أي سحب غازات تسخين الكواكب من غلافنا الجوي.
ويحاكي العلماء ما يمكن أن يحدث في منطقة الشفق الآن، وما يمكن أن يحدث في المستقبل بسبب الاحتباس الحراري. وقالوا إن النتائج التي توصلوا إليها تشير إلى أن تغيرات معتبرة قد تكون جارية بالفعل.
وتقول الدكتورة كريشتون: «تعدُّ دراستنا خطوة أولى لاكتشاف مدى تأثر هذا الموطن المحيطي بالاحترار المناخي». وتضيف: «ما لم نقلل بسرعة من انبعاثات غازات الاحتباس الحراري، قد يؤدي ذلك إلى اختفاء أو انقراض الكثير من صور الحياة في منطقة الشفق في غضون 150 عاماً، مع آثار تمتد لآلاف السنين بعد ذلك».